7 أبريل، 2024 5:52 ص
Search
Close this search box.

ثورة العراق (10): سيترك هذا الحراك بصمة ووثبة تكون علامة فارقة

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

مواقف الكتاب والمثقفين من أي حراك شعبي هامة جدا، لأن مساندة هؤلاء الكتاب والمثقفين لحركة الشعب هامة وداعمة، ولأن الكتاب والمثقفون قادرون على تحليل الأوضاع لما لديهم من عين ثاقبة وقدرة على الرؤية الصحيحة.

وقد سعينا لجمع آراء كتاب، ومثقفين عراقيين يعيشون في العراق أو خارجه حول هذا الحراك الشعبي، في محاولة للإجابة على التساؤلات الملحة وهي: هل حدوث حراك شعبي في الشارع في الوقت الحالي كان أمرا متوقعا؟ وما هي التوقعات بشأنه؟ وما هي المطالب التي من المفترض أن يتضمنها هذا الحراك الشعبي؟.

ارتفاع مؤشر الفساد..

يقول الكاتب “أحمد هاتف” ل” كتابات”: “كان من الواضح جدا أن سخطا شعبيا يتشكل في الشارع، كانت بوادره الأولى في التظاهرات المتخصصة في ساحات التحرير والحرية، وبقية ساحات المحافظات التي قمعت وأهين حملة الشهادات العليا الذين تجاوزت عليهم الحكومة وقمعتهم، مما شكل ردة فعل شعبية كبيرة، تجلت في حراكا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي حيث حدد الوقت في بداية الشهر العاشر. وكان أساس الحراك هو القضاء على البطالة التي شكلت 40% وهي أعلى نسبة يمكن أن يسجلها بلد، والغريب أن مداخيل العراق رغم وفرة المصادر تراجعت بشدة مما شكل حجم مديونية كبيرة تجاوزت ال 150 مليار دولار. وهذا يدل قطعا على تردي الإدارة الاقتصادية والسياسية، وارتفاع مؤشر الفساد حيث صنف العراق من الدول الفاشلة والأسوأ على صعيد استشراء الفساد، والأغرب أن الناتج القومي واقعيا يتجاوز ال150 مليار سنويا لكن تحكم العائلات السياسية جعل من الصعب التحكم بالمسار الطبيعي لحركة الأموال، مما شكل حافزا آخر للتظاهرات”.

ويؤكد: “لا أعتقد أن هذا الحراك سيتوقف لأنه حصل على أهم الداعمين له، والذي تجلى ببيان المرجعية العليا التي وقفت بقوة مع الشعب ضد الحكومة، ودعت إلى محاسبة الفاسدين، لذا اعتقد أن مسيرة الحراك ستتجدد بعد 25 من هذا الشهر وهو الوقت الذي حدده الناشطون لاستئناف الحراك، حيث توقف لإتاحة الفرصة للزائرين لإقامة طقوس الأربعينية، وهو طقس يمارسه الشيعة سنويا بمناسبة مرور 40 يوما على استشهاد الإمام الحسين، ويبلغ عدد الزائرين بالملايين من كل بقاع الأرض”.

وعن المطالب يقول: “المطالب الأساسية للحراك تتلخص في إقالة الحكومة الحالية، محاكمة القتلة الذين مارسوا القمع والقتل حيث بلغ عدد ضحايا الحراك 150 شهيدا حسب المنظمات المستقلة، وارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 6000 وهو رقم كبير جدا. يضاف إلى تلك المطالب مطلب محاكمة الفاسدين، وإجراء انتخابات مبكرة، وإلغاء مجالس المحافظات، وتوفير فرص العمل، وتحسين الخدمات، وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية، وإنصاف ذوي الدخل المحدود، وإعادة الصناعة الوطنية، وأحياء آليات مكافحة الفساد”.

مشكلة الديون..

ويقول المخرج”رسول جمال”: “بصراحة تامة ما حدث هو صدمة بكل المقاييس ولم أتوقع ما حصل أبدا، سيما وإن أغلب المتظاهرين هم من الأعمار التي لم تعاصر نظام صدام، وهذا هو سبب ثورتها كما اعتقد كون هذا الجيل هو جيل متمرد ولا يعترف بالتبريرات ولو جاءت من نبي، وهذا بالضبط هو سبب الصدمة، جيل فتح عينيه على حرية مطلقة وشبكة انترنيت تتصل بكل العالم، فهو يرى بعين حالمة ويفضل الانعتاق مما يراه من ظلم وتعسف وبطالة.. بكل جرأة أقول سيترك هذا الحراك بصمة ووثبة تكون علامة فارقة في عراق ما بين ٩/٤/ ٢٠٠٣و ٩/ ٣٠/٢٠١٩ وما بعد ١/١٠/٢٠١٩ . بعد هذا التاريخ قد تحركت المياه الراكدة ولو صورياً وشعر الجميع بالخطر (السلطة)، حيث صارت ولأول مرة على المحك الفعلي لقيادة دولة بحجم العراق، فراح يتسابق المسئولون عن درء خطر المسؤولية عنهم وتلبيسها برأس غيرهم، مع أنهم مشتركون بكل الخراب الذي لحق العراق، وهذا مؤسف جداً بدل الاعتراف بالخطأ برروا خطئهم. اعتقد الجميع قد صحى من سباته وعليهم تدارك الأخطاء الكارثية، سواء بقي هذا الحراك أو اضمحل”.

وعن المطالب يقول: “المطالب التي رفعها المتظاهرون الشجعان رغم محدوديتها وفئويتها، محددة بمطالب بسيطة وليست استراتيجيات، وفئوية لكونها اختصت بالتعيينات الشخصية، لكنها واضحة ولها أصداء قوية جداً. إن لم تحل المشكلة من الجذور ستبقى المشاكل تلاحقنا جيل بعد جيل، فالعراق متخم بالديون وبشروط صندوق النقد الدولي للإقراض وهذا وحده يكفي لتهديم أي دولة في هذا الكوكب، ويزجه بمشاكل لا يستطيع أحد أن يحلها. لم يطالب أي متظاهر في العراق منذ الاحتلال ولحد كتابة هذا السطر أن يساعد بحل مشكلة الديون، والتخلص من نير وأصفاد صندوق النقد الدولي للإقراض، هذا مطلب يجب أن يعيه الشعب والسياسيين فهو الباب الأول للفساد وتحت وصاية دولية”.

النهوض بالوطن..

وتقول الكاتبة “شيماء عبد الله”: “صراحة كنا بانتظار هذا الحراك لأنه كان واضح تمادي الحكومة في الإساءة إلى الشعب وإهماله، والشباب كانوا يحاولون التظاهر بسلمية كحق مشروع لهم، قد سبق هذه التظاهرة اعتصامات من قبل الشباب الباحثين عن حقهم في وطن والعيش الكريم ولكنه قد لاقى الإهمال والتعتيم. أحيي كل الشباب الذين تخلصوا من الأحزاب فهم لم يكونوا بانتظار الإشارة منهم للخروج بمظاهرة، هم الآن مستقلين تماما لا يدفعهم سوى حبهم للوطن، ولا يقودهم سوى غيرتهم على هذا البلد.  توقعي بوجود مثل هذا الشباب هو التخلص قريبا من التحزب والفساد الذي ينحر أجسادنا. والمطالب الحصول على وطن نعيش فيه بكرامة دون تدخل من أحد، ودون خوف من قمع أو اضطهاد، والنهوض ببلدنا زراعيا وصناعيا بالإضافة إلى الثروة النفطية”.

العراق في خطر..

وكان رأي الكاتب “ناصر الحاج”: ” لطالما كان يحدونا الأمل المدجج بالصبر على أن الشعب لن يصمد كثيرا تحت مطرقة الجوع ولامبالاة الساسة الفاسدين، كل شيء يدعو للثورة، كل مناحي الحياة آيلة للسقوط، طوابير العاطلين عن العمل وتسويف الوعود بدرجات وظيفية تسيطر عليها أحزاب عملية وفاسدة وتباع ب 15000 ألف دولار للدرجة الواحدة، فكان لابد من هذه الثورة. أكثرنا يأسا من تصحيح الأمور كان يحلم بهذه الثورة، وأقول ثورة لأنها لن تقف حتى تحقق أهدافها ولو على بحر من الدم”.

ويضيف: “كل ماتقوم به الحكومة من إصلاحات لا تتعدى قشور المشكلة الحقيقية، الهوية، السيادة، الاقتصاد المنخور بالفساد، التعليم المنهار، الصحة في أسوء حالاتها، أعتقد أنها ستستمر وستسقط الحكومة، لكن النظام فلن تسمح إيران بإسقاطه لأنها ستنهار تماما فهي تعتاش على فساد الساسة  الموالين لها، وكل القتلة الذين أردوا المتظاهرين هم عبيد لديها”.

وعن المطالب يقول: “لا اعتقد أن هناك سقف سيقف أمام الدم ياصديقتي، العراق في خطر، الأمم المتحدة عليها واجب إنساني بإعادة العراق لأهله، هل يمكن بقاء النظام بتعديل الدستور، ورمي حيتان الفساد تحت أقدام القانون، ربما سيسحق بعضهم البعض بدفع من إيران لبقاء النظام”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب