24 نوفمبر، 2024 7:04 م
Search
Close this search box.

“تشايكوفسكي” .. المؤلف الموسيقي الذي أهدى روحه إلى العالم

“تشايكوفسكي” .. المؤلف الموسيقي الذي أهدى روحه إلى العالم

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

الموسيقى لغة لا تعرف الحدود، يفهمها كل الأشخاص في جميع أنحاء العالم، لأنها لغة الشعور والمعاني والرقي، وتعبر عما بدواخلهم جميعًا، وتسري نضباتها في الأجساد كما تسري الدماء في العروق.

ومن أبرز من اشتهر بترتيب وقع هذه النبضات من خلال الأوتار، كان المؤلف الموسيقي الروسي، “بيتر إليتش تشايكوفسكي”، الذي اكتسب شهرة عالمية من خلال موسيقى عانقت قلوب الملايين من البشر.

ولا يزال “تشايكوفسكي”، الذي ولد في “فوتكنسك” بروسيا، (الاتحاد السوفياتي سابقًا)، لوالد من أصل أوكراني وأم فرنسية، في 7 آذار/مايو 1840، محط أنظار العديد من الصحافيين والإعلاميين إزاء العديد من القضايا التي أثيرت حول شخصيته الفريدة وإبداعه الموسيقي.

والدته السبب في حبه للموسيقى..

تعلم “تشايكوفسكي” حب الموسيقى منذ نعومة أنامله، إذ كانت والدته تجيد العزف على “البيانو” فتعمق بداخله شعوره بحب الموسيقى، لكن والدته لم تعش طويلاً إذ توفيت بينما كان عمر “تشايكوفسكي” 5 أعوام، ومع ذلك تركت في نفسه أثرًا كبيرًا، وصنعت منه بداية مؤلف موسيقي عالمي.

موسيقى كئيبة رفضها المجتمع في البداية..

على المستوى الشخصي، عاش الملحن العالمي حياة بائسة رغم نجاحه المهني؛ ومر بعدة فترات اكتئاب وأصيب بالإحباط بسبب فشله المتكرر في علاقاته الشخصية، وواجه شعورًا قاسيًا بالخوف، ويبدو أنه لم يشعر بالإندماج في المجتمع لذا لجأ إلى العزلة، وتزوج من فتاة أحبته بشدة، لكن زواجهما انتهى بالطلاق، ومع ذلك خرجت من خلف أبوابه المغلقة أفضل المقطوعات الموسيقية العالمية.

أنتج “تشايكوفسكي” 76 مقطوعة موسيقية و10 أوبريتات و3 باليهات و7 سيمفونيات وعشرات من مقطوعات الكونشرتو للبيانو والفيولونسيل والوتريات، ولا تزال أعماله تصنف ضمن كنوز الثقافة الموسيقية العالمية.

وتعرف موسيقى “تشايكوفسكي” بأنها الأكثر كآبة، ربما لأنه أنتج أفضل مقطوعاته الموسيقية في فترات كان يشعر فيها بالاكئتاب، وعبر من خلال النوتات الموسيقية عن مشاعره ومخاوفه من النساء، ووصفه الموسيقيون في عصره بأنه شخص تشاؤمي ورفض المجتمع أعماله، لكنها بعد ذلك اكتسبت شهرة كبيرة على مستوى عالمي وبات يفضلها محبو الموسيقى، ومن أشهر أعماله (بحيرة البجع) و(الجميلة النائمة)؛ التي لا تزال تعرض على مسارح الباليه العالمية، ومع ذلك لم تحصل بعض أعماله على نفس الشهرة حتى باتت غير معروفة؛ ومن بينها السيمفونيات الثلاث الأولى.

وتعتبر (الجميلة النائمة)؛ التي ألفها عام 1889، أفضل مقطوعة لـ”شايكوفسكي” للباليه وتعد من بين الكلاسيكيات، ومن أفضل أعماله أيضًا، (كسارة البندق)، التي ألفها عام 1891 وتعتبر الأكثر ميلاً للبهجة والسعادة من بين كل أعماله، ولها شهرة عالمية كبيرة.

المرأة سر في حياته..

من يغوص في حياة (تشايكوفسكي) يرى أن تأثير المرأة في حياته كان كبيرًا، فبعد وفاة والدته التي كان لها بالغ الأثر في تكوينه الموسيقي، اعتبرت شقيقته “ألكساندرا” الملاذ الوحيد له، وساندته هي وأسرتها في مسيرته الفنية.

كذلك قدمت له الأرملة المغرمة بأعماله، “نادزدا فون مك”، الدعم والمساعدة المادية واستمرت علاقتهما الغامضة لمدة 17 عامًا حتى وافتها المنية، وبعد وفاتها ألف “تشايكوفسكي”، (السيمفونية السادسة)، التي وصفت بأنها الأكثر كآبة؛ إذ كانت تشبه الموسيقى الجنائزية، حزنًا عليها.

منزله تحول إلى متحف..

بعد حياة مليئة بالإخفاقات والنجاحات؛ توفي المؤلف العالمي في 25 تشرين أول/أكتوبر عام 1893، عن عمر ناهز 53 عامًا، وحتى الآن لا يعرف بالضبط سبب الوفاة، إذ يرجعها البعض إلى إصابته بداء “الكوليرا”، بينما يؤكد آخرون أنه انتحر بسبب فشله في العلاقات الشخصية، ودفن في “سان بطرسبرغ”، بعدها تحول منزله الكائن في بلدة “كلين” إلى متحف.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة