خاص: إعداد- سماح عادل
“جين فوندا” ممثلة، وناشطة سياسية، وعارضة أزياء أمريكية، فازت بجوائز عديدة، منها اثنتان أوسكار، واثنتان بافتا، وسبع غولدن غلوب، ووواحدة إيمي برايم تايم، و وواحدة جائزة معهد الفيلم الأمريكي لإنجاز الحياة، وجائزة الأسد الذهبي الفخرية.
حياتها..
ولدت في 21 ديسمبر 1937، والدها الممثل “هنري فوندا”، ووالدتها سيدة مجتمع تدعي “فرانسيس فورد سيمور”. بدأت “جين” مسيرتها التمثيلية في مسرحية علي مسرح برودواي “كانت هناك فتاة صغيرة” (1960)، وترشحت عنها لجائزة توني لأفضل ممثلة مساعدة في مسرحية.
ثم عملت في السينما في العام نفسه في الفيلم الرومانسي الكوميدي “تول ستوري”. واشتهرت في فترة ستينيات القرن العشرين بتمثيلها في أفلام مثل “بيريود أوف أدجستمنت” (1962)، و”صنداي إن نيويورك” (1963)، و”كات بالو” (1965)، و”بيرفوت إن ذا بارك” (1967)، و”بارباريلا” (1968).
زوجها الأول كان مخرج يدعي “بارباريلا روجر فاديم”.
الأوسكار..
ترشحت “جين” لجائزة الأوسكار سبع مرات، أول مرة عن دورها في فيلم (هم يقتلون الخيول، أليس كذلك؟) (1969)، وفازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مرتين في سبعينيات القرن العشرين عن فيلمَي “كلوت” (1971) و(العودة للديار) (1978). أما الترشيحات الأخرى، كانت عن أفلام “جوليا” (1977)، و”ذا تشاينا سيندروم” (1979)، و”أون غولدن بوند” (على البركة الذهبية) (1981)، و”ذا مورنينغ آفتر” (1986).
نجحت أفلامها نجاحا ساحقا، مثل (اضحك مع ديك وجين) (1977)، و(جناح كاليفورنيا) (1978)، و”ذي إلكتريك هورسمان” (1979)، و”9 تو 5 ” (1980)، وكانت “جين” تجذب الجماهير إلى شباك التذاكر، وفازت بجائزة إيمي برايم تايم عن أدائها في الفيلم التلفزيوني “ذا دولميكر” 1984.
فترة الثقافة المضادة..
كانت “جين” ناشطة سياسية معروفة في فترة الثقافة المضادة أثناء حرب فيتنام، التُقطت صور لها وهي جالسة على مدفعية دفاع جوي فيتنامية شمالية خلال زيارة قامت بها إلى هانوي في 1972، ولقبت بعد هذه الصورة بلقب «هانوي جين». وقد وُضعت على القائمة السوداء لدى هوليوود. كما شاركت في الاحتجاجات على حرب العراق والعنف ضد النساء، وتصف نفسها بالناشطة النسوية والبيئية.
شاركت مع روبن مورغان وغلوريا ستاينم في تأسيس المركز الإعلامي النسائي، في عام 2005 وهو منظمة تعمل على إيصال أصوات النساء إلى الإعلام من خلال الدفاع والتدريب الإعلامي والقيادي وخلق محتوى أصلي، وتعمل “جين” ضمن المجلس الإداري للمنظمة.
سيرة ذاتية..
أصدرت “جين” سيرتها الذاتية في 5 أبريل عام 2005 بعنوان “حياتي حتى الآن” عن “راندوم هاوس” للنشر. الكتاب يصف حياتها بأنها سلسلة من ثلاثة فصول، كل فصل منها يمتد لثلاثين عاما، ويذكر الكتاب أن «فصلها» الثالث يحمل المغزى الأكبر، بسبب التزامها بالديانة المسيحية، كما أن تلك الفترة تحدد الأمور التي سيتذكرها الناس لأجلها. رحب النقاد بسيرتها الذاتية، وقالوا عنها «مسلية وباعثة على الجنون مثل جين فوندا نفسها», في المراجعة التي كُتبت عنها في صحيفة “واشنطن بوست”، وصفت “جين” بأنها «مجموعة جميلة من التناقضات». ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الكتاب إنه “ذو تأثير لاذع باعث على الألم”.
دونت “جين” يوميات تحكي عودتها إلى مسرح برودواي في يناير عام 2009 في مدونة عن طريق منشورات تتنوع مواضيعها بين صفوف البيلاتس ومخاوفها وحماسها تجاه مسرحيتها الجديدة. كما أنها تستخدم تويتر ولديها صفحة على فيسبوك. ، نشرت فوندا كتابًا جديدًا بعنوان ريعان الشباب: الحب، والصحة، والجنس، واللياقة، والصداقة، والروح المعنوية – استغلال حياتك على أكمل وجه. في عام 2011 يقدم الكتاب قصصًا من حياتها وحياة الآخرين، ويتضمن وجهة نظر حول تحسين معيشتها لما أسمته «السنوات الحرجة من سن 45 و50، ولا سيما من سن 60 وما بعدها”.
انتهاكات..
قالت “جين” إن الرجال الذين دخلوا حياتها كانوا “ضحايا الاعتقاد في النظام الأبوي، وكشفت أنها تعرضت للاغتصاب وعانت انتهاكات جنسية في مرحلة الطفولة. في مقابلة أجراها معها “بري لارسون” لموقع The Edit وأضافت أنها خسرت ذات يوم وظيفتها لأنها رفضت التحرشات الجنسية من قبل رئيسها.
وعن فترة الشباب قالت إنها تعتقد أن تكون ممثلة شابة أمرا “مرعبا” بسبب التمييز ضد الإناث. “كممثلة شابة عليك أن تتعري كثيرا. وهناك المزيد من التركيز على مظهرك.” وقالت أيضا إنها “ترعرعت وهي تعاني مرض استرضاء الآخرين”.
وعن الانتهاك ذكرت: “لأظهر لك إلى أي مدى أثر النظام الأبوي سلبا على الإناث، لقد تعرضت للاغتصاب، وتعرضت لسوء المعاملة الجنسية في طفولتي، وطردت من العمل لأنني رفضت إقامة علاقة جنسية مع رئيسي. واعتقدت دائما أنها غلطتي. أنني لم أفعل أو أقول الشيء الصحيح. أنا أعلم أن هناك فتيات صغيرات تعرضن للاغتصاب ولم يعرفن أنه كان اغتصابا. ولقد كان نجاح الحركة النسائية في جعلنا ندرك أن الاغتصاب والاعتداء ليس خطأنا وأنه تم انتهاكنا وهذا ليس بالأمر الصواب”.
في عام 2014 كشفت “جين” أن والدتها “فرانسيس فورد سيمور”، تعرضت للاعتداء الجنسي وهي طفلة عمرها 8 سنوات. وانتحرت وعمرها 42 عاما عندما كانت “جين” تبلغ من العمر 12 عاما.
وقالت: “إنها سعيدة أن الممثلات يناضلن الآن من أجل سد الفجوة في الأجور بين الجنسين في صناعة الترفيه، وهو الأمر الذي لم يكن يعتبر قضية قبل 40 عاما. أنا لم أفكر أبدا في هذا الأمر، وأنا أتحدث عن ذروة مسيرتي المهنية في السبعينيات والثمانينيات، إذ لم أحصل أبدا على مبلغ ضخم من المال حيث لم أعتقد في ذلك الوقت أنني أستحقه. بالنسبة لي، كانت الأمور تجري على هذا المنحى. الرجال يكسبون أكثر. وأنا سعيدة جدا أن الناس يشعرون بالغضب إزاء ذلك الآن.”
أم..
في مقابلة مع “كريس والاس” مراسل شبكة “سي أن أن”، حكت “جين” عن حياتها، وأن أكبر ندم هو أنها لم تكن أما أفضل لأطفالها قالت: “أطفالي رائعون وأذكياء لكن أنا لم أعرف كيف أتصرف ولم أكن الأم التي أتمناها لأولادي”. فقد رأت كيف تكون التربية الصالحة بفضل جمعيّتها: “أعرف الآن كيف من المفترض أن تسير الأمور. لم أكن أعرف حينها. لذا أحاول اليوم أن أكون حاضرة لأولادي”. “جين” أم لثلاثة أطفال هم: “فانيسا فاديم وتروي أودونوفان غاريتي وماري لوانا ويليامز”.
كوميديا..
في فيلمها الكوميدي الجديد (This is Where I Leave You) شعرت “جين” بالرهبة من النجوم الذين يمثلون معها في العمل، مثل تينا فاي وجيسون باتمان وآدم درايفر وبن شوارتز، حين يخرجون عن النص. وتلعب “جين” دور أم لعائلة مفككة في فيلمها الجديد. وصرحت في مقابلة مع «رويترز» إنها خلال مشاركتها في الفيلم لم تشعر وكأنها كبيرة في السن، بل «شعرت وكأنني طالبة لأنني لا يمكنني أن أفعل ما يفعلون. لا أعرف كيف يمكنني ارتجال الكوميديا. قمت بتمثيل كوميديا. لكني كنت أقول النصوص المكتوبة ولا أرتجل”.
عن طاقم العمل واصلت: «جميعهم لديهم هذه الموهبة. أما أن تولد بهذه الجينات فيمكنك آنذاك شحذها وجعلها أفضل، لكن إذا لم تولد بها فلا يمكنك فعلها. وأنا لا أملك مثل هذا النوع من المخ”».
وعن أدوار الكوميديا قالت: «أحب تمثيل أدوار الكوميديا. كما أحب أن أمثل أدوار الدراما مرة أخرى. المرء يبحث عن النصوص المكتوبة بشكل جيد ويتتبعها. إذا كانت مكتوبة بطريقة جيدة فأنت تلهث وراءها.”
انتحار..
في سيرتها الذاتية تروي “جين” قصة حياتها منذ البداية وكيف انتحرت أمها وهي في عز الشباب، ومدى الجرح العميق الذي حفره هذا الحدث التراجيدي في روحها ونفسيتها. وتضيف: “والدليل على ذلك أن انتحار أمي ظل يلاحقني طيلة حياتي كلها، وقد سألت كل من كان يعرفها في ذلك الزمن لكي يقصوا علي قصة حياتها ويقولوا لي كيف كانت في الحياة اليومية.
وتعرفت في إحدى المرات على صديقتها الحميمة ويبدو أنها كانت تبحث عني منذ عشرين سنة لكي تتعرف علي لأن أمي كانت تحبها كثيرا وقد قدمت لها العديد من الخدمات. وأخيرا حصلت على رقم تلفوني وراحت تتحدث لي ساعات وساعات عن أمي. وعندها أغلقت السماعة انهرت على السرير ورحت أبكي وانتحب بقوة” .
حب..
ثم تتحدث “جين فوندا” عن سفرها إلى فرنسا وحياتها الباريسية حيث أمضت سنوات عديدة في عاصمة النور. تقول: في أحد الأيام كنا نتعشى في مطعم «مكسيم» الباريسي الشهير الذي لا يعرفه إلا الأغنياء والمشاهير. وفجأة يدخل علينا رجل جميل جدا وتشع منه أضواء البهجة والإبداع: انه كريستيان فاديم الذي طالما أوقع النساء الجميلات في غرامه. ومعلوم انه تزوج منهن جميعا تقريبا: كبريجيت باردو، وكاترين دونوف، وأنا..
ولكني في ذلك الوقت لم أكن أعرفه شخصيا، كنت أسمع بأنه اخرج فيلما سينمائيا جريئا جدا تحت عنوان: وهكذا خلق الله المرأة وقد مثلت فيه دور البطلة بريجيت باردو.. وبدءا من تلك اللحظة أصبح «فاديم» الروسي الأصل مخرجا عالميا شهيراً.
ثم ارتبط اسمه بالوجه الجديد للسينما وهي الموجة التي ظهرت في باريس وكان من أعمدتها المخرج جان لوك غودار وقد انتقلت هذه الموجة إلى شتى أنحاء العالم كما يحصل لكل الموضات التي تخترعها باريس: انظر السوريالية، والتكعيبية، والوجودية، والبنيوية.. فباريس هي بلدة الموجات الجديدة في الفن والأدب والسينما وكل شيء تقريبا.
ولكن عندما رأيت فاديم لأول مرة، عندما جلس معنا على الطاولة كرهته ولم أعجب به على الإطلاق. فقد بدا لي شخصيا مغرورا أو بالأحرى لها مغامرا يستولي على ثروات الآخرين بدا لي لصا يريد أن يصل إلى المجد والشهرة والفلوس بأي شكل وربما عن طريق النساء الجميلات اللواتي يتعرف عليهن كبريجيت باردو مثلا. فهو يعرف كيف يستغلهن إلى أقصى حد ممكن. وما كنت أعرف أنه سيصبح يوماً ما في مركز حياتي، أي سوف يصبح زوجي ووالد ابنتي البكر: فانيسا. وهذا دليل على أنه لا ينبغي أن يخدعنا اللقاء الأول. فقد يبدو سلبياً جداً في البداية ولكنه قد يصبح إيجابياً جداً في النهاية”.