21 نوفمبر، 2024 7:56 م
Search
Close this search box.

بسبب الشيكل .. أزمة حادة بين وزارة الثقافة الإسرائيلية وآدباء الطفل

بسبب الشيكل .. أزمة حادة بين وزارة الثقافة الإسرائيلية وآدباء الطفل

كتب – سعد عبد العزيز :

يبدو أن الحكومات الإسرائيلية أخفقت في خلق هوية مشتركة تضم كل فئات المجتمع، وترسخ داخلها مقوّمات الشعب الواحد. ولم يتوقف الأمر عند حد التمييز بين اليهود الشرقيين والغربيين، أو بين العلمانيين والمتدينين, بل هناك تمييز حتى بين أصحاب التخصص الواحد.

أسباب التذمر
حيث أفادت صحيفة “هاأرتس” الإسرائيلية، بإحتجاج عشرات الكتاب الإسرائيليين المتخصصين في أدب الطفل والشباب على ممارسة التمييز ضدهم من قبل المسئولين في وزارة الثقافة الإسرائيلية. كان من أبرزهم، الكتاب: “سمدار شير, وجليل ارونفيدر, وشير اجيفن, وينت سلفي”. وسبب الشكوى والتذمر أنهم يتعرضون للإجحاف بسبب ضعف العائد المادي الذي يتقاضونه مقابل إستعارة مؤلفاتهم في المكتبات العامة، بالإضافة إلى ضعف نسبة كُتاب أدب الطفل بين من يحصلون على الجائزة التشجيعية لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقام عشرات الكتاب المتخصصين في مجال أدب الطفل والشباب، بالتوقيع على خطاب إحتجاج ضد السياسة التي تتبناها وزارة الثقافة تجاههم, مؤكدين على أن “الوزارة لا تولي إهتماماً بهذا الأدب تحديداً”. وفي حديث لصحيفة “هاأرتس” قال أحد آدباء الطفل الإسرائيليين إن وزارة الثقافة تعاملهم بنوع من القسوة والتسلط ولا تساويهم بغيرهم من الآدباء الآخرين، فالعائد المادي الذي يتقاضونه مقابل إستعارة مؤلفاتهم في المكتبات العامة يبلغ نصف العائد الذي يتقاضاه آدباء النثر الكبار، “ناهيك عن أن عائدات عام 2016 لن تُصرف لهم”، بحسب ما أوردته صحيفة هاأرتس.

كما جاء في خطاب الإحتجاج – الذي وقع عليه أكثر من أربعين آديباً وتم نشره عبر مواقع التواصل الإجتماعي – أن وزارة الثقافة الإسرائيلية أعلنت مؤخراً عن فوز 14 آديباً بجائزة رئيس الوزراء التي تبلغ قيمتها 65 ألف شيكل, لم يكن من بينهم أي كاتب في مجال أدب الطفل والشباب، “فهل يُعقل أنه لا يوجد أي كاتب أو كاتبة في هذا التخصص يستحق التشجيع من خلال الحصول على الجائزة?”.

وتُشير “هاأرتس”, إلى أن هذا العام يعتبر الثاني على التوالي الذي لم يحصل خلاله أي كاتب في مجال أدب الطفل والشباب على جائزة. مما دفع الكتاب إلى الشكوى من ذلك, قائلين: “في عام 2015 مُنحت جائزة واحدة فقط – من بين 14 جائزة للشاعرة “سفينا مسج” وقبل ذلك بعامين مُنحت أيضاً جائزة واحدة فقط للأديب “يهوده أتلس”، وهي كما ذكرنا الجائزة الوحيدة من بين 14 جائزة تُمنح سنوياَ”.

المطالبة بثلاثة جوائز
وتضمن الخطاب أيضاً: “تجاهل وزارة الثقافة الإسرائيلية وعدم إهتمامها بأدب الطفل يتعارض تماماً مع حقيقة أن التعود على القراءة ومحبتها يبدأ من مرحلة الطفولة. وبسبب هذه المواقف من جانب وزارة الثقافة لا يمكن القول إنها تشجع الأطفال على القراءة, لأنها لا تشجع الكتابة لهم أصلاً. فهل نفهم من ذلك أن قراءة الكتب أصبحت تبدأ من سن الـ18؟.. أم ديوان رئيس الحكومة ووزارة الثقافية يريدان تقليص الإنتاج الأدبي للصغار؟”، وطالب المحتجون بتخصيص ثلاث جوائز على الأقل لكُتاب أدب الطفل والشباب, من بين تلك التي يمنحها رئيس الحكومة سنوياً.

تقول الصحيفة العبرية إن وزارة الثقافة الإسرائيلية ردت من جانبها بأنها تمنح قرابة 2.5 مليون شيكل كعائدات للآدباء والكتاب مقابل إستعارة مؤلفاتهم في المكتبات العامة, رغم أن الوزارة غير مُلزمة بذلك قانوناً. وحتى لو حدث تأخر ما في صرف تلك العائدات بسبب تغيير صاحب حق الإمتياز وفقاً للقواعد الإدارية السليمة, فمن المنتظر أن يتم خلال عام 2017 توزيع قرابة خمسة ملايين شيكل كعائدات مستحقة عن العامين الأخيرين. كما أن الوزارة تسلك العديد من السُبل من أجل تشجيع الآدباء عموماً وآدباء الطفل والشباب خصوصاً. وتقوم الوزارة بتشجع الآدباء عبر سلسلة كبيرة من الجوائز, مثل جائزة “دفور اعومر” بقيمة 100 ألف شيكل لآدب الطفل. وخلال الأيام القليلة المقبلة سيتم الإعلان عن أسماء الكُتاب الخمسة الفائزة بالجائزة.”

كما أعلنت وزارة الثقافة الإسرائيلية أنها تعمل على إثراء المكتبة العامة بإعتبارها مركزاً ثقافياً, وتشجع بشكل ملحوظ الأعمال الثقافية وعقد لقاءات مع الآدباء. ومن المقرر خلال عام 2017 تركيز الوزارة على تشجيع الآدباء والآديبات, إلى جانب القيام بحملة لتشجيع القراءة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة