10 مارس، 2024 3:37 م
Search
Close this search box.

تناقض النظام الإيراني .. إفطار مع الشعراء وصورة مع كتاب “شاملو” وحكم بالسجن للكُتاب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بالأمس؛ جلس السيد، “علي خامنئي”، على سفرة الإفطار مع الشعراء، وقبل ساعات من هذه المراسم؛ وقع 904 كاتب وشاعر إيراني على خطاب إلى المسؤولين التنفيذيين والقضائيين بالدولة اعتراضًا على حكم السجن ضد ثلاثة من الكُتاب أعضاء “اتحاد الكتاب الإيراني”، هم “بکتاش آبتین” و”رضا خندان مهابادي” و”کیوان باژن”، بتهم “الدعاية ضد النظام” و”الاجتماع بقضد الإضرار بالأمن القومي”. بحسب موقع (إيران واير) المعارض.

“التآمر”.. تهمة جاهزة على رقاب الجميع !

وبلغ مجموع الأحكام، على الثلاثة كُتاب، 18 عامًا بواقع 6 سنوات لكل منهم. وهو الخبر الذي لفت إنتباه الرأي العام والكثير من أرباب الثقافة والفن، ومع هذا لم يتم التطرق إلى هذا الخبر أثناء لقاء الشعراء مع مرشد “الجمهورية الإيرانية”.

وكعادة، كل عام، كان السيد، “علي خامنئي”، يبتسم ويسمع بشغف للأشعار التي تُنشد في حضرته.

يقول “ناصر زرافشان”، محامي الكُتاب الثلاثة؛ في حوار إلى موقع (إيران واير) المعارض: “عضوية اتحاد الكُتاب الإيراني، والأنشطة النقابية، والتوقيع على بيانات الاتحاد، وإحياء ذكرى أحمد شاملو وزيارة مرقده وتخليد ذكرى إثنين من الكُتاب هما، محمد جعفر پوینده، ومحمد مختاري، قدما أوراحما فداءً للحرية والفكر، هي التهم الموجهة للكُتاب الثلاث”.

وأضاف: “اتهام الاجتماع والتآمر على الأمن القومي الإيراني؛ خاطيء تمامًا. لأن كلمة تآمر تعني مؤامرة غير معلنة، وهذه الكلمة لا تُمر مرور الكرام في المواد القانونية، وإنما يتعين لهكذا تهمة تقديم أدلة صحيحة، لكن الدليل المقدم هو نشر البيانات وتخليد ذكرى. أي أن المؤامرة السرية تمت بنشر البيانات، فهل هذا معقول ؟.. لكن القاضي بدل أن يكون محايدًا، والقضاء بما ورد في ملف القضية، إتخذ من البداية موقفًا مضادًا ضد الكُتاب الثلاث”.

عبثية المحاكم الثورية..

وأكد “زرافشان” على أن المثول أمام المحاكم الثورية لن يجدي، وأردف: “المشاركة في المحاكم الثورية عبث؛ ويجعلنا مجرد صور في المحاكم الاستعراضية. حيث يريد السادة القول: إن لدينا محاكم وحق اختيار محامي، لكن عندها ينعدم المنطق عند إحقاق حقوق المتهمين. من ثم؛ الحضور في هذه المحاكم عمل عبثي، وأنا لم أعتقد مطلقًا في هذه المحاكم. لكن على كل حال ذهبت فلم يكن مفر من قبول تمثيل الكُتاب الثلاثة، لكني أوصى رفقاي بعدم المشاركة في هذه المحاكم الاستعراضية”.

وبينما يحكم على الكُتاب الثلاثة بعد تخليد ذكرى، “أحمد شاملو”، الشاعر والمترجم والصحافي الإيراني، لم يكد يمر شهر على صورة السيد، “علي خامنئي”، في “معرض الكتاب” يقرأ كتاب أشعار “أحمد شاملو”؛ وكذلك استضاف مؤخرًا الشعراء !

ويعلق المحامي، “ناصر زرافشان”، قائلاً: “نحن نشاهد هذا النوع من التضاد والحيل كثيرًا في بلادنا، والحقيقة أن ملف الكُتاب الثلاثة لا يحمل أي جريمة. لأن (شاملو) هو شاعر الحرية؛ وربما لذلك هو مكروه من النظام مثل (مختاري) و(پوينده)، اللذان قُتلا في سبيل حرية الرأي”.

وكان “محمد جعفر پوينده” و”محمد مختاري”؛ قد لُقيا مصرعهما في سلسلة من جرائم القتل التي استهدفت المفكرين والسياسيين المعارضين للنظام، داخل وخارج “إيران”، في التسعينيات.. و”شاملو”؛ هو أشهر شاعر سياسي معاصر. لقبه الكثير من المفكرين بـ”الشاعر المعترض”.

كان ينتقد، في جميع أشعاره، أوضاع المجتمع ويطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية. فلم يختلف الوضع في زمن “الملك” عن الأوضاع في ظل “الجمهورية الإسلامية”.

كان يعارض كل ما يتنافى والحريات الفردية والعدالة. وانتقد بعد “الثورة” نظام “الجمهورية الإسلامية” مرارًا. وقد حافظ على هذه الرؤية النقدية حتى آخر أيامه، ولذلك فإن تخليد ذكراه لازال يمثل جريمة بالنسبة للنظام.

ولم تشفع صورة السيد، “علي خامنئي”، في “معرض الكتاب” يقرأ كتاب “شاملو” ويبتسم؛ ولا أحد يعرف الداعي لتلك الإبتسامة، لكن هذا لم يمنع انتشار هذه الصورة على جميع المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

ويعتقد “مسعود بهنود”، الصحافي والكاتب الإيراني، أن هذه الصورة لم تُلتقط بشكل عارض، وقال: “الصورة تعكس التناقضات، لكن الشيء الذي تثبته هذه الصورة جيدًا هو حقد الطرفين، (شاملو وعلي خامنئي)، في الصورة أعمق من أي شيء آخر موجود في الصورة”.

وهو يعتقد أن “شاملو” كان ليفهم، لو كان حيًا، السخرية المخبوءة خلف نظرة وإبتسامة “علي خامنئي”. ويظن أن إبتسامة “خامنئي” سببها الفهم المغلوط للأشعار المنسوبة إلى “شاملو”. وما يفعله في جلسات إنشاد الشعر مع الشعراء؛ إنما يريد أن يصور لنا أنه كثير القراءة ومتمكن من اللغة الفارسية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب