11 أبريل، 2024 1:18 ص
Search
Close this search box.

“بيژن نفيسي” : وسائل الإعلام إنزلقت إلى لهجة الأزقة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

حذر “بيژن نفيسي”، الصحافي صاحب الخبرات، حول اللهجة السائدة في وسائل الإعلام الإيرانية، من تأثير وجود شبكات التواصل الاجتماعي على العمل الإعلامي، وقال: “وسائل الإعلام تنزلق للحديث باللهجة العامية وثقافة الأزقة، وإعادتها للحديث بلهجة مرجعية لن يكون مسألة سهلة وبسيطة”.

أزمة قديمة حديثة..

وعن أوضاع الأدب الفارسي في وسائل الإعلام، قال في حوار إلى وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، (إيسنا)؛ المحسوبة على التيار الإصلاحي: “مسألة الأدب في وسائل الإعلام؛ ليست جديدة، وقد ثارت المناقشات بشأن هذه المسألة مدة سنوات، وتحديدًا منذ ظهور وسائل الإعلام الإيرانية المطبوعة في العصر القاغاري ثم الراديو والتليفزيون. ولطالما ثار سؤال بشأن طبيعة اللهجة المستخدمة في وسائل”.

بيژن نفيسى

وأضاف: “قبل ذلك كانت وسائل الإعلام تستضيف الأساتذة الذين لم يتأخروا عن وضع الأطر المحددة لتلكم الأحاديث والكتابات. وقد تشكلت قبل فترة مجموعات مراجعة تعني بتوحيد جميع الأخبار. حتى أن وكالة أنباء (إيسنا) شكلت مجموعة تُعنى بضبط الخط وكيفية مراعاة هذا الموضوع. وكلها كانت مساعي استمرت مدة سنوات. لكن عمومًا لدينا أسلوب خاص في كتابة الأخبار والتقارير، مثل أسلوب الهرم المقلوب وغيرها من الأساليب المستخدمة في وسائل الإعلام. والواقع أن مثل هذه الأساليب هي كتابية. لكن ما نريد الحديث عنه هو كيفية الاستفادة من الكلمات، على سبيل المثال لابد للجملة من فعل وفاعل، وأنا أرى ضرورة بناء العنوانين على هذا الأساس، لكننا نرى الكثير من العناوين بلا فعل، وهو ما يجعل العنوان كالشعارات بلا حسم. لكن هذا لا يمنع وجود رؤى مختلفة بشأن هذه القضية”.

في السياق ذاته؛ تقع وسائل الإعلام بشكل عجيب تحت تأثير الفضاء الإلكتروني الذي لا يراعي هذه القيود.

هيمنة اللهجة “العامية” على وسائل الإعلام !

ونرى في الحقيقة تقديم الأخبار والتقارير المكتوبة أو المصورة للجماهير، عبر وسائل الإعلام، بنفس اللهجات الدارجة المنتشرة على مستوى المجتمع، في حين أن العمل الإعلامي ليس بهذه البساطة.

وأردف المدرس الجامعي: “على كلٍ في وسائلنا الإعلامية الرسمية، موضع إذا ما أردنا من خلاله مطابقة الأوضاع على نحو يترك أثره على المجتمع بأسره، يتمثل في الإذاعة والتليفزيون والصحف ووكالات الأنباء الرسمية. وفيها يجب أن نستفيد قدر المستطاع من الضوابط والكلمات التي يمكن فهمها على مستوى المجتمع، لأن تقديم بدائل صعبة لبعض الكلمات، يجعل النص غير مفهوم بالنسبة للقاريء أو المشاهد أو المخاطب بشكل عام. وهذه بالضبط إحدى مشكلاتنا في العمل الإعلامي، فالبعض يستخدم مصطلحات غير مألوفة. ولو تحدد كل الوسائل الإعلامية أسلوبًا معينًا فسيكون هناك اختلاف أيضًا. ويمكن الاستعانة بالمجامع الثقافية في تحديد أسلوب معين وتحقيق استفادة أدق. والعالم يتقدم بسرعة على نحو يجعلك تعجز عن إنشاء معادل للمصطلحات. ولذلك نحن نواجه مشكلة كيفية مراعاة قواعد اللغة. ويجب أن يكون لدينا ضوابط موحدة، وهذا شيء مفقود في وسائل الإعلام”.

على سبيل المثال تقدم وسائل الإعلام خبر لقاء السيد رئيس الجمهورية مع أحد الوزراء بأسلوب مختلف، فلن تجد مثلاً نقط الفواصل وإنما تنقل وسائل الإعلام الخبر كل بطريقته، ولا توجد ضوابط مكتوبة.

لغة الأدب المفقود..

واستطرد: “أساليب الكتابة المستخدمة في وسائل الإعلام تنتمي إلى الأدب المفقود، الذي كان يُدرس في المراحل الابتدائية والإعدادية، وعمليًا لا نرى الجامعات تولي اهتمامًا كبيرًا لتلكم القضية. ولن تجد سوى كلية الأدب الفارسي، قسم آخر حتى في أقسام الإعلام التي هي وثيقة الصلة بالأدب الفارسي، يعمل على نحو صحيح. بل لن تجد في الجامعات حتى في مرحلة الدراسات العليا ضوابط محددة وكتابات تتعلق بأساليب الكتابة الصحيحة”.

وعن تدفق قبح الأخطاء في وسائل الإعلام، قال: “حديثًا نُشر كتاب لأحد الكُتاب، وسمة هذا الكتاب هو تعمد الكتابة الخاطئة، وهذا الكتاب حقق مبيعات كبيرة. وقد تعمد الكاتب الخطأ في معظم الكلمات الرئيسة. ومع هذا حصل الكتاب على إجازة الطبع وسط حفاوة بالغة. وحين ننظر في مثل هذه البدع يتشابك قبح هذه الأخطاء. لكن مؤكد في دولة مثل فرنسا لن يصدر كتاب بلا أسس أو هدف. في حين حقق هذا الكتاب نسب مبيعات هائلة ككتاب فكري لمجرد استخدام مجموعة من الكلمات الصعبة وغير المتداولة. ثم كُتبت المقالات النقدية للكتاب والتي تستند إلى تأثير مثل هذه الطريقة على تراجع معدلات الفهم المجتمعي، وتسود قناعة بأن الشيء غير المفهوم هو من قبيل الأعمال الفكرية. في حين أن الفن يكمن في قدرتنا على تحويل هذه الآداب إلى لغة سهلة ومفهومة. وهذا هو سر خلود حافظ وسعدي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب