الهوس بالكاتب/ة (25): جودة النص تتحدد بمعايشة القاريء له

الهوس بالكاتب/ة (25): جودة النص تتحدد بمعايشة القاريء له

 

خاص: إعداد- سماح عادل

قد تختلف درجة الهوس بالكاتب والاعجاب به والمحبة له لدى القراء، لكن يتفق معظم القراء على أن معايشة النصوص والتماهي مع الأحداث والشخوص أمر هام وضروري بالنسبة للقاريء.

هذا التحقيق يتناول فكرة الهوس بالكاتب أو الكاتبة وقد طرحنا أسئلة على بعض الكتاب والكاتبات من مختلف البلدان ثم طرحنا أسئلة في نفس السياق على القراء وهي:

  1. كقارئ هل انتابك نوع من الهوس تجاه كاتبة ما.. أو حتى كاتب وأحببت أن تعرف تفاصيل عن حياتها أو حياته، أو اهتميت بها- به خارج حدود نصها- ه؟
  2. هل سعيت للتعرف على الكاتب- ة والتواصل معها-ه والتعبير عن هذا الهوس؟
  3. كيف تشعر حين قراءة نص ما، هل تتماهي معه وتعايش حالة النص وربما تضع نفسك مكان الشخصيات أو الأبطال أم ماذا؟
  4. هل يعني هذا الهوس بمعنى ما أن النصوص التي ينشرها الكاتب أصبحت وسيلة لعرض جزء من ذاته على الناس وبالتالي أصبحت بمعنى ما ملكا للجميع؟

الكاتب محل محبة واهتمام القارئ..

يقول ” نور القسام”: “نعم يصيبني هذا الهوس ولكن ليس لكل كاتب أو كاتبة، حسب نوع القصص والروايات التي يكتبها وطريقة السرد والجراءة في الطرح، وكيف يستطيع ذلك الكاتب أو الكاتبة التسلل إلى داخل أفكار القارئ لجعله مهووس بمعرفة تفاصيل حياته”.

وعن محاولة التواصل مع الكاتب-ة يقول: “حاولت مرتين وفشلت في التواصل مما جعلني ابتعد قليلا لتجنب الحرج”.

وعن التعايش مع النص يقول: “يحصل ذلك أحيانا من خلال تشابه بعض المواقف والسيناريوهات التي تتشابه نوعاً ما بما مررت به في سابق الأيام أو ما اتطلع إليه في المستقبل”.

وعن عرض الكاتب لذاته داخل نصوصه يقول: “لا يعني ملكا للجميع ولكن يمكن أن نقول هو تعبير عن وجهة النظر في طريقة السردية أو اختيار نوع القصة أو الرواية، أو اختيار الشخصيات ولكن يبقى الكاتب هو محل محبة واهتمام القارئ فلذلك أحاول أحيانا إبداء بعض وجهات النظر وإيصالها للكاتب أو الكاتبة”.

جودة النص تتحدد بمعايشة القاريء له..

ويقول “غسان زينل”: “ينتابني فضول وهوس بما تكتب كاتبة ما، عندما أجد الكاتبة نشيطة جدا، وغزيرة الانتاج، وشغوفة بعملها، ويصبح عندي رغبة بالتعرف على حياتها وكيف تنتج أعمالها، ومن أي تستحضر بنات أفكارها، وتدخل القلب عندما أراها في موقف معين، وأجد موقفا قريبا منه في أعمالها”.

وعن محاولة التواصل يقول: “أرغب كثيرا بالتعرف والتقرب من الكاتبة، لكن لا أظهره بشدة وأحاول الايماء لها بخجل أحيانا، لأسباب عديدة منها، عدم تحملي وضع الانتظار، لعلمي بانشغالها بعملها، وشغفها به، أو قد أسمع منها ردا يحطم صورة جميلة رسمت عنها”.

وعن التعايش مع النص يقول: “من أهم الأهداف التي تتميز بها رواية معينه بجودة صياغتها هي تعايش القاريء مع مضمون الكتاب، فبراعة الكاتب-ة تكمن في قدرته على جذب المتلقي، وأن يعيش معه أحداث القصة كواحد منها، مثال (أعمال الكبير دويستوفيسكي)، مع تحفظي على المبالغة فيها”.

وعن عرض الكاتبة لذاتها داخل نصوصها يقول: “كثير ما اسأل نفسي لمن هذه الكلمات موجهة؟، هل لإنسان قريب منها ومن قلبها، أم أنها كلمات من نسج خيالها، كما يفعل المغني الذي يظهر إحساسا معينا وهو يؤدي، أم أنها أحبته؟ ومتى حدث ذلك، وكيف تم الأمر، وكم هو محظوظ من تحبه امرأة تكتب عنه وله كلمات بهذا الجمال والقوة، كل هذه الاسئلة وغيرها ممكن أن تخطر لي وأنا أتابع من أحببت أن أقرأ لها”.

 الإبتعاد والتحييد عن كاتب النص..

ويقول “ماجد مدلول”: “هذا الأمر شرقت به طائفة وغربت أخرى. وأنا هنا  لا أريد أن أتفلسف بالإجابة، ببساطة أنا لم أفكر بشخصية وسلوك الكاتب وأنا أقرأ له. فحين قرات  ل”ماركيز” رواية “الحب في زمن الكوليرا” لم أشعر بوجوده البته وكأن ماكتبه  كان نصا أزليا. القاعدة عندي حين أقرأ نصا ما هو الإبتعاد والتحييد عن كاتب النص.

ويضيف: “في سنوات مضت حين التقيت بكاتبة رواية مشهورة ولها جوائز عالمية وقعت بحبها وتشاركنا هذا الغرام، ومازلنا نغوص ونبحر بجمال هذا الغرام. ولقد توقفت عن أن أقرأ لها أي شيء تكتبه. فقد اكتفيت بقراءة  حركة أصابعها، وقياس المسافة بين جفنها والحاجب”.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة