7 أبريل، 2024 6:09 ص
Search
Close this search box.

بعد عقود على مقتله .. “لوركا” يعود إلى “غرناطة” التي كانت شاهدة على إعدامه !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

بعد مرور عقود على مقتله، يعود الأندلسي الساحر، الشاعر والرسام الإسباني، “فيدريكو غارثيا لوركا”، إلى مسقط رأسه مدينة “غرناطة” بإسبانيا، إذ نقل أكثر من 5 آلاف ملف تحوي دفاتره ومسودات أشعاره ورسائله من مكان سكنه بالمدينة الجامعية بمدريد إلى “مركز لوركا”؛ الواقع في المدينة التي سالت عليها دماؤه.

وأُعدم “لوركا”، فجر التاسع عشر من آب/أغسطس عام 1936، على يد الثوار القوميين.

رسائله ولوحاته ونوتاته..

يتضمن الإرث الشخصي لـ”لوركا”، الذي يعد أحد أهم أدباء القرن العشرين، مجموعة من اللوحات والرسائل إلى جانب مقطوعات شعرية وصور، ويتكون من 46 لوحة أصلية إلى جانب مخطوطات وحوالي 2400 مقصوصة تحوي أشعارًا وقطعًا مسرحية ونثرية، بالإضافة إلى 176 رسالة كان قد أرسلها إلى عائلته؛ وألفي رسالة استلمها بنفسه في حياته، بينما يبلغ عدد الصور ألف صورة، وتوجد أيضًا مئات النوتات الموسيقية التي كتبها بنفسه واحتفظ بها، وتعد مكتبته الخاصة أحد أهم أركان إرثه الثقافي الذي تركه للعالم بعد مقتله.

كلمات الرسائل مفعمة بالحياة..

قالت ابنة شقيقه، “لورا غارثيا لوركا”، إن وصول المتعلقات الشخصية الخاصة بعمها إلى مدينة “غرناطة” يعد فرصة جيدة للغاية، وأوضحت أن الموقع المخصص للمركز يمكن أن يحتل أهمية خاصة على المستوى الدولي في كافة المجالات التي برز فيها “لوركا”، وخاصة الأدب.

ولعل أكثر جزء شغل بال “لورا” هو ما يتعلق بالرسائل؛ إذ عاشت الفترة التي أرسلت واستقبلت فيها، وأوضحت أنها تشعر بأن كلمات الرسائل مفعمة بالحياة وكأنها كتبت للتو، ومن يقرأها يشعر وكأنه يستمع إلى “لوركا” بينما يتحدث، وأن الكلمات تبدو وكأنها ليست مجرد أحرف مكتوبة بالمداد على الورق وإنما لها وجود حقيقي لما تتضمنه من أحداث تنبأ بها “لوركا” قبل وقوعها، وكأنه استطاع إستباق الأحداث.

وصرحت ابنة شقيق كاتب مسرحية (السيدة روزيتا العزباء)؛ بأنها رأت نفسها في هذه المسرحية خلال الفترة التي كان مركز “لوركا” مغلقًا، وهي مرحلة باتت جزءًا من الماضي، وبدأت مرحلة جديدة، لكنها لم تستطع النسيان بعد.

وأغلق المركز لمدة 3 سنوات؛ ثم أعيد افتتاحه من جديد، لتنضم إليه مجموعة من المقتنيات الخاصة المثيرة.

تنبأ بمقتله وضياع جثته..

أضافت “لورا” أن كل نظرة توجهها إلى المتعلقات الشخصية بـ”لوركا” تقربك منه أكثر لتتعرف عليه، ومن المؤكد أن لها وقع فريد في القلوب، وأشارت إلى أنها كانت تعلم بقدرة عمها على الحدس لدرجة أنه توقع نهايته المؤلمة قبل أن تحدث.

وتكفلت عائلته بالحفاظ على تراثه الثقافي منذ الثمانينيات من القرن الماضي، من أجل إنشاء مؤسسة تحمل اسم “لوركا”، وقالت “لورا”: “أبي وأعمامي أنجزوا مهمة تجميع أعمال لوركا التي كانت متناثرة في كل مكان، وهذا الجزء كان الأكثر أهمية”.

وتهدف “لورا” من وراء المركز إلى استمرار ذكر “لوركا” من الأرض التي سالت عليها دماؤه، وأشارت إلى أنه ليس تأدبًا أن نتجه إلى نبش القبور من أجل البحث عن رفات “لوركا”.

ويعتقد أنه تم دفن “لوركا” في مقبرة جماعية تضم 3 آلاف جثة لأشخاص أُعدموا في بداية الحرب الأهلية الإسبانية، بينما تطالب عائلته بالسماح بوضع قائمة تتضمن أسماء الجثث المدفونة.

وكانت العائلة قد أودعت بعض أثره في أحد البنوك قبل أن تغادر إلى “الولايات المتحدة” عقب إعدامه رميًا بالرصاص في سن الثامنة والثلاثين، الأمر الذي تنبأ به “لوركا” في أحد أشعاره إذ قال:

وعرفت أنني قتلت..

وبحثوا عن جثتي في المقاهي والمدافن والكنائس..

فتحوا البراميل والخزائن…

سرقوا ثلاث جثث…

ونزعوا أسنانها الذهبية…

ولكنهم لم يجدوني قط

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب