4 مارس، 2024 3:38 م
Search
Close this search box.

ثورة العراق (12): مافيات للفساد دمرت العراق ويجب اقتلاعها من الجذور

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

 خاص: إعداد- سماح عادل

مازال الحراك الشعبي العراقي مستمرا، رغم توقفه بسبب زيارة الأربعين، إلا أن الدعوات للنزول يوم 25 تنهال على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعلن عدد كبير نزولهم ومشاركتهم في الأحداث، واستئناف التظاهر ورفع المطالب، تحت شعا “نازل أخذ حقي”.

وقد سعينا لجمع آراء كتاب، ومثقفين عراقيين يعيشون في العراق أو خارجه حول هذا الحراك الشعبي، في محاولة للإجابة على التساؤلات الملحة وهي: هل حدوث حراك شعبي في الشارع في الوقت الحالي كان أمرا متوقعا؟ وما هي التوقعات بشأنه؟ وما هي المطالب التي من المفترض أن يتضمنها هذا الحراك الشعبي؟.

إدانة الحكومة العميلة الفاسدة..

يقول الشاعر”صلاح حسن” ل” كتابات”: ” نعم كنت أتوقع الحراك الذي تحول إلى ثورة على يد هؤلاء الشباب، الذين فاقوا كل تصوراتنا، وقد سبق لي أن شاركت به سنة 2015 عندما كنت في بغداد، وأظن أنهم سيعودون إلى الساحات بعد انتهاء زيارة الأربعين. هذه أعظم ثورة حدثت في تاريخ العراق المعاصر لأنها غير مسيسة وبلا قادة تقريبا، وقام بها شباب لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاما”.

ويواصل: “الحراك قام بسبب الفساد الذي ينخر البلد والبطالة والجوع عند الشعب، في حين تسرق الطبقة السياسية الفاسدة ثروة العراقيين وتقتلهم، ولا أظن أن شعب يتعرض لكل هذه المآسي سوف يسكت على الظالمين. سيخرج الشباب من جديد وأتوقع أن السلطة ستقمعهم هذه المرة بقسوة أكبر، لكنها ستندم في النهاية لأن العالم كله شاهد هؤلاء الشباب بأجسادهم العارية دون سلاح أو حتى عصا. نحن الآن شكلنا لجان تنسيقية، ورفعنا مذكرات إلى الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة هذه الحكومة العميلة الفاسدة” .

وعن المطالب يقول:”المطالب واضحة وهي قبل كل شيء حقوق بسيطة يتمتع بها أي مواطن في كل مكان، لكن المطالب الجديدة هي رحيل هذه الحكومة المتسلطة، وإجراء انتخابات جديدة بعد كتابة دستور جديد خال من الطائفية والتفرقة، ويتضمن ديمقراطية وحرية حقيقية، وطرد أحزاب الإسلام السياسي الذي نهب كل ثروات العراق”.

انخراط الأوساط الثقافية..

ويقول الكاتب: “هادي البطحاوي”: “الحراك الشعبي متوقع لأنه أسبابه ضاغطة، إذ أن تفشي البطالة والفساد والمحسوبية وغيرها كفيلة لإدامة أي حراك. لكن غير المتوقع هو المدى الذي وصل إليه سواء من المتظاهرين أنفسهم وبلوغ الغليان الشعبي حدا غير مسبوق، وكذلك الرد الحكومي الذي استعمل القوة في فض المظاهرات والقتل والاعتقال.. الحراك الشبابي الذي يطالب بفرص عمل وتكافؤ الفرص حق مؤكد، لكن هناك حاجة لانخراط الأوساط الثقافية، وهي موجودة مسبقا، في هذا الحراك، وذلك يمثل مطلبا ضروريا لإنضاج كثير من المطالب خصوصا تلك المتعلقة بالشأن السياسي”.

وعن المطالب يوضح: “هناك مطالب تطال تعديل الدستور وبرأيي أن المشكلة ليست في النظام بقدر ما هي بالتركيبة الطائفية التي بنيت عليها الحكومات المتعاقبة بعد ٢٠٠٣. نعم هناك مشاكل في الدستور وهي على الأغلب مشخصة، لكن الأهم برأيي سياسيا يتمثل بتعديل قانون الانتخابات غير العادل الذي صمم على مقاسات الأحزاب الحاكمة، إضافة إلى إصلاحات حقيقة تتمثل بإيجاد فرص عمل كثيرة جدا، وهذه لا يسع التوظيف الحكومي توفيرها. محاربة الفساد بشكل حقيقي كفيل بتوفير جزء كبير من ميزانية الدولة، العراق ليس بلدا فقيرا، لكن المشكلة في منافذ الفساد التي مسخت المشاريع إلى حطام وذر الرماد. وغير ذلك من قضايا تخص الإصلاح على مستويات أخرى تتعلق بالصحة والتعليم والبنى التحتية”.

هبة شباب غاضب..

ويقول “خالد عقراوي”: “لا لم أكن أتوقع أن يكون هناك حراك شعبي في الوقت الحالي.. الحراك عبارة عن هبة شباب غاضب لم يكن لديه تخطيط ولا يعرف العواقب. وبالنسبة للمطالب أرى أنها لابد وأن تكون محاربة الفساد والبدء بالرؤوس قبل الأذناب، إصلاح المنظومة القضائية، المطلب الرئيسي هو إنهاء المحاصصة وإبقاء النظام البرلماني، ولكن ليس بنفس طائفي، أي أن الكتل النيابية تكون كتل وطنية أولا وإلغاء كل الأحزاب الدينية السياسية”.

حكومة فاسدة..

وتقول الكاتبة “خولة جاسم الناهي”: “التوقع موجود بسبب ارتفاع نسبة  الفساد الإداري والسياسي لدرجة غير مسبوقة وتشمل جميع مفاصل الدولة.. في رأيي اعتقد الحراك الشعبي سينجح جزئيا ولكنه فعلا لن يحقق أهدافه إذا استمر بالشكل الحالي. وبالنسبة للمطالب يفترض حل الحكومة والبرلمان وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف أممي، لأن أي إصلاح تجريه حكومة فاسدة لن يحقق نتائج مرضية للشعب”.

إيقاظ الحس الثوري..

ويقول الفنان التشكيلي “فراس البصري”: “أعتقد كل مراقب للوضع الداخلي العراقي وحالة الاستهانة التي مارستها وتمارسها السلطات المختلفة، واستهتار ميليشيات الأحزاب المنفلتة، يلازم ذلك التردي المتزايد في الخدمات العامة وإهمال متعمد للقطاعات الإنتاجية للبلاد كالصناعية والزراعية والسياحة، وتفشي الفساد في كل مرافق الدولة بشكل مخيف، والتي تتحكم بها المحاصصة الطائفية المقيتة، واتساع الهوة بين اغتناء الطبقة السياسية الفاشلة، والحاجة التي تعم بقية فئات المجتمع. كان لابد من الانتفاض لتغيير هذا الواقع المزري أو إصلاحه أو حتى نيل حقوق مسلوبة لهذا الشعب في حياة كريمة ووطن محترم..أنا لست مع رفع سقف التوقعات  فالمعركة غير متكافئة ولكنها ضرورية ولابد منها لدك صرح سلطة تمادت في فسادها، وهاهي تكشف وجهها الآخر في العنف المفرط تجاه من يطالب بحقه، سواء من القتل، الاختطاف، والاعتقال، والملاحقات، وتخويف الصحفيين وكتم الصوت الآخر, إذ فضح هذا الحراك الهوة بين الشعب   وبرلمانه والحكومة وكذلك السلطة الدينية، التي تتستر بشكل أو بآخر على الوضع المزري, قد تخمد هذه الانتفاضة ولا تحقق غاياتها الكبيرة في تغيير النظام أو إصلاحه، ولكنها سيترتب بعدها إيقاظا واعيا للحس الثوري عند الفرد العراقي، لن يخمد على الإجحاف المتراكم الذي تمارسه سلطة الفاشلين، ومع أن الثمن ليس بالقليل فقد سقطت كوكبة من شبابنا شهداء من أجل مطاليبهم، ولكنهم سيكونون نبراسا للتغير القادم عاجلا أم أجلا”.

ويؤكد: “قد تكون هناك مطاليب آنية ملحة خرج من أجلها الجزء الأكبر من المتظاهرين (كالتعينات، تحسين الخدمات العامة، إعادة تشغيل القطاعات الإنتاجية، إعادة النظر بالكثير من بنود الدستور، إنهاء مجالس المحافظات وقانون رفحة السيء الصيت….. وغيرها كثير) ولكن عدم الثقة الذي بات السمة الأكثر وضوحا بين الجماهير وسلطاته الثلاث، لا يمكن أن يطمئن ويهدأ دون السعي لكسر شوكة سلطة الأحزاب الدينية، وكنس أركانها وبناء سلطة مدنية تمثل الطموح المشروع لشبابنا في حياة حرة كريمة ووطن محترم”.

مافيات للفساد..

وكان رأي الكاتب “هادي الحسيني”/ أوسلو: “منذ سنوات كانت بعض التنظيمات تحاول أن تمسك بساحة التحرير وتجيّر حركة الاحتجاجات الرافضة لسياسات الأحزاب الحاكمة ما بعد سقوط نظام البعث عام 2003. وقد اقترفت تلك الأحزاب السرقة وتدمير البلاد تدميرا منهجيا ومبرمجا ضمن خطط مدروسة من قبل دول معادية للعراق، وفي مقدمتها دول الجوار . فكانت أغلب التظاهرات خجولة لجهة على حساب أخرى، ومن ثم يذهب للتفاوض قادتها الوهميين وسرعان ما نجدهم قد حصلوا على مناصب برواتب خيالية أو رشح قسما منهم في البرلمان وفاز! وهكذا هي الدولة العراقية التي بنيت على الفساد، لا تحصد سوى الفساد، ويبقى الإنسان العراقي الفقير يعيش تحت خط الفقر والعوز والمرض، بينما تعيش الأحزاب قاطبة الشيعية منها والسنية والكردية التي اشتركت في العملية السياسية العرجاء، تعيش على مليارات النفط العراقي وتوزع فتاته على المتنطعين والطبالين، من إعلاميين وخونة ولصوص وهلم جرا، لكن بالمقابل كانت ثمة محاولات لانتفاضة عارمة تخرج وتعبر ساحة التحرير باتجاه المنطقة الخضراء، إلا أنها تقمع بوقت قياسي من قبل تلك الأحزاب، فكان العام الماضي قد شهد دخول الجماهير بطريقة سلمية إلى المنطقة الخضراء، وهرب السياسيون وأحزابهم وأيضا سرعان ما جاء السيد الصدر سرير من حديد وخيمة  لينصبهما عند باب المنطقة الخضراء وهو معتصم! لتكون واحدة من المسرحيات الساذجة التي ضحكت على عقول الفقراء الغاضبين على هذه الطغمة الفاسدة.

ويواصل: “وبعد غليان شعبي جراء تراكمات كثيرة وبخاصة أن تلك الأحزاب باعت العراق إلى دول معادية وتقاسموا ثرواته، كان من الطبيعي أن تخرج جموع الشباب الغاضب إلى شوارع بغداد والبصرة والناصرية والعمارة والديوانية والنجف وكربلاء ومدن أخرى، لتعبر عن غضبها لتبديد ثروات البلاد وقتل شعبه وتدمير بناه، فكانت انتفاضة الأول من أكتوبر عبارة عن صرخة بوجه الظلم والإجحاف الذي أصاب الإنسان العراقي، ولعل المضحك بالأمر أن يخرج فالح الفياض الذي أعطى أوامره للقناصين بأن يطلقوا الرصاص على الشباب الثائر ليقتلوا منهم المئات أمام صمت مطلق لدول الجوار، وأمريكا، والدول التي اشتركت بتدمير العراق والذي اشتركوا في نهب ثرواته”.

ويؤكد: “شخصيا كنت أتوقع أن العراقيين لم ولا يسكتوا على الظلم وكان توقعي ومازال قائما أنه سيأتي اليوم الذي ستنسحل فيه هذه الأحزاب القذرة التي دمرت وطننا العراق وهدمته وقتلت فقراء الشعب. ومازال توقعي قائما ومازالت الانتفاضة مستمرة، بالرغم من الوعود الكاذبة التي أعطتها، وحزم القرارات التي أصدرها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي وهب كل شيء لحليفه مسعود بارزاني، ولمع بصورته بعد أن تم تحجيمه في حكومة حيدر العبادي . أما المطالب التي يفترض أن يتضمنها الحراك الشعبي فهي كثيرة وكثيرة جدا وفي مقدمتها أن يكون العراق خاليا من عصابات الأحزاب ونأتي بوجوه جديدة محبة ومخلصة للعراق، لا تساوم على العراق أرضا وشعبا”.

ويضيف: “فإن أحزاب السلطة اليوم أصبحت في خانة اللصوص والقتلة والخونة، كلهم سرقوا بدون استثناءات تذكر وكلهم قتلوا ونكلوا في الشعب العراقي، سواء كانوا في المناطق الغربية أو المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية، عدا عن تآمر تلك الأحزاب مع عصابات داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية وولائها لدول الجوار، كما وأن ثمة العديد ممن يتسلمون الرواتب الخيالية، وفي الجهة الثانية مئات الآلاف من العوائل يعيشون تحت خط الفقر، إن ثروات الشعب العراقي هي ملك له وليست لعصابات هذه الأحزاب. يفترض محاكمة كل الذين اشتركوا في الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية وهذه الرئاسات هي أوكار للسرقة، وليست مؤسسات حكومية تدير شؤون البلاد، إنها مافيات للفساد دمرت العراق ويجب اقتلاعها من الجذور ليعود العراق لأبنائه الذين يطمحون بوطن حر تسوده العدالة الاجتماعية، أي مبادرة أو ترقيع من قبل حكومة عبد المهدي العميلة أو من الأحزاب والبرلمان غير مقبولة، فهم قد أصبحوا أكثر سوء من نظام صدام المجرم، لا بل تفوقوا عليه بقنص شبابنا المسالم الذي خرج يطالب بحقوقه المشروعة ..! “.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب