28 مارس، 2024 1:29 م
Search
Close this search box.

تعاظم الدور الإقليمي لتركيا:مقوماته وأبعاده و مظاهره و حدوده

Facebook
Twitter
LinkedIn

المؤلف : د.عبد الله تركماني
مقدمة:تعاظم الدور الإقليمي لتركيا:مقوماته وأبعاده و مظاهره و حدوده . رغم صدوره منذ نصف العقد و تسارع الأحداث منذ ذلك الحين في منطقة الشرق الأوسط، فإنه لايزال لهذا الكتاب السادس عمق.فبعد أن قدم هذا الباحث 5 كتب وشارك في عشر مؤلفات جماعية أثرت المكتبة العربية،صدر له هذا الكتاب مع حلول أولى بوادر ما اصطلح له بالمصطلح الإستراتيجي الناشئ “الربيع العربي”.يضم الكتاب إلى جانب الإهداء و المقدمة، ستة أجزاء وهي : 1-مداخل منهجية، 2-مقومات تعاظم الدور التركي،3- أبعاد تعاظم الدور التركي،- مظاهر تعاظم الدور التركي،- حدود تعاظم الدور التركي،6-

تركيا وقراءة في المحيط الاقليمي :

في مقدمة كتابه، يبرز المؤلف أن “السياسة الخارجية التركية ترتكز على الرؤية المؤسسة لدور تركيا في محيطها الإقليمي وهي فكرة “العمق الإستراتيجي” التي صاغها، في كتاب يحمل الإسم نفسه، مفكر تركيا الإستراتيجي أحمد داود أوغلو الذي أصبح وزيرا لخارجيتها.ويقول مقتضى الفكرة المؤسسة بأن الإبتعاد النسبي عن المحاور، و المقترن باقتراب محسوب من قضايا الجوار و تنويع التحالفات الإقليمية و الدولية، سيمكن تركيا من استخدام أمثل لعمقها الإستراتيجي في التأثير على ىالفاعلين الإقليميين و الدوليين”.ص 16.وحول هذا الدور الإقليمي المطروح و المنتظر ، يكتب المؤلف : “”تدور في كثير من الأوساط والمنتديات الفكرية و السياسية العربية نقاشات واسعة حول الدورين التركي و الإيراني و تأثيرهما الإستراتيجي على مستقبل الشرق الأوسط.وفي مقابل هذا الصعود للقوتين التركية و الإيرانية ثمة تراجع عربي واضح ، فالإنقسام بين الدول العربية لم يعد خافيا على أحد، ولم يعد أحد يحرص على إخفائه.ص 18-19.وينطلق الكاتب في القسم الأول من كتابه تحت عنوان:” مداخل منهجية” ، وتحت الجزء الأول من هذه القسم ، تحت عنوان” الدراسات الإستراتيجية و المستقبلية” ليببن انه “يمكن تحديد مفهوم الإستراتيجية المعاصرة في أربع عناصر ، أولها، أنه يرتبط بأمن الدولة و المجتمع، وثانيها، يعنى بتعبئة موارد المجتمع و تنظيمها و توجيهها، وثالثها، متغير ومتطور بتغير الظروف و الموارد و الخيارات المتاحة. و رابعها، يتضمن في ثناياه عددا من الإستراتيجيات المتخصصة، التي تترابط و تتكامل فيما بينها لتحقق، كل في مجالها، أغراض الإستراتيجية العامة، وصولا إلى الأغراض التي حددتها السياسة .ص 21. أما عن الدراسات المستقبلية و مكانتها ، فيرى الكاتب أنها “حققت كثيرا من النجاح و التطور و المكاسب بعد جدل طويل حول الأسس الفلسفية، التي تقوم عليها و حول مدى علميتها، فقد أمكن تحديد قاعدتها المعرفية، حتى و إن كانت على ذلك القدر الهائل من الإتساع و التنوع و التداخل مع تخصصات أخرى عدة” ص 26. و ينتقل الكاتب في مكان آخر من هذا القسم إلى البحث عن تحديد لمصطلح الشرق الأوسط . فينتقل من تعريف موسوعة بريتناكا الأمريكية، ذات الأصل البريطاني التي تحدده جغرافيا بأنه” الأراضي الواقعة حول الساحلين الجنوبي و الشرقي للبحر المتوسط من المملكة المغربية إلى شبه الجزيرة العربية و إيران ، وأحيانا إلى ماوراء ذلك”.ثم يعرضه من الناحية التاريخية فيكشف أن “تعبير الشرق الأوسط ، ارتبط بتطور الفكر الإستراتيجي البريطاني، و استخدم لول مرة عام 1902 بواسطة ضابط بحري أمريكي، الكابتن ألفريد ماهان، صاحب نظرية القوة البحرية في التاريخ، في مقال صدر له تحت عنوان” الخليج الفارسي و العلاقات الدولية”ص 29.كما “ارتبط انتشار المصطلح بالفكر الإستراتيجي البريطاني سنة 1921 “إدارة الشرق الأوسط”للإشراف على شؤون فلسطين و شرق الأردن و العراق.و خلال الحرب العالمية الثانية تأكد هذا المفهوم مع قيام بريطانبا سنة 1940 بإنشاء “مركز تموين الشرق الأوسط بمصر” ص29-30. و إضافة إلى التعريفات، فإنه يشير إلى أنه “ثمة مؤشرات عديدة توحي بأن الخريطة الجيو-سياسية للشرق الأوسط دخلت طور التغيير بشكل لم يحدث منذ عقود، وأن التحالفات والعلاقات في مابين دول المنطقة، مابينها و بين دول العالم تشهد تغييرا واسعا…” ص 44 .إذ “ينتظم المشهد الراهن في الشرق الأوسط حول حقيقتين استراتيجيتين رئيسيتين :اللافاعلية الأمريكية، و النشاط الديبلوماسي المتزايد للأطراف الإقليمين.وبصورة استرجاعية، يمكن القول إن حرب لبنان 2006 مثلت نقطة التحول الرئيسية في إدراك الأطراف الإقليميين لخطورة الفراغ المترتب على التعثر الأمريكي، واستحالة إدارة الأزمات و الصراعات المختلفة من دون بحث عقلاني و رشيد عن توافقات و مساومات براغماتية، تضع نهاية ، و غن تكن مؤقتةو جزءية لاختلالات ما بعد احتلال العراق”.ص 44 .والتساؤل هنا هو و اليوم من يعيد رسم خريطة المنطقة ؟ ص48. يرى الكاتب أنه “يبدو أن خصائص أربع تمثل الملامح العامة للشرق الأوسط “الجديد”: أولاها،انتقال مركز الثقل في تفاعلات النظام الإقليمي من القلب (مصر و السعودية و العراق) إلى الأطراف (إيران و تركيا)، وهي موزعة على النحو التالي: تفاعلات أمريكية-إيرانية، وتفاعلات إيرانيةـاسرائيلية، و تفاعلات إسرائيليةـتركية، وفي كل هذه التفاعلات لا تقوم الأطراف العربية فيها إلا بأدوار المحفز (سورية) أو المسهل (قطر و حزب الله وحماس) .و في هذا السياق، تلعب تركيا على أوتار التوتر القائم في المنطقة، و تقوم بتوظيفه لمصلحتها، سواء من من خلال القيام بدور “المبرد” للخلافات الإقليمية أو من خلال المزايدة على القضايا العربية عبر استنفار الروح “العثمانية” في مواجهة إسرائيل، و ذلك على نحو ما يردد دوما رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. ص48.فماهي مقومات تعاظم الدور التركي في هذا السياق إذن ؟

مقومات القوّة واستثمار الجغرافيا:

تقضي الفكرة الحاكمة في التوجه التركي الجديد نحو الشرق الأوسط: أن تركيا تملك عناصر قوة تمكنها من لعب دور الضامن للإستقرار و الطرف المقبول من الجميع ، لذلك لا يتوجب عليها الإنخراط في تحالف مقابل آخر، و لكن بناء صورتها الجديدة باعتبارها “المرجعية الإقليمية” المقبولة ، وهو ما نجحت فيه إلى حد كبير”.ص 56 . ومن ناحية أخرى فإن السلاح الطبيعي الموهوب إلى تركيا هو جغرافيتها. ف”إذ يؤثر الموقع الجغرافي تأثيرا طاغيا على الدوائر الإستراتيجية العليا و على صناع القرار في تركيا، إذ لبلادهم موقع يمكن وصفه في العلوم الإستراتيجية بأنه Eckmacht “قوة زاوية”، اي قوة إقليمية ذات موقع استراتيجي معتبر، و لأن تركيا لا تستطيع أن تلعب دورا إقليميا في كل جهات جوارها الجغرافي، لأنها ببساطة ليست قوة عالمية عظمى، يصبح واجبا عليها أن تختار المنطقة الجغرافية التي تعتقد أن توازنات القوى الإقلمية و الدولية فيها تسمح بممارسة نفوذها الإقليمي، وهو ما ينطبق على الشرق الأوسط بامتياز. وهي تملك نقاط قوة تؤهلها لهذه العودة، من أهمها:

1-الثروة المائية، و نحن نعرف مدى حاجة المنطقة لهذه الثروة، خاصة أن المنطقة مقبلة على نقص كبير في المياه لدرجة العطش، وتركيا تملك هذا المفتاح

2-تملك تركيا قوة عسكرية لا يستهان بها تسمح لها بالإنتشار السريع وبشكل تقني و فعال.

3-تملك تركيا الديمغرافيا(73مليون نسمة) ، وهناك تركمان في كركوك/العراق، ولكنها لم تستخدم لحد الآن هذه الديمغرافيا كعامل تأثير . ص62 .

كما أن من مقومات تعاظم الدور التركي هويتها.يرى المؤلف حول هذا “إن الهوية التركية المستقلة أصبحت واضحة،وهي مستندة على اقتصاد تتصاعد قوته يوما بعد يوم.وهذا كله ناتج عن أن السلطة في تركيا استطاعت، بشفافية و منهجية علمية، ان تبني جسرا من الثقة و التواصل بين جميع الأطياف في المجتمع التركي الكبير..”ص66 .إذا كانت تلك مقومات تعاظم الدور التركي، فماهي أبعاده ؟ذكرنا آنفا رجب الطيب أردوغان تمهيدا لمقومات عاظم الدور التركي، و ها أننا نمر لحزبه لنفهم الأبعاد .فقد “جسدت تركيا على امتداد سنوات حكم حزب”العدالة و التنمية”سياساتها الجديدة وفقا للتكتيكات التالية:

1-قوة المبادرة الديبلوماسية،أو ما يسمى ب”القوة الناعمة”: فقد تحدث عبد الله غول مرة عن أن تركيالا يمكن أن تبقى محصورة داخل الأناضول ص81 ،2- المؤسسات الإقليمية و الدولية :إذ ادركت تركيا أهمية دور المنظمات الإقليمية في تعزيزالإستقرار و التعاون في محيطها الإقليمي، 3- قوات حفظ السلام، إذ لم تتردد تركيا في أن يكون لها حضور فاعل في بعض مناطق التوتر،4-الإنفتاح الإقتصادي و الثقافي، إذ برز الدور التركي صاعدا بقوة على الصعيد الإقتصادي و الثقافي.ص84.فكيف تجسدت هذه التكتيكات على أرض الواقع؟

يرى الكاتب “إن شرق أوسط أو محيطا إقليميا مستقرا حول تركيا يحول تركيا، ذات النظام السياسي الديمقراطي الأكثر تقدما، مقارنة مع جيرانها،وذات التجربة الإقتصادية المتميزة في إنتاجها الصناعي و مشاريعها الإقتصادية وذات الدور المركزي في مشاريع الطاقة العالمية في المستقبل، وذات الجيش القوي، إلى قوة فاعلة في محيطها الإقليمي وشريك في النظام الدولي قيد الإنشاء”ص87.وفي ما يخص نسيج العلاقات الدولية كتب المؤلف :ف”منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية آمنت تركيا بأن التحديث هو العمود الفقري لبقائها القومي والسياسي، ومن ثم سعت و بكل قوة و بسرعة، و بالتالي آمن قادتها بأن عليها الحصول على مساعدة خارجية، و إدخال نفسها في منظومة عالمية أكثر تعقيدا. ص 87.ويستعرض الكاتب في هذا السياق خريطة العلاقات التركية الأجنبية ، لينطلق من العلاقات التركية-الأمريكية التي يشير أنه “عندما انتهت الحرب الباردة وضعت العلاقات التركية-الأمريكية على محك امتحانات قاسية .ص 87. لكن اليوم” يعتقد كثير من المحللين الأتراك أن الشراكة الإستراتيجية الجديدة المرشحة بين الولايات المتحدة الأمريكية و تركيا تنطلق مما يسمونه “الرؤية الإستراتيجية و الفراغ الإستراتيجي”، أي أن الإسترتيجية التي ستتبعها تركيا في الشرق الأوسط و آسيا الوسطى و إيران تمثل أولوية في الإستراتيجية الأمريكية. ص94.

و يحلل المؤلف في الجزء الرابع من كتابه “مظاهر تعاظم الدور التركي” .فيذكر : “تركيا امتلكت الرؤية الإستراتيجية والخيارات،حيث جعلت من نفسها أنموذجا للقدرة على تحقيق التقدم الإقتصادي،مصحوبا بديمقراطية حيوية ناجحة، و أمام عينيها هدف العودة إلى دور في الشرق الأوسط، و استخدامه في الوقت ذاته لدعم وضعها داخل العالم الغربي، الذي تنتمي إليه بحكم عضويتها في حلف شمالي الأطلسي، وسعيها الدؤوب لعضوية الإتحاد الأوروبي.ص132.لقد تيقن الساسة الجد في تركيا أنه يجب توظيف إعجاب النخب و الأنظمة العربية بالنموذج التركي الجديد لكسر الحصار القديم حولها.”إن تركيا التي اختارت العزلة في عهد أتاتورك و توجهت صوب الغرب، تستدير حاليا إلى العالم العربي، وتريد أن تلعب دورها، وتكون الحامي للضعفاء.ص138.و لعل من بين أهم الملفات في هذه العلاقات التركية مع محيطها العربي الإسلامي هي تقاربها مع النظام السوري. وفي هذا السياق”يدخل تحسن العلاقات بين البلدين في سياق تفاهم النظامين، السوري والتركي، المرتبط بعملية إعادة تعريف كل دولة لوزنها و لدورها الإقليمي في المنطقة ص 147.كما يأتي التقارب مع الجار الآخر وهو النظام العراقي ضمن سياق مشابه من حيث الوزن الإيراني للمنافس غير العربي في المنطقة و هو النظام الإيراني. إذ أن “تركيا لن تسمح لإيران بتعبئة الفراغ، إذ أن هناك تباينا واضحا بين التوجهات الإيرانية و التركية في العراق، وليس مجرد تدافع بين طموحين متوازنين لتعزيز النفوذ “ص 165 . ولتأكيد كسر الحصار المذكور أعلاه ، وضمن وجه آخر من العلاقات التركية العربية، جاء جاء العدوان الإسرائيلي الآثم عام 2006 على بلد الأرز وواحة الديمقراطية مناسبة لا يمكن إفلاتها من القيادة التركية فقد “منح تركيا فرصة التدخل المباشر على خط إقليمي ساخن، يحمل لها فرصة العودة الفاعلة إلى الساحة الإقليمية، التي أهلتها لسنوات طويلة، ويمكنها من حل العديد من قضاياها العالقة مع العديد من اللاعبين المحليين و الإقليميين، ويسهل لها جمع المزيد من النقاط و تسجيل أهداف غير متوقعة في مرامي الكثيرين، من خلال: المشاركة التركية في قوة “اليونيفبل “، و المساهمة في المساعدة على إعادة إعمار لبنان ص 166.أما عن علاقات بلاد الهاشميين مع الأستانة القديمة ، فإنها تتفق مع هذه السياقات السابقة.يكتب المؤلف عنها ما يلي:” يبدو أن العلاقات التركية –الأردنية تتجه نحو انموذج العلاقات التركية-السورية و التركية-العراقية، و التركية-اللبنانية، إذ أعلن في 10 نوفمبر 2009، بعد زيارة قام بها رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي لتركيا، أن البلدين اتفقا على توقيع اتفاق للتجارة الحرة و إلغاء تأشيرات الدخول بينهما في وقت قريب”ص169. و إذا عدنا للهاجس الإيراني بالنسبة للنظام التركي لأمكن لنا تبين طبيعة العلاقات التركية-الخليجية .ف”تركيا و دول الخليج تندفعان إلى بعضهما البعض تحت تأثير قوتين: أولاهما، خارجية تتمثل في حذرهما المشترك من تنامي النفوذ الإيراني و اضطراب الأوضاع بالعراق ..ص 171.وهنا لا يمكن لنا إلا أن نهتم مع المؤلف بطبيعة العلاقات التركية- الإيرانية .هنا “يبدو أن اتجاه البوصلة التركية غلى إيران ينطوي على مرتكزات اقتصدية، غير أنه يحمل أيضا مكونات استراتيجية أخرى، من الراجح أن تتحدد صورتها في المديين المنظور و المتوسط.إذ تأمل تركيا في ظهور واقعية إيرانية على أنقاض النهج الذي يرمي إلى تدير الثورة و زعزعة الإستقرار و إمساك الأوراق داخل حدود هذه الدولة أو تلك.ص 212.وهنا يبرز موضوع قديم /حديث يشكل جوهر طبيعة هذه العلاقة و سرها الذي يخبئ ثنائية التوافق و التنافر بين هذب القوتين العظميين في الشرق الأوسط.ف” رغم تصريحات القيادة التركية الداعمة لحق إيران في الحصول على الطاقة النووية لأغراض سلمية، إلا أن التقارير الأمنية التركية تحذر بوضوح من ان حصول إيران على السلاح النووي أمر خطير، من شأنه أن يقلب الموازين في المنطقة”.ص 226.أما عن العلاقات التركية الإفريقية ، فإن القارة السمراء، هذه المنطقة الهامة من جغرافيا العالم الغنية بثرواتها الطبيعية ، فإننا نجد “الأتراك لا ينافسون العرب في اللغة التاريخية، و إنما يقتحمون القارة بلغة الإقتصاد من مساعدات تصل إلى حوالي مليار دولار و إلى استثمارات حكومية تصل لمثلها، بينما العقود المباشرة تصل إلى خمسة عشر مليارا، أما التبادل التجاري فتتصاعد أرقامه بين أعوام2003-2008 بنسبة 300% لتقفز من خمسة مليارات إلى خمسة عشر مليارا” ص 238.

و إذا كان لكل مجال سياسي ، اقتصادي أو عسكري من حدود و لكل حضور من غياب، و إذ “تتوقف ممارسة دولة ما لدور إقليمي نشط في محيطها الجغرافي على مدى توفر مقومات القيام بهذا الدور داخليا ، ومدى قبوله من الأطراف الإقليمية المعنية ” ص 239 .فإنه و “بالنظر إلى حالة تركيا سنجد أنفسنا في الواقع أمام دولة حاول ساستها انتزاعها من إملاءات جغرافيتها، ومن ضغوط “أسرها التاريخي، الذي ربطها بدول المنطقة العربية لقرون عدة .

خاتمة :

خلص المؤلف الى ان لتركيا نقاط قوة تؤهلها لدور هام في الشرق الأوسط، من أهمها :

1-الثروة المائية، خاصة أن المنطقة مقبلة على نقص كبير في المياه لدجة العطش.

2-تملك قوة عسكرية لا يستهان بها ، تسمح لها بالإنتشار السريع و بشكل تقني و فعال.

3-تملك الديمغرافيا (73 مليون نسمة ) ، وهناك تركمان في العراق و بعض جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية.

أما نقاط ضعف تركيا فهي:

1-عانت من محاولات فصلها ثقافيا عن المنطقة، وربطت نفسها بمعاهدات مع دول خارج هذه المنطقة، و لذلك فهي بحاجة إلى عودة ثقافية إلى روح و تاريخ هذه المنطقة

2-لتركيا ارتباطات مع إسرائيل،وهي ارتباطات ليست ديبلوماسية فقط ، و إنما عسكرية، قد تكون محل نزاع بين تركيا و بعض الجوار.

3- لتركيا مشاكل مع الأقليات الدينية و العرقية لهذه المنطقة : أكراد، و ارمن ، و طوائف دينية غير سنية.

ــــــــــــــــــــــــــ
المصدر/ مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية

عنوان الكتاب : تعاظم الدور الإقليمي لتركيا:مقوماته وأبعاده و مظاهره و حدوده.
الطبعة الأولى .2010
المؤلف : د.عبد الله تركماني
تقديم :منذر شريط .

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب