خاص: إعداد- سماح عادل
“حسان عزت” شاعر وناقد وصحفي سوري.
حياته..
ولد في دمشق سورية 1949 ودرس فيها وتخرج من جامعاتها. عمل في الصحافة الأدبية في سورية وخارجها وساهم في تأسيس عدد من المجلات الثقافية الأدبية تولي منصب مدير تحريرها كمجلة “المنارة، انفينيتي، والمطهر”. له تجارب مهمة في تصدير الشعر إلى المسرح، وقدم أعماله الشعرية في مسارح دمشق، حلب، القاهرة، الشارقة، دبي، فالنسيا ومدن أخرى.شارك كعضو لجان تحكيم في جوائز عربية وعالمية، وترجمت أعماله الشعرية إلى عدة لغات.
الأعمال..
عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات العربية. ساهم في تأسيس عدد من المجلات الثقافية والأدبية الإماراتية، وشغل منصب مدير تحريرها: كمجلة المنارة، انفينيتي، والمطهر. ساهم في تأسيس صحيفة أخبار العرب الإماراتية، ورأس قسمي الثقافة والمنوعات فيها. ساهم في تأسيس (بيت الشعر) في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات- فرع أبو ظبي. شارك في مهرجانات شعرية عالمية وعربية وقدم أعمالا شعرية على مسارح: دمشق، حلب، الشارقة، القاهرة، دبي، بيروت، الدوحة، طرابلس ليبيا، فالانسيا.
له تجارب في مسرحة الشعر وتقديمه مترافقا مع الغناء والموسيقى كتجربة “احتفالية للشمس”، تصميم الفنان “غسان مسعود”، قدمت على المسرح الدوار للمعهد العالي للموسيقى 1998 برعاية وزارة الثقافة السورية.
عضو لجان تحكيم مهرجانات شعرية ومسرحية وجوائز سورية وعربية. عضو لجنة تحكيم جائزة محمد بن راشد العالمية لشعراء السلام. عضو الملتقى الإسباني الثقافي لشعوب البحر المتوسط- فالانسيا.
زوجا للكاتبة والإعلامية “فاتن حمودي”، ووالدا للفنانة التشكيلية الراحلة “إيفا عزت” التي توفيت أواخر 2022 عن عمر 39 عاما، وترك رحيلها أثرا بالغا في كتابات والدها، التي ظلت تستحضرها بشكل متكرر. ومن بين المواقف اللافتة، أن غلاف ديوان “جناين ورد” الصادر عام 1998 حمل رسمة لإيفا، رسمتها وهي في السادسة من عمرها، قبل أن تدخل عالم التشكيل وتصبح من أبرز أسمائه.
البحث عن القمر..
أصدر أولى مجموعاته الشعرية بعنوان “شجر الغيلان في البحث عن قمر” عام 1981، عن دار ابن رشد في بيروت، تلتها “تجليات حسان عزت” (الدار العالمية، 1983)، ثم “زمهرير” دار النديم، 1985. وفي ديوانه الأول، استخدم أسطورة عن راقصة باليه للتعبير عن التمرد، وأسطورة شجر الغيلان شجر طويل يلاحق القمر للتعبير عن الملاحقة السياسية للصوت الحر. ويذكر رؤيته للشعر في أحد الحوارات معه: “إذا لم يعبر الشعر عن الوجدان، وعن الموقف، والطموح الكلي للكائن، ليس شعرا”.
صديقي كردي..
في حوار معه لصحيفة (يكيتي) يقول “حسان عزت” عن العلاقات اللطيفة مع الأكراد: “يا الله وأنا أتلفت إلى علاقتي الجميلة وصداقتي الواثقة لشعبي السوري الكردي الثاني. وأسأل متى بدأت وتشكلت وشرشت جذورها في الوجدان، أقبل ولادتي في قرية من ريف دمشق كانت يوما بستانا لهشام ومروان ابن عبد الملك في تأسيس الدولة العربية.. المليحة الجنينة الجميلة والنبيلة في ذلك البستان وأنا أعي جدتي الثانية الكردية إلى جانب جدتي العربية. جدتي الكردية أم سلطانة بدفئها وروحها وحضورها ومخيال حكاياها وهي تروي لنا بأسلوب الحليب والعسل روايات العز والشباب عن الأمير الميحور والجميلة الأميرة الوردة التي تفك له السحر وتشفيه بصافي شرابها.
وتفاح الصبا من بلاده الذي يكلّف الحبيب قطع الأمصار وركوب الأهوال ومحاربة الأغوال والتنانين واللصوص وقطاع الطرقات. وعياري المدن. حتى يفلح أخيرا وينتصر بإحضار تفاح الحبل والخصب من بلاده. فتحمل المحبوبة بأجمل طفل بعد عقور سنين وانتظار دهور. ويا الله كم هي مشوقة وساحرة تلك القصص وكم هي عاصفة وتتجاوز المصاعب والأخطار تلك الحكايا، ويا خودي ( الكلمة الأجمل) التي تعني الله بالكُردية. وحفظناها من جدّتي أم سلطانة رسول التي كانت تقضي ليالي الشتاءات المتوحّشة في بيتنا هي وابنتها الوحيدة السمراء”.
الجوائز..
الفائز الأول شعريا على جامعة دمشق والجامعات السورية 1976.
المرتبة الأولى في مسابقة أنجال هزاع لشعر الأطفال عام 2002 عن مجموعته الشعرية حواري الورد.
أعماله..
- شجر الغيلان في البحث عن قمر – بيروت دار بن رشد 1981.
- تجليات حسان عزت- بيروت الدار العالمية 1983.
- زمهرير- بيروت دار النديم الوعي 1985.
- جناين ورد- بيروت دار عطية 1998.
- حواري الورد- المرتبة الأولى في مسابقة أنجال هزاع 2002.
- سباعية خلق- دار العوام- السويداء، سورية 2021. وقد رسمت لوحاتها الفنانة فاطمة عبد الله لوتاه.
- القصيدة العربية الجديدة في سورية قصيدة النثر نموذجًا (دراسة نقدية).
وفاته..
غادر “حسان عزت” الحياة صباح الثلاثاء 22 يوليو 2025 عن عمر ناهز 75 عاما، بعد صراع استمر سنوات مع المرض.
في الاغتراب والحب.. الحب وطن
لـ” حسان عزت”
الحب وطن غائر في الروح
لا وطن سواه
لأنه لأن الحبّ نقيضُ اغتراب كونيّ حادث في الخلق وعارض على الأصل..
فإن كانَ الاغترابُ جنابةً كما يرى ابن عربي
وطعناً بوطنِ القلب والأم
فإن الماءَ أصل وطهرانٌ وعودةٌ إلى
أصل حب ووطن
أي حاء + باء
= حبّ وحنان ممتد
أي الحنان المجنون بحضن حنون، يعيد كل مغتربٍ واغترابٍ إلى أصله، الذي هو من طبيعةِ مصالحةِ الذات بالذات وللذات، وتجدّد الأبعاد الأنا والهوَ والهُم والهنّ،
والمكانَ والزمانَ في حضن أو وَكَنٍ أو وطن واحد..
وطن واحد الكنّ والكون والكينونة الأصل
تفرّقَ واغتربَ في غربةِ الضياعِ والتيهِ والشتات ، فصار اغتراباً وعذاباً وتشتّتاً لنفسٍ وجسدٍ كان جمعاً وكنّاً ، وروحاً اصبح في عصيانِ مايهوى وما يميلُ بكينونتِهِ لعناقهِ
أنا من أهوى ومن أهوى وطن
كيف وكيف يا حبّ يا صعبُ يا كونُ قلْ لي..
أنا من أهوى ومن أهوى أنا
نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرته ابصرتني وإذا ابصرتني ابصرتنا
وإذا أبصرتَ صِرنا وطنا*
ولأعِدْ في قراءة الروح والوجود والبنيان
فإذا أغْوَيتُهُ أغْوَيتُني
وإذا أغْويْتُنِي أغْويْتُنا
ولننتبه إلى فعل أغوى هنا
المنسوب للذات أغويتُ أنا حبيبي
فاغويتُ نفسي بهِ، وقمتُ بإغوائنا معاً، فصرنا معاً غواةً لذواتنا مقاماً ومكاناً وزمناً وأحوالاً لانُرَدّ ولا نُعصى، فصرنا معا كينونة كونٍ وكيانٍ في جسدين وفي إيقاع موسيقى شجرة الأطفال والحياة
وطناً موَحّدا في طفل لايقسم ولا يوزع ولا يُحاصص ولايعود إلى ماانطوي فيه إلى اثنين منفصلين..
بل هو الواقع الحي والمستقبل الموحد المأمول إن أردناه وطنا حرا وإبداعا يكون.
ولنتأمل معنىً لما أراه في الاغتراب والتيه في أيام شبابي الأول
وفي تجربة صعبة لم تزلْ جرحا غائرا وجميلا..
عندما أقول أنا*
ذاهلٌ عن كل مايحيط
إلا اسمُها العوسجةُ
ووجهُهَا الضالعُ بالهروب*
حينَ توهجتِ النّبوةُ في عيني حبيبي
قلتُ ياطير المسافاتِ اسكنْ قلبي
فقد ييبتعدُ الوطنُ عنِ دمي
وينسلخُ الطفلُ عن الرّحم
وفي الغربةِ حتى الأصدقاء يطعنون الله
ويصبحُ
البعدُ الدامي كرةً
وتصيرُ العينُ دمعةً قزحيّةً
يدور الحباحبُ في كل اتجاهات الألم
والحريّةُ قضيةَ حياةٍ أو موت
وتصيرُ جبيلُ وشماً
بيبلوس أيّتها الغجريةُ البكر
متى تلامسينَ شفتيّ
وفي الغربة حتى الأصدقاء
وحتى الخيال المجنّحُ غُربةً في متاه
متى يا حبيبي
متى يا ليالى الشمالِ الحزينة
أنادي ميرالادا
ميرالادا
فتتحركُ الأشجارُ عن وجهٍ مضاءٍ
لا القمرُ يحملُ سيفا
ولا السواعدُ اغنيةْ
ما كنتُ أعرف أنّ الصنوبرَ سيحملُ الكستناءَ
وأنّ القممَ المكلّلةَ بالعرعرِ والزعرورِ
ستحتفظُ بكلّ هَمساتِ العشقِ ولا تبوحُ بها
لنختلي مرّةً
فقدْ تعبَ القلبُ بحملِ النبوة