16 نوفمبر، 2024 1:50 م
Search
Close this search box.

باصرار مستميت .. محاولات إسرائيلية لسرقة التاريخ العراقي !

باصرار مستميت .. محاولات إسرائيلية لسرقة التاريخ العراقي !

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

كما سرقت إسرائيل الأراضي الفلسطينية وأقامت عليها دولتها المزعومة تسعى الآن إلى سرقة جزء من التاريخ والآثار العراقية، هذا ما أظهره مقال للكاتب والمستشرق الإسرائيلي الدكتور “إيدي كوهين” على موقع صحيفة “إسرائيل اليوم”.

الصدفة البحتة تقود إلى كنز دفين..

يبدأ الدكتور “كوهين” مقاله التحليلي موضحاً: “بعد قيام الولايات المتحدة باحتلال العراق أصبحت جميع مقدرات الدولة العراقية في يد الحاكم الأميركي “بول بريمر”، بما في ذلك المتاحف والمواقع الأثرية العراقية. وفي آيار/مايو من العام 2003، بينما كانت القوات الأميركية تفتش أحد مقرات المخابرات العراقية بحثاً عن وثائق تشير إلى امتلاك نظام “صدام حسين” لأسلحة دمار شامل، إذا بها تعثر في قبو ذلك المقر المغمور بالمياه على عشرات الصناديق، التي اتضح أنها تحوي محفوظات تخص يهود العراق وتتضمن عشرات آلاف الوثائق والتفسيرات التلمودية والمخطوطات والكتب النادرة التي تغطي تاريخ يهود العراق خلال القرون الخمسة السابقة. ولكن تلك المحفوظات النادرة والقيمة – التي أطلق عليها الأميركان فيما بعد اسم “الأرشيف اليهودي” – تعرضت للبلل والرطوبة وبدأ يسري فيها العفن والتحلل، نظراً للظروف المزرية التي حُفظت فيها. ومن أجل إنقاذ “الأرشيف اليهودي” من التلف قام الجيش الأميركي – بعد أخذ موافقة الحكومة العراقية – بإرساله إلى إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية الأميركية في واشنطن، حيث تمكن الفنّيون المتخصصون بعد جهد جهيد وتدقيق بالغ من ترميم الغالبية العظمى من تلك الوثائق”.

رغم الضغوط سيعود الأرشيف إلى بغداد..

يؤكد المستشرق والكاتب الإسرائيلي على أن شرط الحكومة العراقية للموافقة على نقل “الأرشيف اليهودي” إلى واشنطن، كان أن تتعهد الولايات المتحدة رسمياً بإعادته كاملاً إلى بغداد بعد الانتهاء من عملية الترميم. وبالرغم من أن موظفي إدارة الأرشيف الأميركي قد قاموا بحفظ وثائق الأرشيف إلكترونياً، إلا أن عدداً من الجهات – لا سيما اليهودية والتي تضم مجموعة كبيرة من يهود العراق المقيمين في الدول الغربية – قامت بممارسة ضغوط كبيرة على العديد من أعضاء الكونغرس والإدارة الأميركية للحيلولة دون إعادة تلك المحفوظات النادرة إلى العراق، ولكن هذه الجهود باءت بالفشل واتخذت الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي قراراً نهائياً بإعادة “الأرشيف اليهودي” إلى بغداد خلال العام القادم.

أميركا تجامل على حساب اليهود..

يزعم “كوهين” أن القرار الأميركي سخيف وغير منطقي، وأقرب ما يكون لإعادة المسروقات إلى اللص بعد ضبطه متلبساً. ويضيف الكاتب الإسرائيلي قائلاً: “إن اليهود في أنحاء العالم يرون أن الولايات المتحدة إذا أرادت أن تُكفر عن ذنبها في احتلال العراق وفشلها في العثور على أسلحة كيماوية، فلا ينبغي أن يكون ذلك على حساب اليهود بالتنازل عن تراثهم العريق في العراق وإعادته إلى بلد لم يعد يوجد فيه يهودي واحد الآن. ويدعي أن إعادة الأرشيف اليهودي إلى العراقيين هو أشبه بإعادة ممتلكات يهود أوروبا إلى النازيين، فالأرشيف اليهودي في العراق وممتلكات اليهود في أوروبا كلاهما تراث مسروق يجب أن يعود إلى أصحابه الحقيقيين وهم اليهود”.

قتلوا اليهود وورثوا أموالهم..

يواصل الكاتب الإسرائيلي النواح على مظلوميات قديمة ومزعومة، فيقول: “على الرغم من أن أصول يهود العراق أسبق من ظهور المسيحية والإسلام، حيث تعود إلى أكثر من 2600 عام، حينما دخل أجدادهم إلى بابل، فإن أرض العراق اليوم لا يعيش عليها يهودي واحد؛ فقد غادر أكثر من 150 ألف يهودي الأراضي العراقية خلال القرن العشرين، بعضهم بدوافع صهيونية؛ أما معظمهم فخشية التعرض للعنف. إن الحكومات العراقية المتعاقبة منذ مطلع القرن العشرين لم تعمل مطلقاً على حماية اليهود، وقد وصل الأمر إلى ذروته عام 1941، حينما قام مئات العراقيين بعمليات سلب ونهب بحق المنازل والمحلات التجارية ليهود بغداد، وسقط على إثر ذلك من اليهود قرابة 180 قتيل و2000 جريح”.

ويضيف “كوهين” قائلاً: “مع قيام دولة إسرائيل عام 1948، وزيادة الكراهية والعداء لليهود، عملت حكومات بغداد على تهجيرهم بعد أن قامت بإسقاط الجنسية العراقية عنهم وجمدت حساباتهم البنكية وصادرت ممتلكاتهم العقارية، وهو ما يُقدر اليوم بمئات مليارات الدولارات، ما يعني أن العراقيين قتلوا اليهود ولم يكتفوا بذلك فورثوا ممتلكاتهم. وبعد كل ذلك كأن ما حصل قديماً لم يكف لتقوم الولايات المتحدة بتسليم العراقيين أرشيف اليهود وإرثهم الباقي”.

السلطات العراقية لن تحافظ على الأرشيف..

يقول الكاتب: “إن العراق اليوم دولة فاشلة ستتمزق قريباً إلى ثلاث دويلات: “كردية وسنية وشيعية”، وقد شهد العالم كيف قام تنظيم الدولة بتدمير جزء كبير من الآثار والمتاحف والكنائس والمعابد والأضرحة العراقية على مرأى ومسمع الجيش العراقي، الذي لم يجرؤ على مواجهة بضعة آلاف من مقاتلي (داعش)، فكيف لمثل هذه الدولة المهترئة أن تتملك هذا الأرشيف القيم وتحافظ عليه ؟!”.

إسرائيل هي الموطن الحقيقي للأرشيف اليهودي..

ختاماً يقول الكاتب والمستشرق الإسرائيلي “إيدي كوهين”: “إن على الحكومة الإسرائيلية أن تضغط على إدارة الرئيس ترامب بكل ثقلها، وبالاستعانة بجهود اللوبيات اليهودية في واشنطن، لضمان عدم إعادة الأرشيف اليهودي إلى العراق. إن هذه القضية ليست مجرد مسألة تراث وتاريخ فقط، وإنما مسألة عدالة تاريخية، فينبغي على الحكومة العراقية أن تعتذر ليهود العراق عن كل الأضرار والمظالم التاريخية والتطهير العرقي وعمليات السلب التي مورست بحقهم. وينبغي أن يكون الأرشيف اليهودي في المكان الذي يعيش فيه اليهود وهو إسرائيل، وإن لم يكن كذلك فليظل في الولايات المتحدة. إن الحلم الأكبر والغاية المنشودة هي جلب ذلك الأرشيف إلى حيث ينتمي في الحقيقة، ينبغي جلبه إلى إسرائيل وعرضه في دار الوثائق الخاصة بيهود بابل في مدينة “أور يهودا”، حيث المعارض التي تهتم بالثقافة المجيدة ليهود العراق”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة