14 نوفمبر، 2024 8:00 م
Search
Close this search box.

تفاعل الآخر وحضوره في قصيدة “أتيت متأخراً”.. للشاعرة العراقية زينب الكناني

تفاعل الآخر وحضوره في قصيدة “أتيت متأخراً”.. للشاعرة العراقية زينب الكناني

كتب : علاء حمد
إنّ من أهم اشتغالات الشاعر هو وقوفه عند الذات كي ينصاع إلى لحظتها.. وإذا كانت الذات قد تجولت ما بين المخيلة وحضورها الآني، فقد يكون للقصيدة قصديتها البعيدة ما بين تناسبها الشعري ولحظة الكتابة. “أتيت متأخراً”.. الخطاب خطاب “الآخر” بينما الباث هو “الأنا” ومدى حضور تلك الشخصنة مع الآخر بحضور الألفاظ وتجنيسها في قصيدة، والحضور اللحظوي لا يكون إلا ذات مدار أساسي بإضافة الشعرية وتوظيف اللغة عند عتباتها:
كانت اللحظة تلوّح / على وشاح / خريرك.. / وأنت تهل كحرف / وقصيدة في / عالمي…
هنا قد اعتمدت الشاعرة على علامات وظهور الدلالات التي قادة الصورة الشعرية نحو معانيها المعتمدة، والشاعرة العراقية “زينب الكناني” دائماً تكتب لحظتها دون الرجوع عند الذاكرة، لذلك تصطاد المباعدات وتقرّبها بواسطة البصرية، والبصرية لها أبعادها أيضاً في كيفية توظيف التعامد من الطبيعة والى القصيدة: على وشاح / خريرك، فإذن هناك الأشياء وتوظيف المجاز من خلال الصور الشعرية المتتالية، ومن خلال اللغة ومغايراتها استطاعت الشاعرة أن توجد المكانة الشعرية ومدى الدخول مع تلك اللقطات.
إنّ تواجد السياقات بحضورها الجديد، هذا يعني هناك إضافة حسية متنافرة، والإضافة الحسية تخرج من داخل الذهنية والى الآخر كما كانت الشاعرة زينب الكناني:

الناقد العراقي علاء حمد

نغمات الموج تحمل / اعترافات عاشقين / أضلا الطريق / إلى الهواء…
تشتاق اللغة أحياناً أن تتسلق أو تقتحم الرومانسية وتجذب معها تلك اللقطات الشعرية كما هو الآن مع هذه الشطور أعلاه، وهو تطعيم الذات ومعرفتها بالمعاني التي حول المخيلة، وانفتاح تلك المخيلة نحو الأشياء القريبة منها، فالحكاية ولون البنفسج، يعني دخول الألوان الربيعية بين المفردات كما يلي:
نغمات الموج تحمل = وردتها بلون / البنفسج..
نغمات الموج تحمل = ملامحك “التي” روت لي
نغمات الموج تحمل = كحرف / وقصيدة في / عالمي…
هذه المعادلة التي رسمتها تدل على تمازج التعبيرية وجدولتها بين الجمل الشعرية، فوظيفة الإضافة هنا لم تكن وظيفة معيارية أي تحديد اللغة المضافة، وإنما هناك انفتاح الجمل على بعضها والعودة إلى المعنى الحقيقي ومدى تفجير الإضافات، أما من خلال ترميز الجملة، أو من خلال تفاعل الخيال الذهني وإيجاد البديل الحتمي للمفردات المقصودة، وهذا ما حدث مع قصيدة: “أتيت متأخراً” للشاعرة العراقية زينب الكناني.
التحول الضمني للشاعرة من “الأنا” إلى “الواقع”.. تحولات بتمكين الأمكنة والانتماء إليها، وهذا ما رسمته عبر القصيدة والتي أعلنت عن بيانها بجمل قصيرة أرادت منها أن تصل إلى المتلقي بشكلها الأريحي.. وهو تمهيد آخر لدخول الذات إلى الاندماج مع الآخر تاركة “الأنا” الشخصية، والاشتغال على “الأنا” الأولى والتي تسخرها عادة للآخر.
لم نقف حول تسجيل الحكايات وحضورها في السرد الشعري.. وإنما وقفنا على حضور المخيلة وتسجيلها السردي من لقطات الشاعرة السردية، لذلك فوجه الآخر كان أحد المحطات المعتمدة في القصيدة.. وهناك عدة محطات توقفت عندها الشاعرة ومنها “الأنا” ومنها “الآخر” ومنها “حضور التعامد” ونقله بواسطة البصرية وكذلك لقطات الذاكرة الفلاشية، كل هذه المحطات شكلت إلينا الذات الشاعرة التي انساقت على حضور شاعرة وقصيدة.
أتيت متأخراً
……………..
كانت اللحظة تلوّح
على وشاح
خريرك..
وأنتَ تهل كحرف
وقصيدة في
عالمي…
.
نغمات الموج تحمل
اعترافات عاشقين
أضلا الطريق
إلى الهواء…
.
تلك حكايتي أنت
وردتها بلون
البنفسج..
تحكي عنك
وأنت تبوح لي
إني في قلبك..
لكن… .
ملامحك روت لي
ما أحببت أن
تقول… ..
… .. “زينب الكناني”

* ناقد عراقي

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة