خاص: إعداد – سماح عادل

من ضمن المظاهر الإيجابية التي أنتجتها الثورة العراقية تضامن سائقي التكتك مع المتظاهرين، فقد أصبح التكتك أيقونة من أيقونات الثورة العراقية التي بدأت في أكتوبر 2019 وتطورت وأظهرت سمات كثيرة مميزة لها.

كان التكتك أحد المظاهر التي يرفضها البعض في المجتمع العراقي، وأغلب سائقيه من الشباب الفقراء الذين اضطرتهم الحاجة إلى العمل عليه لكسب قوت يومهم، وكانت هناك ممارسات سلبية جعلت التكتك مكروها من البعض مثل أن السائقين يزحمون الشوارع ولا يلتفتون لقواعد المرور .

أصبح التكتك وسائقيه أيقونة من أيقونات الثورة العراقية لما أظهروه من شجاعة وبسالة في التضامن مع المتظاهرين العراقيين فقد أصبح التكتك بديلا لسيارة الإسعاف التي ندر تواجدها بسبب الخوف من الرصاص  الحي أو القناصة، ومع اختفاء سيارات الإسعاف قام سائقو التكتك بنقل المصابين والقتلى ونقل الأدوية والمستلزمات الطبية إلى ساحة التحرير وأماكن التظاهر الأخرى، حتى أن بعض السائقين أخذوا يحملون المواد الطبية في عرباتهم وزجاجات المياه الغازية لإسعاف المتظاهرين، وسهل ذلك صغر حجم التكتك وسهولة تنقله وسط ازدحام الناس، واستطاع التكتك إسعاف وإنقاذ حياة كثير من الأرواح، في ظل عنف مفرط تقابل به السلطة المتظاهرين ما بين ضرب رصاص حي عليهم أو قنابل غاز مسيلة للدموع تخترق رؤوسهم مباشرة، أو غازات أخرى يظن أنها سامة وتؤدي لأعراض مرضية.

كما أظهر سائقو التكتك نبلا في رفضهم أخذ نقود مقابل توصيلهم للمتظاهرين، وأعلنوا أنهم ينقلون الناس إلى ساحة التحرير مجانا، وكأنهم بجهدهم هذا يشاركون بنصيبهم في ثورة بلادهم، وقد دشنت صفحة ومجموعة على موقع “فيسبوك” بعنوان “اتحاد التوك توك العراق” بلغ عدد مشتركيه نحو 14 ألف شخص، كثير منهم من سائقي التكتك، حيث أكدوا من خلاله دعمهم ومشاركتهم في التظاهرات، عبر هاشتاج #نقل_المتظاهرين_مجاناً. وظهر في مواقع التواصل مقطع فيديو لفتاة عراقية باعت مجوهراتها ووزعت ثمنها على سائقي التكتك في إحدى ساحات التظاهر.

 

كما ظهر موقفا نبيلا لفتاة عراقية في ساحة التحرير تبرعت بسلسلتها الذهبية لصاحب تكتك احترق بسبب سقوط قنبلة مسيلة للدموع وخرج منها مصابا بحروق، ولقد رفض أن يأخذ السلسلة وأصرت هي وتم جمع بعض الأموال من المتظاهرين كتبرعات لصاحب التكتك.

 

في حين رفعت فتاة أخرى لافتة مكتوب فيها: “إني حلفت ما أتزوج غير أبو التوك توك”.

 

أبو التكتك..

كما كتب الشاعر العراقي “محمد رحيمة الطائي” أغنية شعبية بعنوان “أبو التكتك” أصبح يرددها المتظاهرون وانتشرت سريعا. تقول الأغنية “أبو التكتك وقف وقفة بطولة…” “عراقيين وقفوا أحلى وقفة، حتى الطالب اتظاهر بصفه… كلهم وقفوا وقفة رجولة، عراقيين عنوان الرجولة”.

كما تنتشر بين المتظاهرين أغنية شعبية عن التك تك تقول:

تك تك تك يا أم سليمان

تكتكنا بنص النيران

تكتكنا حامل غِيرة

تسوه أمريكا وإيران

كما صدرت صحيفة بعنوان التكتك في ساحة التظاهر لكن لا يعرف حتى الآن من هم المسئولين عن إصدارها .

وقد أصبح التكتك وسيلة النقل المعروفة فهو ينقل مواد غذائية وأغطية للمتظاهرين، ويزف عروسين قررا إقامة عرسهما في ساحة التحرير، كما يشيع الشهداء، ويطوف في كل وقت محملا بالفرح والحماس والشجاعة ليثبت أن الثورة العراقية أنتجت أخلاقها وقيمها الإنسانية الخاصة بها والتي تعادي الطائفية والتحزب وتعيد للعراقيين وحدتهم على كلمة الوطن.

وقد كان التضامن واضحا بين المتظاهرين وسائقي التكتك فقد اهتم البعض بدفع أموال لأصحاب التكتك لكي يستطيعوا توفير الوقود كما وفر البعض وقود مجاني لأصحاب التكتك وكروت شحن للتليفون المحمول.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي انتشرت هاشتاجات تعبر عن امتنان المتظاهرين لسائقي التكتك وشجاعتهم وبسالتهم منها هاشتاج #ثورة_التكتك

يقول عمرو برسوم عليه:

هؤولاء أهل التكاتك الأبطال

رغم العوز والفقر وماعدهم فلوس حتى البانزين

ورغم همه شغلهم يومي

يعني اليوم الي مايشتغلون بي أهلهم ماياكلون ويشربون

لكن يرفضون أخذ التبرعات

#ثورة_التكتك

ويقول كرار حسين:

ابو تكتك ينقل المصابين انكلب وتفلش التكتك وره شويه الناس اتفقوا يتبرعوله ولمو فلوس مال اربع تكاتك❤️

هيج شعب يمرض ولا يموت✋?

#نريد_وطن

https://www.facebook.com/altukek/videos/1268559383325348/?t=5

https://www.facebook.com/110111173750254/videos/1292837534232564/?t=10

https://www.facebook.com/photography.amer/videos/2789917961040831/?t=27