إعداد/ الحسين الشيخ العلوي
منذ سقوط نظام معمر القذافي، صيف العام 2011، توارى عن الأنظار معظم أفراد الجيش الليبي البالغ عددهم حينئذ 76 ألف عنصر كانوا موزعين على وحدات الجيش النظامي، إضافة إلى أربعين ألفًا من قوات الاحتياط، وحل محلهم 25 ألف مقاتل من الثوار الذين حاربوا قوات نظام القذافي. وبعيد أشهر قليلة تضاعف هذا الرقم ثماني مرات نظرًا لانضمام عشرات الآلاف من الشباب الليبي إلى الميليشيات المسلحة التي نبتت كالفطر في عموم ليبيا تحت أسماء دروع وسرايا وكتائب أمنية، ليصل العدد في منتصف العام 2012 إلى ما يزيد قليلًا على مئتي ألف مقاتل، يشكلون نسبة 3% من مجموع سكان ليبيا البالغ 6.5 ملايين نسمة(1). وبلغ عدد التشكيلات المسلحة الميليشياوية 726 تشكيلًا، يوجد ما يزيد على نصفها في غرب ليبيا.
وتفتقر هذه التشكيلات المسلحة، وجل أفرادها من الشبان محدودي الثقافة والمتسربين من المدارس، لروح الانضباط والالتزام التي يتصف بها عادة أفراد المؤسسة العسكرية والأمنية، بل إن عددًا لا يستهان به من أفراد هذه الميليشيات هم أصحاب سوابق عدلية وفارُّون من السجون بعيد سقوط النظام السابق. وأثبتت تجارب ليبيا خلال السنوات الفائتة أنه يصعب السيطرة على أفراد هذه التشكيلات الميليشياوية.
وقد عملت الحكومات المتلاحقة منذ 2012 على إضفاء الشرعية على هذه التشكيلات المسلحة ذات الطابع المدني التي حلَّت تدريجيًّا محل الجيش والشرطة اللذين تم حلهما بعيد سقوط النظام السابق، كما تم إلحاق هذه التشكيلات بوزارات الدفاع والداخلية. وقد قامت عدة أحزاب وتنظيمات سياسية بالتحالف مع هذه الميليشيات بل واتخاذها أذرعًا عسكرية؛ الأمر الذي جعل هذه الميليشيات تتغول حد أنها أصبحت تفرض إرادتها على الحكومة والبرلمان بقوة السلاح، مما جعلها خطرًا دائمًا على أرواح وحياة المدنيين، فضلًا عن أنها باتت تشكِّل تهديدًا جديًّا على الدولة المدنية في ليبيا.
كانت السنتان 2012-2013 بمنزلة شهر عسل لهذه الميليشيات التي أغدقت عليها الحكومات المتعاقبة في موجة فساد غير مسبوقة أفضت إلى تبخر مئات المليارات من مدخرات الأجيال في ليبيا. ومع نضوب الخزانة العامة وشح السيولة جرَّاء توقف تصدير النفط -مصدر الدخل الوحيد للدولة- دبت الخلافات بين الميليشيات داخل المدينة الواحدة نظرًا إلى أن تقاسم النفوذ لم يعد ممكنًا في ظل تدنى الموارد، من هنا عرفت ليبيا موجة عنف تتجدد كل أشهر في جميع مناطقها كان أبرزها عملية “فجر ليبيا” التي انطلقت في 13 يوليو/تموز 2014 في مدينة طرابلس، تلك العملية التي كرست سيطرة الميليشيات ذات التوجه الإسلامي على العاصمة.
الوجود الميليشياوي في غرب ليبيا
مكَّنت عملية “فجر ليبيا” التشكيلات المسلحة التابعة لمدينة مصراتة من السيطرة على العاصمة طرابلس وضواحيها، كما جعلت كتائب مصراته تبسط نفوذها على جهات عديدة في غرب البلاد وجنوبها.
وقد تمخض اتفاق الصخيرات بالمغرب، المبرم بين الفرقاء السياسيين الليبيين في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015، عن تشكيل المجلس الرئاسي الموسع الذي انبثقت عنه حكومة الوفاق الوطني، وقد ترأس فايز السراج المجلس الرئاسي والحكومة معًا. وقد ظلت تلك الحكومة تمارس مهامها من مقرها في الجارة تونس من 19 يناير/كانون الثاني 2016 حتى أواخر مارس/آذار من نفس السنة، لتنتقل بعد ذلك على متن فرقاطة إيطالية إلى العاصمة طرابلس، وسط رفض من حكومة الإنقاذ الوطني بالغرب الليبي والتي كان يترأسها يومئذ خالد الغويل.
أدى دخول حكومة الوفاق الوطني، المدعومة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، إلى طرابلس إلى موجة حادة من الاصطفاف الميليشياوي؛ حيث اختارت معظم كتائب مصراتة وتشكيلاتها الوقوف مع حكومة الإنقاذ التي يسيطر عليها متشددون إسلاميون، في حين وقفت التشكيلات المسلحة الطرابلسية مع حكومة الوفاق الوطني، وأدى هذا الأمر إلى تصاعد وتيرة الخلاف الذي قاد إلى موجة عنف مسلح دام ستة أيام، وتمخضت عن تلك الموجة سيطرة كتائب طرابلس وتشكيلاتها على العاصمة، وقد سلَّمت حكومة الإنقاذ بهزيمتها، وأعلنت، في السادس من أبريل/نيسان 2016، أنها قررت التخلي عن السلطة “تأكيدًا على حقن الدماء وسلامة الوطن من الانقسام والتشظي”(2).
ويبدو أن السراج لم ينس لكتائب مصراتة وقوفها مع حكومة الإنقاذ ضده، فعمل طيلة سنة على تقوية وشرعنة الميليشيات التي وقفت معه، ومعظمها ميليشيات من داخل طرابلس والقليل منها خارج المدينة مثل ميليشيا الكانيات التي ينحدر معظم أفرادها من منطقة ترهونة (جنوب شرق طرابلس). بل وصل الأمر حدَّ تأليب ميليشيا ضد أخري، مما أدي إلى احتكاكات ومناوشات بين هذه الميليشيات، بدأت تلك الاحتكاكات مطلع ديسمبر/كانون الأول 2016 وبلغت ذروتها في معارك طاحنة، تمخضت عن خروج كتائب مصراتة من مدينة طرابلس وعودتها إلى مدينة مصراتة في منتصف مارس/آذار 2017، بعد اتفاق بالخصوص حضره عضو المجلس الرئاسي، أحمد حمزة، ووزير الدفاع، العقيد المهدي البرغثي، ووزير الداخلية، عارف الخوجة، وآمر الحرس الرئاسي، العميد نجمي الناكوع، وعضو مجلس النواب، فتحي باشاغا، وعميد بلدية طرابلس المركز، وعميد بلدية سوق الجمعة، وعميد بلدية مصراته، وآمر المنطقة العسكرية بطرابلس، ومجلس أعيان بلدية مصراته للشورى والإصلاح، ومجلس أعيان طرابلس الكبرى للمصالحة وعدد من أمراء التشكيلات المسلحة من طرابلس ومصراته، على رأسهم كل من هاشم بشر وعبد السلام زوبي(3).
وألحق فائز السراج تبعية هذه الميليشيات بوزارتي الدفاع والداخلية وقيادة الأركان بحكومة الوفاق. وخلال السنة الأولى من عهدة حكومة الوفاق الوطني في طرابلس تغولت الميليشيات الطرابلسية وسيطرت على مفاصل الدولة، وأبرزها مصرف ليبيا المركزي، وأصدر ديوان المحاسبة الليبي تقريرًا صادمًا عن حجم الفساد المالي خلال العام 2017 في ليبيا(4)، كان أبرزه حجم الفساد في الاعتمادات المستندية في طرابلس، والذي بلغ 7.6 مليارات دولار من أصل 10.6 مليارات دولار، مخصصة للموازنة الاستيرادية لعام 2017، وهي أموال ذهبت إلى جيوب قادة وأمراء الميليشيات المسلحة في طرابلس، هذا فضلًا عن ضعف حكومة الوفاق أمام تغول وسطوة الميليشيات المسلحة، لدرجة أن الأخيرة تفرض إرادتها على الحكومة في أمور سيادية كتعيين السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي.
تجدد العنف في العاصمة طرابلس
في الساعات الأخيرة من يوم الأحد، 26 أغسطس/آب 2018، كما في فجر اليوم التالي، استيقظ سكان طرابلس فزعين على دوي انفجارات شديدة أحالت سماء جنوب العاصمة إلى ساحة حرب لا تزال مستمرة حتى لحظة كتابة هذا التقرير، بين اللواء السابع مشاة “ميليشيا الكانيات” من جهة وبين الميليشيات الطرابلسية المختلفة: كتيبة ثوار طرابلس (ميليشيا هيثم التاجوري)، والدعم المركزي بوسليم، و”ميليشيا غنيوة” كتيبة النواصي، وقوات الردع الخاصة “ميليشيا عبد الرؤوف كارة”، وكتيبة 301 “ميليشيا لواء الحلبوص” من جهة ثانية، مخلِّفة حتى الآن عشرات القتلى والجرحى. وهو صراع نفوذ ومصالح ضارٍ بين الميليشيات ويعتبر الأعنفَ من نوعه للسيطرة على العاصمة طرابلس منذ سقوط النظام السابق وانهيار مؤسسات الدولة.
ولعله من المفيد الوقوف على تكوين قوة هذه الميليشيات، وهي مكونة أساسًا من:
اللواء السابع مشاة “الكانيات”
تشكَّلت ميليشيات الكانيات في أواخر العام 2013 في مدينة ترهونة من قبل ستة أشقاء، هم:
1. محمد خليفة الكاني (45 سنة): رئيس المجلس العسكري لمدينة ترهونة، ورئيس ميليشيا الكانيات (المعروفة باسم اللواء السابع مشاة).
2. محسن خليفة الكاني (33 سنة): قائد ميداني بميليشيا الكانيات.
3. عبد الرحيم خليفة الكاني (37 سنة): قائد ميداني بميليشيا الكانيات، وآمر سرية أمن ترهونة، وصاحب مول الشقيقة (أكبر مركز تسوق بمدينة ترهونة).
4. عبد العظيم خليفة الكاني (21 سنة): قائد ميداني بميليشيا الكانيات.
5. عبد الخالق خليفة الكاني (49 سنة): الواجهة القبلية لقوات الكانيات.
6. معمر خليفة الكاني (40 سنة): موظف سامٍ بوزارة المالية بحكومة الوفاق، ومسؤول عن تبييض أموال ميليشيا الكانيات.
ومن الشائع عند العارفين بقيادة هذا الفصيل أن ثلاثة من الإخوة “الكاني” يتبعون التيار السلفي المدخلي. وقد قام الإخوة الكاني بالسيطرة على مقر كتيبة “الأوفياء” العسكرية بترهونة (كتيبة المشاة 124) واستحوذوا على الأسلحة الثقيلة الموجودة بها، وتمكنوا من تشكيل قوة عسكرية تتكون أساسًا من عناصر من قوات النخبة في النظام السابق مثل اللواء 32 معزز، وكتيبة محمد المقريف، إضافة إلى عدد من خريجي الأكاديميات والمدارس العسكرية بالمدينة. وقاموا بطرد جميع الميليشيات الأخرى من مدينة ترهونة، وعملوا على استقطاب العسكريين في المنطقة الغربية والجنوبية من ليبيا، الذين كان معظمهم متواريًا عن الأنظار خوفًا من الملاحقة أو المتابعة.
وتم تحويل ميليشيا الكانيات إلى تسمية “اللواء السابع مشاة” بموجب قرار رقم 149، بتاريخ 7 فبراير/شباط 2017، الصادر عن وزير الدفاع بحكومة الوفاق الوطني بطرابلس، وأُلحق بالحرس الرئاسي التابع لقيادة الأركان. ويتكون اللواء السابع مشاة من عدة كتائب ووحدات عسكرية، أبرزها: كتيبة البركي والكتيبة 22 التي تتبع لقوات الكرامة ببنغازي والتي تتكون أساسًا من بقايا اللواء 22 في الجيش الليبي، ويقوده العميد الصيد الجدي، وهو أحد أبرز ضباط النظام السابق. ويقدر أفراد منتسبي اللواء السابع مشاة بخمسة آلاف عنصر معظمهم أفراد من عناصر المؤسسة العسكرية السابقة. كما أن القادة الحقيقيين للواء السابع مشاة “ميليشيا الكانيات” هم الإخوة الكاني وكلهم مدنيون.
وقد تم حل اللواء السابع مشاة بقرار رقم 79 من السراج، القائد الأعلى للجيش الليبي، في الثاني من أبريل/نيسان 2018(5)، إلا أن ميليشيا الكانيات رفضت قرار الحل وظلت متمسكة بكونها جزءًا من القوات المسلحة الليبية.
وبين فترة التشكيل والحل قرابة سنة وأربعة أشهر، وكان اللواء السابع مشاة يتلقى رواتب عناصره من حكومة الوفاق الوطني، والبالغة 15 مليون دينار في الشهر (أي ما يعادل 2.42 مليون دولار). ويبسط اللواء السابع مشاة سيطرة مطلقة على مدينة ترهونة حيث ينحدر منها معظم قادته، وتمتد منطقة نفوذ اللواء السابع مشاة إلى منطقة النواحي الأربع وقصر بن غشير بجنوب العاصمة طرابلس.
ميليشيات طرابلس
تسيطر على طرابلس أربع ميليشيات رئيسة، تتقاسم النفوذ والسيطرة على المدينة ولكل منها أحياؤها ومجال سيطرتها، ويتبعها قرابة العشرين تشكيلًا مسلحًا صغير العدد وقليل العتاد، وعادةً تُوكَل إليها أعمال الحرابة والبلطجة والجريمة المنظمة (مخدرات، هجرة غير شرعية، خطف، ابتزاز). وهذه الميليشيات الأربع الكبرى، هي:
1. كتيبة ثوار طرابلس: بقيادة هيثم القبايلي التاجوري وهي من أكبر الميليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة، والأكثر تأثيرًا، وتضم 9 مجموعات مسلحة منتشرة في غالبية المناطق بالعاصمة، ويتراوح عدد أفرادها بين 2800 إلى 3500 عنصر. تسيطر على مناطق كبيرة من العاصمة وارتبط اسمها بحكومة الوفاق بطرابلس. تسيطر على مناطق تاجوراء والفرناج وعين زارة ومنطقة صلاح الدين وخلة الفرناج ووادي الربيع حتى معسكر اليرموك، وبئر الأسطي ميلاد، وزناتة والدريبي وبعض من بوسليم وقصر بن غشير. وتتكفل هذه الميليشيا حاليًّا بحماية المجلس الرئاسي والمواقع الاستراتيجية المهمة بالمدينة كمقر المجلس الرئاسي، ووزارات أخرى مهمة، تحت اسم “قوة الإسناد الأمني” في العاصمة، وتتبع وزارة الداخلية لحكومة الوفاق.
2. قوة الردع الخاصة: وهي الميليشيا الأكثر تسليحًا، وهي أحد أكبر المجموعات العسكرية المسلحة في طرابلس ويقودها عبد الرؤوف كارة، وهو شيخ سلفي. ومقرها داخل قاعدة معيتيقة الجوية في الجهة الشمالية الشرقية من طرابلس حيث يوجد المطار الوحيد الذي يعمل في العاصمة. وهذه القوة المسلحة ذات توجه سلفي وتتكون من حوالي 1500 عنصر وتحل محل الشرطة في المدينة في حفظ الأمن فضلًا عن دورها في القضاء على العناصر المتشددة المتواجدة بالعاصمة. وتتبع لوزارة داخلية حكومة الوفاق.
3. كتيبة النواصي: بقيادة عائلة قدور، وتُعرف أيضًا بالقوة الثامنة. وتتكون من حوالي 500 عنصر تتواجد في منطقة سوق الجمعة القريبة من مطار معيتيقة؛ حيث تلعب دورًا مهمًّا في تأمين وحماية مقارِ حكومة الوفاق، وتتبع لداخلية الوفاق.
4. قوة الردع المشتركة والتدخل السريع: التابعة لجهاز الأمن المركزي، بقيادة عبد الغني الككلي، وتُعرف بميليشيا غنيوة أو ثوار أبو سليم. تتواجد في منطقة أبوسليم وهو أحد الأحياء الأكثر اكتظاظًا بالعاصمة طرابلس، وتتبع لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني.
المعطيات ما قبل موجة العنف
منذ أن أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، يوم الاثنين 2 يوليو/ تموز 2018، تعيين القائمة بالأعمال الأميركية السابقة لدى ليبيا، ستيفاني تي. ويليامز، نائبًا لرئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) للشؤون السياسية، شهدت الساحة الليبية تطورات مهمة، تُفصح عن سعي جاد من البعثة الأممية للوصول إلى تسوية سياسية، توافقية تُنهي حالة الانسداد السياسي جرَّاء تعنت الفرقاء الليبيين، وتفضي إلى انتخابات برلمانية ورئاسية تكون إيذانًا بنهاية المراحل الانتقالية التي طالت كثيرًا. وفي غضون شهر ونصف من تعيين ويليامز، قامت بإجراء العديد من اللقاءات والزيارات لأهم الفاعلين السياسيين بالبلد، أبرزها زيارتها الأخيرة للشرق الليبي في منتصف أغسطس/آب 2018، صحبة غسان سلامة، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، ولقاؤها المغلق مع حفتر لساعات، ذلك اللقاء الذي حمل تفاصيل مسار ليبي جديد للحل تحمل مقترحاته ستيفاني. ويبدو أنه يلقى قبولًا لدى الكثير من الأطراف الليبية(6)، بعد أيام قليلة من تلك الزيارة التي قام بها حفتر لموسكو. ويري بعض المراقبين أن الهجوم الكاسح الذي شنته ميليشيا الكانيات على طرابلس، بعد ستة أيام من هذه الزيارة، ربما يكون جزءًا من مسارات الحل الجديد الذي تحمله ستيفاني ويليامز.
وفي يوم 19 أغسطس/آب 2018، أي قبل أسبوع من اندلاع موجة العنف الجديدة في العاصمة طرابلس، أصدرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بيانًا بشأن هجوم الميليشيات في طرابلس على المؤسسات السيادية الليبية، جاء فيه: “تُعرب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن إدانتها الشديدة لأعمال العنف والتخويف وعرقلة عمل المؤسسات السيادية الليبية من قبل رجال الميليشيات؛ حيث يهاجم أفراد الكتائب العاملة اسميًّا تحت إشراف وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني المؤسسات السيادية ويمنعونها من أداء عملها بشكل فعال. إن التدخل في عمل المؤسسات السيادية وفي الثروة الوطنية الليبية أمر خطير ويجب أن يتوقف على الفور”(7).
وفي منتصف يوليو/تموز 2018، قامت ميليشيات الكاني بالسيطرة على بلدة القرة بوللي (60 كم شرق طرابلس) وتمركزت ببوابتي الكسارة وجسر القرة بوللي، وهو ما أحدث موجة غضب عارمة في صفوف أهالي المنطقة. ومنذ منتصف يوليو/تموز، وحتى 12 أغسطس/آب 2018 والتحشيدات العسكرية تتوالى من قبل ميليشيات الكانيات في جنوب طرابلس، وبعض الميليشيات القادمة من مصراته في الجنوب الشرقي للعاصمة، وبعض ميليشيات الزنتان في غرب العاصمة.
وفي الأسبوع الذي سبق اندلاع موجة العنف، عجَّت وسائل التواصل الاجتماعي الليبية، وتحديدًا الفيسبوك، وهو وسيلة التواصل الاجتماعي الأكثر استخدامًا في ليبيا، بالعديد من التدوينات التي تهاجم الميليشيات المسلحة بطرابلس وتتحدث عن انخراطها في الفساد المالي والجريمة المنظمة، وتم التداول على نطاق واسع لبيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشأن هجوم الميليشيات على المؤسسات السيادية الليبية، وشاركت قناتان من القنوات الفضائية الثلاث الأكثر مشاهدة في ليبيا، في هذه الموجة.
اليوم الأول: في الساعات الأخيرة من يوم الأحد، 26 أغسطس/آب 2018، وفي فجر اليوم التالي، بدأت ميليشيا الكانيات الهجوم على ميليشيات طرابلس من المحور الجنوبي للمدينة. وطيلة اليوم الأول للهجوم ظلت الاشتباكات تدور في مناطق وادي الربيع وخلة الفرجان وصلاح الدين حيث تتواجد وحدات تابعة لكتيبة ثوار طرابلس، وقد أسفرت معارك اليوم الأول عن سقوط معسكر اليرموك، ثاني أهم قاعدة عسكرية في طرابلس. كما سقط خمسة قتلى و28 جريحًا معظمهم من المدنيين. وقد أذاع اللواء السابع مشاة، بيانًا متلفزًا أعلن فيه عن بدء عملية تطهير طرابلس من دواعش المال العام.
اليوم الثاني (28 أغسطس/آب 2018): انتقلت المعارك إلى محور طريق الخلاطات الذي يربط معسكر اليرموك بمنطقة المشروع؛ حيث يوجد معسكر حمزة. وارتفع عدد الضحايا في صفوف المدنيين إلى 12 قتيلًا و38 جريحًا.
اليوم الثالث (29 أغسطس/آب 2018): اجتاحت كتائب الكانيات طريق الجبس حيث يتواجد مقر جمعية الدعوة الإسلامية العالمية الذي تحتله كتيبة 301 (ميليشيا الحلبوص)، واستولت على أهم المناطق التجارية بالعاصمة، سوق الكريمية، حيث يتواجد بضعة آلاف من المحلات التجارية التي كانت تدفع إتاوات شهرية تقدر بمليون ونصف المليون دينار شهريًّا للميليشيات الطرابلسية، بواقع 100 دينار عن كل محل. وارتفعت حصيلة الضحايا في صفوف المدنيين إلى 19 قتيلًا و47 جريحًا.
اليوم الرابع (30 أغسطس/آب 2018): انتقلت المعارك إلى طريق مطار طرابلس العالمي، وجسر الفروسية، والطريق الرابط بين المطار والمشروع من الخلف، جهة محطة الأرصاد الجوية، وصولًا إلى خزانات النفط التابعة لشركة البريقة لتسويق النفط.
يُذكَر أنه في اليوم الثالث دخلت على خط المواجهة كتائب مناصرة لميليشيا الكانيات هي لواء الصمود الذي يقوده صلاح بادي قادمًا من مصراتة، ووصل إلى طرابلس عبر طريق زليتن، الخمس، مسلاتة، قصر خيار، القربوللي، ثم طريق ترهونة قصر بن غشير، وتجنب الدخول مباشرة عبر الطريق الساحلي لئَّلا يصطدم بمعسكرات هيثم التاجوري المبثوثة على طول الطريق وشارك في معارك طريق المطار وخزانات النفط. ومن الزنتان، قدمت كتائب الصناينينة والأقراج إلى الجهة الغربية للعاصمة طرابلس وشاركت في معارك طريق الجبس ومقر جمعية الدعوة الاسلامية. وفي الجهة المقابلة، قدمت الميليشيا التي يقودها الرائد عماد مصطفي الطرابلسي من الزنتان لمؤازرة كتائب وميليشيات طرابلس. هذا مع العلم بأن الرائد عماد الطرابلسي تم تكليفه منذ شهرين من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، بمهام رئيس جهاز الأمن العام والتمركزات الأمنية الذي يتخذ من جنوب غرب طرابلس مقرًّا له(8).
إن الهجوم الكاسح الذي شنَّه اللواء السابع مشاة، المعروف بالكانيات، وسرعة دحره للميليشيات الطرابلسية على أطراف المدينة ولاسيما من المحاور الأربعة الممتدة من جنوب شرق العاصمة إلى جنوب غربها، وسيطرته على معسكري اليرموك وحمزة ومقر جمعية الدعوة الإسلامية حيث كانت ميليشيا الحلبوص تتمركز، وإخراج تلك الميليشيا من أهم منطقة تجارية بطرابلس (سوق الكريمية) وتجنبه الدخول إلى وسط المدينة، يُرجعه المراقبون إلى فارق الخبرة والكفاءة، حيث تعتمد ميليشيا الكانيات في إدارتها للمعارك على خبرة وخطط ضباط عسكريين، متخصصين، كانوا قوام الجيش الليبي قبل العام 2011، عكس ميليشيات طرابلس، التي وإن كان من بين عناصرها بعض العسكريين من مختلف الرتب والوحدات، إلا أن معظم من يديرون العمليات بها هم من المدنيين.
وفي منتصف اليوم السادس للمواجهات الدامية، اجتمع قادة الوحدات والمحاور بكبري الميليشيات الأربعة المسيطرة على العاصمة -بعد أن التقطوا أنفاسهم- في فندق الودان بوسط طرابلس (معقل الاستخبارات العسكرية إبَّان حقبة معمر القذافي)، لتقييم الوضع ووضع الخطط اللازمة لمواجهة الهجوم الكاسح من قبل ميليشيا الكانيات والميليشيات المساندة لها، والتي أحكمت طوقًا التفافيًّا على العاصمة، من جهات ثلاث، هي: الشرق والجنوب والغرب، وعلى معظم مداخل المدينة، ولم يتبق لميليشيات طرابلس إلا منفذ صغير في شرق العاصمة على الطريق الساحلي المار بتاجوراء أو الواجهة الشمالية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، والتي تضم معظم أحياء العاصمة ولاسيما وسط المدينة المسمى “وسط لِبْلاد”.
كما قامت ميليشيا الكانيات بقصف فندق الودان بالصواريخ ونتج عنه ذلك إصابة ثلاثة جرحى، ولم يُصَبْ أي من المجتمعين بالفندق من قادة الميليشيات الطرابلسية.
ورغم احتدام المعارك طيلة الأيام من الجمعة 31 أغسطس/آب وحتى منتصف الرابع من سبتمبر/أيلول الجاري (2018)، إلا أن الوضع الميداني ظل كما هو عليه، دون تغيير يُذكر، وتركز القصف على تبادل الصواريخ التي سقط جزء كبير منها على منازل مدنيين، والعائلات العالقة وسط مناطق الاشتباكات.
ويتلخص الوضع الميداني في التالي:
أولًا: تُحكم ميليشيات الكانيات ولواء الصمود وكتائب الصناينينة والأقراج طوقًا على المدينة من ثلاث جهات، وتسيطر على أربعة محاور، هي:
– محور صلاح الدين وخلة الفرجان ووادي الربيع ومعسكر اليرموك.
– محور طريق الخلاطات الرابط بين معسكر اليرموك ومنطقة المشروع، حتى معسكر حمزة.
– محور طريق الجبس ومقر جمعية الدعوة الاسلامية.
– محور طريق المطار وكوبري الفروسية والطريق الواصلة بين المطار والمشروع من الخلف، جهة محطة الأرصاد الجوية، وانتهاء بخزانات النفط.
ثانيًا: لا تزال ميليشيات طرابلس تسيطر على معظم أحياء المدينة، ولاسيما الأحياء الوسطية وداخل المدينة، والواجهة البحرية بالكامل، على النحو التالي:
من الجنوب إلى الشمال:
– من سيمافرو (تقاطع طرق) صلاح الدين حتى الواجهة البحرية على المتوسط، مرورًا بأحياء الهضبة الشرقية والفرناج وسوق الجمعة وعين زارة والهاني والنوفليين وفشلوم وباب بن غشير وأحياء وسط المدينة.
– من حي الفلاح، طريق الجبس، سوق الثلاثاء، حتى الواجهة البحرية على المتوسط.
من الغرب إلى الشرق:
– من أقصي غرب طرابلس (حي جنزور) إلى أقصي شرق طرابلس (حي تاجوراء) دون انقطاع، على مسافة 43 كم هي كامل عرض مدينة طرابلس.
وفي سياق هذا الوضع الأمني المتدهور، كانت هناك مساع لعقد هدنة أو هدنات بين المتحاربين؛ ذلك أنه قد تجددت المواجهات بين هذه الميليشيات فقد تم عقد ثلاث اتفاقيات لتحقيق هدنة لكن أيًّا منها لم يصمد إلا لساعات قليلة:
– الهدنة الأولى: في اليوم الرابع للمواجهات، وبعد تدخلات عديدة من قبل المجالس القبلية ومجالس الصلح في المنطقة الغربية، اجتمع 300 شخص من أعيان ووجهاء وشيوخ قبائل المنطقة الغربية مع أعضاء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في مدينة ترهونة يوم الخميس 30 أغسطس/آب 2018، وتم الاتفاق على هدنة بين الأطراف المتحاربة.
– الهدنة الثانية: أعلن وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية، عبد السلام عاشور، في ساعة متأخرة من يوم الجمعة، 31 أغسطس/آب 2018، عن بدء سريان هدنة ووقف لإطلاق النار بالعاصمة طرابلس عقب خمسة أيام من الاشتباكات بين مجموعات مسلحة أودت بـحياة 38 شخصًا، وأدت إلى تعليق الرحلات في مطار معيتيقة، وهو المطار الوحيد بطرابلس. بعد جهود حثيثة من لجان المصالحة الوطنية وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
– الهدنة الثالثة: تمكن غسان سلامة من جمع ممثلين عن حكومة الوفاق الوطني والقادة العسكريين والأجهزة الأمنية والمجموعات المسلحة المتصارعة في العاصمة وحولها، في مدينة الزاوية (40 كم غرب طرابلس)، والتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء الاقتتال في طرابلس، يتضمن وقفًا فوريًّا للأعمال العدائية وآلية لرصد الانتهاكات. والتزمت الأطراف الموقِّعة بما يلي (9):
• وقف جميع الأعمال العدائية.
• عدم القيام بأية تحركات عدائية من شأنها عرقلة تطبيق وقف إطلاق النار.
• عدم التعرض للمدنيين واحترام حقوق الإنسان على النحو المنصوص عليه في القوانين الوطنية والدولية.
• عدم المساس بكل الممتلكات الخاصة والعامة.
• ضمان إعادة فتح مطار معيتيقة وكافة الطرق في العاصمة والمؤدية إليها.
• الامتناع عن اتخاذ أي إجراء قد يُفضي إلى مواجهات مسلحة بما في ذلك جميع تحركات القوات أو إعادة تزويدها بالذخائر أو أية أعمال أخرى قد يُنظر إليها على أنها مثيرة للتوتر.
• ضمان احترام هذا الاتفاق من قبل جميع المجموعات المنضوية تحت إمرة الأطراف الموقِّعة عليه.
اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، الذي دخل حيز التنفيذ منذ يومين، ورغم أنه تم خرقه من الطرفين في 9 مناوشات حتى الآن، إلا أن إحاطة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، اليوم أمام مجلس الأمن، شديدة اللهجة حيال الميليشيات المتقاتلة، قد تشكِّل رادعًا في وجه الميليشيات المتحاربة، وتجعها تفكر كثيرًًا قبل الإقدام على مغامرة جديدة.
إعادة ترتيب أوراق اللعبة السياسية في ليبيا
إن ضراوة المعارك، واتساع نطاقها، وحجم القوات والتشكيلات المشاركة فيها غيَّرت كثيرًا من موازين القوى بغرب طرابلس، وتشير المعطيات أيضًا إلى أن هذه الجولة ربما تكون الأخيرة، لإعادة ترتيب أوراق اللعبة السياسية في الغرب الليبي وذلك عبر إزاحة بعض الوجوه المستهلكة التي باتت عبئًا على التسوية السياسية التي يراد الوصول إلى نهايتها قبل انقضاء العام الحالي، فموجة العنف الراهنة كادت تطيح بالسراج وحكومته خارج المشهد الليبي؛ حيث أصدر ثمانون عضوًا من مجلس النواب الداعمون للاتفاق السياسي، قبل يومين من بدء الاقتتال، بيانًا ينص على تشكيل مجلس رئاسي مصغر مكوَّن من رئيس ونائبين، تنبثق عنه حكومة تصريف أعمال من التكنوقراط. وأصدر 54 عضوًا من الرافضين للمجلس الرئاسي بيانًا آخر يؤيد قرار النواب الداعمين، وطالبوا بإسقاط المجلس الرئاسي الحالي وحكومته وانتخاب مجلس رئاسي جديد من رئيس ونائبين ورئيس حكومة. وسارع المجلس الأعلى للدولة إلى دعم هذين البيانين، وأكد في بيانه على أن عجز السلطة التنفيذية الحالية على مختلف المستويات، وخاصة منها الاقتصادي والأمني، يجعل إعادة النظر في هيكلتها وفي شاغليها خطوة مهمة يجب اتخاذها لتحقيق الأمن والاستقرار (10). على أن موقف المجلس الأعلى للدولة هذا تجاه السراج شكَّل صدمة له ولحكومته، ولاسيما أن السراج ظل يعتبر مجلس الدولة، حليفًا له في مواجهة خصومه في الشرق (وخصوصًا حفتر ومجلس النواب بطبرق).
وقد قوبل التصعيد الأخير في طرابلس بموجة تنديد عالمية، ورغم الاهتمام الأممي والغربي بما يجري راهنًا في طرابلس، إلا أن الموقف العربي كان غائبًا كليةً، كما أن موقف دول الجوار اتسم بالترقب والحذر وانتظار ما ستسفر عنه الأحداث من تغيرات.
واللافت في موجة الاقتتال الجديدة في طرابلس هو الحفاوة والتهليل التي أظهرها طيف عريض من أنصار النظام السابق، ومساندتهم لميليشيا الكانيات في هجومها على طرابلس، كما أن أنصار الكرامة في الشرق أبدوا تعاطفًا كبيرًا مع الكانيات؛ الأمر الذي جعل ميليشيا الكانيات تصدر بيانًا تنفي فيه تبعتها للكرامة.
ويذهب بعض المراقبين إلى القول: إن للاعبين الدوليين حضورًا بارزًا في الإعداد لهذه الجولة الحاسمة من الصراع في طرابلس، فحرب البيانات والتصريحات تشير بوضوح إلى أن أبرز اللاعبين المحليين والدوليين المتورطين في موجة العنف الجديدة بالعاصمة طرابلس، هم:
– ستيفاني وليامز: نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والقائمة بأعمال السفارة الأميركية لدي ليبيا.
– خليفة حفتر: قائد قوات الكرامة، الذي فرض وجوده منذ منتصف 2017 كرجل ليبيا القوي، وصاحب السلطات المطلقة في الشرق الليبي.
– المستشار عقيلة صالح: رئيس البرلمان الليبي.
– خالد المشري: رئيس المجلس الأعلى للدولة.
ومنذ اندلاع موجة العنف الجديدة في طرابلس، احتدم الصراع بين فرنسا وإيطاليا حول الملف الليبي، واتهم وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، فرنسا صراحة بالوقوف وراء الفوضى الحالية في ليبيا (11)، وتشير المعطيات إلى أن إيطاليا في طريقها إلى خسارة أهم حلفائها في طرابلس.
ويبدو أن هناك توجهًا دوليًّا يدعو إلى حل الميليشيات المسلحة ونزع سلاحها في طرابلس، وقد بدا هذا التوجه جليًّا في جلسة مجلس الأمن الأخيرة، التي خُصِّصت لاشتباكات طرابلس التي خلَّفت وراءها 61 قتيلًًا و159 جريحًا و12 مفقودًا ونزوح 1825 أسرة ليبية خلال أسبوع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* د. الحسين الشيخ العلوي، باحث وأكاديمي موريتاني.
مراجع
(1) الحسين الشيخ العلوي: ليبيا.. قراءة في تفاعل المعارك العسكرية مع الاستقطاعات السياسية، مركز الجزيرة للدراسات، 9 مارس/آذار 2017، (الدخول: 4 سبتمبر/أيلول 2018):http://studies.aljazeera.net/ar/reports/2017/03/170309110422597.html
(2) حكومة الوفاق الوطني تفرض سيطرتها على مؤسسات ليبيا، موقع إذاعة دوتشفيليه، 6 أبريل/نيسان 2016، (الدخول: 4 سبتمبر/أيلول 2018): https://goo.gl/9mxbQK
(3) ليبيا: اتفاق يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار وخروج جميع الكتائب من طرابلس خلال 30 يومًا، قناة نسمة، 16 مارس/آذار 2017، (الدخول: 4 سبتمبر/أيلول 2018):https://goo.gl/bZvn5b
(4) فساد الاعتمادات المستندية، ديوان المحاسبة الليبي، مايو/أيار 2018، (الدخول: 4 سبتمبر/أيلول 2018):http://audit.gov.ly/home/news_once.php?NewsId=12
(5) حكومة الوفاق تتبرأ من اللواء السابع والحرس الرئاسي يؤكد قيام السراج بحله، إيوان ليبيا، 29 أغسطس/آب 2018، (الدخول: 4 سبتمبر/أيلول 2018): http://ewanlibya.ly/news/news.aspx?id=251391
(6) تفاصيل مسار ليبي جديد للحل ترعاه المبعوثة الأممية ستيفاني وليامز، العربي الجديد، 20 أغسطس/آب 2018، (الدخول: 5 سبتمبر/أيلول 2018): https://goo.gl/1cihwn
(7) بيان من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشأن هجوم الميليشيات على المؤسسات السيادية الليبية، موقع البعثة، 19 أغسطس/آب 2018، (الدخول: 5 سبتمبر/أيلول 2018): https://goo.gl/kWZH7a
(8) الرئاسي يكلف عماد الطرابلسي رئيسًا لجهاز الأمن العام والتمركزات الأمنية، أخبار ليبيا، 6 يوليو/تموز 2018، (الدخول: 5 سبتمبر/أيلول 2018):https://www.libyaakhbar.com/libya-news/696971.html
(9) بيان من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشأن تيسير اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء الاقتتال في طرابلس، موقع البعثة الأممية في ليبيا، 4 سبتمبر/أيلول 2018، (الدخول: 6 سبتمبر/أيلول 2018):https://goo.gl/CMgnFZ
(10) بيان المجلس الأعلى للدولة الداعم لبياني أعضاء مجلس النواب الداعمين للاتفاق السياسي وأعضائه الرافضين للمجلس الرئاسي، “موقع عين ليبيا”، 29 أغسطس/آب 2018، (الدخول: 6 سبتمبر/أيلول 2018): https://www.eanlibya.com/archives/183956
(11) وزير الداخلية الإيطالي يتهم فرنسا بالوقوف وراء الفوضى في ليبيا، سبوتنيك، 4 سبتمبر/أيلول 2018، (الدخول: 6 سبتمبر/أيلول 2018):https://goo.gl/bPJd4o
المصدر/ الجزيرة للدراسات