خاص: إعداد- سماح عادل
“حسن سامي يوسف” كاتب وروائي وناقد سينمائي فلسطيني سوري.
حياته..
ولد في قرية لوبيا قرب طبريا في فلسطين، 1 مايو (أيار) 1945، سافرت أسرته بعد النكبة 1948 إلى لبنان ثم سوريا وعمره 3 سنوات، وعاشت في دمشق. توفي والده وهو في عمر السابعة، فأثر يتمه علي حياته، يقول: “لم أنعم بأي طفولة”، تعلم مرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس الأونروا في دمشق، والمرحلة الثانوية في مدرسة عبد الرحمن الكواكبي بحي الميدان.
مارس التمثيل في المسرح القومي في دمشق، وبعد نكسة 1967، ساهم في تأسيس فرقة المسرح الوطني الفلسطيني التي أنتجت عروضا مميزة على المسارح العربية. في 1968 أعطته وزارة الثقافة السورية منحة دراسية في الاتحاد السوفيتي، في المعهد العالي للسينما في موسكو، وحصل علي شهادة الماجستير في مجال الفن 1973. ثم رجع إلى دمشق وعين رئيسا لدائرة النصوص في المؤسسة العامة للسينما. وكان عضو في هيئة تحرير مجلة “الحياة السينمائية” التي تصدر في دمشق. كان مستشارا دراميا للعديد من الأفلام مثل: وقائع العام المقبل، حادثة نصف متر، نجوم النهار، رسائل شفهية، الليل، صعود المطر، الطحالب.
من أعماله..
الروايات:
- الفلسطيني.
- الزورق.
- رسالة إلى فاطمة.
- بوابة الجنة.
- فتاة القمر.
- هموم الدراما.
- عتبة الألم.
- على رصيف العمر.
الأفلام:
- قتل عن طريق التسلسل.
- الاتجاه المعاكس.
- غابة الذئاب.
- يوم في حياة طفل.
- بوابة الجنة.
المسلسلات:
- شجرة النارنج.
- الشقيقات.
- نساء صغيرات.
- أسرار المدينة.
- أيامنا الحلوة.
- قبل الغروب.
- قلب دافئ.
- حكاية خريف.
- رجال ونساء.
- الانتظار.
- الغفران.
- زمن العار.
- السراب.
- الندم.
- فوضى.
الجوائز..
- جائزة محمد بن راشد للدراما العربية عن مسلسل “زمن العار”.
- جائزة التلفزيون السوري لأفضل سيناريو عن مسلسل “زمن العار” .
- جائزة أفضل سيناريو عن مسلسل “نساء صغيرات” في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون.
رواية تلفزيونية..
في مقالة بعنوان (حسن سامي يوسف أسس رواية تلفزيونية مغايرة) كتب “سامر محمد إسماعيل”: “رحل الكاتب الفلسطيني حسن سامي يوسف في دمشق عن 97 عاماً بعدما شارك في إحياء نهضة في عالم الدراما العربية عبر كتابة أبرز السيناريوهات، عطفاً إلى مساره الأدبي والسينمائي.
قضى الكاتب الفلسطيني حسن سامي يوسف حياته مترحلاً من نزوح إلى آخر، فمنذ عام 1948 فتح الطفل الفلسطيني عينيه على يدي أبيه تنتشلانه طفلاً رضيعاً من بين القذائف ودوي الرصاص في قريته لوبيا (شمال فلسطين) إلى مخيم للاجئين في بعلبك اللبنانية. ولم يطل المقام بالعائلة حتى عادت وكررت نزوحها إلى مخيم اليرموك في دمشق. المكان الذي عد عاصمة للشتات الفلسطيني سيصبح ميداناً هو الآخر لمعارك دامية خلال أعوام الحرب السورية، ليكرر يوسف ترحاله مجدداً والانتقال للعيش طويلاً في غرفة بأحد فنادق دمشق، ومنها أخيراً إلى بيته في محلة صحنايا غرب العاصمة السورية”.
الواقعية الجديدة في الدراما..
ويضيف: “انصرف بعدها يوسف للتأسيس لما عرف بأعمال الواقعية الجديدة في الدراما التلفزيونية السورية، والتي اشتقها الراحل من مكابدات طويلة مع الحياة وقراءة عميقة ومتأنية للواقع، وكان أبرزها مسلسلات “شجرة النارنج” و”أيامنا الحلوة” و”نساء صغيرات” و”الغفران” و”زمن العار” و”أسرار المدينة” و”فوضى”. وشكل عبر هذه الأعمال شراكة لافتة مع رفيق دربه السيناريست نجيب نصير وأسسا لأول ورشة كتابة مفتوحة عن هواجس المستضعفين وآلامهم، وصورا معاً بيئات مجهولة ومنسية في المجتمع السوري، إذ تعاون يوسف ونصير لتحقيق هذه الأعمال مع أبرز مخرجي الموجة الجديدة في الدراما التلفزيونية السورية وكان منهم سليم صبري وهشام شربتجي وحاتم علي وسمير حسين ورشا شربتجي.
لكن تعاونه الأبرز كان مع المخرج ليث حجو والذي كتب له يوسف بالشراكة مع نجيب نصير عملين من أهم الأعمال التلفزيونية المعاصرة. الأول جاء عام 2006 بعنوان “الانتظار”، وفيه أطل كل من حجو ويوسف على أحزمة الفقر والحارات العشوائية حول دمشق، أما العمل الثاني فجاء بعنوان “الندم” عام 2016 وهو المسلسل الذي سيحوله يوسف إلى رواية بعنوان “عتبة الألم”، وفيها استعاد الكاتب الفلسطيني عبر خمسة مشاهد وعديد المشاهدات توقيعه عام 2000 على بيان الـ99 الشهير مع نخبة من مثقفين وفنانين سوريين، طالبوا السلطة بإنهاء الأحكام العرفية وتعطيل العمل بقانون الطوارئ والإفراج الفوري عن المعتقلين، والعودة الطوعية للمبعدين والمنفيين.
