24 نوفمبر، 2024 9:59 م
Search
Close this search box.

بين الشهرة والصرخة .. الإباحية فى أدب النساء العربيات

بين الشهرة والصرخة .. الإباحية فى أدب النساء العربيات

كتبت – نجوى المغربي :

ليست إباحية الكاتبات العربيات – الحديثة منها تحديداً – إلا إباحية شكلية.. لا تأهيل ولا تعليم أو تثقيف لها.. فالنساء العربيات يُعتقن أنفسهن عتقاً شكلياً عن طريقها, بعضهن يدفعن ثمناً باهظاً.. وأخريات ينتظرن أجر ما بعد الكتابة.. وقلة منهن حين ينفك قيد قدميهن ينكسر معه قفل فمها..

إباحية ذات مآرب آخرى..

وقد نشأت “الكتابة الأدبية الإباحية” كرد فعل مباشر لمساحة المصرح به من الكلام مقابل المسكوتِ عنه منه, هذا فى العموم، وعلى جوانب ضيقة كانت لها نشأة موازية مع فرط الثراء الذي أوجد فحش واختراق كل ما هو عادة وتقليد متبع, وجاءت النساء بالبوح، بعضه كان صادماً, وآخر كان انفجاراً, وكلاهما كان مبتغاه “الشهرة وذيوع الصيت” و”الغنائم المادية والمعنوية”.

صرخات من القيد الرجالي..

إلا أن هناك صرخات كانت قادمة منهن فى بقاع مختلفة.. صدقت حيث علت وتعالت بالصياح من الهيمنة الذكورية والقيد الرجالي.. هؤلاءِ أبدعن وبقين حتى ولو تحت اسمائهن المستعارة التي توارين خلفها.. فهجرت “بلقيس” مخاوفها ودانت لسلطة حبيبها تنادي لذتها على خجل في مقابلة واضحة للكبت التثقيفي المجتمعي.. لتأت الكتابة فارغة من مضمونها كثيراً وموظفة بدرجة ضعيفة أحياناً.

وفى بعض المجتمعات العربية المغلقة التي تحذف كثيراً من شهادات ميلاد النساء.. تضاجع النساء تمزقهن ونزيفهن الروحي عبر جسد لا تملك إلاه.. فتوظفة لخدمة مآربها وسد عجز احتاجاتها عبر عدد من قوالب لفظية يخبأها المجتمع وغير مسموح بعريها لديه, فتخرج “قصة” أو “أبيات شعرية” غير محبوسة أو مقطوع حبلها لتجري فى صحراء الورق والصفحات لتملاءها بجسد وعدة كلمات يتبادلا دور “السيادة” و”البطولة”.. حتى نهاية الحكاية التي كثيراً ما تتدثر بالايماء والنقاط والفواصل وتقطيع اللفظ والإكتفاء بحروف فى محاولة – عربية عربية – لـ”مسك العصا من المنتصف”.

ولا أنسى تلك “الكاتبة العربية”، التي تحدثت مرة فى لقاء حول هذا النوع من الكتابة، حين ضغط عليها أهل الندوة، لتعرض فكرة كتابها المطبوع فى الخارج نظراً لنصه الإباحي، وقالت بلهجة خليجية: “أنه للمرح فقط.. وتمضية الوقت.. لكننا مجتمع محافظ وله خصوصيته”.. وقتها غرقنا فى القهقة وأدركنا أنه يلزمنا وقت واسع لنبرأ ولنبرئ ذممنا من الخراب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة