13 أبريل، 2024 7:11 ص
Search
Close this search box.

ثقافة تشرين (11): حدثت قفزة في الفن تمزج بين السخرية من النظام وبين التحدي

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

 خاص: إعداد- سماح عادل

هل هي ثورة، أم انتفاضة، أم حراك شعبي، أم هبة شعبية، هل نجحت أحداث تشرين 2019، أم أنها أخفقت، هل كان لها تأثيرات أم مرت مرور الكرام.

بمناسبة ذكرى ثورة تشرين العظيمة نواصل نشر ملف عن (تأثيرات ثورة تشرين الثقافية) وكيف تجلت تلك التأثيرات على أرض الواقع. ونجمع آراء مجموعة من الكتاب والمثقفين والمتفاعلين مع أحداث ثورة تشرين.

رايات الرفض الشعبي..

يقول الكاتب “فاهم وارد العفريت‎”: “منذ انطلاق ثورة تشرين عام ٢٠١٩ وهي تتألق انبعاثا جديداً في قلوب الرافضين للتبعية وللفساد وللفاسدين، ولسراق المال العام، لذلك احتضنت هذه الثورة البيضاء التي واجه شبابها الرصاص الغادر والقنابل بصدور عارية، لم تحمل أي سلاح سوى حب الوطن ورايته، التي تسامت شموخا بأيادي هؤلاء الشباب الذين رفضوا أن يبقى الوطن أسيراً بيد السياسيين وأحزابهم العميلة، التي عملت على تدمير الوطن ووحدة شعبه وروابطه الوطنية والاجتماعية”.

ويواصل: “ومن بين تلك التجليات التي حملتها ثورة تشرين الشبابية كانت التأثيرات الثقافية، حيث استخدم الفن بأروع صوره من خلال الرسوم المختلفة التي زينت العديد من الجدران، وهي تمجد الثوار والشهداء، وكذلك صدحت حناجر الشعراء وهم يحملـون رايات الرفض الشعبي لإعادة الوطن، كذلك كان للشعراء والكتاب دوراً مهماً في رفد تلك الثورة بمختلف القصائد والكتابات الثقافية والأدبية العديدة ،التي حملتها صفحات التواصل الاجتماعي وكذلك الصحف والمجلات المختلفة، التي تفاعلت مع الثوار ومطالبهم المشروعة التي حملت رؤى الثقافة والمثقفين، عن ذلك الفجر الجديد الذي سطع مع أول انطلاقة لخيوط شمس هذه الثورة، التي أرادت أن تزيح ما علق بالوطن من شوائب الأحزاب ومؤامراتها ضد الوطن وشعبه المبتلى”.

تشكيل قيادة..

ويقول الشاعر “بولص أشوري”: “لم تكن ثورة، لأن الثورة معناها التغيير، وإنما انتفاضة شعبية لم يشارك فيها الشعب كله كما حصل في مصر الشقيقة، والتغيير الثقافي تحدده الإصدارات التي صدرت في العراق، وبما إني بعيد عنه الآن لإقامتي في كندا، واطلاعي على المشهد الثقافي من خلال الفيسبوك وما يكتبه النقاد حوله، لم تكن بمستوى الأحداث التي تمخض عنها سبعمائة شهيد أو أكثر، وما زال السياسيين الطائفيين يمسكون زمام الأمور ويثرثرون فوق المنابر الإعلامية”.

ويكمل: “بالإضافة إلى رؤساء الفساد ما زالوا مطلقي السراح ولم يطالهم القانون، لأن رئيس مجلس الوزراء تم ترشيحه من قبلهم، وقتلة الشباب والعصابات والمليشيات، الاختطاف والإرهاب والاغتيالات المجرمة ما زال من نفذوها أحرار، وكل يوم نسمع عن وقوع مذبحة ضد الشعب العراقي الفاقد أمنه نهائيا، ويتوهم من يقول بأن الانتخابات القادمة سوف تجلب التغيير، مع الأسف الانتفاضة الجماهيرية لم تستطع توحيد نفسها بتشكيل قيادة أو جبهة رافضة للنظام الطائفي الفاسد، الذي يمثله ثلاث ذئاب مفترسة تتصارع لتقسيم العراق الحضاري”.

تراكم الخيبات..

ويقول الفنان “محمد المندلاوي”: “من جانب أعطت ثورة تشرين أملا للشعب بإمكانية التأثير والتغيير، بعد أن أثبتوا وجودهم وصلابتهم أمام كل الإجرام الذي تعرضوا له، وأسقطت جميع أقنعة دعاة الوطنية والتغيير، وأصبحت ثقة الشعب بنفسه لا بقائد أو سلطة، حتى الآن لم يقبل المتظاهرون أية قيادة من أية جهة، وهذا جاء من تراكم الخيبات التي حدثت في تظاهرات سابقة، وهو ما يبين تعلمهم من تجاربهم السابقة، ومعرفة من يريد دعمهم حقاً ومن يريد الطعن بهم”.

 

أجندات لاعبين خارجيين..

ويقول الناشط “عمار جليل إبراهيم”: “نعم التأثير الثقافي والفكري لثورة تشرين كان الانجاز الأبرز وليس السياسي، رغم أن دوافعها كانت سياسية، وقد تجلى ذلك فيما تجلى في:

انهيار المقدس الزائف في عقول أوساط واسعة من الشبيبة العراقية، بعد أن كان مجرد الاقتراب منه يعتبر خطيئة يحاسب عليها رب العباد، وأنا أقصد رجال الدين بمختلف مواقعهم وألوانهم. القفزة الكبيرة التي احتلتها الهوية الوطنية في فكر أغلبية أبناء الشعب على حساب الهويات الفرعية من طائفة ومذهب وعشيرة….الخ، وأيضا زيادة التداول السياسي بين الشباب بعد أن صرفت جهود كبيرة للغاية لتسطيح فكرهم. وحدوث إقبال كبير على القراءة لدى عامة الشبيبة للاستزادة المعرفية، وتم رد الاعتبار للكتاب إلى حد ما، والانتقال الواضح من التلقي السلبي إلى الموقف الواعي المشكك بالخطاب الديني والسياسي، وغيرها الكثير من الآثار الفكرية والثقافية”.

 

ويضيف: ” أيضا تنشيط الحركة الشعرية الشبابية، واغتناء القصائد بمضامين حب الوطن وليس الحبيبة فقط. قفزة حدثت في الأعمال الفنية، تمزج بين السخرية من النظام السائد وبين التحدي والإصرار. وتحول في الوعي الانتخابي للشباب وعموم المجتمع، نحو أهمية المشاركة في الانتخابات مادامت هي الوسيلة الرئيسة في التغيير، بعد أن جوبهت الانتخابات الأخيرة بموجة عزوف كبرى. رغم أن التأثيرات الثقافية لم تكن شاملة بسبب الانتفاضة لكنها ملموسة. إذن لا نستطيع المبالغة بتأثير الانتفاضة، حيث أن نقاط ضعف عديدة رافقتها، وتأثرت كثيرا بأجندات لاعبين خارجيين وداخليين معادين”.

استئناف الثورة..

ويقول الكاتب “صلاح حسن”: “ينبغي أن نقول أن الثورة قامت على وعي ثقافي، بحيث ظلت سلمية حتى هذه اللحظة، ومن قام بها هم الشباب من الجيل الجديد الذي لم يعرف زمن الدكتاتور. لذلك يجب أن نعكس السؤال ونقول: كيف أثرت ثورة تشرين على الثقافة العراقية والمثقفين العراقيين؟ في بداية الثورة كان المثقفون العراقيون يتفرجون ولكنهم أمام زخم الثورة انخرطوا فيها، وقبل أقل من سنة بدأوا يتناولونها بالكتابة والفن والتصوير والتوثيق، فأصبحت هي ملهمتهم، وقد صدرت بعض الكتب عن الثورة، وأتوقع صدور الكثير من النتاجات الإبداعية المستلهمة من الثورة وقادتها الشباب”.

ويؤكد: “الأسبوع القادم سيكون مختلفا في العراق في ذكرى الثورة، وستعود الساحات في كل مدن العراق لكي تستأنف الثورة وسيكون الشهداء حاضرين فيها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب