خاص: إعداد- سماح عادل
عندما نقع في الحب، يفرز الجسم مزيجا هرمونيا جارفا من السيروتونين، والفينيل إيثيلامين، والدوبامين، والأوكسيتوسين. ومعظم هذه الهرمونات يأتي من المخ.
يقول “هيلموت شاتز” من “الجمعية الألمانية للغدد الصماء”: “الحب غير قابل للقياس، لا بتحليل الدم ولا بغيره، ولكن يمكن دراسة وتحليل تأثيرات المزيج الهرموني علميا باستخدام التصوير المقطعي، الذي يسجل الأنشطة في مناطق معينة من المخ”.
في مقال نشرته “دويتشه فيله” يحكي عن المراحل التي يمر بها المحبين والهرمونات المصاحبة:
المرحلة الأولى..
الوقوع في الحب:
خفقان القلب يتسبب فيه هرمون “الدوبامين” و”هرمون الحب” “فينيل إيثيلامين”، الذي يعمل على إثارة الانجذاب الجسدي بين البشر. كما يجعلنا “الدوبامين” منفتحين على الآخرين وعلى الحب الكبير.
المرحلة الثانية..
القبلة الأولى:
التقبيل ليس رد فعل عاطفيا، بل صحي أيضا إذ يزيد معدل النبض ويحسن التمثيل الغذائي. من يقبل كثيرا أقل عرضة لارتفاع ضغط الدم والاكتئاب.
القبلة مفيدة لجهاز المناعة والأسنان، لأن الإنزيمات المضادة للميكروبات تمنع تسوس الأسنان وأمراض اللثة. والتقبيل يشد البشرة، إذ أنه يحرك جميع عضلات الوجه الـ 34.
المرحلة الثالثة..
أجمل وأعظم حبيب:
يميل الذين وقعوا حديثا في الحب إلى إضفاء المثالية على الشخص الذي يحبونه، بحيث يصبح محور التفكير. يرتبط الافتتان المفرط بالنشاط العصبي في مناطق الدماغ المسئولة عن المكافأة والتحفيز والعواطف والإثارة الجنسية.
ثم تتداخل مناطق معينة من الدماغ مع نظام التقارب أو نظام التنشيط السلوكي. ذلك النظام يجعلنا ندرك المحفزات الإيجابية بشكل أكبر، وأن نكون أكثر فضولا ونتصرف بثقة أكبر، وفقا لدراسة أسترالية نشرت مؤخرا في مجلة “العلوم السلوكية”(Behavioural Sciences).
وقد يتأثر “السيروتونين” هرمون السعادة، لدى بعض الأشخاص الذين وقعوا في الحب. يفقد الأشخاص الواقعون في الحب منظورهم العقلاني ويضعون شريكهم بالكامل في مركز اهتمامهم. إذا غاب الشخص لفترة طويلة من الزمن، أو حتى 5 دقائق فقط، فسوف تحدث أعراض الانسحاب، مماثلة لتلك التي يعاني منها مدمنو المخدرات.
المرحلة الرابعة..
أنت وأنا إلى الأبد:
هرمون “الأوكسيتوسين”، “هرمون الاحتضان”، مهم للعلاقة. فهو لا يعزز العلاقة بين الأم والطفل فحسب، بل بين الواقعين في الحب عموما. ويخلق الثقة في العلاقات الاجتماعية. وجوانبه السيئة أنه يجعلنا نستبعد الآخرين.
المرحلة الخامسة..
أحلى الأوقات مع التستوستيرون والإستروجين:
تؤثر الهرمونات الجنسية، “التستوستيرون والإستروجين”، على الحياة الجنسية. ممارسة الحب لها أيضا فوائد صحية إذ يحرق الشريكان ما يصل إلى بضع مئات من السعرات الحرارية أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، كما يوضح اختصاصي الغدد الصماء “هيلموت شاتز”.
الرجال الذين يمارسون العلاقة الحميمة أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا، ويمكن للمواد الشبيهة بالأفيون التي يفرزها الجسم أن تعمل كمسكنات للألم. وهذا ما يفسر شعور كبار السن بآلام الركبة والعمود الفقري أكثر من الشباب، حسب “هيلموت شاتز”.
استمرار الحب يعتمد على ما هو أكثر من الهرمونات. يؤكد “هيلموت شاتز”: “لا يجب أن تنظر إلى الهرمونات بمعزل عن غيرها. فالحب يعتمد بشكل كبير على الحالة النفسية وعلى الجهاز العصبي”.
“هرمونات السعادة”..
توجد هرمونات أربعة تجعلك تشعر بالسعادة: (الدوبامين- السيروتونين- الإندورفين-الأوكسيتوسين).
الدوبامين:
عامل مهم في نظام المكافأة في دماغك ويرتبط بأحاسيس ممتعة، إلى جانب التعلم والذاكرة ووظيفة النظام الحركي والمزيد، هناك أيضًا بعض الأدلة على أن الدماغ يطلق المزيد من الدوبامين عندما نتأمل. قد يؤدي التغيير في الوعي الذي يحدث أثناء التأمل إلى إطلاقه.
السيروتونين:
يساعد هذا الهرمون (والناقل العصبي) على تنظيم المزاج وكذلك نومك وشهيتك وهضمك وقدرتك على التعلم والذاكرة، يعد التعرض لأشعة الشمس أو الضوء الساطع المقصود منه طريقة أخرى لزيادة مستويات السيروتونين بشكل طبيعي.
الأوكسيتوسين:
هذا الهرمون هو الذي يدفع الأم لرعاية المولود الجديد وحمايته ونشر الهدوء والبهجة حول الطفل. ولكن ، هو أيضا نفس الهرمون الذي يُفرز عندما تقع في الحب، وتحتضن شخصا ما، ويطلق عليه “هرمون الحب”. هذا هو الهرمون الذي يسمح للناس بتطوير الثقة والتعاطف والترابط في العلاقات، وتزداد مستويات الأوكسيتوسين بشكل عام مع المودة الجسدية.
الإندورفين:
الإندورفين هو مسكن طبيعي للألم ينتجه جسمك استجابة للتوتر أو عدم الراحة، تميل مستويات الإندورفين أيضا إلى الزيادة عند الانخراط في أنشطة منتجة للمكافأة، مثل تناول الطعام أو ممارسة الرياضة تضمن الناقلات العصبية في العمل أن يشعر الناس بهذا الشعور بالنشوة المعروف باسم “نشوة العداء” بعد التمرين المكثف.
عملية كيميائية..
الحب عملية كيميائية حيث التغيرات الدماغية الناتجة عن شعور الحب تشبه التغيرات مع بعض الأمراض العقلية! فانجذابنا إلى شخص يكون في حقيقته انجذاب إلى مورثاته، والتي يستطيع جسدنا إدراكها عن طريق رائحته.
هرمونات معينة تعمل في أجسامنا في كلّ مرحلة من مراحل الحب، ويمكن اختصار كلّ حالات الحب وأشواقه وإدمانه بالعمل المتكامل في سبعة مركّباتٍ مختلفة، وهي: عامل النمو العصبي (NGF)، التوستسترون، الدوبامين، النوروبينفيرين، السيروتينين، الأوكسيتوسين، الفاسوبرسين.
مراحل الحب..
ثلاث مراحل:
1- مرحلة الرغبة:
تقودها الهرمونات الجنسية: التستسترون والإستروجين، علما أن هذين الهرمونين كليهما موجود بنسب مختلفة عند الجنسين.
التأثيرات الناتجة عن السيروتينين لدى المتيمين عشقا وغراما هي نفسها عند الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري، مما يفسر أننا حين نقع في الحب نفقد القدرة على التفكير بأي شيء آخر.
2- مرحلة الانجذاب:
يبدأ الحب “الأعمى”، حيث نبدأ بالتفكير بالحبيب بشكلٍ أشبه بالإدمان، وممارسة أحلام اليقظة، والمركّبات التي تعمل في هذه المرحلة هي: الدوبامين وهو نفس المركّب الذي يفعله تعاطي النيكوتين والكوكايين، النوروبينفيرين أو الأدرينالين وهو ما يجعلنا نتعرق ويجعل قلبنا ينبض عشقا! السيروتينين وهو الهرمون المسئول عن ما يسمّى بـ (جنون الحب) يبدو أن روميو جولييت كان عنده مستويات عالية من هذا الهرمون!
3- مرحلة التعلّق والارتباط طويل الأمد:
الهرمونات المسئولة عن هذه المرحلة هي: الأوكسيتوسين الذي تفرزه الغدّة تحت المهادية (hypothalamus gland)، وهو المسئول عن الرابطة القوية بين الأم وطفلها حيث يفرز بكميات كبيرة عند الولادة، كما أنه يفرز عند الرعشة الجنسيّة، وهو يسبّب العديد من الاستجابات الفيزيولوجية ولهذا السبب استحق اسم (هرمون الارتباط). والفاسوبرسين الذي ترتفع مستوياته لدى الأشخاص المرتبطين.
عاملٌ أخير لوحظ أنه مرتبط بالحب وهو عامل النمو العصبي (NGF)، ففي عام 2005 توصل بعض العلماء الإيطاليين إلى أنّ عامل النمو العصبي يكون بأعلى مستوياته عند الأشخاص الواقعين بالحب حديثا.
يعتبر التستوستيرون هرمونا رجوليا، ولكنه موجود عند الرجال والنساء ويُفرز بنسب أكبر عند الرجال، ويُفرز عندما يتقارب العاشقان بشكل كبير حيث يعتبر محفزا أساسيا لتطور العلاقة
هناك دور إضافيّ يلعبه الدماغ في الحبّ: الجهاز الحوفي (limbic system) مهمته تكمن في توليد عاطفة خاصة اسمها الصدى الحوفي (limbic resonance)، وهي القدرة على مشاركة الحالات العاطفية العميقة، وتتضمن هذه العاطفة تأثير هرمونين هما الدّوبامين المرتبط بحالة الانسجام العاطفي، والنوروبينفيرين الذي يحفز مشاعر الخوف والقلق والغضب. بالإضافة إلى الجهاز الحوفي حيث أظهرت صور الرنين المغناطيسي لأدمغة المحبين وجود منطقتين في الدماغ تكونان أكثر نشاطا من غيرها عند الوقوع بالحب. الأولى هي بؤر من منطقة اسمها (media insula) وترتبط بالغريزة، بينما المنطقة الثانية فهي القشرة الحزامية الأمامية المرتبطة بمشاعر الابتهاج والنشوة.
ومن الهرمونات المسئولة عن الحب كذلك نجد التستوستيرون، والذي يعتبر هرمونا رجوليا، لكن في الحقيقة يُفرز هذا الهرمون عند الرجال والنساء، لكنه يُفرز بنسب أكبر عند الرجال، ويُفرز كذلك عندما يتقارب العاشقان بشكل كبير حيث يعتبر محفزا أساسيا لتطور العلاقة.
سبب تسارع نبضات القلب والشعور بالارتباك وارتفاع درجة حرارة الجسم، والتعرق والتلعثم بالكلام والشعور بالخجل عند رؤية من نحب، يكمن في إفراز الجسم لهرمون النورادرينالين، يفرز هذا الهرمون من المستقبلات العصبية والخلايا المتصلة بالجهاز العصبي، كما أن له تأثيرا كبيرا جدا على مناطق مختلفة من جسم الإنسان، وفي معظم الأحيان يشار إليه في مسماه العام بهرمون المكافحة والهروب، كما يكمُن دوره في مدى إصدار إشارات عصبية كرد فعل عكسي لبعض المواقف في حياتنا.
الفيرومونات..
نواقل كيميائية داخل الجسم، لها دورا كبيرا في الانجذاب الجسدي عند العشاق، وذلك كون رائحة المعشوق تعتبر أداة قوية للجذب فيلاحظ أن الكثير من النساء يرتدين قمصان عشاقهن، والكثير من الرجال يحتفظون بمناديل من يعشقون.
ناهيك عن التأثيرات الصادرة عنه فور حدوث عرض ما، كزيادة معدل نبضات القلب، وارتفاع ضغط الدم بين الفينة والأخرى، وعمليتي التمدد والاتساع في الرئتين الناجمة عن عملية الشهيق والزفير، كما يفرز في حالة ضيق الأوعية الدموية غير المهمة في جسم الإنسان، كما يقوم النورادرينالين على تحفيز المستقبلات الحسية المنتشرة في كافة أجزاء الجسم وكذلك السيالات العصبية.
أظهرت الدراسات أن العشاق تتشابه وتتوافق مركباتهم، أما بالنسبة للانجذاب قبل الحب فكلما كانت هذه المركبات مختلفة أكثر كان الانجذاب أكبر.