حدث ذلك خلال الفترة التي عرفت بـ”ربيع دمشق” والتي يمكن ملاحظة تأثيرها في أحداث الرواية كما في المسلسل المأخوذ عنها، إذ حرص الروائي الفلسطيني على اتخاذ صوت الراوي لسرد أحداث متصاعدة ومتشابكة عن بدايات العنف في المدن السورية وما آل إليه واقع الحريات العامة عبر حكاية كاتب ينسلخ عن عائلته، فيرفض ميراثها لمصلحة الانخراط في واقع بؤساء الحرب والمفقودين والمغيبين قسرياً، ليجد نفسه متورطاً في أحداث تختلط فيها وقائع روايته مع شخصيات الحرب التي يعايشها عن قرب”.
الفلسطيني..
في مقالة بعنوان (حسن سامي يوسف.. على بيضاء شامية وسمراء بكوفية، احسدوني أنا الفلسطيني) كتب: “جود سعيد”: “من صُنعِ المتعة والفرجة والفائدة في الدراما كما يحلو له أن يسميها إلى صنع الذاكرة وصياغة الهوية في الرواية، تنقل ذلك الفلسطيني النحيل ذو العينين السوريتين الحادتين وهو يقول لجمهوره احسدوني، فأناي اثنتان جميلتان بيضاء شامية وسمراء بكوفية.
في مطلع الثمانينيات من القرن المنصرم اتجه حسن للرواية وكانت أول روايته “الفلسطيني” والتي نبتت فكرتها في بيروت حيث كان شاهداً على الاجتياح الإسرائيلي للبنان، كتبها بعد خروجه من لبنان ونشرت في تونس بعد خمس سنوات من صياغتها في العام ١٩٨٨. بعد روايته الأولى أتم حسن ثلاثيته الفلسطينية، الزورق ١٩٩٠ وبوابة الجنة ١٩٩٨. خلال تلك الفترة كتب روايته الذاتية اليتيمة “رسالة إلى فاطمة” ١٩٩٦ والتي تسرد جانباً من شبابه.
تعتبر ثلاثيته شاهدةً على مأساتنا الأكبر وعلامة فارقة في أدب النزوح إن صحت التسمية. في العام ٢٠٠٠ خطّ روايته “فتاة القمر” ومن ثم أعاد كتابتها تحت عنوان “الغفران”، وله أيضاً هموم الدراما (دراسة في الدراما) على شكل رواية ٢٠٠٣ صدرت عن منشورات مهرجان دمشق السينمائي.
الرواية السورية في مسيرته أتت مع اندلاع العشرية السورية السوداء فكتب عتبة الألم الأكثر مبيعاً عبر تاريخه عن دار ورد 2013- 2014 (مسلسل الندم) أخرجه الليث حجو والذي جمعته تجربة خاصة ومميزة مع حسن في عدة أعمال منها الندم. آخر روايته وأكبرها حجماً “على رصيف العمر” والتي صاغ منها سيناريو يُنتظر إنتاجه.
رثاء..
رثاه العديد من الأصدقاء والكتاب والأدباء والسينمائيون يقول د. “محمد الحوراني” رئيس اتحاد الكتاب العرب: “بعد رحلة من الألم والأمل والعطاء، وأعمال كثيرة أرادها تثبيتا للذاكرة الحقيقية لأبناء فلسطين والأمة، الأديب الفلسطيني ـ السوري العروبي الأصيل حسن سامي يوسف يغادر “عتبة الألم”، تاركا إرثا من العطاء والمعرفة والدراما القائمة على بناء الإنسان وأعماره، والتأسيس لجيل يحفظ إرث آبائه وأجداده ويصون هذا الميراث العظيم، من خلال ثلاثيته التي تناولت كثيرا من جوانب مأساة النزوح وأدبها.
حسن سامي يوسف أيها الفلسطيني الحامل هموم أمته وأبناء بلده، أيها المتعب بذكرياته وأحلامها ووجع شعبه الفلسطيني المصلوب على خشبة الكبرياء والعزة، ستبقى دائم الحضور في فكر وثقافة وضمير كل مثقف وكاتب وفنان عرف أصالة فكرك وصدق انتمائك، وستبقى “رسالتك إلى فاطمة” “الزورق” التي نبحر بها حتى الوصول إلى “بوابة الجنة” التي اشتغلت عليها من خلال تأسيسك وصياغتك للهوية في رواياتك ومسلسلاتك، كيف لا وأنت القادم من عمق النضال والمقاومة فلسطين إلى قلب الثبات على الموقف دمشق، مروراً ببطولات المقاومين وحكاياتهم في لبنان.. ستذكرك المؤسسات الثقافية والإعلامية والفنية في سورية والوطن، وسيبكيك حي الميدان وحي الأمين ومخيم اليرموك، متذكراً إخلاصك الكبير لفلسطينك وتكريسها وتجذيرها في أدبك وفنك ولقاءاتك، تماما كما هو غسان كنفاني الذي أحببته فكرا وأدباً”.
ويقول المخرج السينمائي “فراس محمد”: “خبر موجع. بعد شهرين من وفاة شريكه وصديقه عبد اللطيف عبد الحميد. خسارات لقامات كبيرة”.
والإعلامي “رامي بديوي”: “وداعاً حسن سامي يوسف.. شكراً لك بحجم قلوبنا وذاكرتنا”.
وفاته..
توفي “حسن سامي يوسف” 2 أغسطس 2024، عن عمر ناهز تسعة وسبعين عاما في دمشق.