13 أبريل، 2024 6:40 ص
Search
Close this search box.

ترشح فيلم “الرجل الذي باع ظهره” لجائزة الأوسكار

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

أعلنت أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية التي تنظم جائزة الأوسكار، القائمة المختصرة للأفلام المتنافسة على جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية وتضمنت 15 فيلما من بينها فيلم “الرجل الذي باع ظهره” ل”كوثر بن هنية”وهي مخرجة تونسية.

الفيلم بطولة الممثل السوري “يحيى مهايني” والممثلة الفرنسية “ديا ليان” والممثلة الإيطالية “مونيكا بيلوتشي” والممثل البلجيكي “كوين دي باو” وشارك في مهرجانات سينمائية عديدة خلال 2020 ومنها مهرجان البندقية في إيطاليا ومهرجان الجونة في مصر.

ويتنافس الفيلم في القائمة المختصرة مع أفلام من فرنسا وإيران والنرويج ورومانيا وتايوان وروسيا وهونج كونج وساحل العاج والمكسيك وجمهورية التشيك والبوسنة وتشيلي وجواتيمالا.

وسوف يقام حفل توزيع الجوائز للدورة 93 للأوسكار في 25 أبريل في هوليوود بمدينة “لوس انجلوس” ويبث عالميا عبر شبكة «إيه. بي. سي» التليفزيونية.

ويحكي الفيلم عن الشاب “سام” الذي اضطر إلى الخروج من بلده سوريا ليذهب إلى لبنان لملاقاة حبيبته، ويعقد صفقة مع فنان ليتسطيع من خلالها السفر إلى بلجيكا، حيث يقبل برسم لوحة على ظهره لعرضها على الجمهور، لكن تتحول حياته حينما تباع اللوحة، فيفقد حريته .

يذكر أن المخرجة التونسية “كوثر بن هنية” من مواليد 1977 فى سيدى بوزيد- تونس، وقد كان لها دور في ظهور سينما جديدة في بلدها، وهي تنتمى لجيل الشباب من السينمائيين التونسيين الذين نقلوا إلى الشاشة الكبيرة قضايا مجتمعية وسياسية كانت مسكوت عنها قبل ثورة الياسمين 2011 وطرحها بشكل جريء، فيما يعرف ب”السينما الجديدة”.

أخرجت “كوثر بن هنية” عدة أفلام قصيرة ووثائقية وحاز فيلمها “على كف عفريت” على إعجاب الجمهور حين عرض في مهرجان كان الفرنسي عام 2017، ضمن قسم “نظرة ما”، وهو يحكي قصة فتاة أغتصبها أفراد الشرطة وتناضل لأخذ حقها منهم.

صفقة صعبة..

في حوار مع المخرجة “كوثر بن هنية” لإحدى الصحف تقول عن عنوان الفيلم الذي يحمل الكثير من المعاني على العديد من المستويات: “بالفعل، كما أن العنوان هو شرح مختزل وسريع للفيلم، إذ يروي قصة شاب يعقد صفقة صعبة للغاية، حيث يوافق أن يتحول ظهره إلى لوحة فنان، فهو ”باع ظهره“ بالمعنى الحرفي. لكنه أيضاً باع ظهره بشكل رمزي، فإن تكشف جلدتك، يعني أن تفصح عن معتقداتك الداخلية والشخصية”.

وعن تأثر الفيلم بأعمال الفنان البلجيكي “ويم ديلفوي” الذي اشتهر بوشم ظهر شخص وعرضه كلوحة فنية تقول “كوثر بن هنية”: “بالضبط، تلك كانت بذرة الفيلم. ويم ديلفوي هو فنان معاصر استطاع تسليط الضوء على حدود وأبعاد سوق الأعمال الفنية. شاهدت أعماله لأول مرة في معرض خاص في متحف اللوفر بباريس يسلط الضوء على مسيرته الفنية. ثم رأيت شاباً يجلس في إحدى غرف شقة نابليون الثالث في المتحف، وصدمت حين علمت بأن وشم ظهره هو جزء من المعرض. بعدها تحدثت مع الفنان ويم ديلفوي وأخبرته بأنني أريد صناعة فيلم مستوحى من أعماله، وفي الوقت ذاته، مختلف عنها، ووافق. حتى أنني تعمدت إظهاره في مشهد قصير خلال الفيلم، حيث لعب دور موظف شركة التأمين الذي يقوم بتقييم ظهر اللاجئ السوري. كما أنه أعجب كثيراً بالوشم الذي قمنا بتصميمه خصيصاً للفيلم، لكنه مستوحى من أعماله. شاهد “ويم ديلفوي” الفيلم مؤخراً، وتحدّثت معه عبر الهاتف حوالي ساعتين. كان متحمّساً للقصة، وقال إنه أحب الفيلم وفخور للمشاركة فيه”.

وعن مصدر إلهامها والأبعاد التي أرادت العمل عليها بخصوص الفيلم تقول: “منذ البداية أردت استكشاف شخصية فنان يتحدى عالم الفن، ويتساءل عن أبعاده وحدوده. حين يقدّم إنساناً على أنه عمله الفني فهو بلا شك يثير الجدل، وينصب فخاً أمام المؤسسات والشركات التي تتحكم بعالم الفنون. أمامك مشترٍ ومتحف وناقد ومستثمر، جميعهم اعتادوا على التعامل مع أشياء غير حية لبيعها وشرائها وعرضها. وحين يقدّم ويم ديلفوي الإنسان كفن، فهو يسخر من عالم الفن وأسواقه ومؤسساته، حيث أنه سيُحضرُ ”شيئاً“، وماذا ستفعل بهذا ”الشيء“، وكيف ستتعامل معه؟ إنها فكرة مذهلة. فالعمل الفني سيختفي يوماً ما، وسيخسر كل قيمته المادية. والظهر كذلك لا يملكه أحد، وهو بلا شك سيتلاشى ويختفي”.

آلية عالم الفن..

وعن اقتران شخصية الفنان باللاجئ تضيف: “حين بدأت بكتابة الفيلم، كنت مهتمة جداً بآلية عالم الفن، فهو عالم مذهل بالنسبة لي، ولدي وجهة نظري الخاصة حول الفن. فماذا يعني الفن المعاصر اليوم؟ ولماذا يقتصر على النخبة. لديك مجموعة من الأشخاص السعيدين والقادرين على دخول هذا العالم الذي تحوّل إلى سوق يستثمرون فيه أموالهم. فهو أكثر وأكبر من مجرد فن.

كنت كذلك مهتمة للغاية بمصير أولئك اللاجئين في أوروبا. لذا جمعت بين الموضوعين اللذين شغلا تفكيري، مما أتاح لي فرصة مواجهة هذين العالمين المتباعدين. نقيضان، لا يجمعهما إلا مخيلتك كفنان تروي هذه القصة. فماذا لو أصبح اللاجئ البسيط جزء  من عالم الفن، هل نستطيع فهمه بشكل أفضل لأنه لا يقدّم وجهة النظر الرسمية والمعتمدة؟ هكذا تحدث الأمور، فأنا لا أفكّر بالمواجهة، وإنما أفكّر بالمواضيع التي تشغلني وتشدني”.

وعن اختيار البطل تقول: “عملية الاختيار كانت طويلة حيث شاهدت الكثير من الفيديوهات التي سجّلها ممثلون. أردت أن يكون ممثلاً سورياً، فالتقينا بالكثير من الممثلين السوريين، سواء المشهورين أو الصاعدين. هناك الكثير من المواهب الرائعة، لكنني لم أر سام علي في أيٍ منها. أردت موهبة تتمتع بالمرونة وتلبي الكثير من المعايير. وحين شاهدت فيديو يحيى مهايني أدركت فوراً بأنه من أبحث عنه. فطلبت اللقاء به وأجرينا العديد من الاختبارات لأنني أردت أن أكون متأكدة تماماً. فهو شخص موهوب في التمثيل، ويستطيع الانتقال من حالة عاطفية إلى أخرى والتعبير عن كمٍ من المشاعر. كما كان لديه الظهر المثالي لهذا الفيلم”.

وعن بناء الشخصية الخاصة بالدور الرئيسي في الفيلم والتي هي لرجل تقول: “حين تكون كاتباً لديك الفرصة لتجاوز جنسك أو مظهرك. فرصة لتعيش نسخة أخرى منك. كل شخصية أكتبها فيها شيء مني، شيء خاص بي. قد تقول بأن شخصية سام علي هي شخصية رجل، سوري، وأنا لست برجل، ولا سورية، ولا لاجئة، ولم أعش تجربة كهذه من قبل. لكن بالنسبة لي السياق هو العنصر الأهم، فهمي الأول ليس جنس الشخصية وإنما رحلتها وتجربتها العاطفية. سام علي هو شخصية عفوية ومتحررة. يعيش في عالم تقيّده القواعد والشروط، تحت سلطة دكتاتورية. وأنا أيضاً عشت تحت سلطة دكتاتورية في تونس قبل الثورة. سام علي هو شخص لا يستطيع التعبير عن نفسه، وحين يفعل يجد نفسه في موقف حرج وصعب. ولأنه ولد في هذا الجزء من العالم، يجد نفسه غير قادر على السفر إلى حيث يريد. أنا كذلك أحمل جواز سفر تونسي. كثيراً ما دُعيت إلى مهرجانات سينمائية دولية ولم أتمكن من الذهاب لأنني بحاجة لتأشيرة سفر، والحصول عليها معقد وصعب. أجد هذا الأمر سخيف للغاية، فأنا لا أشعر بأنني أقل من أي شخص فقط لأنه ولد في ”المكان المناسب“. تجدنا نرث حالة عدم المساواة هذه، وهو ما أعيه بشكل كبير”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب