9 أبريل، 2024 3:26 ص
Search
Close this search box.

تحليق الهدهد .. وعصبة الكتب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية : 

ربما تذكرون مسلسل (كتاب مبيعات الهدهد) من إخراج، “مرضيه برومند”، عن بائع الكتب الجوال وصديقه اللذان يجوبان مختلف مناطق المدينة، ويعيشان أحداث متنوعة في كل منطقة.

واليوم نريد الحديث عن الشابة التي نقلت القصة إلى الواقع. هي “مهديه أحمدي”، التي تطوف مسقط رأسها بميني باص شخصي وتبيع الكتب.

وفيما يلي نص الحوار الهاتفي، الذي أجرته دورية (زندگى سلام) الإيرانية الأصولية، مع هذه الفتاة الآراكية الموهوبة عن أهدافها وذكرياتها..

جدي باع الكتب على البغل..

تختلف تجارب باعة الكتب الجائلون، حتى بالنسبة للشابة، “مهديه”، التي تقول: “كان آبائي وأجدادي باعة كتب، وقد نشأت داخل محل بيع الكتب”.

وعن أهدافها من مشروع (كتاب مبيعات الهدهد)؛ تضيف: “أخذت فكرة المشروع عن واحدة من الأسر في عائلتنا، عام 2017، لأننا كما أسلفت نعمل في هذا المجال منذ القدم. فلقد كان أبي وجدي من أوائل باعة الكتب في آراك، كانا يبيعان الكتب على البغال. وقد مر عام وعدة أشهر قبل أن أقوم بتحويل الفكرة إلى واقع”.

سألها “محمد علي محمد‌پور”، مراسل دورية (زندگى سلام)، عن سياراتها؛ فأجابت: “كنت أمتلك سيارة ومحل، وتخليت عنهما حتى يمكنني إطلاق مشروع الكتاب السيار. ووقع اختياري على سيارتي الحالية لأنها عالية السقف ويمكن وضع الكثير من الكتب بداخلها ناهيك عن فضاء السيارة الداخلي المريح للحركة. ويساعدني طولها على الحركة بسهولة في الشارع. لكنني فضلت وقف السيارة في إحدى الحدائق لأني سني صغير لا يؤهلني للحصول على رخصة قيادة”.

الناس يمنحوني الطاقة..

فضلاً عن الأنشطة اليومية؛ تقوم “مهديه”، ذات الـ 23 عامًا، بنشر الصور والفيديوهات على صفحتها الشخصية على “السوشيال ميديا”. وأتوبيسها الصغير يجذب بألوانه الأفراد.

وتثني على ردود أفعال الجماهير بالقول: “الناس يرحبون بي وحفزني الكثير من أقاربي بالاستمرار. وإحتفاء الناس يمنحني الأمل للاستمرار ويستحسنون العمل وهي مسألة محببة بالنسبة لي. خلال الفترة الماضية زارني الكثير من السيدات اللطيفات وكن معلمات. وفي تعاملاتهن معي كادوا يقبلون يدي وهذا مهم جدًا. لأن هذا العمل ينطوي على الكثير من العقبات؛ وربما العائد المالي لا يُذكر، لكن هذه السلوكيات اللطيفة مهمة جدًا بالنسبة لي ويمنحني الطاقة للاستمرار”.

وجهتي التالية.. المناطق المحرومة..

يتدخل “محمد‌پور”؛ بالقول: أردت أن أعرف: كم من الوقت تقضي “مهديه” يوميًا في هذا العمل، وهل تدرس أم لا ؟

فأجابت: “أستنفذ وقتي بالكامل في بيع الكتب. وأنا طالبة في الترم الخامس بجامعة آراك قسم الرياضيات. صحيح أنني حصلت على إجازة من الجامعة، وكنت قد حصلت على وعد من أحد المسؤولين بالجامعة بإمكانية دخول الجامعة بالسيارة وبيع الكتب داخل الجامعة. لكن للأسف قبل يومين من بدء البرنامج الدراسي أخبرني المسؤولون أن هذه الموضوع غير ممكن، الأمر الذي ترتب عليه انقلاب كل ترتيباتي رأسًا على عقب”.

وعن الاختلاف بين تجربة بيع الكتب الثابتة والمتحركة، تضيف: “في الثابتة يكون المشتري أكثر تحديدًا في الغالب ويعرف ماذا يريد. بينما المكتبات الجوالة تذهب للمشترى، بالإضافة إلى عدم وجود مكتبات في بعض المناطق؛ ويكون من العسير على سكان هذه المناطق مراجعة المدن للشراء. وعليه يمكنني التجول في مناطق أخرى وعرض الكتب. بل إنني أخطط لجولة في المناطق والقرى المحرومة، وهو ما يمكن أن يكون حدث جيد جدًا”.

الوعود التي لم تتحقق..

بخلاف رضاها وسعادتها عن ردود أفعال الناس، عبرت “مهديه” عن استيائها من تعامل المسؤولين، وتقول: “منذ اليوم الأول الذي طرحت فيه الفكرة، حصلت على الكثير من الوعود من المسؤولين بالمدينة. وأخبرني بعض المدراء في وزارة الإرشاد إنهم سوف يجلبون الإذاعة والتليفزيون. وسوف أحصل على افتتاحية مفصلة بشكل وافٍ. في المقابل وعدني مسؤولون آخرون بالحصول على قروض وتسهيلات. لكن كانت كل هذه الوعود قبل بدء العمل. ولم يصدقوا أصلاً الوصول إلى مرحلة البدء. فاختفى جميع المسؤولين. بل إن بعضهم لم يزورني ولو حتى مرة واحدة. وكان من المقرر أن أجوب بسيارتي بعض القرى في أسبوع القراءة، وحين طرحت الموضوع على المسؤولين تساءل بعضهم: هل هناك دعاية لسيارتك بحيث يعلم الجميع أنها مكتبة جوالة ؟.. وكان أمرًا مؤسفًا. وإنتبهت إلى أنهم لم يروا حتى صورة واحدة لسيارتي، رغم التقارير والحوارات والصور المنشورة عني”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب