12 أبريل، 2024 4:29 م
Search
Close this search box.

بين المُهربين واتحاد الناشرين .. “حرب الكُتب” تشتعل بالسوق الإيرانية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بدأ “اتحاد دور النشر والمكتبات” الإيراني، قبل فترة، التعاون مع القوات الأمنية لمكافحة عمليات تهريب الكُتب. مع هذا فقد تم ضبط 100 سيارة (نيسان) تحمل كُتب مهربة كانت موجودة داخل مخازن الاتحاد، وبالتالي ورغم الجهود فلا يمكن القضاء على هذه الظاهرة؛ بل هي مثل نبات “عيش الغراب” السام أينما تنظر تجدها تنمو على جانبي الشوارع. على حد وصف صحيفة (المبادرة) الإيرانية.

وبحسب تصريحات “محمود آموزﮔار”، رئيس اتحاد دور النشر والمكتبات، فلم يتم التعامل للأسف بجدية مع “مبادرة مكافحة تهريب الكتب”، عام 2016م. ومن ثم اُعيد طرح الموضوع مجددًا بعد تعيين السيد “عباس صالحي”، وزيرًا للثقافة والإرشاد، وشُكلت في اجتماع رئيس السلطة القضائية مع قائد شرطة “طهران” ونواب وزارة الثقافة والإرشاد مع “محمود آموزﮔار”، لجنة لمناقشة تجريم تهريب الكُتب. وبعدها تدخلت القوات الشرطية في الموضوع، وتعاونت السلطة القضائية ومكتب المدعى العام والإعلام بشكل قوي مع “اتحاد دور النشر والمكتبات”.

ضبط 100 سيارة “نيسان” محملة بالكُتب المهربة..

في الجلسة الإعلامية الثانية للجنة “مكافحة الكُتب المهربة”، بمحل “اتحاد دور النشر والمكتبات” في محافظة “طهران”، أكد “آموزﮔار” أن حجم الكُتب المُهربة المضبوطة حتى الآن تجاوز 90 سيارة (نيسان)، وقال: “نقلنا الكُتب مرارًا. والكُتب الموجودة حاليًا بحديقة الاتحاد تخص إحدى الأسر”..

وهذه الكُتب على ثلاثة أقسام؛ أولاً: كُتب لا مالك لها، مثل الكُتب التي حصلت على تصريحات سابقة مثل كتاب (تاريخ الثورة الدستورية).. ثانيًا: الكُتب المطبوعة بالخارج، وهي موجودة بصيغة (بي. دي. إف) على الفضاء الإلكتروني؛ ومتوفرة داخل “إيران”، لاسيما في ظل إنعدام الرقابة على دور المطابع.

“ونحن نطلب إلى اتحاد دور المطابع واتحاد دور النشر تقديم المعلومات المتعلقة بهذا الشأن، لكن الموضوع يحتاج إلى تنظيم”.

ثالثًا: الكُتب الأعلى مبيعًا بالنسبة للناشر. مثل بيع 20 ألف نسخة من كتاب في حين أن التصريح صدر بعدد 5000 نسخة بينما طُبعت الـ 15 ألف الأخرى بشكل غير قانوني.

ومع الأخذ في الاعتبار لكميات الكُتب الكبيرة المضبوطة، لكنك بجولة صغيرة في الشوارع المزدحمة سوف تجد الكثير من باعة الكُتب المهربة. والسؤال لماذا لا تتراجع مبيعات هذه الكتب رغم المواجهة ؟!..

يقول “محمود آموزﮔار”، في حوار إلى صحيفة (المبادرة): “لقد حظيت عملية تهريب الكُتب بانتشار واسع. ولعل السبب يكمن في الركود المرعب لقطاع النشر. ولطالما وُجدت بين كل دور النشر إرادة قوية لمكافحة هذه الظاهرة، لكن لابد من التنسيق مع المجموعات المعنية وهذا التنسيق احتاج إلى وقت. وخلال سنوات عقدنا العديد من الاجتماعات مع القطاعات المختلفة والمعنية بالموضوع ووصلنا إلى قناعة بضرورة التعامل الجاد مع ظاهرة تهريب الكُتب”.

ذائقة المهربون..

رغم أن الاصطدام مع المهربين حدث مثير للتفاؤل، لكن طالما لا يوجد طلب على الموضوع فسوف يستمر المعروض.

إن ارتفاع أسعار الكتب يدفع البعض إلى الشراء من الباعة الجائلين الذين يبيعون الكُتب المهربة بسعر أرخص.

وفي إطار التأكيد على سياسة التناسب بين العرض والطلب، يضيف “آموزﮔار”: “لابد من مناقشة هذا الموضوع بدقة من جانب الأصدقاء والإطلاع على الجوانب المختلفة للموضوع والإستماع إلى الحلول المناسبة. ورغم أهمية تأثير سعر الكتاب على الموضوع، لكن في رأيي لابد من الإنتباه إلى آلية الوصول إلى الكُتب. إن أساليب بيع الكُتب التي يختارها المهربون تحتاج إلى الإطلاع. لأن المهربون يعرفون جيدًا ذائقة المخاطب”.

وتعليقًا على تعاون “وزارة الإرشاد” مع “اتحاد دور النشر” بشأن نشر ثقافة الإحجام عن شراء الكُتب المهربة، قال: “هذه التعاونات قائمة، لكن العلاج ليس حاسم. نحن نحتاج إلى هذه المسكنات، لكن علينا في المدى القريب والبعيد الإتجاه صوب تقبيح هذه الظاهرة، أي يجب على من يشتري ويقرأ ويطالع أن يلتفت إلى مسألة أن شراء الكُتب المهربة هو تضييع لحقوق المؤلف. وحين لا يستطيع هؤلاء التكسب عن طريق الكتاب فسوف يتوقفون عن الكتاب تدريجيًا، وسوف تجف بالنهاية منابع الكتابة والإبداع”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب