22 سبتمبر، 2024 6:27 ص
Search
Close this search box.

تاريخ الرقص.. تحدث الإنسان إلى آلهته بالرقص

تاريخ الرقص.. تحدث الإنسان إلى آلهته بالرقص

خاص: إعداد- سماح عادل

من الصعب الوصول إلى تاريخ الرقص، لأن الرقص لا يترك وراءه مصنوعات مادية يمكن التعرف عليها بوضوح، التي تستمر آلاف السنين، كالأدوات الحجرية، وأدوات الصيد، ورسوم الكهوف. ليس من الممكن تحديد بدقة متى أصبح الرقص جزء من الثقافة البشرية.

الدافع..

ربما كان الدافع الطبيعي للرقص موجودا في الرئيسيات البدائية قبل أن تتطور إلى الإنسان. كان الرقص جزء مهمًا في الحفل، والطقوس، والاحتفالات، والترفيه منذ ما قبل ولادة الحضارات البشرية الأولى. يقدم علم الآثار آثارا للرقص من عصور ما قبل التاريخ مثل لوحات ملاجئ بيمبتكا الصخرية التي يبلغ عمرها 10,000 عام في الهند، ولوحات القبور المصرية التي تصور شخصيات راقصة من 3300 ق.م. يمكن إرجاع العديد من أشكال الرقص الحديث إلى الرقصات التاريخية، والتقليدية، والاحتفالية، والعرقية في الفترة القديمة.
ربما استخدام الرقص أداةً للتفاعل الاجتماعي، التي عززت التعاون الضروري للبقاء بين البشر في أوقات مبكرة. وجدت الدراسات أن أفضل الراقصين اليوم يشتركون في اثنين من الجينات المعينة، التي ترتبط باستعدادهم ليكونوا متواصلين اجتماعيين جيدين.
أجريت العديد من الرقصات في الفترات المبكرة للاحتفال بالمهرجانات، والمناسبات المهمة أو الموسمية مثل حصاد المحاصيل، أو الولادات، وحفلات الزفاف. عثر على هذه الرقصات في جميع أنحاء العالم.

الطقوس..

يمكن أداء الرقص في الطقوس الدينية أو الشامانية، مثلًا تُؤدى رقصة المطر في أوقات الجفاف. ذُكر رقص الشامان للمطر في النصوص الصينية القديمة. يعد الرقص جانبا مهما في بعض الطقوس الدينية في مصر القديمة، وبشكل مماثل يعد الرقص جزء في العديد من الاحتفالات والطقوس الدينية بين الشعوب الإفريقية. قد تؤدي رقصات الطقوس أيضا في المعابد وخلال المهرجانات الدينية، مثلًا طقس رقصات راسا في الهند-ربما أصل الرقصات الهندية الكلاسيكية من رقصات الطقوس- ورقصات شام في منطقة التبت.

التعافي..

ربما كان الاستخدام المبكر الآخر للرقص مقدمةً لحالات النشوة في طقوس الشفاء. استخدم الرقص لهذا الغرض عند العديد من الثقافات من الغابات الاستوائية البرازيلية إلى صحراء كالاهاري. كان هناك اعتقاد في العصور الأوروبية الوسطى بأن رقصة الموت تحمي المشاركين من المرض، مع ذلك فإن الهستيريا والمدة الزمنية لهذه الرقصات تؤدي أحيانًا إلى الموت نتيجة الإرهاق.
وفقًا لأسطورة سنهالية، نشأت رقصات كانديان منذ 2500 عام من طقوس رقص سحرية، التي كسرت تعويذة على ملك مسحور لشفاء الملك من مرض غامض.

محبة..

ربما كان أحد الاستخدامات المنظمة والأولية للرقص في العرض ورواية الأساطير. أحيانًا استخدم أيضا للتعبير عن مشاعر الشخص للجنس الآخر. يرتبط أيضا بأصل «الحب». قبل ظهور اللغات المكتوبة، كان الرقص أحد طرق نقل هذه القصص من جيل إلى آخر.
في الثقافة الأوروبية، أحد أقدم تسجيلات الرقص هو من هوميروس، إذ يصف الرقص في الإلياذة. جعل الإغريق الأوائل من فن الرقص نظامًا يعبر عن جميع المشاعر المختلفة. مثلًا، رقصه إيرينيس، التي مُثلت على هذا النحو، من شأنها أن تخلق الرعب التام بين من شاهدوها. صنف الفيلسوف اليوناني أرسطو، الرقص مع الشعر، وقال إن بعض الراقصين، مع إيقاع مطبق على الإيماءات، يمكنهم التعبير عن الأخلاق والعواطف والأفعال. درس أبرز النحاتين اليونانيين موقف الراقصين من فن تقليد الشغف.

رقص حسي..

تصف المخطوطة القديمة ناتياشاسترا الرقص، التي يستند إليها التفسير الحديث للرقص الهندي الكلاسيكي، مثلًا بهاراتاناتيام. في أواخر عهد المغول والنواب أودة تراجع الرقص لحاله «نوتش»، شيء حسي غير أخلاقي من المحظيات.
لاحقا، ربط الحكم البريطاني الرقص بالاتجار غير الأخلاقي والدعارة، ومنع من أداء الرقص في الأماكن العامة، رفضه الكثيرون. سنة 1947، نالت الهند حريتها وخلقت للرقص أجواء قد تستعيد فيها مجدها الماضي. اكتشفت الأشكال الكلاسيكية والاختلافات الإقليمية، وكرمت التخصصات العرقية، وبتوليفها مع المواهب الفردية من الموهوبين في المجال والابتكارات الجديدة، ظهر الرقص بوجه جديد لكن مع كلاسيكيات من الماضي.

صلاة..

التاريخ يؤكد أن الرقص نشأ في أحضان المعابد، والمصريون القدماء استخدموه في التقرب للمعبود وفى وداع الموتى. والصوفية يغزون العالم بـ«المولوية». والمسيح صاح فئ المعترضين “زمَّرنا لكم فلم ترقصوا”.
والعلماء يؤكدون أن الموسيقى البشرية ما هي إلا محاكاة لموسيقى الطبيعة، وموسيقى الطبيعة من صنع الله، والرقص من فعل الموسيقى.
في الأصل نشأ في أحضان المعابد حتى إن إجادة الرقص شرط يجب توافره في رجال الدين، كما كان مرتبطا ارتباطا أساسيا بالدين والعبادات والطقوس المختلفة للتقرب من المعبود، كما كان مرتبطا بالتواصل الروحي مع الإله، بالإضافة إلى أنه يعد نوعا من الإبداع الحركي، إذ اعتبره الإنسان على مر التاريخ وسيلة لارتقاء الروح، ووسيلة للتقرب من الإله باعتباره وسيلة مقدسة للتواصل، فضلاً عن أنه يعد تجسيدا لمشاعر الإنسان وانعكاسا لأفكاره ومعبرا عن مكنونات الذات أياً كانت طبيعتها.
ومنذ قديم الأزل تحدث الإنسان إلى آلهته بالرقص، وشكرها بالرقص، وتضرع إليها أيضا بالرقص، فاستطاع أن يحقق أعلى شعور للسمو الروحي والانسجام مع الطبيعة والصفاء النفسي، من خلال الحركات الجسدية المختلفة.
يقول الشيخ جلال الدين الرومي أحد أكبر المتصوفة في التاريخ الإسلامي، الذي أسس رقصة المولوية الصوفية «أرقص وإن لم تزل جراحك مفتوحة. أرقص وأنت حر تماما».

شعب الآزتك..

اشتهر شعب الآزتك بالمكسيك والمعروف أيضا بشعب مكسيكا، بشعائره ورقصاته المختلفة، والمتعلقة بطقوس وشعائر المكسيكيين.
ولعل ما يوضح أهمية الرقص بالنسبة لذلك الشعب هى مخطوطة تسمى «مخطوطة توفار»، ترجع للقرن السادس عشر الميلادى وتنسب إلى المكسيكى «خوان ديىتوفار»، وتحتوى على معلومات مفصلة حول طقوس وشعائر شعب الأزتك، وتضم نحو 51 لوحة مائية، يصور بعضها رقصات لبعض النبلاء وقارعى الطبول ورئيس الكهنة، ربما تكرس هذه الرقصات للإله «تيسكاتليبوكا»، إله سماء الليل والذاكرة عند شعب الآزتك.

رقص شرقي..

الرقص الشرقي نوع من الرقص نشأ في مصر القديمة. يتميز بحركات الوركين والجذع. تطور هذا الرقص ليأخذ العديد من الأشكال المختلفة بحسب البلد والمنطقة سواء في أسلوب الأزياء أو الرقص. الأنماط والأزياء المصرية هي الأكثر شهرة في جميع أنحاء العالم بسبب الصورة التي قدمتها السينما المصرية. يحظى الأسلوب المصري بالألحان المصرية التقليدية بشعبية في جميع أنحاء العالم إذ تمارسه اليوم العديد من المدارس حول العالم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة