15 أبريل، 2024 6:06 ص
Search
Close this search box.

بين الخداع والتهديد وعلى خطى واشنطن .. إسرائيل تعتزم الانسحاب من “اليونسكو” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبد العزيز :

أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلى “بنيامين نتنياهو” توجيهاته لوزارة الخارجية بالتحضير لانسحاب إسرائيل من منظمة “اليونسكو”، بعدما أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من المنظمة متهمة إياها بـ”معاداة إسرائيل”.

ولقد اختلفت آراء المحللين الإسرائيليين بشأن جدية الموقف الإسرائيلي تجاه “منظمة اليونسكو”.

“نتنياهو” يرحب بقرار انسحاب واشنطن..

أفادت المواقع والمصادر الإسرائيلية أن رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” قد أصدر، مساء الخميس الماضي 12 تشرين أول/أكتوبر 2017، توجيهاته لوزارة الخارجية الإسرائيلية للإعداد لانسحاب إسرائيل من منظمة “اليونسكو” مع الولايات المتحدة الأميركية؛ التي أعلنت في نفس اليوم، الخميس، عن انسحابها من المنظمة الأممية, لكن انسحابها لن يدخل حيز التنفيذ إلا في كانون أول/ديسمبر 2018.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد رحب بقرار انسحاب واشنطن ووصفة بـ”الشجاع والأخلاقي”، لأن “اليونسكو” تحولت إلى مسرح عبثي؛ فبدلاً من أن تحافظ على التاريخ إذا بها تقوم بتزويره.

قرار انسحاب إسرائيل يتسم بالحذر والغموض..

قالت صحيفة “هاأرتس” إن الرد الإسرائيلي على قرار انسحاب واشنطن من “اليونسكو” كان يتسم بالحذر، ولم يتضمن بياناً واضحاً بشأن الانسحاب من المنظمة الأممية.

فيما أعلن مسؤولون إسرائيليون أن “نتنياهو” لا زال يترك الباب موارباً أمام بقاء إسرائيل في “اليونسكو”, ولاسيما أن الانسحاب لا يتم بشكل فوري بل يتطلب إجراءات تستمر لعام وشهرين, أي حتى نهاية كانون أول/ديسمبر من العام المقبل. فإذا تراجعت واشنطن عن الانسحاب خلال تلك الفترة – في حال تغير أداء “اليونسكو” بقيادة المديرة الجديدة – فمن المحتمل أن تتراجع إسرائيل في النهاية عن الانسحاب.

تل أبيب على نهج واشنطن..

يرى بعض المحللين أن إسرائيل لن تبقى في المنظمة إذا قررت واشنطن الانسحاب منها بالفعل.. علماً بأن إسرائيل والولايات المتحدة ستعيدان النظر في قرار الانسحاب، إذا غيرت منظمة “اليونسكو” من سياستها المعادية للدولة العبرية.

ولقد أثنت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية “أيباك” – وهي أقوى جمعيات الضغط على أعضاء الكونغرس الأميركي – على قرار انسحاب واشنطن, وزعمت أن “اليونسكو” حادت عن مهمتها الأساسية؛ فبدلاً من أن تدعم السلام والأمن، إذا بها الآن تفضل انتقاد الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.

إجماع إسرائيلي على الانسحاب..

كان مندوب إسرائيل في (اليونسكو)، “كرمل شامه هكوهين”، قد أوصى “بنيامين نتناهو” بالانسحاب الفوري من المنظمة. كما دعا رئيس الائتلاف الحكومي, عضو الكنيست، “دافيد بيتان”، حكومة “نتنياهو” لاتخاذ قرار بالانسحاب الفوري من “اليونسكو” بعد إعلان واشنطن.

فيما قال زعيم المعسكر الصهيوني، “آفي غباي”، إنه يرحب بالقرار الأميركي زاعماً أن “اليونسكو” لم تعد تهتم بالثقافة وإنما بتزوير التاريخ.

ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن سفير إسرائيل السابق في (اليونسكو)، “رون بروشاور”، قوله إن جميع منظمات الأمم المتحدة تم اختطافها لكن هناك حالات فجة؛ فعندما تكون السعودية عضو في “لجنة حقوق المرأة”, وحينما تكون سوريا وإيران عضوتان في “مجلس حقوق الإنسان”؛ فالأمر صعب للغاية. ولكن الأمر يتفاقم سريعاً في “اليونسكو”، منذ انضمام فلسطين، حيث بدأ التصريح بأن “قبر راحيل” هو مسجد وأن الشعب اليهودي لا علاقة له بالقدس.

هجوم على “مشيرة خطاب” والمرشح القطري والفائزة بالمنصب..

انتقد “بروشاور” أقرب المرشحين لرئاسة “اليونسكو”، فقال عن المرشح القطري إنه جاء من دولة تدعم الإرهاب وقدمت الرشاوي لتنظيم “المونديال” وتريد أيضاً شراء “اليونسكو”, أما المرشحة المصرية “مشيرة خطاب”، فزعم إنها تريد تطبيق الشريعة, أما المرشحة الفرنسية “أودري أزولاي” فهي نجلة “أندرية أزولاي” المستشار اليهودي لملك المغرب.

والسؤال المطروح، الذي ليس عليه إجابة شافية، هو: “ماذا بعد تولي سيدة يهودية رئاسة (اليونسكو) ؟.. هل ستنسحب إسرائيل ؟”.. حيث يرى بعض المحللين الإسرائيليين أن مديرة “اليونسكو” الجديدة لها مواقف غير مُشجعة تجاه إسرائيل, وربما لأنها من أصل مغربي وكان والدها يعمل مستشاراً للملك المغربي السابق “حسن الثاني”، ولا يزال يعمل مستشاراً للملك الحالي “محمد السادس”.

واشنطن لها تجارب سابقة..

يُذكر أن انسحاب الولايات المتحدة هذه المرة من “اليونسكو” سيكون الانسحاب الثاني, ففي ثمانينيات القرن الماضي انسحبت إدارة الرئيس “ريغان” من المنظمة، وبعد عقدين عادت واشنطن من جديد لعضويتها في عهد “جورج بوش”. وفي عام 2011 أوقفت الإدارة الأميركية في عهد “أوباما” تمويل “اليونسكو”، بعدما قبلت المنظمة عضوية “فلسطين”.

انسحاب واشنطن مجرد تهديد..

قال أحد المحللين الإسرائيليين إن انسحاب الولايات المتحدة من “اليونسكو”، لن يتم قبل نهاية 2018، في حال لم تغير “اليونسكو” سياستها المناهضة لإسرائيل أو المعادية للسامية. ومن المعروف أن أسلوب التهديد والوعيد لم يعُد يُجدي نفعاً فكثير من الوعود الأميركية لا تُنفذ ولن تُنفذ قريباً، وربما لن تُنفذ على الإطلاق.

فالانسحاب الأميركي كان ينبغي أن يكون فورياً، لأن مجموعة الدول والقوى الداخلية في “اليونسكو” لن تتيح لتلك المنظمة التحول فجأة لمناصرة الصهيونية أو على الاقل لبحث الواقع بنظرة حيادية.

وأضاف المحلل أن إدارة “ترامب” لا تفي بالوعود، فالسفارة الأميركية لم تنتقل للقدس وقيود بناء المستوطنات لم تُرفع, ولم تشن أميركا هجوماً على “كوريا الشمالية” ولم يتم استئناف القيود على “إيران”, بل ربما أن واشنطن لن تنسحب من “اليونسكو” خلال العام المقبل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب