13 أبريل، 2024 3:02 ص
Search
Close this search box.

“عبد العزيز المقالح”..  الشعر لديه تحرير للروح من التعقيدات التي تُفقدها توازنها

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

عبد العزيز صالح المَقالِح وشاعر وناقد يمني. تولى رئاسة المجمع العلمي اللغوي اليمني. يُعد في مقدمة شعراء اليمن المعاصرين، وأحد أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث. ويُعتبر «رائد القصيدة اليمنية المعاصرة».

حياته..

ولد عام 1937 في قرية المقالح في محافظة إبـ، بدأ كتابة الشعر عندما بلغ الرابعة عشر. تخرج من دار المعلمين في صنعاء عام 1960، حصل على الشهادة الجامعية عام 1970، وفي عام 1973 حصل على درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب جامعة عين شمس ثم درجة الدكتوراه عام 1977 من نفس الجامعة، وترقى إلى الأستاذية عام 1987. تميزت كتابته بشيء من الكلاسيكية، لكنها سرعان ما انفتحت على الحداثة. عرف عنه كتابته لقصيدة «أن يحرمونا يا حبيب الغرام» وتغنى بها الفنان اليمني أحمد فتحي. عُين عُضواً في الهيئة الإستشارية لمشروع «كتاب في جريدة». قام بالإشراف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وما زالت أعماله الأدبية محط نظر الأكاديميين والباحثين.

بين ديوانه الأول “لابد من صنعاء” وديوانه الأخير “يوتوبيا، وقصائد للشمس والقمر” ما يقارب خمسة عقود من رحلته الأدبية الممتدة لما يزيد على سبعين عاماً قطعها عبد العزيز المقالح عاشقا،ً حالماً، مقيماً، سجيناً، راحلاً ومنفياً بين الوطن والقصيدة.

المهن التي عمل بها..

  • عمل أستاذاً للأدب والنقد الحديث في كلية الآداب – جامعة صنعاء.
  • رئيس جامعة صنعاء من 1982 – 2001.
  • رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني.
  • عضو في مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
  • عضو مؤسس للأكاديمية الدولية للشعر في إيطاليا.
  • عضو في مجمع اللغة العربية بدمشق.
  • عضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت.
  • المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية اليمنية علي عبد الله صالح منذ عام 2001.

الجوائز والأوسمة..

  • حصل على جائزة لوتس للأدب عام 1986م.
  • حصل على وسام الفنون والآداب – عدن 1980م.
  • حصل على وسام الفنون والآداب – صنعاء 1982م.
  • حصل على جائزة الثقافة العربية، اليونسكو، باريس 2002م.
  • حصل على جائزة الفارس من الدرجة الأولى في الآداب والفنون من الحكومة الفرنسية، 2003م.
  • حصل على جائزة الثقافة العربية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو)، 2004م.
  • حصل على جائزة الشعر من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية 2010م.

المؤلفات..

المؤلفات الشعرية:

  • لا بد من صنعاء، 1971.
  • مأرب يتكلّم، بالاشتراك مع السفير عبده عثمان، 1972.
  • رسالة إلى سيف بن ذي يزن، 1973.
  • هوامش يمانية على تغريبة ابن زريق البغدادي، 1974.
  • عودة وضاح اليمن، 1976.
  • الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل، 1978.
  • الخروج من دوائر الساعة السليمانيّة، 1981.
  • وراق الجسد العائد من الموت، 1986.
  • أبجدية الروح، 1998.
  • كتاب صنعاء، 1999.
  • كتاب القرية، 2000.
  • كتاب الأصدقاء، 2002.
  • كتاب بلقيس وقصائد لمياه الأحزان، 2004.
  • كتاب المدن، 2005.
  • بالقرب من حدائق طاغور. 2018.

المؤلفات الأدبية:

  • الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن.
  • شعر العامية في اليمن.
  • قراءة في أدب اليمن المعاصر.
  • أصوات من الزمن الجديد.
  • الزبيري ضمير اليمن الوطني والثقافي.
  • يوميات يمانية في الأدب والفن.
  • قراءات في الأدب والفن.
  • أزمة القصيدة الجديدة.
  • قراءة في كتب الزيدية والمعتزلة.
  • عبد الناصر واليمن.
  • تلاقي الأطراف.
  • الحورش الشهيد المربي.
  • عمالقة عند مطلع القرن.
  • الوجه الضائع، دراسات عن الأدب والطفل العربي.
  • شعراء من اليمن.
  • نقوش مأربية؛ دراسات في الإبداع والنقد الأدبي (2004).
  • مدارات في الثقافة والأدب (2008).
  • مرايا النخل والصحراء (2011).
  • ذاكرة المعاني (2018).

الشعر..

في حوار معه أجراه ” أحمد الأغبري” يقول  “عبد العزيز المقالح” عن الشعر ورؤيته له: “لقد حاول المبدعون قديماً وحديثاً تعريف الشعر وتلمس مصادر سحره، وما يبعثه من انتشاء في الروح الإنسانية، لكنهم فشلوا أو أن بعضهم اكتفى بالاقتراب من هوامشه الخارجية، ومنهم من رأى أنه كالماء والهواء يُعاشان ولا يعرف لهم البشر، بمن فيهم العلماء، حقيقة تقبلها النفس بارتياح تام، ومن هنا فإن تعريف الشعر ليس عسيراً فحسب؛ بل هو مستحيل، ويكفينا منه أنه يُسعدنا ويعبِّر بكلمات قليلة عن شعورنا في لحظة ما، سواءً كانت هذه اللحظة ترتفع بنا إلى قمة الفرح أو تقودنا إلى قمة الحزن.

وكما يقال عن المسرح إن مهمته غير المباشرة تطهيرية، تطهير النفس من الشجون والانفعالات؛ فكذلك هو الشعر الذي ربما كان دوره أكبر في مجال التطهير وتحرير الروح من التعقيدات والتشعبات التي تنعكس عليها من الواقع وما يطرأ عليه من تغيّرات وتبدلات تُفقد الروح توازنها واستقامة مسارها”.

ويضيف عن الاحتفال بيوم الشعر في اليمن: “في يوم الشعر العالمي في العام الثاني كان عدد من الشعراء الفاعلين والمؤثرين قد اتفقوا على أن تكون القراءة الشعرية المواكبة لهذا اليوم في أوسع سوق يتجمع فيه أكبر جمهور، وأن تُقام منصّة خشبية صغيرة يعتليها مُقدّم الحفل أولاً، ثم يتوالى صعود الشعراء عليها واحداً تلو الآخر في قراءة ما كانوا قد اختاروه لهذه المناسبة. كانت مساحة السوق غاصة بالناس، وكان ضجيج الأصوات وتداخلها يُثبت استحالة سماع أصوات الشعراء، إلاَّ أننا ما كدنا نبدأ حتى غمر الساحة حال من الصمت غير المسبوق، وبدأ الحضور يتجمعون حول المنصّة مُنصِتين، وكأن على رؤوسهم الطير، واتضح ألا مشكلة بين الشاعر والجمهور.

كانت القصائد متنوعة بتنوع الشعراء، كان فيها القصيدة العمودية، وقصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر، ثم القصيدة الشعبية المكتوبة باللهجة العامية، وكان صمت الجمهور ومتابعته مُثيراً للإعجاب، كما كان تعطُّش الجمهور إلى سماع الشعر والتفاعل الفطري معه مثار إعجاب أكبر، وهو الدليل على أن في إمكان الشعر أن يدخل إلى هذه الأوساط ويؤثر فيها وألاّ يظل معزولاً في دائرة الشعراء والغاوين فقط”.

واقع الشعر العربي..

في حوار ثان أجرته “سمية أحمد” يقول “عبد العزيز المقالح” عن واقع الشعر العربي في الفترات الأخيرة: “أراه من وجهة نظري الفاحصة والمتابعة في حالة تصاعد رغم ما تمر به الأمة من انكسار، وهو بمدارسه المختلفة وأصواته المتعددة أجمل وأزهى ما تبقى في الحاضر العربي من معاني الإشراق والأمل، وما يقال بين حين وآخر عن أن الرواية قد حلت محل الشعر، وأن هذا هو عصرها فكلام غير صائب، ومبالغ فيه، وما الرواية من وجهة نظري أيضًا سوى قصيدة درامية طويلة تعددت مقاطعها واتسعت أجواؤها، ومن لغة الشعر استمدت وجودها وسحرها”.

واقع اليمن..

في حوار ثالث أجرته “ميسون الأرياني” يقول “عبد العزيز المقالح” عن واقع اليمن وما يجري من أحداث: “ما يحدث في الواقع اليمني الآن يصعب توصيفه أو تحديد خطورته. إنه بكل الصدق يفوق المنامات الكابوسية ويتجاوز مادياً ومعنوياً كل تصوّر منطقي أو عقلي. حرب شرسة تدار، وحصار خانق للبلاد، خصوصاً للمدن التي لا يتوقف الاقتتال في شوارعها وضواحيها وجبالها، مع فقدان هذه المدن، عدن نموذجا، لأبسط المتطلبات الضرورية من الغذاء والماء والدواء. ولعل أكثر ما يؤذي الوجدان وسط هذه المأساة المريعة أن الأطراف السياسية المتصارعة ليس لديها مشروع أو شبه مشروع للخروج من هذا الكابوس، ولا يبدو أن هناك استجابة للقبول بالحلول المطروحة محلياً وعربياً ودولياً. اندفاع خارج حدود المنطق والعقل وإزهاق يومي لأرواح الأبرياء وتدمير الإمكانات التي كانت قد تحققت بصعوبة وعلى مدى خمسين عاماً من شبه الاستقرار”.

وعن التفكير في الهجرة حين تتدهور الأحوال يقول: “كنت قطعت مع نفسي عهداً ألا أغادر صنعاء تحت أي ظرف أو ضغوط، وقد تعرّضت في السنوات الماضية لكثير منها، وكان بعضها يكفي للركون إلى الهجرة، وما زال العهد قائماً، مهما ساءت أوضاع هذا المدينة وأوضاع البلاد عامة فلن أغادرها إلى أي مكان آخر، حتى لو كان إلى قريتي التي لا تبعد عن صنعاء سوى بـ 200 كيلو متر. لقد عشت جانباً من أجمل سنوات عمري في هذه المدينة فكيف أتركها، وأترك أهلها في زمن المحنة وترقب الموت في أي لحظة؟! لقد عرض عليّ أصدقاء كثر من لبنان ومصر ومن بلدان أخرى عروضاً أخوية سخية للانتقال إلى هناك، ولكني أرى ذلك مستحيلاً وغير ممكن في مثل هذه الظروف، خاصة التي أشعر معها بأن من واجبي أن أشارك أهلي تحمّل القلق والمخاوف إلى النهاية”.

دور المثقف..

وعن دور المثقف اليمني في ما يحدث في بلاده يقول: “يبدو لي أن الوقت قد فات، وأن دور المثقف بات خارج نطاق ما يحدث. السياسي هو اللاعب الرئيس في هذه المرحلة، وتحديداً السياسي المسلَّح وهو يحرص على أن يكون المثقف تابعاً له وناطقاً باسمه، وإذا خرج عن هذا الإطار فالإهمال نصيبه، ولا مكان له في مناخ محكوم ومهموم بالسياسة وحدها، ولا شيء غيرها ولا صوت يسبق أو يرافق صوتها العالي والصارخ والمخيف. لقد قَبِلَ الجميع أن يكونوا مجرد شهود على قتامة المشهد”.

وفاته..

توفي في العاصمة اليمنية صنعاء “عبد العزيز المقالح”، عن عمر ناهز الخامسة والثمانين عاما في 28 نوفمبر 2022.

قصيدة “أغنيات صغيرة للحزن”..

ل”عبد العزيز المقالح”

اللقاء الثاني

والتقينا

لم يعد في العين شيءُ من بريق

جف نهر الحب

أغفى في صقيع الليل محموم الحريق

نغم الأمس الذي هدهدنا

سكنت أوتاره.. الصوت عتيق

قد مللنا ولكم سرنا فما

ملّت العين ولا طال الطريق

غرقت في الضفة الأخرى حكايانا

فماضينا غريق

لم تعد أهدافنا واحدة

ورفيق العمر ما عاد الرفيق

حطم الكأس لكم قد صدئت

شفتاها .. فقد اللون الرحيق

**********

الشعرة البيضاء

يكبر الحزن ونكبر

كل عام نتشظى نتكسر

جرحنا النّغار ينمو يتخثر

أمسنا مات، غدُ لن يتأخر

أي شيءٍ حولنا لا يمطر الموت، وفي أعماقنا لا يتبخر

طفلنا جف ، تحجر

أنكرت لثغته الشمس ، ووجه الأرض أنكر

وفتانا .. احترقت أقدام عينيه تعثر

كان أصغر

كانت الصخرة أكبر

أي شئ سوف يبقى بعدُ أخضر؟

فلماذا تزرع الحزن خطانا؟

تتكسر …

تتفجر …

**********

ظل حزيران

ويمتد – ما زال – بئرا عميقا من الليل فوق العيون

ونصلا قبيحا على القلب

يرقص فوق الجفون

ويحفر في كل وجه شتيمة

ويرسم بومه

وينقش في كل ممشى

على كل عين ” هزيمة ”

هزيمة

وأشباحه العور تعبث ، تلعب

على كل مكتب

تثور وتغضب

إلى أين نمضي؟

إلى أين من ظلها العاقر الجدب نذهب؟

**********

الغربة

حزني غريب الوجه واللسان

ليس له عينان

لا قلب لا يدان

يمر من عيني وفي دمي

يمشي على رأسي كما يمشي على جرح الدجى ثعبان

فأين أمضى؟

أين اختفى من موكب الغربان

من عفن الأحزان

في غربتي هتفت بالمجان

بكيت بالمجان

ضحكت بالمجان

وقفت تحت كل الماء والألوان

أكلت نفسي

بعتُ أطفالي

مسحت كل نعلٍ مر بالميدان

غسلت بالدمع الغزير قطة السلطان

جبُنت لم أقل حين مشت حولي مواكب الشيطان

” الله …”

لم أذكر ولا تعويذة واحدة من القرآن

لست أنا الذي يقال لي “جبان”

الجبن في الغربة، لا الإنسان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب