21 سبتمبر، 2024 11:04 م
Search
Close this search box.

“جاك نيكلسون”.. مناسب بشكل خاص للأدوار التي تتطلب الذكاء

“جاك نيكلسون”.. مناسب بشكل خاص للأدوار التي تتطلب الذكاء

خاص: إعداد- سماح عادل

“جاك نيكلسون” ممثل، ومخرج، ومنتج أمريكي امتدت مسيرته السينمائية 60 عاما.

حياته..

“جون جوزيف نيكلسون” معروف بـ (جاك نيكلسون) ولد في 22 أبريل 1937 في نبتون، بولاية نيوجيرسي، في أمريكا.

من أكثر الممثلين الذكور حصولا على جائزة الأوسكار في التاريخ التي رُشح لها 12 مرة وفاز بها ثلاث مرات، والأدوار التي حصل بها على الجائزة هي: جائزة أفضل ممثل رئيسي مرتين، في عام 1975 عن دوره في (وطار فوق عش المجانين)، وعام 1997 في فيلم (أفضل ما يمكن حصوله)، وجائزة أفضل ممثل ثانوي عام 1983 عن دوره في فيلم (شروط إظهار العاطفة). وقد حصل على جائزة الغولدن غلوب 6 مرات.

السينما..

كانت بداياته مع هوليوود في 1954، وعمره 17 عاما. عن طريق الصدفة. حيث كان “نيكلسون” ذاهبا لزيارة أخته في لوس أنجلوس المكان الذي توجد به هوليوود، فحصل على وظيفة سكرتير لدى أستوديو إنتاج أفلام كرتون تابع لشركة مترو غولدوين ماير المعروفة. وكان يعمل بالتحديد عند الرسامين الشهيرين ويليام هانا وجوزيف باربيرا صاحبي فكرة أفلام توم وجيري. وعرضا عليه أداء أصوات للرسوم المتحركة لكنه رفض، وقال أن طموحه هو التمثيل. بعد ذلك قام “نيكلسون” بالتدرب على التمثيل مع مجموعة من أصدقائه. ثم حصل على أدوار صغيرة على المسرح والتلفزيون.

ثم كانت البداية في عالم السينما في 1958، في فيلم شبابي متواضع التكلفة بعنوان (قاتل الطفل الباكي). وقام فيه بدور البطولة. كان الفيلم من إنتاج المنتج “روجر كورمان”. وتوطدت علاقة الممثل الشاب “نيكلسون” مع المنتج كورمان. فكانت أفلام “نيكلسون” في السنوات العشر التالية غالبا من إنتاج “كورمان”.

عمل في بداياته أيضا مع المخرج “مونتي هيلمان”، في بطولة عدة أفلام كاوبوي)‏ منخفضة التكلفة. ولم تجد بعض هذه الأفلام شركة توزيع تقبلها في أمريكا، فتم عرض هذه الأفلام في فرنسا وقد حققت نجاحا هناك.

بعد عدة سنوات من بداية “نيكلسون” كممثل، لم تحقق أفلامه نجاحا كبيرا. فقرر التوجه إلى الكتابة والإخراج. وقام بكتابة سيناريو خمسة أفلام حتى تلك المرحلة. لم تحقق أيضا نجاحا كبيرا.

الشهرة..

حقق “نيكلسون” في 1969 انطلاقة كبيرة، وكانت بدايته الحقيقية في مجال التمثيل، حيث شارك في بطولة فيلم (السائق البسيط)، مع “بيتر فوندا” من إخراج “دينيس هوبر”. لعب في الفيلم دور المحامي السكير جورج هانسون، وحصل أداؤه على استحسان النقاد ورشح لجائزة الأوسكار لأول مرة. وحقق الفيلم إيرادات عالية جدا حيث تجاوزت الأرباح 40 مليون دولار.

يقول “نيكلسون” عن أهمية فيلم (السائق البسيط) في حياته المهنية: «كل الأفلام التي قدمتها قبل فيلم (السائق البسيط)، كانت عبارة عن محاولات ممثل مبتدئ يحاول شق طريقه في عالم السينما». استمر نجاحه في السينما. في السنة التالية، 1970، قام ببطولة فيلم (خمس قطع سهلة)، بمشاركة الممثلة كارين بلاك. وقد حصل للمرة الثانية على ترشيح لجائزة الأوسكار.

حققت الشخصية التي أداها في الفيلم انطباعا جيدا لدى الجمهور والنقاد. وهي شخصية (بوبي دوبيا) غريب الأطوار العامل في أحد حقول النفط. يقول الناقد السينمائي المعروف روجر إيبرت عن تأثير هذه الشخصية: «شخصية (بوبي دوبيا) لا يمكن أن تنسى على الإطلاق. وهي من أهم الشخصيات في تاريخ الأفلام الأمريكية».

الفوز بالأوسكار..

بعد نجاح فيلم (خمس قطع سهلة) أصبح “نيكلسون” ممثلا بارزا في هوليوود. وأصبح النقاد يشبهونه بالممثلين المشهورين “مارلون براندو” و”جيمس دين”. في نفس السنة شارك “نيكلسون” أيضا في دور ثانوي في الفيلم الغنائي الكوميدي الناجح (ترى جيدا في اليوم الصحو) مع المخرج فنسنت مينيلي والممثلة باربرا سترايساند. شارك بعدها في بطولة الفيلم الكوميدي (علاقات جسدية) مع المخرج مايك نيكولز ورشح لجائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل.

في 1973، عمل دور البطولة في فيلم مع المخرج هال آشبي بعنوان (آخر التفاصيل)، بمشاركة الممثل راندي كويد. وفاز نيكلسون عن دوره في الفيلم بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي. وأظهر نيكلسون قدراته الفنية بشكل واضح في هذا الفيلم.

في 1974، قدم فيلم الإثارة والجريمة المشهور (الحي الصيني)، من إخراج صديقه المخرج البولندي رومان بولانسكي ومشاركة الممثلة فاي دوناوي إضافة إلى الممثل والمخرج المعروف جون هيوستن. وحصل نيكلسون على ترشيح للمرة الرابعة لأفضل ممثل لجائزة الأوسكار. ووصف النقاد أداءه في الفيلم بالنقلة النوعية.

عش الوقواق..

قدم”نيكلسون” في 1975أحد أبرز أفلامه وهو (أحدهم طار فوق عش الوقواق)، من إخراج المخرج التشيكي ميلوش فورمان. فاز بأول جائزة أوسكار لأفضل ممثل. وحصل الفيلم على خمس جوائز أوسكار وأصبح من أهم الأفلام التي أنتجتها هوليوود حتى اليوم.

وصفت الكاتبة ماري برينر أداء نيكلسون والفيلم: “نرى نيكلسون في كل مكان، طاقته التي تدفع بجناح من المتوحدين لتجعل منهم مجموعة، وهم جوقة من الأشخاص في مكان هم مرغمون على البقاء فيه وليس لديهم مكان غيره ليذهبوا إليه، فيناضلون من أجل تحرير أنفسهم بعض الشيء من الانقياد. هناك مشاهد في (عش الوقواق) تضاهي في عاطفتها مشاهد في العراب.. و أداء أعلى بكثير من أي أداء معتاد في هوليوود”.

في نفس السنة عمل مع المخرج الإيطالي الشهير مايكل أنجلو أنطونيوني في فيلم (المسافر). بعدها شارك في دورين ثانويين في فيلمين، أحدهما مع المخرج المعروف إليا كازان والممثل روبرت دي نيرو بعنوان (التاجر الأخير) المقتبس عن رواية لفرنسيس سكوت فيتسجيرالد، والآخر مع الممثل المعروف مارلون براندو بعنوان (إجازات ميسسوري) الذي عمل فيه نيكلسون خصيصا من أجل التمثيل مع مارلون براندو الذي كان يعتبره مصدر إلهام له في شبابه، حيث يذكر أنه شاهد فيلم على الواجهة البحرية أربعين مرة.

الثمانينات..

قال عنه المخرج “ستانلي كوبريك”: “عمله دائما مثير للاهتمام، تتصوره في أي دور بشكل واضح، وهو عامل نجاح، إنه سحر. جاك مناسب بشكل خاص للأدوار التي تتطلب الذكاء، هو رجل ذكي ومتعلم، وهذه الصفات يكاد يكون من المستحيل تمثيلها. في فيلم (الإشعاع) كنت تصدق أنه كاتب، سواء كاتب فاشل أو عكس ذلك”.

قدم “نيكلسون” في 1980 أحد أشهر أدواره في فيلم الرعب الشهير الإشعاع مع المخرج المعروف ستانلي كوبريك والمقتبس عن رواية الكاتب ستيفن كينغ. كان نيكلسون خيار كوبريك الأول للعب دور البطولة، على الرغم من أن مؤلف الكتاب، ستيفن كينغ، أراد «رجلا عاديا» ليلعب الدور. وكان كوبريك مقتنعا باختياره، ووصف جودة تمثيل نيكلسون بأنها «على قدم المساواة مع أعظم النجوم في الماضي، مثل سبنسر تريسي وجيمس كاغني».

في أثناء التصوير وخارجه، كان نيكلسون دائما متقمصا الشخصية، وإذ شعر كوبريك بأنه واثق من أنه يحفظ نصه بما فيه الكفاية، فقد شجعه على الارتجال وتجاوز النص. مثلا ارتجل نيكلسون الجملة الشهيرة «هاهو جوني!»، إضافة إلى المشهد الذي كان يجلس فيه إلى الآلة الكاتبة وأطلق العنان لغضبه على زوجته بعد أن اكتشفت أنه قد جن عندما نظرت إلى كتابته جملة مكررة «العمل دائما وعدم اللعب يجعل جاك صبيا مملا».

قام ببطولة فيلم (رجل البريد يقرع الباب مرتين) في 1981 المقتبس عن رواية لجيمس كاين، وشارك في فيلم (حمر) مع المخرج والممثل وارن بيتي. في 1982 شارك في فيلم (الحدود) مع المخرج توني ريتشاردسون. عام 1983 شارك في فيلم (شروط إظهار العاطفة) للمخرج جيمس بروكس وحصل على ثاني جائزة أوسكار له.

قدم فيلم (شرف بريتزي) في 1985 مع المخرج جون هيوستن الذي قال أن نيكلسون «كان يستظهر الكتاب، وقد أعجبني في مشهد تلو الآخر، وقد التأم الفيلم إلى حد كبير بعد أن صور أول لقطات له». شارك في دور صغير مع المخرج جيمس بروكس في فيلم أخبار الإذاعة عام 1987. وفي نفس العام قدم الفيلم الناجح السحرة من إيستويك مع المخرج جورج ميلر، وفيلم (Ironweed) مع الممثلة ميرل ستريب.

الزواج..

كان زواج “نيكلسون” الوحيد هو من “ساندرا نايت”، من 17 يونيو 1962 إلى 8 أغسطس 1968 وكانا قد انفصلا لمدة عامين قبل الطلاق، لديهما ابنة واحدة، جنيفر. زعمت الممثلة سوزان آنسباش أن ابنها كاليب جودارد، هو ابن نيكلسون. صرح نيكلسون في 1984، أنه لم يكن مقتنعا بأنه والد كاليب ومع ذلك، صرح كاليب في 1996، بأن نيكلسون قد اعترف بأبوته له. قدم نيكلسون في مرحلة ما بين عامي 1988 و 1994، مساعدة مالية ليلتحق كاليب بالجامعة، وأشارت آنسباش في مجلة نيويورك تايمز إلى كاليب بأنه «ابنها، ووالده جاك نيكلسون».

أقام “نيكلسون” علاقة متكررة مع الممثلة أنجيليكا هيوستن في الفترة ما بين أبريل 1973 ويناير 1990، بالإضافة إلى نساء أخريات، ومنهم عارضة الأزياء الدنماركية ويني هولمان.

دور المتمرد..

عرف “نيكلسون”، بتقديمه للشخصيات غير التقليدية وغريبة الأطوار، ولعب مجموعة واسعة من أدوار البطولة والأدوار المساعدة في مختلف الأنواع، بما في ذلك الكوميديا الساخرة والرومانسية، والأدوار المظلمة كأدوار الشر والشخصيات المختلة نفسيا، في العديد من أفلامه لعب دور «المتمرد دائما، المتهكم التائه»، شخصيات ثائرة ضد الهيكل الاجتماعي.

الابتعاد..

في منتصف عام 2017، قالت وسائل إعلامية أن “جاك نيكلسون” أنهى مسيرته السينمائية التي امتدت قرابة 60 عاما، وقد كان «How Do You Know» آخر فيلم شارك “جاك نيكلسون” في تصويره حيث عرض الفيلم في دور السينما عام 2010. في بداياته تقاضى 12 ألف دولار عندما لعب دورًا ثانويًا في فيل «On a Clear Day You Can See Forever»، عام 1970، بينما حصل على 20 مليون دولار عن دوره في فيلم «Anger Management»، عام 2003.

أنجليكا هيوستن..

أنجليكا هيوستن تحدثت عن علاقتها ب”جاك نيكلسون” في مذكرات جديدة قالت فيها: “لقد كنت محظوظة بشكل لا يُصدَّق للقاء مجموعة متنوعة وغير عادية من الناس وأيضاً للتنقل بين العديد من الأطياف وهذا ما كان دائماً رائعاً بالنسبة إلي”، تقول أنجليكا هيوستن، التي نشرت أخيراً المجلّد الثاني من مذكراتها، “شاهدني”، وهي متابعة لوقائع المجلّد الأول الذي صدر في العام الفائت عن طفولتها الإيرلندية في “قصة رويت أخيراً”.

أحدث ما تطرقت إليه هيوستن هو عندما بدأت حياتها في هوليوود؛ وضمن صفحات تلتقي جاك نيكلسون، الذي ارتبطت معه بعلاقة حب على مدى 17 عاماً. “من السهل أن تحب جاك كنت مصممة جداً على أنه ينبغي أن يكون لي لمدة طويلة من الوقت”. وبعد انفصال نهائي صعب في العام 1990، بقيا صديقين.

“إن أسلوب جاك هو إذا كنت ترغب بالاتصال به، فإنه موجود، بالنسبة إلي، الهدف كله هو أن أفهم وأسامح”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة