9 أبريل، 2024 2:26 م
Search
Close this search box.

ثقافة تشرين (10): ثورة محبة بوجه من يريد محو العراق بكل بهائه وتاريخه

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

 خاص: إعداد- سماح عادل

الوجود يسبق الوعي، كما تردد دوما نظرية المادية الجدلية، وفي حالة ثورة تشرين2019، سبق الحراك وعي الناس بها وبأهميتها، كان الحراك قويا هادرا، وتسارعت الأحداث، لكنها حركت الوعي، وعي الناس، وعي شعب بأكمله، تفتح كوردة.

بمناسبة ذكرى ثورة تشرين العظيمة نواصل نشر ملف عن (تأثيرات ثورة تشرين الثقافية) وكيف تجلت تلك التأثيرات على أرض الواقع. ونجمع آراء مجموعة من الكتاب والمثقفين والمتفاعلين مع أحداث ثورة تشرين.

 

ثورة ثقافية عظيمة..

يقول الكاتب “نواف خلف السنجاري”: “ثورة تشرين العظيمة هي ثورة ثقافية بامتياز، فالثقافة قبل كل شيء هي أخلاق، وتصرف حضاري بعيد عن العنف، وهذا ما طبقه أبناء، ثورة تشرين وبناتها، وتبلور وتجسم في سلوكياتهم الحياتية في ساحة التحرير، وجميع الشوارع والأرصفة التي افترشوها ونصبوا خيمهم فيها. ثورة تشرين هي حياة ثقافية خالصة، مارسها الجميع بكل مسمياتهم بعيد عن الطائفية، والقومية، فقد شارك فيها المسيحي والمسلم والأيزيدي والتركماني والشبكي والعربي والكوردي والصابئي المندائي وغيرهم. قام بها الشباب والشيوخ، الموظفين والعمال وربات البيوت والطلاب والطالبات. العجوز التي تخبز في الشارع وتطعم الشباب، والمرأة التي تغسل ثياب المتظاهرين، والطفل الذي يوزع الماء، والطفلة التي توزع المناديل الورقية، هؤلاء جميعاً يعكسون الوجه الحضاري والثقافي للثورة، هذه الثورة المباركة والطاهرة. ورغم الأعداد الهائلة للشباب والشابات، واختلاطهم معاً، لم تُسَجل حالة تحرش واحدة، هذه هي ثقافة ثورة تشرين”.

وعن تأثيرها الثقافي يؤكد:”أما تأثيرها المباشر على النتاج الأدبي والفني، فقد أفرزت الثورة رموزا كثيرة ألهمت الشعراء، والقصاصين والروائيين والتشكيليين، والمسرحيين. “صفاء السراي” أصبح رمزاً للثورة، وسائق التكتك صار عنواناً لبراءة وجمال الثورة. واجهات الشوارع تحولت إلى لوحات ومعارض فنية دائمة لفنانين رسموا بتلقائية، وجهد شخصي، واندفاع وطني خالص، وكذلك فعل الشعراء وكتبوا أجمل قصائدهم، وتغنى المطربون بالثورة، وكتب الروائيون عنها، وكذلك كتاب القصة والمسرح وكل المثقفين الشرفاء، فثورة تشرين لم تؤثر فقط على النتاج الثقافي والفني، لأنها كانت وما تزال وستبقى ثورة ثقافية عظيمة”.

التجهيل المبرمج..

وتقول الكاتبة “سلامة الصالحي”: “تحدث الثورات بعد أن يحدث الوعي  والوعي  تحدثه الثقافات والمعرفة، ولأن الثورات هي الحركة السريعة للتاريخ، والتي تأتي معها بالمتغيرات وتجرف معها أحداثا ووقائعا ومرتكزات. الثورة التي حدثت في العراق كانت ضد الفساد والظلم والأكاذيب والنهب الذي تعرض له واقع العراق الاقتصادي، والذي قسم المجتمع إلى طبقة الفقراء وطبقة الأثرياء الجدد والمافيات الحزبية والإقطاعيات الدينية”.

وتؤكد: “حدثت ثورة الوعي رغم التجهيل المتعمد والمبرمج والذي قامت به الأحزاب الإسلامية بالذات، بجر الناس وتهويم عقول الشباب بطقوس دينية شعبية لا علاقة لها بالعصر والحضارة، ونكصت المجتمع العراقي المتفتح والمثقف وجرته إلى هاوية تحت شعارات دينية فارغة لا نفع لها بعصر المعلوماتية والذكاء الاصطناعي. فكان لابد من أن يقود المثقفين، هذه الثورة السلمية التي بقي جمرها تحت رماد الأحداث المريبة التي صادفتها وستعود ثانية بإذن الله”.

إطلاع العالم..

ويقول الكاتب: “جبار أحمد”: “في ثورة تشرين أنا وأولادي لم ننقطع عنها إلا قليلا، عنوان مهم الاستثنائي حصل أول مرة في العراق بعفويته ومشاركة إعداد كبيرة بدواعي نريد وطن وتغيير شكل الحكم والحكام. أثرت في ثقافة الشباب أولا بما يعنيه الرمز القيادي، فقد انحسر تأثير كذبة المقدس وتراجع التأثير الديني، ولاح في الأفق النموذج العلماني، وصار لزاما على الحكومات المكاشفة في البرنامج السياسي والاقتصادي والثقافي، ما عاد رجل الدين يملك كل الأدوات كونه الحلقة الفاسدة، يحتاج الأمر إلى إبراز قيادات وبرامج ورؤى واضحة، ويحتاج الأمر إلى إطلاع العالم”.

رد فعل لتشرينات خائبة..

ويقول الكاتب ” د.موسى الحوري”: “إن ثورة تشرين هي ثورة ثقافية هزت كيان الثقافات التي بنيت على الشعائر الدينية و الطائفية والمذهبية والعشائرية الضيقة، فكانت ثورة فكر حر متحرر وثورة وطن وكيان وحضارة متجذرة عميقة أحيت تأريخ وإرث الحضارة العراقية، وأسهمت بتثبيت مكامن القوة والثبات والأصالة والتماسك المجتمعي البعيد عن الثقافات والجماعات الضيقة التي تنادي بفكر ضيق وثقافة ضيقة”.

ويواصل: “إن ثورة تشرين هي ردة فعل لتشرينات خائبة أصابت جسد الأمة العربية، وعانت ما عانت منه إلى يومنا هذا، فكانت شعلة ثقافية فكرية شبابية جعلت من التحرر الثقافي والفكري منارا لها، ورفضت الانصياع والتبعية لثقافات دخيلة على جسد الوطن فرفضته بقوة السلم ومنحت دماء الشباب (صك) بوجه الظلم والاستبداد.. ثورة تشرين ثورة علم ونور وحرية وثقافة وتأريخ وحضارة وعمق وسعة ومحبة ووئام بوجه ممن لا يريد للعراق أن يكون (العراق) بكل بهائه وتأريخه وثقافته وقدمه”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب