10 مارس، 2024 9:56 ص
Search
Close this search box.

بشير السباعي.. مترجم صاحب مشروع فكري وشاعر فوق الأرصفة المنسية

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“بشير السباعي” شاعر ومؤرخ ومترجم مصري، ولد في محافظة الشرقية يوم 15 يناير 1944، نقل عن الروسية والإنجليزية والفرنسية نحو سبعين عملاً إبداعيًّا وفكريًّا، وحصل على عدد من الجوائز المحلية والإقليمية، وهو حاصل على درجة الليسانس من كلية الآداب- جامعة القاهرة- قسم الدراسات الفلسفية والنفسية عام 1966. مؤسس العصبة الشيوعية الثورية في مصر في منتصف سبعينات القرن الماضي وأول من أدخل مفاهيم الثورة الدائمة في مصر على المستوى السياسي والتنظيمي .

حصل “بشير السباعي” على عدة جوائز منها:

  • جائزة أفضل الملمين بالروسية وآدابها من المركز الثقافي السوفيتي بالقاهرة (1971).
  • جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب، دورة 1996، عن أفضل ترجمة عربية عام 1995.
  • جائزة مؤسسة البحر المتوسط للكِتاب (2007).
  • جائزة رفاعة الطهطاوي من المركز القومي للترجمة (2010).
  • جائزة كافافي الدولية للترجمة (2011).

من مؤلفاته وترجماته:

(«مرايا الأنتلجنسيا» 1995، «فوق الأرصفة المنسية» 2012. «فتح أمريكا، مسألة الآخر» 1992. «هنري لورنس: المملكة المستحيلة». «فرنسا وتكوين العالم العربي الحديث» 1997. «چويس منصور: افتح أبواب الليل» 1998. «الأصول الفكرية للحملة الفرنسية على مصر، الاستشراق المتأسلم في فرنسا» 1999. «حالة غرامشي» 2000. «سأم باريس» 2001. «آلان جريش وطارق رمضان: حوار حول الإسلام» 2003. «مسألة فلسطين»2006 ــ 2009. «العرب والمحرقة النازية» 2010. «هنرى لورنس: الإمبراطورية وأعداؤها، المسألة الإمبراطورية في التاريخ» 2010. «ليون تروتسكي: الفاشية ما هي؟ كيف نهزمها؟» 2011. «جورج حنين: بلاء السديم مختارات من أعمال كاتب سيريالي» 2012).

أبرز ترجماته:

1- “المصريون والفرنسيون في القاهرة” (1798-1801):

نُشر الكتاب سنة 2001، عن دار عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، في 352 صفحة من القطع الكبير، ويتناول الكتاب في خمسة فصول أحوال مصر، والعلاقات المتوترة بين المصريين والفرنسيين إبان الاحتلال الفرنسي، وهو من تأليف “أندريه ريمون”.

2- “الحملة الفرنسية في مصر.. بونابرت والإسلام”

نُشر هذا الكتاب عام 1995، ويقدم دراسة وافية للفترة التاريخية الممتدة بين (1798-1801)، والتي شهدت دخول نابليون بونابرت إلى مصر، وما رافقها من أحداث تاريخية كانت موضوعًا للجدل والنقاش، ويبين، كذلك، تأثير هذه الحملة في مصر وما صاحبها من تغيرات في مسار العلاقات بين الغرب والإسلام.

3- “مسألة فلسطين”

وهي موسوعة من 8 أجزاء، من تأليف المؤرخ الفرنسي “هنري لورنس”، نُشرت جميع أجزائها مترجمة عن طريق المركز القومي للترجمة، وتعد هذه الموسوعة بمثابة تسجيل توثيقي دقيق لمختلف مراحل تطور الصراع على فلسطين منذ أواخر القرن الثامن عشر إلى الآن.

4- “استعمار مصر”

يُعد هذا الكتاب من الإصدارات في مصر خلال السنوات الأخيرة، وكان الهدف من نشر هذا الكتاب هو تعميق وعي المصريين عمومًا بتاريخ الدولة الحديثة في مصر، وكيف قامت على أساس من الهيمنة والقهر لسكانها، ولم تكفل لهم في المقابل أي شكل من أشكال الأمان الاجتماعي أو الاقتصادي.

5- ” ما الذي حدث في 11 سبتمبر”

يعتبر هذا الكتاب من أهم أعمال الفيلسوف الفرنسي “جاك دريدا”، وهو يتضمن حوارًا أجرته الإيطالية “جيوفاني بورودري” مع “دريدا” عن أحداث 11 سبتمبر، حيث تحدث فيه عن حادث تفجير برج التجارة العالمي بنيويورك وفقًا لنظريته التفكيكية، واشترك في ترجمة هذا الكتاب مع “بشير السباعي” المترجمة “صفاء فتحي”.

بدرجة فيلسوف..

في مقالة بعنوان (بشير السباعى.. رحيل مترجم بدرجة مفكر وفيلسوف) يقول “محمد الشماع”: “رحل بشير السباعى المفكر الشاعر المترجم عن 75 عاماً قضى أكثر من نصفهم في عمل دؤوب مستمر، ليقدم للمكتبة العربية أعمالاً مهمة، شكلت أيقونات لبعض المذاهب والأفكار. من بينها ولا شك ترجمته لتاريخ الحركة السوريالية في مصر، وذلك في كتاب يحمل الاسم ذاته، كما يحمل اسم مهم من رواد الحركة في العالم العربي، وهو جورج حنين، الذي يؤكد السباعي أنه من أدخل السوريالية إلى مصر في العام 1934، وذلك عبر إلقائه لعدد من المحاضرات عن شتى أنواع الفنون السوريالية، والتي اختتمها بمحاضرة في 1937 بعنوان “حصاد الحركة السوريالية”.. وظهر في ترجمات السباعي الأخرى شغفه بتتبع مسألة تأثير الفاشية على الفنون بشكل عام، فترجم عن الروسية كتابه المهم “الفاشية ما هي؟ كيف نهزمها؟”، لليون تروتسكي، راصداً فيه بداية الفاشية في إيطاليا كحركة عفوية لجماهير واسعة، وكيفية صعود قادتها الجدد من القاعدة، بوصفها حركة عامية من حيث النشأة، توجهها وتمولها قوى رأس المال الكبير.. ومنجزه كبيراً في ترجمة الأعمال الشعرية العالمية، حيث ترجم واحداً من أهم دواوين قصيدة النثر الفرنسية هو “سأم باريس” لشارل بودلير، باعتباره ديوانا مؤسسا في تاريخ قصيدة النثر العالمية”.

ويواصل: “10 أجزاء كاملة أصدرها بشير السباعى من كتاب “مسألة فلسطين” لهنرى لورانس، عن المركز القومي للترجمة، وهو الكتاب الموسوعي الذي لم يكن فقط وصفاً تاريخياً للصراع العربي الإسرائيلي، بل هو وصف توثيقي للأزمة، حيث يقدم تسجيلاً توثيقياً دقيقاً لمختلف مراحل تطور الصراع على فلسطين. واعتمد المفكر الفرنسي لورانس، وبالتبعية بشير السباعي، على وفرة من الوثائق لم يسبق الاعتماد عليها، حيث كان الهدف من هذا الكتاب الضخم يتمثل في المساعدة على إيجاد حل لمعضلة فلسطين، وهو حل من وجهة نظر لورنس يبدو بعيد المنال بالنظر إلى موازين القوى في العالم خلال الفترات المختلفة”.

شعر ل”بشير السباعي”..

 رماد الأزمنة الجميلة..

كنتُ أبتسمُ

إذ أرى الممرضة ذاهلةً

من اللامبالاةِ المرتسمةِ على وجهيَ

في وجهِ الخطر

وكنتُ، ككل الأطفال، لا أخاف الموت

وكنتُ أستقبلُ الوحدةَ الجبريةَ

والأسرَ في الميناء

دون أن تفارقَ وجهيَ الابتسامة

وكنتُ أقول إن الخُلدَ الأحمر

يحفر تحت السور

وكنتُ أرى على ظهر الكوكب

غاباتٍ من أعمدة النور

وفي التيهِ الأسودِ آلاف الخرائط

وعلى كل خريطةٍ ألفَ علامة

وكنتُ أُقبِّل، على أرصفة اللحظة العابرة،

فتياتٍ لا أعرفهن

حبًّا لكل ما أبْدَعَتْهُ الأزمنةُ الجميلة فيهن

من رقة الشعور ومن سحر الوسامة

وكنتُ أترك قهوتي

لأضُمَّ إلى صدري سوسنةً عابثة

لا تُمارسُ الحب إلاَّ على فراشِ الأرض

وكنتُ… وكنتُ…

لكن الأزمنة الجميلةَ استحالت رمادًا

وغَشِيَني الخوف

إذ خلت الدروبُ من البشر النوارس

وامتلأت بتبكيت الضمير

فأشفقتُ على نفسي من سوء المصير

30 أبريل 1989

…….

الكلمات المناسبة

إلى مارجريتا

الكلمات المناسبة التي لا نشتهيها

كيف تكون مناسبة؟

“اللغةُ هي الواقعُ المباشرُ للفكر”

فما هو الواقعُ المباشرُ للحب؟

أقولُ للمدرسةِ الروسيةِ الجميلة:

“إلى اللقاء!”

تشدُّ على يدي

تقولُ إن الكلمة المناسبة هي :”وداعًا”!

لا أدري ماذا تقصدُ

هل تصححُ لغتي؟

أم توبخُ قلبي؟!

10 مايو 1989

……

اجتياز الروبيكون

1

الرجالُ يحركون بيادقهم

يحلمون بقهر جيادكِ الذكية

وحصاركِ في المربعِ الأخير

عندئذٍ..

تميلين برأسكِ إلى الوراء

تملين المباراة مع الخصوم

وتحركين بيادقك على إيقاعٍ واحد

2

لماذا يتشبثُ المرءُ بأهدابِ الكلمات

حين يتحدثُ مع من يحب

فيبدو خائفًا من فرارها؟

ربما أملاً في ألاَّ تخونه الذاكرة

حين يعوزه الحنين إلى ما يعرفُ أنه

سوف يصبحُ ماضيًا …

3

ولماذا يخجلُ الإنسانُ من أجملِ مافيه

من انتباههِ فجأةً إلى أنه مازال حيًّا

فيتراجعُ مذعورًا إذ لا يرى محطةً نهائية

مؤثرًا الانزواء في ركنٍ بلا طائل

حيثُ لا شيء يتحركُ إلاَّ مقصلةَ الأشواق؟

4

حين تتعرف امرأةٌ على اسمها

تغمرها الفرحة

كما لو كانت قد اكتشفت قارةً عامرةً بالأسرار

-حتى دون أن تحمل خرائط- ،

وعندئذٍ

تتذكرُ أنكَ هناك

وتدعوك إلى مغامرة اكتشافٍ أخرى …

5

كيف يودعُ المرءُ امرأةً تتنازعها الرغبة

في الحملِ والإجهاض

تفتحُ نافذةً كي تستنشقَ هواءً نقيًّا

فإذا بها تفكرُ في الانتحار!

6

حين تسألُ امرأةً تُحبها وعدًا بألاَّ تخذلك

ترفعُ عينيها البريئتين إلى السماء

لتُشهدَ الرب على حُبها السرمدي

وإذ تتسعُ ذاكرتها لكل شيء

وتُصبحُ كونًا لا نهائيًّا

لا تنسى شيئًا غير هذا الوعد!

7

حين تُراوِغُ عينيكِ وعود السَّحَر

وتلمحين على موقف “الباص” المهجور

طيفًا غارقًا في الضباب

ثم ترينهُ عبر نافذةِ القطارِ المتجهِ إلى البحر

بين أشجارٍ تتحركُ سريعًا

لا تفزعي من مُكابداتِ الروح

ولا تقولي: وداعًا!

5 أبريل 1992

وفاته..

توفي “بشير السباعي” يوم الأحد 21 أبريل 2019 بعد صراع مع المرض. عن عمر ناهز 75 عاما.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب