بقلم: أمين الساطي
الأولى: لا تندم
أصبحت أعاني من النوم المتقطّع، وأحياناً لا أنام بكل ليلة لأكثر من ساعتين، نتيجةً للضائقة الاقتصادية التي نمرُّ بها في لبنان. كلما حاولت أن أغفو تظهر أمام عينَيَّ القرارات الخاطئة التي اتخذتها في الماضي، والتي أوصلتني إلى هذا المأزق الذي أعيش فيه الآن، إلى أن قرأت منذ يومين أني لو ركبتُ آلة الزمن، ورجعتُ إلى الوراء، فإني سأتخذ القرارات نفسها التي اتخذتها بالماضي، لاعتقادي في ذلك الوقت، بأنها الأفضل لمصلحتي، فتوقفت عن جلد ذاتي، وشعرت ببعض الراحة.
الثانية: فات الأوان
بينما أنا أقرأ اللوحة المعلقة على الجدار في مدرسة حفيدي الابتدائية: الحياة رحلة قصيرة، استمتع بها، وليست سباقاً للسيارات، غمرتني الكآبة بتلك اللحظة، لأني لم أكتشف هذه الحقيقة قبل ثمانين عاماً.
الثالثة: سحر الكون
بعد أن شرح لنا مدرس الفيزياء الحديثة على السبورة تجربة الشق المزدوج، أوضح فيها أن الإلكترون عندما يحسّ بأنه مراقب من الكاميرا، فهو يتصرف بشكل مغاير لما يكون عليه، عندما لا يكون مراقباً، ومعنى هذا بأنه واعٍ بطريقة ما لما يحيط به، وبالتالي فإن جميع الأجسام في هذا الكون عندها وعي بدائي لما يجري حولها.
ارتحت نفسياً لمّا أدركت أن الحواجز بين الأمواج والجزئيات المادية أصبحت ضبابية، وأني جزءٌ من نسيج هذا الكون المتناغم، لقد كشف الكون لنا عن جماله المبهم، لكي نعيشه، ونستمتع بأيامه.