13 فبراير، 2025 10:57 م

بعدما فر بهم الآب موسى من وجه “داعش” .. متحف عنكاوا بأربيل لحفظ الكتب والمخطوطات التاريخية الكلدانية !

بعدما فر بهم الآب موسى من وجه “داعش” .. متحف عنكاوا بأربيل لحفظ الكتب والمخطوطات التاريخية الكلدانية !

وكالات – كتابات :

سلطت وكالة الأنباء الآشورية الدولية، الضوء على قرار الأساقفة الكلدان، في “العراق”؛ إقامة متحف مسيحي يجمعون فيه المخطوطات والكتب القديمة؛ التي جرى حفظها من تخريب تنظيم (داعش)، والخلفيات التي قادت إلى اتخاذ هذا القرار.

وأوضحت الوكالة الآشورية، في تقرير لها؛ أن: “الأساقفة اتخذوا هذا القرار برئاسة، الكاردينال لويس رفائيل الأول ساكو، بطريرك بابل الكلداني، وذلك خلال اجتماعهم، في 23 تشرين أول/أكتوبر؛ في أربيل، عاصمة إقليم كُردستان”.

إنشاء “متحف عنكاوا”..

وأشار التقرير إلى أن: “المتحف سيتم تشييده في عنكاوا، المجاور لمدينة أربيل؛ والتي يسكنها مسيحيون، وذلك في مبنى مجاور لمجمع يستضيف قساوسة كلدانيين، في إطار جهد إلتزام مشترك منذ مدة طويلة؛ بالحفاظ على الكتب والمخطوطات القديمة ودراستها”.

وبحسب التقرير، فإن هدف المتحف أن يكون بمثابة: “شهادة قيمة حول جذور المجتمعات المسيحية الأصلية؛ التي ترجع إلى زمن الرسل، ومن أجل حماية التراث الثقافي للعراق”.

وتابع أن: “هذه المبادرة؛ هي وليدة أفكار رئيس الأساقفة الكلدان في الموصل، الآب نجيب ميخائيل موسى”، الذي قبل أن يتولى أبرشية الكلدان في مدينة “الموصل”، في العام 2019، خصص حيزًا كبيرًا من حياته لرعاية ودراسة المخطوطات والنصوص الخاصة بكنائس الشرق القديمة؛ التي جمعها أباء الدومينيكان.

الآب الموسس..

والآب “موسى”، من مواليد العام 1955، في مدينة “الموصل”، وهو كان منذ العام 1990؛ مديرًا لمركز رقمنة المخطوطات الشرقية، في شمال “العراق”.

ولفت التقرير الآشوري، إلى أن حتى حلول العام 2007، جرى الإحتفاظ بآلاف المخطوطات والكتب القديمة في أيدي القساوسة الدومينيكان في مجمع الكنيسة، في “الموصل”.

وذكر أن في ذلك العام، جرى نقل هذه المخطوطات الثمينة، والـ 850 الأكثر قدمًا؛ وهي بالآرامية والعربية والأرمنية إلى بلدة “قرقوش”، ذات الغالبية المسيحية، على بُعد 30 كيلومترًا من “الموصل”.

ومع تقدم تنظيم (داعش)، في نهاية تموز/يوليو 2014، بدأ رجال الدين المسيحيين بنقل المزيد من المخطوطات والكتب القديمة إلى “أربيل”، عاصمة “إقليم كُردستان”، لإنقاذها من خطر قيام “الجهاديين” بحرقها في المناطق التي احتلوها، وفقًا للوكالة الآشورية.

وفي آب/أغسطس 2014، فر الآب “موسى”، مع آلاف المسيحيين، من “سهل نينوى” إلى “أربيل”، مصطحبًا معه عددًا هائلاً من المخطوطات والوثائق القديمة، التي لا تُقدر بثمن، بنقلها في شاحنة صغيرة، بينما كانت مدن “سهل نينوى” تقع تحت احتلال (داعش)، كما يذكر التقرير.

وفي سنوات ما بعد ذلك، قام الآب “موسى”، بالاستعانة بعشرات اللاجئين في “أربيل”، حيث شاركوا في أعمال ترميم المخطوطات والكتب القديمة المحفوظة من التلف.

تخريب “داعش”..

وذكر التقرير، أن (داعش)، الذي سيطر على “الموصل”؛ بين عامي: 2014 إلى 2016، وجعلها بمثابة “عاصمة” له في “العراق”، دمر كنائس المدينة؛ بما في ذلك كنيسة “سيدة الساعة”، التي شيدت في القرن التاسع عشر، والتي يُطلق عليها شعبيًا: “كنيسة الساعة”.

كما دمر (داعش)، دير “القديس إيليا”، الذي يبلغ عمره: 1400 عام، وهو الأقدم في “العراق”، علمًا أن “دير مار إيليا”، شيده رهبان آشوريون في أواخر القرن السادس الميلادي، وآلت تبعيته إلى الكاثوليك الكلدان لاحقًا.

ومن جرائم (داعش) بحق المسيحيين أيضًا، نوهت الوكالة الآشورية، في تقريرها؛ أن: “عناصر التنظيم نهبوا كنائسهم وطردوهم من المنطقة، ونهبوا منازلهم ودمروها، كما قتلوا سلف الآب موسى، (المطران بولس فرج رحو)، في العام 2008”.

وقبل سيطرة (داعش) على المدينة، كان هناك أكثر من: 15 ألف مسيحي في “الموصل”، وهي ثاني أكبر مدن “العراق”، وشهدت النشاط التبشيري في القرن الأول من العصر المسيحي، وبرغم هزيمة الإرهابيين، إلا أن عائلات قليلة فقط عادت إليها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة