4 مارس، 2024 6:09 م
Search
Close this search box.

ثقافة تشرين (12): الثورة بحد ذاتها كانت ثقافة جديدة على العراقيين في حب الوطن

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل

دائما ما يردد مناصروا انتفاضة تشرين أن أجمل ما تتسم به هو سلميتها، فقد كانت ثورة سلمية، رغم العنف الذي جوبهت به إلا أنها حافظت على سلميتها كصفة رئيسية لسلوك من أشعلوها وقاموا بها.

بمناسبة ذكرى ثورة تشرين العظيمة نواصل نشر ملف عن (تأثيرات ثورة تشرين الثقافية) وكيف تجلت تلك التأثيرات على أرض الواقع. ونجمع آراء مجموعة من الكتاب والمثقفين والمتفاعلين مع أحداث ثورة تشرين.

 

يحملون صوت العراق..

يقول الفنان التشكيلي “خلف ريشان”: “نعم أحيت ثورة تشرين أملا أصبح مفقودا عند العراقيين.  وأطلقت تلك الثروة إرادة الشباب، وأظهرت الروح العراقية الحية التي عهدناها عبر التاريخ، بعد أن أرادت دول خارجية وساسة الفساد أن يطمسوا روح التحرر للثائر العراقي”.

ويضيف: “نهض جيل جديد، موحدا كل الطوائف، متسامح يتشبث بروح العروبة، والعراق نذر نفسه لطرح مشروعه الجديد والذي تتضمن تفاصيله رفع شعارات هامة وضرورية وهي، لا للطائفية، لا للتدخلات الخارجية، لا للفساد، إعادة إعمار المصانع، رسم الحرية، سلمية ثقافته، لقد كان الثوار يجابهون بعنف من قبل الذيول، وهو يحملون صوت العراق. سلاحهم شعر أو رسم أو علم العراق. الكلام كثير اختصرته بكلمات العراقيين وهذا معدنهم الذي أظهرته الثورة”.

نريد وطن..

وتقول “نادية إبراهيم”: “الثورة بحد ذاتها كانت ثقافة جديدة على العراقيين  في حب الوطن، نادى بها شبان الجيل الجديد الذي لم يكن  خائفا من الخسارات بكل بساطة، لأنه لا يملك شيئا ليفقده، فقراء، مسحوقين، عبروا عن مطلبهم بجملة واحدة بسيطة (نريد وطن)، كانت جدارات ساحة التحرير متنفسهم لرسم الحلم الجميل بالوطن، وخيامهم عامرة بالشعرالذي يتغزل بالوطن، وفي كل ليلة يتجمعون فيها ليتقاسموا رغيف الخبر وحب الوطن يكون عددهم أقل من الليلة التي سبقتها، 800 عاشق وشاعر في حب العراق اغتالتهم رصاصات القناصين ودخانيتهم اللئيمة، ورغم ذلك كانوا فرحين بوعيهم الجديد، وكنا نتمنى جميعا أن يعود لهؤلاء الصبية الثوار وطنهم المفقود”.

حملات اغتيال وخطف..

ويقول الكاتب”نوزت شمدين”: “قبل أن يبدأ الشبابُ حراكهم، كانت الوطنية في العراق تحتضر والأمل بغدٍ لا محاصصة فيه أو فساد، يتلاشى. الثورة هي التي أعادت الحياة لهذا الأمل وهي التي أخرجت الآلاف من المثقفين المستقلين من عزلتهم ومنحتهم الثقة والعزيمة لممارسة أدوارهم  بعد طول انزواء. وهذا ما فطنت إليه قوى الشر الماثلة في أذرع الفاسدين، فعمدت إلى القيام بحملات اغتيال وخطف وتهديد، شملت المئات من المثقفين المساندين للثورة وشبابها الشجعان”.

ويواصل: “وفي المقابل أيضاً، كشفت هذه الثورة عن الوجه الحقيقي للكثير من المثقفين الذين كانوا يقدمون أنفسهم على الدوام، مساندين للحرية ونابذين للفساد. لكن حين تطلب الأمر مواقفهم إزاء استعادة الوطن من العصابة القابضة على السلطة فيه. وجدناهم راضخين لهم ومدافعين عنهم وكل ذلك طبعاً مقابل حفنة دنانير”.

ثورة شعب..

ورأي الفنانة التشكيلية “نادية ياس” كان: “إن ثورة تشرين العظيمة التي لم تشهد مثلها في تاريخ الأمم من بشاعة القمع الهمجي التي تعرضت له، بالرغم من سلميتها. منذ الانطلاقة الأولى وصور السلمية تمثل شرارتها الأولى، رغم كل محاولات حكومة السلطة في ذلك الوقت لجر الشباب إلى المواجهة الدموية وحمل السلاح، لكن شباب الثورة اختاروا الكلمة وفضلوها على السلاح، وكانت تضحياتهم شعلة تنير درب الأجيال القادمة. كل هذا عز روح الثورة وساهم في إدامتها، وانخرطت فيها كل الفئات الثقافية والاجتماعية والأدبية والفنية، عكس ذلك صورة حقيقية للمجتمع والرأي العام”.

وتوضح: “حيث أطلقت الثورة طاقات إبداعية مدفونة للرسامين الشباب، وذلك من خلال عمل معرض تشكيلي حي على جدران ساحات التحرير، والتي لفتت انتباه النقاد والأدباء والمثقفين، والتي كانوا بدورهم يقومون برفد الساحة الأدبية بمؤلفاتهم وقصصهم في ما يخص الثورة، والذي أثر بشكل مباشر وملموس على الثقافة بشكل عام والمثقفين بشكل خاص”.

وتضيف:”ودور السينما العراقية كان هاما حيث حفل بالمشاهد والأعمال التي شاركت في المهرجانات العالمية، والتي عرضت على الشاشات في ذلك الوقت, لذلك شهدت ثورة تشرين تغيرا كبيرا في الفن والأدب والموسيقى، حيث تجلت مبادئها وأفكارها في ساحات التظاهر، والتفاعل مع إحداث ثورة تشرين”.

وتؤكد:”إن ثورة تشرين هي ثورة التغيير، ثورة جيل كامل يبحث عن ازدهار العراق، جيل ليس ذنبه أن يعيش على خراب الأزمنة وآفات الحروب، جيل يبحث عن الحرية والخلاص وكسر أسوار الظلم والعبودية والعيش ضمن الأطر الضيقة, ثورة تشرين هي ثورة العراق ثورة الشعب والشباب والمرأة والتاريخ. التاريخ قال كلا وكلا وكلا للظلم والاستبداد. لهذا بالنسبة لي ثورة تشرين هي ثورة بداخلي، منذ عقدين وأنا أرسم وأجسد ملامح الصراع بين المرأة والرجل”.

كسر حاجز الخوف..

ويقول الكاتب “علي عدنان”: “جميع الثورات على مر التاريخ كان لها تأثيرات اجتماعية وثقافية، وكانت هذه  التغيرات هي الأهم والأعمق وليس تغيير الحكم هو المهم، لأن ذلك قد يحدث بانقلاب لا يستغرق ساعات، ومن أهم تجليات ثورة تشرين العراقية هي أخذ المبادرة من قبل الشباب العراقي، والتي كانت بيد طبقة سياسية هي الأكثر فسادا في تاريخ العراق، لا بل وصل استهتارها إلى أن أحدهم يخرج على شاشة التلفاز ويقول أنا أخذت ملايين الدولارات رشوة (مشعان الجبوري)، ونائب آخر يقول العراق كعكة تقاسمناها في ما بيننا، وأيضا على شاشة التلفاز(حنان الفتلاوي)”.

ويواصل:”كل هذه الاستفزازات وغيرها دفعت قطاع من الشباب، بعضهم لم يكن لديهم اهتمام سياسي قبل الثورة، ولكن تشرين دفعتهم إلى العمل السياسي، إضافة إلى كونهم بدأوا يستشعرون الكارثة التي ستحل على البلد، وهذه الأيام نعيش إحداها وهي عدم قدرة الدولة على دفع رواتب الموظفين، رغم أن العراق واحد من أغنى بلدان العالم كما هو معلوم، ومن التجليات للثورة هي مشاركة النساء في الثورة، ورغم وجود آلاف الشباب في ساحة التحرير لم تسجل أي حادثة تحرش، لأن هؤلاء الشباب كان لديهم هدف عظيم ونبيل، والتحرش هو عمل خسيس لا يتماشى من أهدافهم”.

ويضيف: “والقضية المهمة الثانية هي إعادة الثقة بالوطن قبل أكتوبر، كنت أسمع كثيرا من العراقيين، يدافعون عن بلدان أخرى أكثر من العراق وأقصد أمريكا وإيران وتركيا، هؤلاء الشباب أعادوا لنا مفهوم الوطن، وهناك تجلي آخر هو زيادة الاهتمام بالقضايا العامة والنقاشات السياسية، وحتى الاهتمام بالكتب بأنواعها وأيضا كسر حاجز الخوف، قبل أكتوبر كان هناك تخوف من ذكر بعض الفاسدين، كونهم يمتلكون جماعات مسلحة ولكن الثورة حررت قطاع كبير من العراقيين من هذا الخوف”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب