خاص : ترجمة – آية حسين علي :
تعتبر الروايات الرومانسية ملجأ القراء العاطفيين وفرصة للهروب من جفاف المشاعر، الذي بات يميز عالمنا وسط الأزمات والحروب، ويلجأ إليها القراء كلما شعروا بالتعطش إلى الرومانسية والحاجة إلى الغوص في قالب مليء بالمشاعر ينقلهم إلى عالم آخر بعيد عن التعقل والواقعية المبالغ فيهما، يطلق فيه سراح القلب والأحاسيس.
والحب هو القوة التي تحرك العالم، ولا شك أن المشاعر الإنسانية غذت وأثمرت جزءًا كبيرًا من الأعمال الأدبية منذ قديم الأذل.. استطاعت بعض الروايات الصمود رغم مرور عقود وقرون على كتابتها، ورغم أن الروايات الرومانسية القديمة اعتمدت على “كلاشيهات” الحب المستحيل أو العلاقات الملحمية المبالغ فيها، إلا أنها نقلت في طي الأحداث الكثير من مظاهر الحقب التي كُتبت فيها، لذا فهي تبقى جواهر خالدة لا تنسى من الذاكرة.
اخترنا لكم مجموعة من أعظم الروايات العاطفية القديمة، ونقدم لكم ملخصًا لكل منها..
“كبرياء وتحامل” – غاين أوستن..
تُعتبر رواية (كبرياء وتحامل)؛ أحد أول الأعمال المسرحية الرومانسية التي صدرت في التاريخ الحديث، وتعد ضمن أفضل الأعمال الروائية التي كُتبت باللغة الإنكليزية خلال القرن التاسع عشر، ولا تزال واحدة من الأعمال الكلاسيكية الخالدة.
تدور القصة حول رحلة بحث 5 فتيات عن الزوج المثالي، ومن خلال الأحداث تنقل لنا “أوستن” نظرة ناقدة للمجتمع الإنكليزي خلال تلك الفترة.
الشخصيات الأساسية في الرواية هم؛ “إليزابيث بينيت” وهي فتاة تتمتع بعقل وحكمة، لكن لا يهمها كثيرًا البحث عن رجل للزواج، بينما تسعى والدتها، “السيدة بينيت”، إلى تزويج بناتها الخمسة من رجال أثرياء، ويحاول السيد “بينيت”، (الأب)، التعقل في الاختيار، يتعرف عليهم “السيد دارسي” في حفل رقص فيعجب بـ”إليزابيث”، لكنها تأخذ إنطباعًا سيئًا عنها، فيحاول توضيح الأمر لها، لكنها تتمسك بإنطباعاتها دائمًا، وخلال الأحداث تشعر الفتاة بأن قلبها يخفق وأنها بدأت تُكن مشاعر الحب تجاه “دارسي”، حتى يطلب يدها في النهاية.
“عُرس الدم” – غارثيا لوركا..
تستند رواية (عرس الدم)، التي كُتبت عام 1931، على قصة حقيقية حدثت في مدينة “ألمرية” الإسبانية، وهي العمل المسرحي الوحيد الذي نُشر في كتاب للكاتب الإسباني، “فيدريكو غارثيا لوركا”، بعد النجاح الساحق الذي حققته.
تدور أحداث الرواية في قالب تراجيدي استخدم فيها “لوركا” تشبيهاته المعروفة بـ”القمر”، الذي يرمز إلى الموت، و”الحصان”، للإشارة إلى الرجولة والقوة، وتحكي قصة العروس التي تعجب بزوج إحدى أقرباءها، وتقرر الهروب معه وترك العريس، بعدما تدفعها قوة عظمى إلى الفرار، وتحاول زوجته إبعادها عنها بعد إدراكها بمشاعره تجاهها، لكنها تفشل، بينما يبدو العريس شخصًا ساذجًا.
“غين إيري” – تشارلوت برونتي..
نشرت الكاتبة الإنكليزية، “تشارلوت برونتي”، هذه الرواية عام 1847، في فترة لم تشهد اهتمامًا كبيرًا بالكاتبات، لذا لجأت إلى نشرها تحت اسم مستعار هو “كيرر بيل”، وحققت من خلالها نجاحًا كبيرًا.
تعتبر الرواية سردًا للسيرة الذاتية للكاتبة، وتدور حول حياة الفتاة، “غين إيري”، التي تُعامل بقسوة من كل المحيطين بها، لذا تسعى إلى إيجاد المكان المناسب لها في الحياة، حتى تقع في حب رب عملها، “روشيستر”، لكن العراقيل تقف أمام مشاعرها، لكنهما يتمكنان من التغلب عليها وتنتهي الرواية بزواجهما.
“مرتفعات ويذرنغ” – إيميلي برونتي..
تعتبر (مرتفعات ويذرنغ)؛ هي الرواية الوحيدة للكاتبة الإنكليزية، “إيميلي برونتي”، شقيقة “تشارلوت برونتي”، ويعتبرها كثيرون أفضل عمل رومانسي في التاريخ، رغم أنها حصلت على ردود فعل سلبية عند نشرها، وقيل عنها أنها تفتقر إلى النضج.
تحكى القصة على لسان المربية، “نيللي”، وتدور الرواية حول “هيثكليف”، الطفل اليتيم الذي يتبناه السيد “إيرنشاو”، فيرتبط مع إبنته “كاثرين” بعلاقة حب يقتلها الشعور بحب الإمتلاك، لكن “كاثرين” تتركه وتتزوج من رجل آخر، “إيدغار لينتون”، فيقرر أن يتزوج من أخت زوجها كي ينتقم منه، كما يمعن في إذلال شقيق “كاثرين” الذي طالما آذاه في صغره.
“الحب في زمن الكوليرا” – غابريل غارثيا ماركيز..
رغم أن رواية (مئة عام من العزلة)؛ للكاتب الكولومبي، “غابريل غارثيا ماركيز”، هي التي جعلت منه واحدًا من أعظم الكُتاب في التاريخ، إلا أن (الحب في زمن الكوليرا)، تعتبر الأكثر رومانسية ضمن أعماله، واعترف “غابو” بأنها أقرب عمل إلى قلبه.
تدور القصة حول علاقة حب عميقة بين رجل، “فلونتينو آريزا” و”فيرمينا دازا”، وامرأة منذ المراهقة حتى وصولهما إلى سن الشيخوخة، وتم تجسيدها في فيلم يحمل نفس الاسم عام 2007.