13 أبريل، 2024 7:10 ص
Search
Close this search box.

ثقافة تشرين (13): كان كرنفالا ثقافيا وتوعويا كبيرا أفاد الشباب الثائر

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

من أهم التغييرات التي أحدثتها ثورة تشرين، او انتفاضة كما يحلو للبعض تسميها، هي أنها حطمت قدسية الخطاب الديني، أو على الأدق قدسية من يختفون خلف الخطاب الديني، تالك القدسية التي كانت بمثابة هالة تحيط بمن يستخدمون الخطاب الديني كوسيلة لحمايتهم أولا، ولإخضاع الناس وتسهيل قيادتهم ثانيا.

بمناسبة ذكرى ثورة تشرين العظيمة نواصل نشر ملف عن (تأثيرات ثورة تشرين الثقافية) وكيف تجلت تلك التأثيرات على أرض الواقع. ونجمع آراء مجموعة من الكتاب والمثقفين والمتفاعلين مع أحداث ثورة تشرين.

شرعية إرادة الشعب..

يقول الكاتب والناقد “فاضل ثامر”: “تركت انتفاضة أو ثورة تشرين المجيدة تأثيرات عميقة على المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي، وهذه التأثيرات مباشرة وغير مباشرة، إذ تمثل التأثير المباشر في تفاعل الأدباء والفنانين والمثقفين العراقيين من خلال الكتابة أو التدوين، وتوثيق المصورين  الفوتوغرافيين، والفنانين التشكيليين لمظاهر الحراك الجماهيري، ودخول شرائح اجتماعية واسعة في هذا الحراك”.

ويضيف: “أما على المستوى غير المباشر فقد أعادت هذه الثورة الكثير من الأولويات إلى تراتبات جديدة، وأكدت أن لا شرعية تعلو على شرعية الشعب بوصفه مصدراً للسلطات، وجعلت قوى الفساد والطائفية والاستغلال ترتعب من صوت الشعب الهادر وتهابه، وأحياناً تتآمر على ثورته. لقد أصبحت الإرادة الشعبية ورقة لا يمكن تجاوزها عند رسم القرارات السياسية، وأصبحت جميع القوى السياسية تحاول استرضاء  الشعب أو تملقه، ووضع مطالبه في مقدمة برامجها وأجنداتها”.

تراجع مركزية الخطاب الديني..

ويقول الفنان التشكيلي والناقد “خالد خضير الصالحي”: “إن أهم المتغيرات الثقافية التي أحدثتها انتفاضة تشرين العام الماضي أنها:

أولا، عدم كفاية انهماك القوى السياسية بالاشتغال على خطاب المظلومية الذي كانت تشتغل عليه أيام المعارضة، وتحوله الآن إلى الانهماك بشعائر مظلومية الإمام الحسين، ووجوب إيجاد وسائل لخلق تنمية اقتصادية تمتص البطالة في الواقع العراقي.

ثانيا، تراجع مركزية الخطاب الديني وعدم كفاية وسائله في قيادة المجتمع في شؤون خارج اختصاص هذا الخطاب.

ثالثا، تراجع مركزية وفاعلية الخطاب السياسي والآليات التقليدية للأحزاب السياسية العراقية، الدينية واليسارية والقومية في تمثيل الشارع العراقي، وانتهاء صلاحيتها في حكم العراق.

رابعا، حاجة النظام السياسي العراقي وما يسمى بالتجربة (الديمقراطية) في العراق إلى تغيير جوهرها بشكل لا يجعل الديمقراطية آلية ميكانيكية، يمثلها صندوق الاقتراع، إنما تحولها إلى مساهمة فاعلة في تغيير الواقع باتجاه الرفاهية المنشودة من ذلك النظام”.

كرنفالا ثقافيا..

ويقول الروائي “رياض المولى”: “الثورة هي وعي كامل، ولا يرتقي الوعي إلا بوجود عامل الثقافة. ثورة تشرين كانت وستبقى صرخة كبيرة بوجه الفساد والفاسدين، بل هي شرارة قوية أحرقت الأرض تحت أقدام طبقة المنتفعين من السياسيين الذين تاجروا بثروات البلاد لمصالحهم الخاصة، حتى تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء من أجل حماية تلك المصالح، فهذا الحراك الشعبي الواعي كشف الغطاء عن السرقات الكبيرة التي تجري خلف الكواليس، ونبه إلى ضرورة التحرك لإزالة تلك الطبقة الفاسدة من السياسيين من سدة الحكم، حتى تشكلت حلقات ومجاميع ونصبت الخيم في الساحات، وهي تثقف للثورة وتبث روح الحماسة بين الصفوف، فشاعت ثقافة المطالبة بالحقوق، إلى جانب نشر الثقافة الأدبية والفكرية بين الشباب من خلال عقد الندوات، وإنشاء المكتبات وتوزيع الكتب مجاناً، كان كرنفالاً ثقافيًا وتوعويًا كبيراً أفاد شريحة كبيرة من الشباب الثائر، الذي أدرك أهمية الثقافة والعلم من أجل الوقوف ضد الجهل والظلم والفساد”.

ويواصل: “فضلا عن ذلك فقد تحركت أقلام الكُتاب لإنتاج القصص والروايات التي تسرد وقائع أحداث الثورة ورفدت بها المكتبات، وأيضا، كُتبت عن الثورة مئات المقالات المعمقة والتحليلية، فزوّدت القرّاء بمادة ثقافية وفكرية دسمة”.

 

ملامح صفاء السراي..

وتقول الكاتبة “صبا نعمة”: “بعض الأحداث التاريخية تظهر تأثيرا مباشرا في المجتمع، وبعضها الآخر تتخذ دورا محركا غير مباشر للأحداث، ومنها ثورة تشرين في العراق التي لم تؤد إلى تغيير كبير في الواقع السياسي أو المعيشي، لكنها قامت بدور كبير في إعادة صياغة الأسئلة وتعريف المفاهيم والرموز الوطنية. فلطالما أعتدنا أن يكون الرمز العراقي حكراً على الرجال باللبس العسكري، لكنه في ثورة تشرين كان في صورة شاباتٍ وشباب مدنيين بسطاء، تختصرهم ملامح صفاء السراي الرسّام والشاعر الذي ترك في إرثه الثقافي قصيدة غاضبةً مجلجلة، وبورتريهات تحتفي بالتراث الثقافي الشعري”.

وتضيف: “سارع بعض كتّاب العراق من رواةٍ وقصاصين لاقتناص الحدث في رواياتٍ حملت أسماء تُذكر برموز الاحتجاج مثل (الهبوط من مطعم التركي، لمشتاق عبد الهادي، ونخلة خوص سعفها كثيف، لداود سلمان الشويلي)  لكن اعتقادي أن ثمة أعمال روائية مهمة ستروي ما شهدناه في السنين القادمة. الشعر كان أكثر حضوراً لأن الساحات كانت زاخرة بالصور التي تهزّ الوجدان، وعلى ذكر الصور كان للفنون البصرية والتشكيلية الحضور الأقوى في التعبير عن الأحداث، فقد كان فن الرسم على الجدران في كل في العديد من المدن العراقية جزء من الفعاليات الاحتجاجية للثوار، وبرز فنانين شباب في الغرافيك والرسم بالخط”.

 

رغم القمع الشديد..

وتقول القاصة “شيماء نجم عبد الله”: “بالتأكيد هناك تأثيرات لكل ثورة تقوم في أي بلد كان ولثورة تشرين خصوصية تختلف عن باقي الثورات، حيث ظهر للعيان العدد الهائل من الفنانين، الرسامين، الكتاب، المعماريين، الأطباء، والمعلمين، والبسطاء من مختلف طبقات شعبنا الحبيب وغيرهم الذين جعلوا من ساحات التظاهر مكانا لعرض فنهم وإبداعاتهم وإنسانيتهم, رغم القمع الشديد التي تعرض له هؤلاء الشباب المليء بالعنفوان والرغبة للوصول إلى أنظار العالم الذي كان يظن إن هؤلاء عبارة عن متخلفين وعبيد لكل من هب ودب”.

وتؤكد: “إلا إنهم تمكنوا وبكل فخر من إيصال صوتهم وحلمهم إلى كل العالم, وتمكنوا أيضا من تغيير جزء ولو بسيط من الجمود في داخل الشعب الذي مر عليه الكثير من الحروب والويلات التي جعلت منه بشر غير قادر على التحمل أكثر تحت ظل هذه الحروب التي لا ندري متى ستنتهي ونعيش بسلام بعدها بدون أن نذكر اسم لطائفة أو نفكر حتى مجرد التفكير بالتنمر نحو مذهب معين”.

أسقطت حكومة..

ويقول الشاعر “يونادم أبو آشور”: “مر عام  على الانتفاضة ومازالت، لكن كتب الشهداء بدمائهم أحلي عنوان، نريد وطن، وكتب الروائي الكبير”وارد بدر السالم” عبر معايشة معهم، نريد وطن، وشعراء أصدروا مجاميع شعرية، منهم من استشهد ولم ير كتابه، لكن ساحة التحرير هي أكبر ساحة مشهورة وسط بغداد تاريخا، و الشباب الثائر في الثورة تعرضوا للخطف والقتل والكثير من المفرقعات والدخان، لكن استمرت ثورة تشرين، ثورة شباب يريد وطن ثم العيش الفريد، مهما كتبنا فهي جديرة بالاهتمام،

ومازالت تهتف بصوت عال أسقطت حكومة، وجاءت حكومة والنتائج تعلن بعد تعديل القوانين والانتخابات التي تحدث في حزيران ٢٠٢٢ وتغير مسار الديمقراطية الحقة والعيش البعيد”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب