16 نوفمبر، 2024 6:47 م
Search
Close this search box.

بعد مزاعم الإنحياز ضد إسرائيل .. “اليونسكو” تنضم لقائمة الانسحابات الأميركية من الاتفاقيات الدولية !

بعد مزاعم الإنحياز ضد إسرائيل .. “اليونسكو” تنضم لقائمة الانسحابات الأميركية من الاتفاقيات الدولية !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في ضربة للوكالة، التي شاركت “الولايات المتحدة” في تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية لتعزيز السلام، انسحبت “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” من “منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة”، (يونسكو)، رسميًا، عند منتصف ليل الاثنين، بعد مزاعم إنحياز ضد “إسرائيل”.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد تقدمت بطلب الانسحاب، في تشرين أول/أكتوبر 2017، وتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”.

وتعرضت الـ (يونسكو) لهجوم؛ لانتقادها احتلال “إسرائيل” لـ”القدس الشرقية”، وتسميتها مواقع يهودية أثرية باعتبارها مواقع تراث فلسطيني، ومنحها العضوية الكاملة لـ”فلسطين”، عام 2011.

وطالبت “الولايات المتحدة” بـ”إصلاح جوهري” في الوكالة، التي تشتهر ببرنامجها للتراث العالمي لحماية المواقع والتقاليد الثقافية.

لن يؤثر ماليًا على المنظمة..

لكن انسحاب البلدين لن يؤثر بشكل كبير على المنظمة ماليًا، لأنها تعرضت لتقليص مالي، منذ 2011، عندما توقفت “إسرائيل” و”الولايات المتحدة” عن سداد واجباتهما المالية بعد التصويت على الموافقة على عضوية “فلسطين”.

ومنذ ذلك الحين؛ قدر مسؤولون أن على “الولايات المتحدة”، التي كانت تساهم بنحو 22 بالمئة من إجمالي موازنة المنظمة، واجبات مالية لم تسدد قدرت بنحو 600 مليون دولار، وهو ما كان أحد الأسباب وراء قرار “ترامب” بالانسحاب، بينما يقدر ما يتوجب على “إسرائيل” سداده بنحو 10 ملايين دولار.

خسارة لـ”اليونسكو” والأمم المتحدة..

وكانت المديرة العامة لـ (اليونسكو)، “أودري أزولاي”، قد تولت منصبها عقب إعلان “ترامب”، انسحاب بلاده، وأشرفت “أزولاي”، ذات الأصول المغربية، على إطلاق موقع تثقيفي عن الـ”هولوكوست”، وعلى أول أدلة إرشادية تثقيفية لـ”الأمم المتحدة” حول “مكافحة معاداة السامية”، وهما مبادرتان ربما يُنظر إليهما على أنهما تأتيان إستجابة لمخاوف “إسرائيل” و”الولايات المتحدة”.

وسبق وأن أعربت “بوكوفا” عن أسفها لقرار “الولايات المتحدة” الانسحاب من المنظمة، قائلة في بيان، إن انسحاب الولايات المتحدة “خسارة لليونسكو وخسارة لأسرة الأمم المتحدة وخسارة للتعددية”.

ترحيب إسرائيلي مُسبق..

وكان رئيس الوزراء، “نتانياهو”، قد رحب مسبقًا بقرار “الولايات المتحدة” الانسحاب من (اليونسكو). وقال: “هذا القرار شجاع وأخلاقي؛ لأن منظمة (اليونسكو) أصبحت مسرح عبث، وبدلاً من الحفاظ على التاريخ قامت بتشويهه”.

ويقول مسؤولون إن العديد من الأسباب التي أوردتها “الولايات المتحدة” للانسحاب لم تعد قائمة، مشيرين إلى أنه منذ ذلك الحين تم تمرير 12 نصًا حول الشرق الأوسط بـ (اليونسكو)، بموافقة الدول العربية الأعضاء بالمنظمة و”إسرائيل”.

يضر بالتعاون الإنساني متعدد الأطراف..

وانتقد مندوب “روسيا”، لدى منظمة (اليونسكو)، “ألكسندر كوزنيتسوف”، انسحاب “الولايات المتحدة الأميركية” من المنظمة؛ لأنه “يُضر بالتعاون الإنساني متعدد الأطراف”.

ونقلت وكالة أنباء (تاس) الروسية، عن “كوزنيتسوف”، قوله – تعقيبًا على القرار الأميركي الذي دخل حيز التنفيذ اليوم -: “إن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب يعود إلى خريف 2017، ولذلك فإن الأمر ليس غريبًا”.. مضيفًا: “نعبر عن أسفنا لهذا القرار الذي يُضر بلا شك بالتعاون الإنساني متعدد الأطراف”.

وأكد على أن هذه ليست المرة الأولى التي تنسحب فيها “الولايات المتحدة” من المنظمة، فقد قامت بالانسحاب، في عام 1985، وظلت خارج المنظمة لمدة 20 عامًا، ومع ذلك فإن هذا لم يمنع (اليونسكو) من أداء مهامها بالنجاح، ومن المؤكد أن الأمر سيكون كذلك هذه المرة أيضًا.

حينما تغضب إسرائيل تنسحب أميركا !

تعليقًا على الانسحاب، قال الدكتور “حنا عيسى”، أستاذ القانون الدولي بجامعة “القدس”، إنه حين تغضب “إسرائيل” تنسحب “أميركا” على الفور من منظمة (اليونسكو)، لافتًا إلى أن “أميركا” هي التي بدأت بالانسحاب من هذه المنظمة، في شهر تشرين أول/أكتوبر عام 2017.

مضيفًا أن “نتانياهو” طالب بإعداد رسالة من “وزارة الخارجية الإسرائيلية” للانسحاب من منظمة (اليونسكو)، موضحًا أن (اليونسكو) تؤكد دائمًا على الحقوق الفلسطينية؛ وتعتبر أنهم يشطبون حقوق اليهود في “مدينة القدس” المحتلة، وهذا ما أدى إلى حدوث تلك الخلافات.

وأشار، أستاذ القانون الدولي بجامعة “القدس”، إلى أن منظمة (اليونسكو) منصفة تجاه الأوضاع التاريخية والدينية، لافتًا إلى أن منظمة (اليونسكو) ستتضرر ماديًا إن لم تقم الدول العربية والإسلامية بتعويض يضاهي الانسحاب الإسرائيلي والأميركي.

تريد فرض رأيها على المجتمع الدولي..

من جهته؛ قال “د. عبدالله خابا”، من مركز الإعلام والدراسات العربية، إن: “الولايات المتحدة تريد فرض رأيها على المجتمع الدولي”، مشيرًا إلى أنه “إذا كان المجتمع الدولي ضد إرادة واشنطن في أن تقدم على خطوات مثل الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان أو اليونسكو ومن منظمات أخرى”، موضحًا أن هذا “لا يعطي أي نتيجة بالنسبة لنشاط هذه المنظمات ولا يؤثر عليها”.

إدارة “ترامب” تتجه للداخل أكثر من الخارج..

فيما أوضح المحلل السياسي الفلسطيني، “د. عبدالمهدي مطاوع”، أن: “هذا الأمر له وجهين؛ الأول له علاقة بالتوجهات الأميركية الجديدة، ومن الواضح أن الولايات المتحدة تنسحب جزئيًا من المنظومة الدولية التي تعتبرها أنها انقلبت عليها بسبب سقوط كثير من القرارات التي كانت تدعمها”.

لافتًا إلى أن: “إدارة ترامب تتجه إلى الداخل أكثر من الخارج، إضافة إلى الإنحياز الأميركي إلى إسرائيل في كافة المنظمات الدولية”.

انسحابات الولايات المتحدة من الاتفاقيات منذ بداية رئاسة “ترامب”..

وقد شهد عهد الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، سلسلة من الانسحابات المتتالية من عدد من الاتفاقات العالمية والمنظمات الدولية، تخلت “الولايات المتحدة” عن دورها فيها، كان آخرها إعلان “ترامب” وقف تمويل وكالة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين، (الأونروا).

وقبل الانسحاب من، (الأونروا)؛ كان هناك عدة انسحابات للرئيس الأميركي، في أيلول/سبتمبر 2018، في مقابلة أجراها مع وكالة (بلومبرغ) الأميركية، فاجيء العالم بالانسحاب من “منظمة التجارة العالمية”، “إذا لم يتطور أداءها”، حيث شكى من أن “الولايات المتحدة” تُعامل على نحو غير منصف في التجارة العالمية، ملقيًا باللوم على المنظمة، محذرًا من إتخاذ إجراء لم يسمه ضدها.

وكان أول انسحابات “ترامب” بعد مراسم تنصيبه، التي جرت في 20 كانون ثان/يناير 2017، الانسحاب من “اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهاديء، والتي وافق عليها الرئيس السابق، “باراك أوباما”، في 2015، مع 12 دولة، هي “كندا والمكسيك ونيوزيلندا وأستراليا وماليزيا واليابان”، والتي كانت تشمل 40% من الاقتصاد العالمي، عبر خفض الرسوم الجمركية، والحفاظ على المناخ.

وثاني قرارات الانسحاب، التي قرر “ترامب” تنفيذها، هو خروج “واشنطن” من “اتفاقية التغييرات المناخية”، والتي وقعتها جميع بلدان العالم، عام 2015، والتي تُلزم 187 دولة بالإبقاء على درجات الحرارة العالمية المتزايدة عند مستوى أقل بكثير من درجتين مئويتين.

كما وقع “ترامب” قرار إلغاء الاتفاق، الذي عقده سلفه، “باراك أوباما”، مع حكومة “هافانا” الكوبية، وقرر تطبيق سياسات جديدة تحكم العلاقات مع “كوبا”، في صفقة وصفها بأنها “الأفضل” لأميركا.

ويأتي قرار “ترامب” بالانسحاب من عضوية منظمة (اليونسكو)، التابعة لـ”الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة”، بعد الانتخابات التي أجريت لاختيار رئيس للمنظمة الدولية، وبرر الرئيس الأميركي قرار الخروج بأنه جاء هربًا من ديون المساهمات المالية، وإصلاح النظام المالي للمنطقة، ورفضًا للتحيز ضد “إسرائيل”، وها هو يدخل حيز التنفيذ الآن.

كذلك أعلن “ترامب” عن الانسحاب من “البرنامج النووي” الإيراني، وأعلن إعادة تطبيق “عقوبات أميركية” على حكومة “طهران”، هذا الاتفاق الذي أبرمه سلفه، “أوباما”، في تموز/يوليو 2015، بين “إيران” و”الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا”؛ للحد من عمليات تخصيب (اليورانيوم) مقابل رفع العقوبات المفروضة على “إيران” والمتعلقة بتطوير الطاقة النووية السلمية، وكذلك العقوبات المتعلقة بالمعاملات المالية والتجارة والطاقة، وبموجبه تمكنت الدولة الشيعية من التحكم في عشرات المليارات من الدولارات المجمدة من أصولها المالية.

وفي حزيران/يونيو الماضي؛ أعلنت السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة، “نيكي هيلي”، تراجع بلادها وتخليها عن عضويتها في “مجلس حقوق الإنسان الدولي”، بسبب إتخاذ “الجمعية العامة للأمم المتحدة” مواقف متحيزة ضد “إسرائيل”، وأن “واشنطن” أدارت مفاوضات مع المنظمة الأممية، ولكن دون جدوى، ما دعا الجانب الأميركي إلى إتخاذ هذا الموقف.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة