17 نوفمبر، 2024 7:46 ص
Search
Close this search box.

تنظيم فرسان الهيكل والماسونية.. وضع بذرة النظام المصرفي وتحكم في الاقتصاد

تنظيم فرسان الهيكل والماسونية.. وضع بذرة النظام المصرفي وتحكم في الاقتصاد

 

خاص: إعداد- سماح عادل

تثار دائما الأقاويل حول علاقة الماسونية، تلك الجماعة السرية الغامضة، بجماعة أقدم منها وهي “فرسان الهيكل” لذا سعينا لمعرفة ما هو ذلك التنظيم القديم. وعلاقته بالماسونية.

 

“فرسان الهيكل”، أو “فرسان المعبد” لقبوا بالجنود الفقراء للمسيح ومعبد سليمان. عرفوا أيضا بالداوية أو تنظيم الهيكل أحد أقوى التنظيمات العسكرية التي تعتنق الفكر المسيحي الغربي، وأكثرها ثراء ونفوذا وأحد أبرز ممثلي الاقتصاد المسيحي. ودام نشاطهم قرابة قرنين من الزمان في العصور الوسطى.

اشتهروا في العالم المسيحي بعد أن صادقت علي تنظيمهم الكنيسة الكاثوليكية رسميا حوالي سنة 1129، وأخذ يزداد نفوذ وقوة وعدد بخطى متسارعة. ثبت إقدام فرسان المعبد في حلتهم البيضاء المميزة بالصليب الأحمر كإحدى أمهر وأخطر الوحدات العسكرية المشاركة في الحملات الصليبية، كما أدار أعضاء التنظيم المدنيون بنية تحتية اقتصادية واسعة النطاق في كافة أنحاء العالم المسيحي، حيث يرجع إليهم الفضل في ابتكار بعض الطرق المالية التي تعتبر بمثابة اللبنات الأولية لنظام المصارف والبنوك الحديث، كما أنهم شيدوا الحصون وأقاموها في كل مكان في أوروبا وفي الأرض المقدسة.

ارتبط مصير “فرسان الهيكل” بشدة بالحملات الصليبية وعندما لحقت الهزيمة بالحملات الصليبية في القدس، خسر التنظيم كثيرا من الدعم وشاعت الأقاويل حول الاجتماعات والاحتفالات السرية التي يعقدونها، الأمر الذي أثار الريبة تجاههم.

انتهز فيليب الرابع ملك فرنسا هذه الفرصة حيث أثقلته ديونه المالية للتنظيم. على إثر ذلك، اُعتقل الكثير من أعضاء التنظيم في فرنسا في 13 أكتوبر سنة 1307 وأُكرهوا تحت وطأة التعذيب على تقديم اعترافات مختلقة لينتهي مصيرهم بالإعدام على المحرقة، وقيام البابا كليمنت الخامس تحت ضغط الملك فيليب بحل التنظيم عام 1312.

النشأة..

بعدما استولت الحملة الصليبية الأولى على القدس سنة 1099، تهافت الحجاج المسيحيون على زيارة الأراضي المقدسة. وبالرغم من إحكام الحملة الصليبية قبضتها على الأمور في القدس نسبيا، إلا أن الأمر لم يكن كذلك في سائر الأراضي المحتلة أو أراضي ما وراء البحار، حيث عجت تلك الأراضي بقطاع الطرق الذين لم يتورعوا عن قتل الحجيج بأعداد هائلة وصلت إلى بضع مئات في بعض الأحيان، وذلك أثناء عبورهم الساحل عبر مدينة يافا في طريقهم للأراضي المقدسة.

وقام الفارس الفرنسي هيوجز دي بانز سنة 1120 برفع طلب إلى الملك بلدوين الثاني ملك القدس، والبطريرك ورموند بطريرك كنيسة اللاتين في القدس يقترح فيه إنشاء تنظيم رهباني يضطلع بمهمة حماية الحجيج المسيحيين. وافق الرجلان على الاقتراح في جلسة مجلس نابلس في يناير 1120 وجهز الملك للفرسان مقرا في جناح من القصر الملكي في جبل الهيكل في المسجد الأقصى المحتل.

كان لجبل الهيكل قدسية خاصة لما يقال عن استقراره على أنقاض معبد سليمان واعتياد الصليبيين الإشارة إلى المسجد الأقصى بمعبد سليمان، ومنه وسم التنظيم نفسه بالجنود الفقراء للمسيح ومعبد سليمان وارتبط اسمهم بالمعبد أو الهيكل فنعتوا أنفسهم ب «فرسان الهيكل».

افتقر التنظيم الذي بدأ بتسعة فرسان (منهم جودفري دي سان أومير، وأندريه دي مونتبارد) إلى التمويل المالي واعتمدوا في بقائهم على التبرعات التي جاء منها رمز التنظيم الذي يصور فارسين يمتطيان جوادًا واحدًا، إشارة إلى ضيق حال التنظيم.

لم يستمر وضع فرسان الهيكل على هذه الحالة من الفقر طويلاً، حيث كان لهم صوت مسموع وبارز في الكنيسة متمثلاً في القديس برنارد دي كليرفو أحد أبرز الرموز القيادية في الكنيسة وابن أخ الفارس أندريه دي مونتبارد.

قام برنارد بدعم التنظيم بكامل قوته وكتب باسمهم وعنهم في كتابه “في مدح تنظيم الفروسية الجديد”. كما قاد عام 1129 مجموعة من رجال الكنيسة للموافقة على التنظيم والمصادقة عليه باسم الكنيسة في مجلس تروا المنعقد في ذلك العام.

من هنا، أصبح التنظيم وجهة الأعمال الخيرية في العالم المسيحي، حيث استقبل الهبات من الأموال والأراضي والأعمال والمتطوعين من أبناء العوائل النبيلة الذين تهافتوا على المشاركة في الحرب بالأراضي المقدسة.

نال فرسان الهيكل امتيازا عظيما آخرَ في عام 1139 عندما أصدر البابا إنوسنت الثاني مرسوما بابويا يعرف باسم “العطية بالغة الكمال والذي أعفي بموجبه أعضاء التنظيم من الخضوع للقانون المحلي وأصبح لهم حق اجتياز جميع الحدود بحرية تامة، إضافة إلى إعفائهم من دفع الضرائب وعدم الخضوع ولا الولاء ولا الامتثال إلا للبابا فقط.

أخذ التنظيم في النمو والازدهار، حيث شكل الفرسان قوة الهجوم الأساسية في المعارك الصليبية الكبرى، يناط بفرسانها المدججين بالدروع الثقيلة على جيادهم الحربية المبادرة بالكر على جيش العدو لزعزعة صفوفه.

أحد أبرز انتصارات فرسان الهيكل كانت في معركة الرملة، حيث ساهم نحو 500 فارس من فرسان الهيكل بشكل فعال في دعم جيش الصليبيين البالغ بضعة آلاف وإلحاق الهزيمة بجيش صلاح الدين البالغ 26000 جندي.

ثروة وصكوك..

غالبية أعضاء التنظيم كانوا من المدنيين بالرغم من السمة والتوجه العسكري للتنظيم، حيث قام هؤلاء كل من مركزه المدني على دعم التنظيم وقيادة بنيته التحتية الاقتصادية، وبلغ به الأمر إلى الاحتكام على ثروة تجاوزت بكثير حجم التبرعات المباشرة المقدمة له، على الرغم من قسمهم بالحفاظ على فقرهم؛ فمثلا، كان النبلاء المتحمسون للمشاركة في الحملات الصليبية يسندون إدارة جميع أصولهم المالية إلى أعضاء التنظيم ريثما يعودون منها. وعلى هذا المنوال تراكمت ثروات طائلة لدى فرسان الهيكل من كل بقعة من بقاع العالم المسيحي ومناطق ما وراء البحر. وفي عام 1150 بدأ التنظيم في إصدار صكوك الاعتماد المالية للحجيج المسافرين إلى الأراضي المقدسة.

الصورة الأولية للبنوك..

استند نظام الصكوك هذا على مبدأ الأمانات، حيث كان الحاج يترك مقتنياته القيمة أو أمواله لدى أمين من أعضاء التنظيم قبل سفره ويستلم بدلا عنها وثيقة تحتوي على قيمة ما أودع بشكل صك. تسلم هذه الوثيقة في الأراضي المقدسة وبها يستلم الحاج ما يساوي قيمة وديعته. ربما يكون هذا الابتكار هو الصورة الأولية للنظام المصرفي الحديث وكذلك أول نظام مالي يعتمد رسميا على استخدام الصكوك. نجح هذا النظام في صيانة الحجيج فلم يعد يجدي اللصوص وقطاع الطرق مهاجمتهم كما ساهم في إثراء خزائن التنظيم المالية.

أدى هذا المزيج من التبرعات والتعاملات المالية بالمحصلة إلى تحكم فرسان الهيكل في شبكة اقتصادية بالغة القوة والاتساع في جميع أنحاء العالم المسيحي، فامتلكوا الأموال الطائلة، والمساحات الشاسعة من الأراضي في كل من أوروبا والشرق الأوسط، وكذلك امتلكوا المزارع وحقول العنب وتولوا إدارة غيرها وشيدوا الكنائس والقلاع والحصون كما عملوا في الصناعة والاستيراد والتصدير وامتلكوا أسطولهم البحري الخاص، حيث خضعت مدينة قبرص في فترة من الزمان بالكامل إلى سيطرة التنظيم. واستناداً إلى ما سبق، يدرج بعض المفكرين تنظيم فرسان الهيكل على أنه أول شركة متعددة الجنسيات في العالم.

هزيمة..

بدأت الطاولة تنقلب على فرسان الهيكل في منتصف القرن الثاني عشر حيث بدأ العالم الإسلامي يتوحد تحت لواء قادة أقوياء مثل صلاح الدين الأيوبي من جهة، وتنامي بذور الخلاف بين الطوائف المسيحية حول الأراضي المقدسة من جهة أخرى، ولطالما نشب الخلاف لسنين عديدة بين فرسان الهيكل ونظيرتيها من التنظيمات العسكرية المسيحية كفرسان الإسبتارية وفرسان تيوتون مثلا، فتت فيها العداوة المستعرة عضد الجانب المسيحي سياسيا وعسكريا.

كما أدت هزيمة فرسان الهيكل في العديد من المعارك إلى استعادة جيش صلاح الدين القدس عام 1187 في معركة حطين الحاسمة. بعد ذلك بفترة، استولى الصليبيون على المدينة مرة أخرى عام 1229 دون الحاجة لفرسان الهيكل ولم يمر على ذلك وقت طويل حتى استرد الخوارزميون القدس سنة 1244، ولم تزل تحت حكم المسلمين حتى انتزعتها بريطانيا من العثمانيين سنة 1917.

اضطر فرسان الهيكل إلى نقل مقرهم إلى مدن أخرى في الشمال ووقع اختيارهم على ساحل عكا الذي استقروا فيه قرابة قرن من الزمان، حتى خسروه عام 1291. تتابعت خسارة ما تبقى لهم من حصون ومعاقل أمثال طرطوشة (طرطوس في سوريا حاليا)، وعتليت.

بعدها انتقل مقرهم إلى ليماسول في قبرص وحاولوا الإبقاء على حامية لهم في جزيرة أرواد، على مقربة من ساحل طرطوشة، كما سعوا أيضاً في عام 1300 إلى التحالف العسكري مع المغول وإنشاء قوة غازية جديدة في أرواد، غير أن الهزيمة لحقت بهم على يد المماليك المصريين في موقعة حصار أرواد وخسروا المدينة على إثرها، وبهذه الهزيمة لم يبق لفرسان الهيكل موطئ قدم في الأراضي المقدسة.

بدأ الدعم الذي يناله فرسان الهيكل ينحسر بعدما تقلص الدور العسكري للتنظيم. غير أن الأمر لم يكن بهذه السهولة؛ إذ أن فرسان الهيكل جعلوا أنفسهم جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية في العالم المسيحي على مدار قرنين من الزمان. وساهم انتشار منازل ومباني التنظيم وبأعداد كبيرة في كل شبر في أوروبا في أن يحتفظ التنظيم بحضور واسع الأركان على الجانب المحلي.

لم يفتأ أعضاء التنظيم يمارسون أعمالهم ويتولون إدارة أعمال الكثيرين، ولم يتوقف الأوربيون عن التعامل اليومي مع التنظيم، حيث أن منهم من عمل في مزرعة أو حقل عنب تابع لأحد أعضاء التنظيم، أو استفادوا من خدمات التنظيم البنكية في حفظ مدخراتهم ومقتنياتهم الثمينة. كما احتفظ فرسان الهيكل بامتيازهم القانوني، فلم يخضعوا للقانون المحلي، مما جعل منهم نوعا من «الدولة داخل الدولة» في كل مكان يحلون فيه؛ وحتى بعد أن فقد جناحهم العسكري رؤيته العسكرية، ما زال يحق لهم عبور الحدود بحرية تامة.

وأثار هذا حفيظة العديد من النبلاء الأوروبيين، وبصفة خاصة بعدما استشفوا نية فرسان الهيكل في تشييد دولة دينية لهم، كتلك التي شيدها فرسان تيوتون في بروسيا، أو تلك التي شيدها فرسان الإسبتارية في مدينة رودس.

يقول بعض المؤرخين أن الملك فيليب، كان مدينا بديون طائلة إلى التنظيم على إثر مساعدتهم إياه في حربه ضد الإنجليز، رأى أن يستغل الشائعات لمصلحته، وبدأ يضغط على الكنيسة لتتخذ إجراءات ضد التنظيم، ساعيا خلال ذلك للتملص من ديونه.

أدين فرسان الهيكل بتهم عديدة، منها الإلحاد وعبادة الأصنام والهرطقة وممارسة الدعارة في طقوسهم والشذوذ الجنسي والفساد المالي والنصب والاحتيال والتخابر. أٌجبر العديد من المتهمين على الاعتراف بهذه الجرائم تحت التعذيب، وقد أثارت هذه الاعترافات ضجة كبيرة في باريس على الرغم من كونها منتزعة بالإكراه، وقد سٌجلت كافة تلك الاستجوابات على ورق برشمان بلغ طوله 30 مترًا، يوجد حاليًا في دار الوثائق القومية في باريس. كما أُكره المعتقلون على الاعتراف بقيامهم بالبصق على الصليب. من هذه الاعترافات: «أقر أنا ليموند دي لافير، 21 عامًا، بأني بصقت على الصليب ثلاث مرات، من فمي لا من قلبي.

أذعن البابا كليمنت إلى أوامر الملك فيليب الرابع، وأصدر مرسومًا بابويا يعرف في اللاتينية باسم: Pastoralis Praeeminentiae في 22 نوفمبر 1307 يأمر فيه جميع الملوك المسيحيين باعتقال فرسان الهيكل وحيازة ممتلكاتهم. ودعا البابا كليمنت إلى جلسات استماع للنظر في أمر إدانة فرسان الهيكل من براءتهم. وحين أرخى مستجوبو محاكم التفتيش قبضتهم على المتهمين، أنكر كثير منهم اعترافاتهم السابقة وتنكروا لها، وقد نجا منهم من حظي بشيء من الخبرة القانونية ليدافع عن نفسه أمام المحاكمات، غير أن الملك فيليب حال دون تلك المحاولات عام 1310 حين استخدم اعترافاتهم السابقة المنتزعة تحت التعذيب ليحكم على العشرات من أعضاء التنظيم بالإعدام حرقًا في باريس.

بعد الخلاص من آخر قادة التنظيم، تفرق باقي الأعضاء في أنحاء أوروبا، منهم من اُعتقل وحوكم تحت سلطة البابا، ومنهم من انضم لتنظيمات عسكرية أخرى كفرسان الإسبتارية، ومنهم من أُحيل إلى المعاش ليكمل حياته في سلام. وقد ترى حادثة حل تنظيم فرسان الهيكل على أنه الدمج الفعلي بين التنظيمين الخصمين، إذ انتقلت بموجب المرسوم البابوي ملكية فرسان الهيكل إلى فرسان الإسبتارية، الذي انضم إليه كذلك الكثير من فرسان الهيكل بعد حل تنظيمهم. وهرب البعض إلى خارج البلاد بمناطق لا تقع تحت نطاق سيطرة البابا، مثل اسكتلندا المحرومة كنسيًا، وسويسرا. أما أعضاء التنظيم في البرتغال فقد قاموا ببساطة بتغيير اسم التنظيم من «فرسان الهيكل» إلى «فرسان المسيح».

بافومت..

اتُّهِم فرسان الهيكل بعبادة وثن بافومت والعلاقات المثلية، والبصق والتبوّل على الصليب واللواط (السدوميّة)، عندما قمع الملك فيلب الرابع الفرنسي تنظيم فرسان المعبد القروسطي، في يوم الجمعة الثالث عشر من أكتوبر عام 1307، أسَر فيليب كثيرًا من فرسان المعبد الفرنسيين في وقت واحد، ثُم عُذّبوا حتى يعترفوا. ظهر اسم بافومت في نصوص محكمة التحقيق في شأن الفرسان السبعة

ابتداءً من عام 1307. لم تشتهر كلمة بافومت على اللسان الإنكليزي إلا في القرن التاسع عشر في خلال المحاورات والتفكر في أسباب قمع فرسان المعبد.

الماسونية..

منذ نهاية القرن الثامن عشر، كانت حركة البنائين الأحرار والمعروفة بالماسونية قد أدرجت العديد من طقوس فرسان الهيكل في عدد من الهيئات الماسونية، وأبرزها: تنظيم المعبد الذي انضم بشكل نهائي إلى «اتحاد المنظمات الدينية والعسكرية والماسونية لتنظيم المعبد ومعبد القديس يوحنا في القدس وفلسطين ورودس ومالطة» والشهيرة باسم فرسان الهيكل، هناك نظرية واحدة لأصل الماسونية تدعي النسب المباشر لجماعة فرسان الهيكل التاريخية وذلك عبر أعضائها الذين كانوا في القرن الرابع عشر والذين لجأوا إلى إسكتلندا عند الملك روبرت بروس والذي طرد من قبل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في ذلك الوقت، أو الذين هربوا إلى البرتغال والذين غيروا اسم تنظيمهم إلى فرسان المسيح، وأعضاء آخرون انضموا إلى جماعة فرسان القديس يوحنا. كانت هناك بعض النظريات التي تفترض أن مجموعات فرسان المعبد التي هربت في اسكتلندا هي صاحبة الفضل في انتصار الإستكلنديين في بانوكبورن، ولكن هذه النظرية تم إهمالها من القيادات الماسونية والمؤرخين على السواء لعدم كفاية الأدلة التي ترجح ذلك.

كان ظهور الحركة الماسونية في بدايته محط اعتراض شديد من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وذلك لإيمانها بأن هذه المجموعة هي «جمعية سرية» ولديها أجندة خفية كبيرة تتعارض مع الكنيسة ومعتقداتها. تحول فيما بعض أعضاء الكنيسة إلى أعضاء في هذه الجماعة. وفي أوائل القرن العشرين أصبح طرد الماسونيين شائعا مما أدى إلى الاعتقاد الخاطئ أن الكنيسة بطريقة ما تعارض أيضا فرسان الهيكل، ولكن الكنيسة أرادت أن تصنع حدا ما بين فرسان الهيكل والرهبانية العامة و «الجمعيات السرية».

وفي عام 1980 قام البابا يوحنا الثاني برفع الحرمان أو الطرد الكنسي الذي كان مفروضا ضد الكاثوليك الذين شاركوا في الحركة الماسونية، ومع ذلك كان أسلافه من أشد المعارضين لها، حيث أشاروا إلى أن الأشخاص الضالعين في هذا المجتمع السري ويتواصلون معهم يسلمون أرواحهم إلى خطر محدق.

أضاف الكتاب الماسونيون تكهناتهم الخاصة بهم في القرن 19، واختُرعت المزيد من القصص الوهمية عنهم لتزيينها في الروايات العالمية مثل إيفانهو، بندول فوكو، الرمز المفقود، وشيفرة دافنشي؛ الأفلام الحديثة مثل فيلمي الكنز الوطني وإنديانا جونز والحملة الصليبية الأخيرة وغيرها؛ بالإضافة الي ألعاب الفيديو مثل: عقيدة الحشاشين، العالم السري والسيف المكسور.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة