خاص : ترجمة – آية حسين علي :
كشفت السيدة، “مرسيديس برتشا”، أرملة الروائي الكولومبي، “غابريل غارثيا ماركيز”، الغطاء عن عدد من أوراقه الشخصية؛ كان قد كتب بها بعض تفاصيل رواياته، وتعرض هذه الأوراق لأول مرة للجمهور، حتى أولاده لم يعرفوا بأنها موجود.
كان ذلك في إطار فعاليات النسخة السادسة من “مهرجان غابريل غارثيا ماركيز للصحافة”، الذي أقيم خلال الفترة من 3 إلى 5 تشرين أول/أكتوبر الجاري، في مدينة “ميديلين” الكولومبية.
وبحسب صحيفة (النويبو ديا – اليوم الجديد)؛ تضمنت الأوراق 4 أعمال، لم تنشر، من بينها 3 قصص قصيرة، ومجموعة من النصوص ونسخ من الطبعات الأولى لرواياته، ووضع الإرث الثقافي لـ”غابو” في 44 صندوقًا يحوي 3 آلاف كتاب نشروا في 46 لغة عالمية.
الوثائق تسمح للقاريء بالإطلاع على تفكير “غابو”..
كما ضمت الوثائق، التي عرضتها “برتشا”، رسالة من دار نشر يابانية أرسلت فيها الطبعة الأولى من روايته (ليس للكولونيل من يكاتبه)، وبرز في المجموعة 66 ورقة مكتوبة على الآلة الكاتبة، يعتقد أن “غابو” هو من كتبها.
وصرح الباحث في مكتبة “لويس أنغل”، بالعاصمة “بوغوتا”، التي سوف توضع بها الأوراق، “سرخيو سارمينتو”، للصحيفة بأن الوثائق التي تعرض لأول مرة تحوي عدة نسخ من النص نفسه، وهو الأمر الذي يسمح للمطلع على الأوراق بمعرفة ما كان يفعله أو يفكر فيه “غابو” في اللحظة التي كتب فيها النسخة.
وأضاف أن السؤال الذي طرأ على بال الجميع هو كيف ظلت هذه الوثائق مخبأة طوال هذه المدة، في الحقيقة لا أحد يعلم.
وأوضح المدير العام لمؤسسة الصحافة الإيبروأميركية الجديدة، “غيم أبللو بانفي”، أن “غابو” كان طبيعيًا للغاية وأظهر حبه للعائلة عندما قرر حفظ هذه الوثائق.
3 قصص قصيرة لم تنشر من قبل..
من بين الأعمال، غير المنشورة، نجد إحدى قصص سلسلة (قصص مسافر متخيل)؛ وقصص (الرجل الغارق الذي أحضر لنا الحلزونات) و(رائحة قديمة) و(قصة أشرطة النعناع).
ويحكي “ماكيز”، في قصة (رائحة قديمة)، قصة رجل تزوج عن طريق الخطأ من توأم الفتاة التي كان يعشقها، لكنه لا يكتشف الخدعة حتى مرور 50 عامًا على زواجهما.
وفي (قصة أشرطة النعناع)؛ يصف “غابو” مسقط رأسه، “أراكاتاكا”، الواقعة في مقاطعة “ماغدالينا”، بقسوة ووفقًا لإنطباعاته الشخصية.
وتضمن المهرجان، الذي تنظمه “مؤسسة الصحافة الإيبروأميركية الجديدة”، عرض مجموعة من الصور والأفلام التسجيلية، بالإضافة إلى إقامة مجموعة من ورش العمل، كما تعقد ندوات لمناقشة الموضوعات التي اهتم بها “غارثيا ماركيز” في روايته مثل الحب والذاكرة والأدب، ويبلغ عدد فعالياته 75 فعالية تقام في “متحف الفن المعاصر” ومتحف “بيت الذاكرة” بمدينة “ميديلين”، كما تشارك 6 جامعات بفعاليات تقدم بشكل مجاني.
ويستهدف المهرجان؛ تكريم أصحاب أفضل أعمال، سواء كتابية أو صور أو تغطيات صحافية، وكُرِّم خلال النسخة الأحدث؛ 12 صحافيًا وكاتبًا ومصورًا، وفي نهاية المهرجان تمنح جوائز لكل من تمكنوا من الوصول إلى التصفيات النهائية، وتبلغ قيمة الجائزة 1984 دولارًا، كما يمنح الفائز شهادة لمشاركته المتميزة.
بينما يمنح الفائزون جائزة، قيمتها 10912 دولارًا، وشهادة تكريم، بالإضافة إلى نموذج من أعمال “ماركيز”.
وعمل “ماركيز”، الذي عاش خلال الفترة من 1972 إلى 2014، خلال فترة كبيرة من حياته في مجال الصحافة وحقق شهرة كبيرة من خلالها، ذلك لأنه كان يبحث عن أصل المعلومة ويذهب إلى مصدرها، وكان معارضًا شرسًا للانقلاب العسكري في “كولومبيا” عام 1950، وتمكن من توظيف براعته في الكتابة وفي التعبير عن فظاعة الجنرالات والحكم العسكري، وتندرج معظم أعماله الأدبية تحت مصنف “الواقعية السحرية”.