13 مارس، 2024 3:42 م
Search
Close this search box.

حسن فايق.. صاحب الضحكة المميزة الذي برع في المسرح والسينما

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“حسن فايق” ممثل كوميدي مصري، ولد 7 يناير 1898، ولد في مدنية شربين، كان يسكن مع عائلته بحي شبرا. بدأ مسيرته الفنية في عمر 16 عام مع فرقة الهواة، في العام 1914 عمل مع “روز اليوسف” في مسرحية (فران البندقية)، وانضم بعدها إلى فرقه “عزيز عيد” وأستمر معها حتى عام 1917 حيث قرر أن يكون فرقة مسرحية خاصة به وقد اشترك للعمل فيها الممثل “يوسف وهبي”، وقد قام “حسن فايق” بتأليف عرض مسرحي عرضه في افتتاحها بعنوان (ملكة الجمال).

وفى عام 1916 قرر تشكيل فرقة مسرحية مع أصدقاءه الهواة، حيث كان يقوم بالبحث عن نصوص مسرحية مكتوبة، ثم فكروا في تأجير محل أو غرفة لعمل البروفات، وبعد ذلك يقومون بتأجير مسرح لعرض المسرحية، وهذا كان صعب جدا حيث أنهم كانوا في حاجة إلى توفير المال بشكل دائم لدفع إيجار المسرح وأجور الممثلين، وتأجير ملابس تاريخية، حيث أن جميع أعمالهم كانت تاريخية في ذلك الحين، وكانت هذه الفترة صعبة جدا لأن صاحب المسرح كان يرفض رفع الستارة إلا بعد دفع كامل الإيجار.

المونولوج..

في عام 1919 بدأ “حسن فايق” في إلقاء المونولوجات وكان يقوم بتأليفها منتقدا الظروف الاجتماعية لتلك الفترة، كما قام أيضا بتأليف وتلحين مونولوجات لغيره من الفنانين وأحيا كثير من حفلات النادي الأهلي في تلك الفترة، وكان له “مونولوجا” شهيرا بعنوان “شم الكوكايين”.. بدأ “حسن فايق” مسيرته السينمائية في عام 1932 عندما شارك في فيلم (أولاد الذوات) ومن بعده فيلم (عنتر أفندي). وقد قام بالاشتراك في 160 عمل سينمائي طوال حياته.

ويكشف “حسن فايق” الكثير عن بدايته الفنية في عالم الفن، إذ أكد أن دخوله عالم الفن جاء عن طريق الصدفة، حيث أنه كان يعمل لدى تاجر “خردوات” في حلوان، وذلك بتوصية من والده، وفي أحد الأيام اصطحبه والده لمشاهدة عرض مسرحي للشيخ “سلامة حجازي”، ومن هنا أعجب كثيرا بعالم المسرح.

وبعد ذلك أصبح يحضر جميع العروض المسرحية التي تقام على “كازينو حلوان”، حتى تعرف على بعض الأصدقاء من الهواة، وقرروا الذهاب إلى القاهرة عام 1915. وبالفعل هناك وجد الكثير من الفرق والجمعيات الفنية والمسرحية، مثل جمعية “أنصار التمثيل” التي كانت تضم كل من “سليمان نجيب” و”يوسف وهبي”، وجمعية “الاتحاد التمثيلي” الذي كانت تضم “حسين رياض” و”عباس فارس”، وانضم إليها هو فيما بعد.

الضحكة الشهيرة..

في لقاء ل”حسن فايق” في برنامج “نجوم زمان” مع الإذاعي “وجدي الحكيم”.. كان الحوار بينهما: وجدي الحكيم: حسن فايق الشاب الصغير بدأ حياته “إزاي”؟ حسن فايق: كان والدي الله يرحمه موظف بالجمرك، و”لينا قريب من حلوان كان تاجر ماني فاتورة، فوالدي حب أني أكون تاجر، فشغلني معاه في المحل ده”. وجدي الحكيم: كيف تحولت من محل تجارة إلى عالم الفن؟ حسن فايق: “ذهبت مرة مع والدي شفت رواية للشيخ سلامة حجازي، فأعجبت بالتمثيل جدا جدا، وفي حلوان، كانت بتيجي فرق مسرحية، وكنت أروح أتفرج عليها كل أسبوع، بعدها كنت بقعد مع زمايلي، وأقلهم نعمل أيه علشان نبقى زي الممثلين دول، بس هما ما كانوش غاويين”. وأضاف “فايق”، “سمعت أن في ناس غاويين تمثيل في مصر، طلع في مخي أسيب حلوان دي، وهربت إلى ميدان الفن، وكان في 3 أو4 جمعيات تمثيل”، كانت من ضمنهم جمعية “أنصار التمثيل”، والتي كانت تضم “إسماعيل نجيب” و”يوسف وهبي”، وجمعية أخرى، “عملناها اسمها “الاتحاد التمثيلي”، كنت أنا و”حسين رياض” و”عباس فارس”، وشابين، كنا نأجر محل ونجتمع، وكانت أسعد لحظات حياتي لما نجتمع”.

وجدي الحكيم: المعروف عن بدايتك الفنية أنك بدأت بمونولوجات؟ فهل “المنولوج كان قبل هواية التمثيل ولا بعد كدة”؟ حسن فايق: “لا دي كانت بعد كدة، غيرة، شفت مونولوج للممثل هاوي من زمايلنا اسمه “عبد القدوس”، وكان عنوانه “حلوة حلوة دي العروسة”، فغيرت منه، واتمنيت إني أعمل الحاجة دي، علشان همثل كل يوم زي ما أنا عايز، وعلشان لوحدي مش هستنى الفرقة”. ثم يضحك “حسن فايق” ضحكته الشهيرة. وجدي الحكيم: أول مونولوج عملته كان أيه؟ حسن فايق: “كنت عايز أعمل حاجة أعرف أتقنها، فقررت أعمل الفقي، وكان مونولوج “فقي القرافة”، وده نجح نجاح كبير، وكنت بغنيه في النوادي الكبيرة، أغنيته في النادي الأهلي مع الناس اللي بتعمل مونولوجات زيي”، مشيرًا خلال حديثه “عملت بعدها مونولوج “شم الكوكاكين”، وكان قصته أن جرام “الكوكايين” بجنيه أو أكتر الجرام فنزل سعره خالص، فبقا في أيدين العمال والولاد الصغيرين، وكانت مصيبة، فعملت المونولوج وكأنه رواية”. ثم يغني حسن فايق مقطوعة من “المونولوج” الشهير.

وجدي الحكيم: أول دور في مسرحية كوميدية كان أيه؟ حسن فايق: “عملت على مسرح عزيز عيد، أدوار كوميدية كلها، فعملت الابن الخارق للطبيعة”. وجدي الحكيم: متى أول مرة أخذت فيها فلوس من التمثيل؟ حسن فايق: كان مع يوسف وهبي سنة 1923. وجدي الحكيم: وكان بعد كام سنة من احترافك التمثيل؟ حسن فايق: أنا احترفت في 1916. المذيع متعجبًا: “يعني أخدت فلوس من التمثيل بعد 7 سنين من الاحتراف.. طيب كانت كام”؟ حسن فايق: “أيوة.. وكانت أكبر مهية 15 جنيهًا، أنا وحسين رياض، والباقي كان بياخد 12 و13 و8 جنيهات”. الحكيم: متى بدأت تشتغل مع نجيب الريحاني؟ حسن فايق: “لما معجبنيش الشغل عند يوسف وهبي، روحت للريحاني وقلت له عايز أشتغل هنا”. الحكيم: ما هي أول رواية اشتغلتها مع الريحاني؟ حسن فايق: كانت رواية “ملك الصالون” ورواية “الدنيا لما تضحك”. الحكيم متابعًا سؤاله: وما أشهر رواياتك مع الريحاني؟ حسن فايق: “كل رواياتي عند الريحاني عظيمة، أنا معتز بيها جدا جدا، متعرفش بحبها قد أيه، أنا متهيألي كدة مفيش برة ممثلين في أوروبا ممثلين، يمثلوا الأدوار اللي أنا مثلتها عند الريحاني زيي أنا”. وجدي الحكيم: إذا تركنا ذكريات المسرح وذهبنا للسينما ما هو أول فيلم لك؟ حسن فايق مسترجعًا ذكرياته: فيلم “سلامة في خير” مع الريحاني، ومع أم كلثوم كان فيلم “نشيد الأمل”. وجدي الحكيم: أستاذ حسن من أشهر الحاجات المعروفة عنك الضحكة .. مين اللي اكتشفها فيك؟ حسن فايق: “هي ضحكتي الطبيعية، ثم يدخل في وصلة من الضحك، طلعت طبيعي وكانت سالكة في الأول، وساعات متكنش سالكة، وأنا اكتشفتها من واحد رجل عظيم في حفلة، كان رجل باشا كبير في السن، وكان لما يضحك بيضحك بالشكل ده، قلت دي ضحكة تبقى كوميك، وبعد كدة كل ما أضحك تطلع بالشكل ده، كويس إنها مطلعتش معاك، ده أنا كل واحد كان يقابلني، أضحك كدة، فيقولي يا راجل ضحكتك دي حرمتنا منها يا راجل”.

المرض..

عانى “حسن فايق” من محنة المرض التي سببت له الحزن والشقاء حوالي 15 عاماً، حيث جلس في أحد الأيام بمحل للأحذية، فشعر بفنجان القهوة يرتعش في يده، ثم سقط على ثيابه. تقدم أحد الأطباء الذي تصادف وجوده في المكان ليقول بأن الفنان أصيب بالشلل النصفي، ولم يقتصر الأمر على المرض فقط، إذ عانى أيضا من تجاهل المسئولين لعلاجه، فاضطر أن يرسل مذكرة للمسئولين للتدخل من أجل علاجه، فكان يعالج على فترات على نفقة الدولة.

بالإضافة لذلك، لم يعد يزوره أحد من أصدقائه الفنانين، ولم يخفف عنه قليلاً سوى القرار الذي أصدره السادات بصرف معاش استثنائي له. وقد عاش سنواته الأخيرة ما بين المنزل والمستشفى التي كان يتلقى فيها جلسات العلاج، ولم يخرج من المنزل سوى مرات قليلة.

في أحد المرات جاءه الحنين لمسرح الريحاني، فتحامل على نفسه وترك منزله وذهب للمسرح، وجلس في شباك التذاكر يتأمل الجمهور، فانهمرت دموعه وزاد اكتئابه، وفى مرة ثانية حضر حفلاً أقيم في مستشفى العجوزة للترفيه عن أبطال حرب أكتوبر في حضور جيهان السادات. وقبل وفاته بأسبوع، أصيب بهبوط عام، ودخل المستشفى، وفى يوم 14 سبتمبر عام 1980 توفى نجم الكوميديا.

 

 

https://www.youtube.com/watch?v=6YvjO-fHMWU

 

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب