20 سبتمبر، 2024 7:44 م
Search
Close this search box.

“حسن صقر”.. أكد علي أهمية الرواية في زمن الكوارث والخراب

“حسن صقر”.. أكد علي أهمية الرواية في زمن الكوارث والخراب

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“حسن صقر” كاتب وروائي ومترجم سوري.

التعريف به..

وُلد في اللاذقية في قرية عين شقاق، وتعلَّم بها. حصل على إجازة في الجغرافيا ودبلوم في التربية من المعهد العالي للمعلمين من جامعة دمشق كما نال دبلومًا في اللغة الألمانية وآدابها من جامعة برلين. اشتغل بعدها مدرسًا لمادّة الجغرافيا في عددٍ من الثانويات في سوريا، كما عمل موجّهًا اختصاصيًا للعلوم الاجتماعية ثمّ أصبح لاحقًا مدرسًا للغة الألمانية في جامعة تشرين في مدينة اللاذقية.

أول أعمال “حسن صقر” الورقيّة المنشورة كانت رواية «البحث عن الظلام» التي صدرت عن دار الحصاد في نحو 151 صفحة. نشر في وقتٍ ما من عام 2014 رواية «شارع الخيزران» عن دار الحصاد أيضًا في نحو 280 صفحة.

يُعتبر كتاب «طائر الرحيل» أحد أشهر أعماله. صدر الكتاب أيضًا عن نفس دار النشر: دار الحصاد للنشر والتوزيع وذلك في السابع عشر من تموز/يوليو 2018 في نحو 264 صفحة. بخصوص هذه الرواية، يرى حسن صقر أنّ الكتب فعلًا لا تستطيع أن تُغيّر الواقع، لكنّه يُشدّد على أهميّتها في زمن الكارثة والخراب قد اكتسح العالمين الداخلي والخارجي كما يصف. يعتقدُ صقر أنّ وظيفة الكتب – بما في ذلك كتبه – أن تطرح أسئلة تجعلُ الإنسان في مواجهة محتدمة مع مصيره النهائي، ويرى أنه إذا كان إيقاظ ما هو إنساني في الإنسان يمثل الهدف البعيد لكل إبداع فني، فإن للرواية اليد الطولى في هذا الكفاح المرير. تتصدى هذه الرواية لمسألة الصراع بين الخير والشر في إدارته لعجلة التاريخ.

ترجمَ “حسن صقر” عددًا من الأعمال الفلسفيّة أشهرها «البطل ذو الألف وجه» وهو كتابٌ فلسفي مترجَم عن النسخة الأصليّة التي حملت عنوان The Hero With a Thousand Faces والتي صدرت عام 1972، كما ترجمَ كتاب قوّة الأسطورة وهو أيضًا كتابٌ فلسفي مترجَمٌ عن النسخة الأصليّة التي حملت عنوان The Power of Myth والتي صدرت عام 1988، فضلًا عن الكتاب الأشهر فريدريك نيتشه: مقاتل من أجل الحرية وهو كتابٌ فلسفي ثالث مترجَم عن النسخة الأصليّة Friedrich Nietzsche: Fighter For Freedom التي صدرت في الأول من حزيران/ يونيو 1985 وفيه يتحدث الكاتب شتاينر رودولف عن الفيلسوف الألماني المعروف نيتشه بعدما قضى عدّة أسابيع يتصفح أرشيفه وكتبه وكلّ ما احتفظت به شقيقته.

أبرز أعماله..

شارع الخيزران (رواية صدرت عام 2012 عن دار الحصاد).

البحث عن الظلام (رواية صدرت عام 2014 عن دار الحصاد).

طائر الرحيل (رواية صدرت عام 2018 عن دار الحصاد).

البطل ذو الألف وجه (كتاب فلسفي مترجَم عن النسخة الأصليّة The Hero With a Thousand Faces التي صدرت عام 1972).

قوّة الأسطورة (كتاب فلسفي مترجَم عن النسخة الأصليّة The Power of Myth التي صدرت عام 1988).

فريدريك نيتشه: مقاتل من أجل الحرية (كتاب فلسفي مترجَم عن النسخة الأصليّة Friedrich Nietzsche: Fighter For Freedom التي صدرت في الأول من حزيران/يونيو 1985).

الأسس العقلانية والسوسيولوجية للموسيقى.

«وردة الشمال»..

في مقالة بعنوان («وردة الشمال» للسوري حسن صقر.. نزهة العسكري من الهزيمة إلى السلطة) كتب “نبيل سليمان”: “”بانعطاف رواية «وردة الشمال» مع هزيمة 1967، بدت تتطوح عما كان قد استقام لها من قبل بالبناء الكلاسيكي الأثير لحسن صقر، وكذلك بما جرى في شطرها ذاك من تطعيم الكلاسيكي بالحداثي. وهنا، قد يكون للمرء أن يشير إلى أن ذكر الكلاسيكية الروائية بالخير، قد بات نادراً في الغمرة الروائية الحداثية خلال العقود الثلاثة الماضية. بل إن الكلاسيكية باتت معرة وسبّة لدى كثرة من الأصوات الجديدة، كما باتت كثرة من السابقين تتبرأ من كلاسيكيتها، وتجهد كي ينسب نصيبها الروائي إلى الحداثة. أما المدار الحداثي في ذلك كله، فقد تحدد غالباً بالشكل، وندر أن تعلق بفلسفة أو رؤية”.

ويضيف: “وإزاء ذلك تبدو روايات حسن صقر من القلة التي ظلت تلوح بكلاسيكيتها، شأنها شأن روايات عبد السلام العجيلي وصدقي إسماعيل وفواز حداد، من سورية. ولبيان ذلك في رواية «وردة الشمال»، تعجّل الإشارة إلى السارد الذي لا يفتأ يحشر نفسه بين النص والقارئ، ليقول: «هذا ما فكرت فيه سهام»، أو «قبل أن يكتمل هذا الحوار الذاتي»، أو «ولكي نعرف شيئاً عن حقيقة الأزمة التي عصفت في هذا البيت الذي تسكنه النساء، لا بد من إلقاء نظرة ولو سريعة على سكان العمارة»..

لكن تلقيح الكلاسيكي بالحداثي في الرواية حاصر مواطن الغلظة والاستطالة والإثقال على الرواية. كما دلّل هذا التلقيح على براعة الكاتب باللعب، ابتداءً بالضمائر”.

«رجل الذهب»..

في مقالة بعنوان (حسن صقر في «رجل الذهب» … الأبناء الذين تأخروا في دفن أبيهم) كتب فيها: “«رجل الذهب» عنوان المجموعة القصصية التي صدرت حديثاً عن دار الحوار (اللاذقية) للكاتب حسن صقر وضمّت ثلاث عشرة قصة قصيرة، يدفعها هاجس البحث في قتامة الواقع وفجائعيته، خصوصاً ما يتفجر نتيجة اصطدام الماضي والحاضر ذلك الاصطدام الإشكالي الذي لا يجد له حلاً، والذي يُعمل حسن صقر يد الفن في استكناهه.

قصة «دفن الأب»، فاتحة القصص، هي بإيجاز، قصة أبناء تأخروا في دفن أبيهم الذي «سقط… من قائمة الحياة وانتهى الأمر». ولكن هل انتهى الأمر حقاً؟ هل مات الأب فعلاً هو «الذي عاش أكثر من اللازم»، كما ورد على لسان أبنائه الذين ساقوا السرد بضمير المتكلم الجماعي؟ ولماذا تأخروا إذاً في دفن أبيهم؟

لقد أداروا ظهورهم له، تركوه يموت وحيداً على كرسيه، وراحوا يتشاجرون ويهومون في دنيا المال والعمارات والمزارع والأرصدة في المصارف”.

وتضيف: “وفي نهاية القصة (التي لم تتجاوز الصفحات الست من القطع الوسط)، يحدد الكاتب هوية الأب والأبناء: انهم جماعة محددة بعينها، تتكلم بضمير الجماعة المتكلم (نحن)، إنهم: نحن! لنقرأ: «… والناس الذين لا يعرفون شيئاً عن القصة يشيرون إلينا بالأنامل ويقولون: ما أغرب هؤلاء المجانين، لماذا لا يدفنون أباهم؟».

تلك الـ (نحن) ستسرد علينا قصة أخرى بعنوان «بيت العائلة»، اشكالية اصطدام الماضي والحاضر مرة أخرى. فالأب هنا مسكون بهاجس الموت، يجر عائلته: الزوجة، الابن والابنة، باستبدادية فظيعة وسط الأدغال والأهوال كي يصل الى مدخل البيت الموجود في أعلى قمة جبل بعيد، ليموت هناك ويحظى بالأبدية! أب يقود العائلة الى الخديعة، هو أيضاً: «خدعته قوى كامنة خلف الصخور». وبعد تعب وإرهاق، تصل العائلة الى سفح الجبل، مثل عائلات اخرى كثيرة، والأقوى بينها هو الذي سيفوز ببيت الجد الأكبر في أعلى القمة وتمكث العائلة في سفح الجبل، وسط العتمة، والعراء، والبرد وعواء الذئاب القادمة. بينما لم يبق للأبناء المقموعين، المستلَبين في عالم الخديعة المفضي الى الموت سوى التطلع الى نجوم السماء ليستدلوا بها على موقع تيههم!”.

وتؤكد: “قصص، ساقها الكاتب عبر رمزية آسرة، ولغة شفيفة مقتصدة ومركزة، لونتها الحوارات الغنية المقتضبة، والتأملات الفلسفية الرشيقة التي أضافت الى المضامين أبعاداً عميقة من دون أن يخلّ ذلك ببناء القصة المحكم.

قصص حسن صقر شديدة الواقعية، لكنها واقعية خاصة به، قصص حلّق الكاتب، من خلالها، بالواقع على أجنحة سريالية، ليطلقها في فضاء الفن”.

وفاته..

توفي “حسن صقر” في يوم 3 يناير 2024.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة