7 مارس، 2024 8:57 م
Search
Close this search box.

“انتفاضة تشرين” .. تُحدث ثورة في فنون الغناء والشعر العراقي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

سرعان ما تحولت مطالب الجماهير العراقية إلى “ثورة” رافقتها مجموعة من الأغاني والأناشيد، ولأنها ثورة حقيقية ووجهت بآذان صماء وقلوب جوفاء وقمع غير مسبوق، هب العديد من نجوم الغناء العراقي في التعبير عن تضامنهم مع المتظاهرين السلميين الذين دعوا إلى محاربة الفساد، وتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات، وبما أنها لقيت كل ذلك العنف والبطش الحكومي رغم أهدافها ومطالبها المشروعة تحولت إلى انتفاضة ثم “ثورة”؛ قدّم فيها شباب “ثورة تشرين” أكثر من 300 شهيد، وما يزيد على 14 ألف جريح.

فترة ركود وسرية للأغاني السياسية !

لم تحظى الأغاني السياسية العراقية بشهرة أو اهتمام، خلال عقود طويلة مضت، لم تجد من يكتبها ولا من يسمعها إلا قلة قليلة؛ نظرًا لقمع الحريات.. حتى فجرت انتفاضة “تشرين” روح الإبداع من جديد.

وظلت أغاني الثورة تُشعل حماس العراقيين حتى مطلع الستينيات؛ حيث تراجعت مع تراجع الحياة الديمقراطية والحريات، ومن ثم اختفت. ونشط عدد من الفنانين العراقيين في مجال الأغنية السياسية المعارضة، إلا أن نشاطهم بقي محدودًا ومحفوفًا بالمخاطر، واقتصر تناقلها بالتسجيلات وتقديمها في بعض الحفلات الحزبية السرية، إن مواكبة نجوم الغناء العراقي، أحداث الحراك، جعلت أغانيهم وأناشيدهم غذاءً فكريًا للمتظاهرين.

تغير نوعية الغناء من التقليدي للمزاج الثوري..

ومن المعروف أن الانتفاضات والثورات، التي شهدها “العراق”، كانت تستعين بأغاني الفنانين الذين يدينون بالفن الملتزم، وهي أغانٍ تقليدية، لكن “انتفاضة تشرين” شهدت مِزاجًا ثوريًا جديدًا منذ اندلاع الاحتجاجات، في الأول من تشرين أول/أكتوبر الماضي، وظهرت مصطلحات ومفاهيم جديدة في قاموس الأغنية السياسية، على سبيل المثال؛ عجلات “التوك توك”، التي أصبحت الأيقونة التي يتغنى بها الشعراء والمطربون.

ويبدو أن موجة الأغاني الثورية القديمة إنحسرت وتراجعت لتسيطر مكانها أغانٍ وأناشيد منطلقة من أرواح المتظاهرين وهمومهم، أغانٍ شبابية جديدة لم تشهد الثورات الأخرى مثيلاً لها في السابق، وهي تعبّر عن نضج الوعي عند الشباب المنتفض.

أغاني تجسد حال العراقيين من الاحتلال للانتفاضة..

وتكشف بعض الأغنيات عن الخداع الذي وقع فيه بعض العراقيين؛ حينما تأمل بعضهم الخير في الاحتلال وسقوط نظام “صدام حسين”، لكنهم فوجئوا بالأوضاع تسوء أكثر وأنهم أبتلوا بعصابة من الطامعين، ولعلنا نذكر الأغنية التي أطلقها المطرب، “حسام الرسام”، وهي بعنوان (العراق إلنا)، وكلماتها هي باللهجة العراقية الدارجة: “فرحنا هواي إن البلد راح يصير … عمارات وورد وطيور عدنا تطير. أشو بالعكس صارت علينا الدنيا دارت … آشو بالعكس صارت علينا الدنيا دارت. إجتنا ناس متدري الأصل من وين … عراق الله يعينك بهاي السنين”.

فيما أعاد النجم، “كاظم الساهر”، نشر أغنيته، (شباب العراق)، التي أصدرها قبل سنوات، بعد يومين من اندلاع المظاهرات، ونشرها عبر صفحته على (تويتر)، يقول فيها: “شباب العراق شباب العمل … شباب النضال آبي بطل … عريق الكفاح لنيل الصـلاح طويل الجهاد لعز البـلاد … عقدنا عليه عظيم الأمل … شباب العراق شباب العمل”. لكنها لم تلق الترحيب المطلوب. وحسب ناشطين؛ كان السبب أن، “كاظم الساهر”، لم يدعم ثورات “العراق”، معنويًا أو ماديًا، ولم يغنِ في “بغداد”، بعد عام 2003، ولم يقم بحملات تبرعات ومساعدات للمجتمع العراقي خلال مسيرته الفنية، مما جعل المتظاهرين غاضبين عليه.

وكتب الشاعر العراقي المعروف، “كريم العراقي”، قصيدة دعمًا للاحتجاجات، التي يشهدها “العراق” ضد الفساد والنخبة الحاكمة. وقال في هذه القصيدة: “ثورة الأحرار حان قطافها متحفز بركانها الجبروت … فرج عسير والولادة صعبة لكن ما يأبى الرجاء يموت”، وهي قصيدة سيغنيها الفنان، “كاظم الساهر”.

وطرحت المطربة، “رحمة رياض”، أغنية (نازل آخذ حقي)؛ لدعم المتظاهرين، التي أصبحت أيقونة ثورة الشباب المنتفض، وكتبت: “إهداء إلى الشباب الذين وحّدهم حب الوطن رغم اختلاف مطالبهم.. خرجوا بمظاهرات سلمية تدعو للإصلاح من الفساد والخدمات المتردية ومستوى التعليم من دون أن تقودهم جهة سياسية، رافعين الأعلام العراقية فقط”. وحظيت الأغنية بتفاعل كبير على منصات التواصل الاجتماعي.

وغنت المطربة، “إسراء الأصيل”، أغنية لشعب “العراق” ووحدته، شماله وجنوبه، بعنوان: (سلامًا يا عراق)؛ تقول كلماتها: “راسي تكسرن ما نريد ذلة وجوع تضل عالي حبيبي وراسك المرفوع وحق كل البكا يم النوهات البيت. سلامًا على العراق جنوبه وشماله احنا رباة دجلة كلنا خيالة ما نقبل بعد حاكم يجيب الضيم. نوارس فوق دجلة ليش مذبوحة نختار اللي يحبنا والي يحس بينا. كافي من الظلم والله تاذينا وحك كل أب يسلم ابنه للتابوت”.

وطرح مجموعة من المطربين – “حسام الرسام” و”قاسم السلطان” و”علي بدر” و”سيف عامر” – أغنية مشتركة تحت عنوان (عيدك شهيد)، تقول كلماتها: “عيدك شهيد يبني الوحيد بعدك من رحت ما ضلي عيد من جاني الخبر دلالي انكسر وبصوتي صحت وينك يالوحيد عيدك شهيد يبني الوحيد بعدك من رحت ما ضلنا عيد”.

هذه نماذج من الأغاني والأناشيد التي ترافق انتفاضة الشباب حتى الآن، وتجسّد إصرارهم على تغيير النظام السياسي ونبذ الطائفية والمحاصصة والفساد، بعد أن كانت الأغنية السياسية العراقية لم تنتشر على نطاق واسع، كما هو الحال في “مصر ولبنان وفلسطين” وغيرها. وعادت الأغاني الثورية مع مظاهرات “ساحة التحرير” بشكل واسع، وهي أغانٍ عفوية، يعود جذورها إلى الأهازيج التي رافقت “ثورة العشرين”.

فنانون عراقيون يلغون حفلاتهم تضامنًا مع شهداء الانتفاضة..

وألغى فنانو “العراق” بالخارج حفلاتهم الغنائية معربين عن تضامنهم مع ثورة بلادهم واحترامًا لدماء الشهداء.

ونشر حساب الفنان العراقي، “كاظم الساهر”، على موقع التدوين المصغر، (تويتر)، تنويهًا أعلن فيه إلغاء مشاركة “القيصر” في “مهرجان موسم الرياض”.

وكتبت الصفحة؛ أنه: “نود أن نلفت عنايتكم إلى أن تم إلغاء مشاركة، كاظم الساهر، في مهرجان موسم الرياض، نظرًا للظروف الراهنة في العراق الحبيب. نعتذر من الجمهور السعودي الكريم و نشكر تفهمكم”.

وأطلق النجم العراقي، “كاظم الساهر”، أغنية جديدة بعنوان (إلى متى)، مهداة إلى بلده “العراق”.

وأتت الأغنية على وقع التظاهرات التي عمّت عدد من محافظات بلاده، حيث سبق وعلق عبر حسابه الرسمي على موقع (تويتر(؛ بالقول: “سلامٌ عليك على رافديك عراق القيم، فأنت مزارٌ وحبٌ ودارٌ لكـل الأمم أصلي لأجلك في كل حين، وأمسح عنك غبار السنين، لماذا أراك حبيبي حزين ويعصر قلبك هذا الألم”.

وكان آلاف المحتجين العراقيين قد تظاهروا في “ساحة التحرير” بوسط العاصمة، “بغداد”، في تحدٍ لحملة أمنية دامية راح ضحيتها العشرات، خلال الأيام الماضية، ومداهمة نفذتها قوات الأمن لتفريقهم.

وأعلنت إدارة قاعة “لارسا”، في ولاية “مشيغن” الأميركية، إلغاء حفل الفنان، “هيثم يوسف”، في رأس السنة؛ بعد سقوط العديد من الشهداء في الاحتجاجات الشعبية.

وذكرت القاعة، في إعلان لها، نشره الفنان، “هيثم”، على حسابه في موقع (فيس بوك)، أنه: “‎نظرًا للأيام العصيبة التي يمر بها شعب العراق العظيم؛ واحترامًا لقدسية أرواح شهدائنا في ساحات العزة والكرامة، وبالاتفاق مع إدارة قاعة لارسا؛ تم إلغاء الحفل الفني الكبير لأمير الحب، (هيثم يوسف)، ليلة رأس السنة 2020، في قاعة لارسا – مشيگن”.

‎وأضافت، “نتمنى من الله الرحمة والخلود لشهداء التحرير، وأن نرى شمس الحرية ساطعة في عراقنا الجميل قريبًا بهمة العراقيين الشرفاء”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب