19 ديسمبر، 2024 3:36 م

“تنشئة الأطفال2”.. الأسر المترابطة والمدارس الجيدة تساعد الأطفال

“تنشئة الأطفال2”.. الأسر المترابطة والمدارس الجيدة تساعد الأطفال

خاص: قراءة- سماح عادل

في كتاب “تنشئة الأطفال في القرن 21” للكاتب “شارون كي هه”. يواصل شرحه لمصطلح الصحة النفسية للأطفال، ويقدم تفصيلا أكثر عن التطورات النفسية التي يمر بها الأطفال.
قائمة الصحة النفسية لمرحلة الطفولة المبكرة..
يعرض الكتاب لخطوات تطور الصحة النفسية:
١) يتطوَّر التنسيق بين العينين واليدين بحيث يمكن أداء المهام اليسيرة. ومن أمثلة تلك المهام اليسيرة قدرة الطفلة على ارتداء ملابسها بنفسها وحَمْل الأطباق الخاصة بها إلى الحوض؛ وهي مهام تعكس قدرًا من الاستقلالية والكفاءة.
٢) تسعى الطفلة إلى إجادة المهارات المكتسبة. وينشأ لديها قَدْر من الوعي بأن الاستقلالية والكفاءة تُشعرها بالسعادة.
٣) تزداد حصيلة المفردات لديها كثيرًا أثناء هذه الفترة. وتُصقَل مهارات التواصل لدى وصولها إلى سن المدرسة.
٤) تتطور القدرة على التركيز على المهام الأطول؛ أي إن وقت الانتباه يزداد.
٥) تنتبه الطفلة إلى زملاء اللعب وترغب في اللعب معهم. في عمر العامين تقريبًا. يقتصر اللعب على الجلوس بجوار أحد الأصدقاء بحثًا عن الصحبة. وعندما تبلغ الخامسة أو السادسة، ترغب في ممارسة الألعاب التي تتطلب نوعًا من التنسيق مع صديقة أخرى. وتبدأ الألعاب المركَّبة في الظهور.
٦) تتعزز العلاقات الاجتماعية؛ وتراقب الطفلة نموذج الأهل الخاص بروابط الاهتمام وتحاكيه.
٧) تظهر بوادر المهارة الخاصة بتسوية الخلافات، ولكن السيطرة الانفعالية للطفلة ما تزال بحاجة إلى تدخُّل البالغين من آنٍ لآخر. وينبغي أن يتراجع معدل الخلافات بحلول السنة السادسة.
٨) تشعر الطفلة بقدر معقول من الارتياح مع العالم الاجتماعي الذي أصبح يتضمن الآن أفرادًا بالغين آخرين وأطفالًا آخرين أيضًا. وتعني هذه الشبكة الكبرى من الأفراد أن الطفلة يجب أن تبدأ في تعميمِ ما تعرفه عن الانسجام في المنزل على النطاق الأكبر في المدرسة والملاعب وما إلى ذلك.
٩) يزداد نضج التحكم في الانفعالات بحلول العام السادس. مع ذلك قد تستجيب الطفلة إلى إصابتها بجرح صغير أو إيذاء البعض لمشاعرها بالبكاء قليلًا. ولكن بشكل عام، تستطيع الطفلة في سن المدرسة مراقبة مشاعرها والتحكم بها إلى حدٍّ ما.
١٠ ) تتعزز الرغبة في إسعاد البالغين والشعور بالتقدير كشخص صالح. ها هي الطفلة التي بلغت سن المدرسة أصبحت على استعداد للتعامل مع العالم”.
مرحلة السنوات المتوسطة من الطفولة..
ويواصل الكتاب عن السنوات التالية: “لننتقلِ الآن إلى السنوات المتوسطة من الطفولة التي تتضمن تلك السنوات الأولى من المدرسة الابتدائية، وهي المرحلة العمرية الممتدة من عمر ست سنوات وحتى اثنتي عشرة سنة.
قائمة الصحة النفسية لمرحلة الطفولة المتوسطة:
١) يتطور فهم العالم المادي بمعدل سريع، وتقترن المهارات الاجتماعية بذلك التطور. كما تساعد المفاهيم الجديدة والروابط الجديدة الطفلةَ في تصور ذاتها في العديد من المواقف والعلاقات.
٢) إن تطور مفاهيم مثل «إدراك وجهات نظر الآخرين» يساعد الطفلة في تعلُّم أن للآخرين أفكارا ومشاعر مختلفة يجب مراعاتها لإنشاء علاقات.
٣) يرتبط تطوير قدرة التركيز على أكثر من بُعد واحد للموقف في الوقت نفسه. بمفهوم «إدراك وجهات نظر الآخرين» .
٤) تنظر الطفلة إلى نفسها باعتبارها شخصا يتمتع بالكفاءة ويمتلك القدرة على اتخاذ القرارات.
٥) تتطور المهارة اللغوية وكيفية توظيفها بشكل فعَّال. وتستمتع الطفلة بالألعاب التي تعتمد على توظيف الكلمات والتلاعب بالألفاظ!
٦) تعني الزيادات في حجم الذاكرة أن تنظيم المعلومات والتحلي بالقدرة على استخدامها عند الحاجة يمثلان أداتين مؤثرتين في إقامة العلاقات في المنزل والمدرسة والمحافظة عليها.
٧) تشمل مجموعات الأقران الأولاد والفتيات، ولكن كل نوع عادةً ما يفضل تكوين صداقات مع النوع المماثل له.
٨) يبدأ ظهور التفكير في المستقبل مثل التفكير في الحياة المهنية والزواج.
٩) تسعى الطفلة جاهدةً إلى استيعاب الأمور التي تجعل منها صديقة مخلصة. وتتطور في هذه المرحلة سمات مثل الولاء والالتزام والتلطف مع صديقاتها المقرَّبات.
١٠ ) تختفي مظاهر العنف الجسدي مع الأقران بشكل عام، ولكن العداء اللفظي قد يزيد.
مرحلة المراهقة..
ويركز الكتاب علي مرحلة المراهقة: “المرحلة التالية من التطور، ويُطلَق مصطلح «المراهقة» علي الشريحة العمرية الممتدة من الثانية عشرة وحتى عشرين عامًا. ومع اكتساب علماء النفس لمعلومات أكثر عن مرحلة المراهقة، وجدنا أنه من الأيسر تحديد مجموعتين متمايزتين من السمات عوضًا عن الاكتفاء بوضع السمات جميعها في مجموعة واحدة وحسب؛ ونطلق على المجموعتين «المراهقة المبكرة» و«المراهقة المتأخرة».
يُرجَّح أن تظهر المهام الخمس الأولى في مرحلة المراهقة المبكرة، وتتضمَّن المراهقة المتأخرة المهام الخمس الأخيرة. وكما هي الحال مع كافة المناقشات المطروحة حتى الآن، فقد يُطوِّر الأطفالُ بعضَ المهارات قبل الفترة المحدَّدة في هذه النقاط الإرشادية أو بعدها. ولكن غالبية الأطفال يكتسبون المهارات طبقًا للتقديرات المذكورة.
قائمة الصحة النفسية لمرحلة المراهقة..
١) تحدث في هذه المرحلة التغيُّرات الجسدية المرتبطة بالبلوغ، والتي تتضمَّن تغييرات في الهرمونات. وتدل هذه التغيُّرات الجسدية على عدم الاستقرار الانفعالي أيضًا.
٢) تصبح مهارة التفكير أكثر تعقيدًا بحيث يحدث التأمُّل الذاتي يوميٍّا.
٣) يجري التفكير باستمرار في أمور مثل المسئولية والعلاقات.
٤) يساعد مستوى الكفاءة المتزايد في المجالات كافة في تزايد الرضا عن الذات.
٥) تظهر القدرة على التفكير في العديد من الحلول البديلة بشكل منهجي.
٦) يتضمن إدراك الذات الإمكانيات والرغبات الهادفة إلى تحقيق مزيد من التطور.
٧) تتحول مجموعات الصداقة المكونة من الذكور والإناث إلى مجموعات ثنائية تتألف من ولد وفتاة يلتقيان في مواعيد غرامية.
٨) تُعد علاقات المواعدة انعكاسات للسلوك المبكر مع الأصدقاء. وتظهر سمات مثل الأمانة والولاء.
٩) يتضمن التخطيط للمستقبل أهدافًا أسرية ومهنية ستستمر في التطور على مدار العَقد القادم.
١٠ ) يتجلى تحمل المسئولية تجاه العلاقة ويظهر في التفاعلات كافة في إطار المجموعات المدرسية والعمل والمجتمع وما إلى ذلك”.
تفاوت الظروف..
وعن اختلاف الظروف وتأثيرها علي الصحة النفسية للطفل: “إن هذه التوقعات الخاصة بتطور المهارات ليست شاملة، ولكنها تُقدِّم صورة عامة للمهارات التي يحتاجها الأطفال حتى يصيروا أشخاصًا بالغين أَكْفاء. إن طريق الصحة النفسية الجيدة يبدأ في مرحلة مبكرة. ولا بد من إيجاد التوازن بين العلاقات والمسئولية الشخصية لتحقيق نتائج صحية، ولكن لن يحقق كلّ الأطفال هذه القدرات لأسباب متعددة؛ فقد تعاني الأسُر من مشكلات مزمنة مثل الفقر والبطالة وإدمان الكحوليات وغيرها، أو قد تمر بصدمات شديدة لمرة واحدة فقط ولكن يكون لها تأثير طويل المدى على تطور الأطفال.
وبالنسبة إلى هؤلاء الأطفال الذين بدءوا حياتهم في محيط أسر معرَّضة لتلك المشكلات، ما يزال هناك أمل كبير للتغلُّب على الأمر؛ نظرًا لإمكانية إقامة علاقات مبكِّرة إيجابية مع مقدِّمي الرعاية على الرغم من المعوِّقات. ويعد تقديم استعراض عام لمفهوم القدرة على التكيف مع الصعاب نقطة جيدة لبدء هذه المناقشة”.
القدرة على التكيف والصحة النفسية ..
وينتقل الكتاب إلي الحكي عن قدرة الطفل علي التكيف: “القدرة على التكيف هي تلك السمة التي يُزعم أن الأشخاص الذين يتطورون بصورة جيدة يمتلكونها بالرغم من تعرُّضهم للمِحن أو حتى للصعوبات الهائلة. بدأ ما يُعرف عن القدرة على التكيف مع دراسة علم النفس الإيجابي كمفهوم في العقود القليلة الأخيرة من القرن العشرين.
بدأ عالما النفس مارتن سليجمان ١٩٩١ وميهاي تشيكسنتميهاي يفهمان أن البحوث السابقة قد ركَّزت في الأغلب على علم الأمراض أو السلوك البشري الذي كان يستدعي التدخل العلاجي. وهذا الأمر ليس مثيرًا للدهشة كثيرًا بالنظر إلى طبيعة المجال بصفة عامة؛ إذ تطلَّع علماء النفس إلى فهم السلوك البشري بحيث يتسنَّى علاج الأمراض الاجتماعية أو الشخصية.
وبدايةً من سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، كَتَبَ باحثون أمثال مايكل راتر ١٩٧٩ ونورمان جارميزي ١٩٨٥ عن الحاجة لفحص هؤلاء الأطفال الأصحَّاء نفسيٍّا، على الرغم من تعرُّضهم لمخاطر مثل الفقر. وفي أبحاثهما المبكرة، اكتشف الباحثان أن هناك بضعة عوامل ارتبطت بالأطفال الذين واجهوا مخاطر ولكنهم حقَّقوا نتائج طيبة. تمثَّلت هذه العوامل في تمتع الطفل بطبيعة مزاجية إيجابية، ومستوَى ذكاءٍ طبيعي، ووجود أب صالح أو أم صالحة، وعامل خارجي واحد جيد مثل معلِّم جيد، وسياق واحد إيجابي خارج المنزل مثل مَدرسة جيدة”.
عوامل القدرة علي التكيف..
وعن تلك العوامل التي تساعد علي التكيف: “يطلق العديد من الباحثين على هذه العوامل المؤدية إلى القدرة على التكيف “الوقائية”. وفي عهد قريب، واصلَت المتخصصة في علم نفس التطور آن ماستن وزملاؤها وآخرون العملَ على هذه النتائج الأولية بحيث أصبح لدينا الآن إطار عمل للعوامل المرتبطة بالأطفال الذين لديهم القدرة على التكيف. وبفضل هذه البحوث التي أجريت مؤخرا، نعلم أنه علاوةً على مستوى الذكاء الطبيعي والسلامة البيولوجية تضمَّن جوانبُ الطبيعة المزاجية المقترنة بالقدرة على التكيف التمتعَ بنزعة اجتماعية هادئة، والإيمانِ بقدرة النفس على السيطرة على البيئة، والانسجام مع الآخرين، والتحلي بقَدر جيد من الاحترام الذاتي. وعادةً ما يكون لدى الأطفال الذين يتحلَّون بقدرة على التكيف أسُر بها والد صالح يتَّسم بالحنان، ولَدَيه تطلعات عالية، كما يتمتعون بعلاقات إيجابية مع الأقارب.
علاوة على ذلك، ترتبط ميزة الاستقرار الاجتماعي الاقتصادي بالأسُر التي لديها أطفال يتسمون بقدرة على التكيف على الرغم من الصعوبات. وخارج إطار الأسرة، ارتبط وجودُ شخص بالغ إيجابي، ومهتم بالطفل، بتحقيقِ الطفل لنتيجة إيجابية على مستوى المدرسة والمؤسسات الدينية أو المدنية.
لخَّصَت ماستن وكوتسورث هذه التفاصيلَ الخاصة بمفهوم القدرة على التكيف في عام ١٩٩٨، وما تزال هذه العوامل قَيْد الدراسة في الوقت الحالي. لاحِظْ أنه نظرًا لطبيعة البحث، لم يَجْرِ تحديد خط سببي يبدأ بالعوامل الوقائية ويقود إلى القدرة على التكيف. على الرغم من ذلك، فنحن نعلم بالنتائج الجيدة؛ فقد يتمكَّن الأطفال من التكيف مع التحديات في العوامل تعتمد تمامًا على العلاقات مع بيئاتهم. وهذه المرونة التي نطلق عليها «القدرة على التكيف» الاجتماعية.
ويبدو أن للوالدَين دورًا هائلًا في بناء هذه القدرة على التكيف، ولكن قد يكون للعوامل الأخرى خارجَ إطار الأسرة تأثيراتٌ إيجابية على الأطفال أيضًا؛ فالمدرِّسون الأكَفاء في البيئات المدرسية الإيجابية هم سبيل الصحة النفسية الجيدة للأطفال أيضًا.
يمثِّل الآباء أساس العلاقات الاجتماعية كافة. وبالفعل، تَذْكر ماستن وكوتسورث أن عندما نرغب تعزيز الرابطة بين الأبناء والآباء في تعزيز مهارة التكيف لدى الأطفال. بمقدور الأطفال التغلب على الِمحَن من خلال القدرة على التكيف، وترتبط النتائج الصحيحة بتدعيم العلاقات الإيجابية القائمة. وهذه هي الحال أيضًا مع الأسُر التي تواجه العقبات الحادة والمشكلات المزمنة، والتي ترتبط بالنتائج التي يحقِّقها الطفل.
المخاطر..
وعن المخاطر التي تواجه بعض الأطفال يضف الكتاب: “ويُطلِق علماء النفس على هذه العقبات مصطلح «المخاطر» مثلا، يمثِّل الفقرُ أحدَ المخاطر المزمنة التي يتعرَّض لها الأطفال، في حين أن اختبار الطفل لكارثة طبيعية، كالأعاصير، قد يمثِّل عاملَ خطورةٍ حادٍّا يُسْفر عن نتائج سيئة. وتعني عوامل الخطورة هذه بالنسبة إلى التطور الطبيعي أن الأطفال قد يكونون عرضةً لتحقيق نتائج سيئة.
عندما تتعرَّض الأسُر لمخاطرَ، سواء أكانت حادة أو مزمنة، يراقب الأطفال ردَّ فِعل الآباء ويعتبرونه إشارات لكيفية إبداء ردود أفعالهم الخاصة. وقد أجرى علماء النفس دراسات على الآباء والأمهات الذين يتولَّوْن تربية أطفال معرَّضين لمخاطر ملازِمة للأسرة، مثل الفقر المزمن أو الطلاق، ومع ذلك حقَّقَ أطفالهم النجاح والازدهار في حياتهم كبالغين. تتضمَّن السماتُ المميزةُ لهذه الأسُر العملَ على غرس قِيَم معينة مثل أهمية العلاقات الأسرية والمسئولية الفردية والطموحات الدراسية الكبرى.
مثلا اكتشف أستاذ الطب النفسي للأطفال جيمس كومر، الذي يعمل في جامعة ييل، من خلال دراساته التي أجراها على أطفال الأقليات العرقية؛ أن الأسُر المترابطة والمدارس الجيدة يمكنها أن تساعد الأطفال في التغلُّب على عوامل الخطورة المرتفعة للغاية، مثل التحيز والتمييز. نَعْلم أيضًا أنه عندما تُواجِه الأسُر عواملَ خطورةٍ تؤثِّر في الصحة النفسية الجيدة للأطفال، والتي تتضمَّن صدماتٍ أو أحداثًا تُمثِّل تهديدًا لحياتهم، فإن العديد من الأطفال يمكنهم التأقلم بمساعدة أسُرهم أيضًا.
إن الأبحاث الخاصة بالأطفال الذين تعرَّضوا لصدمة لمرة واحدة فقط أو صدمة حادة، لا تزال حديثة العهد. على الرغم من ذلك، تكرَّرت في هذه الأبحاث نتيجة واحدة تشير إلى أن قدرة الوالدَيْن على توفير مشاعر الدفء والأمان لأطفالهما بعدَ التعرض لصدمةٍ ما تُعَد مؤشرًا ينبئ بقدرة الأطفال على التأقلم؛ ولذلك، يُعتقد أن قدرة الآباء على التأقلم تُعَدُّ أفضل مؤشر لقدرة الأطفال على التأقلم بعد التعرض لحدث صادم.
قام عالِم النفس إيه سي ماكفرلاين ١٩٨٨ بمتابعة مجموعة من الأطفال ممن تعرَّضوا لكارثة طبيعية في أستراليا، واكتشف العالِم أن ردود أفعال الأم نحو الحدث كانت مؤشرات أفضل على ردود أفعال الأطفال مقارنةً حتى بعامل قُرْب الأطفال من الحدث المدمِّر. وقد تم التوصل لنتائج مماثلة مع أطفال من الشرق الأوسط والولايات المتحدة ممن تعرَّضوا لصدمات شديدة أيضًا. ولِحُسن الحظ، اكتشف الباحثون المهتمون بدراسة آثار الصدمات أن البالغين الآخرين من مقدِّمي الرعاية قد يوفِّرون هذا النوع من العوامل الوقائية أيضًا.
ويشير عالم النفس جورج إيه بونانو، الذي أجرى العديد من الدراسات حول القدرة على التكيف بعد الصدمات، إلى وجود العديد من مسارات التعافي بعد التعرض لصدمةٍ ما بونانو ٢٠٠٤. وتُعَدُّ القدرة الفردية على التكيف أحد هذه المسارات التي تبدو في الواقع كمظاهر تعاون بين الأشخاص في نهاية الأمر.
يمكن دعم التطور النفسي الصحي لدى الأطفال من خلال تركيز الأسُر والمجتمعات ككلٍّ على العوامل الوقائية التي تَصنع فارقًا في حياة الأطفال. نحن ندرك أن تعزيزَ قدرة الأطفال على التكيف مع المخاطر أمرٌ ممكنٌ، وأن عددًا كبيرًا من الأطفال يمكن أن يتمتعوا بصحة نفسية جيدة. إن التركيز على تطور الصحة المعرفية والاجتماعية والعاطفية لدى الأطفال سيُترجَم إلى صحة نفسية، والتي ينبغي أن تكون هدفًا يحظى بنفس الاهتمام الذي تحظى به الصحة البدنية للأطفال في الولايات المتحدة.
وبينما تتنوع المهام مع تطور الأطفال، فإن دور البالغين كمقدِّمي رعاية وكمعلمين يظل بارزًا لتنشئة أطفالٍ أصحاءَ نفسيٍّا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة