27 ديسمبر، 2024 12:53 ص

الهوس بالكاتب/ة (22): النصوص مغامرة يعيشها القارئ ويجد نفسه فيها وتجعله يفتش عن كاتبها

الهوس بالكاتب/ة (22): النصوص مغامرة يعيشها القارئ ويجد نفسه فيها وتجعله يفتش عن كاتبها

 

خاص: إعداد- سماح عادل

تفسيرات القراء بخصوص الهوس بالكاتب-ة تتراوح ما بين كون بعض النصوص مغامرة يعيشها القارئ وكأنها تجربة واقعية، وبين كون القارئ يجد نفسه ومراحل من حياته داخل النصوص وكأنها تحكي عنه، وبين كون النصوص ملك للقراء يتفاعلون معها كما يشاءون وبين الرغبة في معرفة كل التفاصيل الخاصة بالكاتب لدرجة السير في الشوارع التي كان يسير فيها أو شاهدة طريقته في التحدث.

هذا التحقيق يتناول فكرة الهوس بالكاتب أو الكاتبة وقد طرحنا أسئلة على بعض الكتاب والكاتبات من مختلف البلدان ثم طرحنا أسئلة في نفس السياق على القراء وهي:

  1. كقاريء هل انتابك نوع من الهوس تجاه كاتبة ما.. أو حتى كاتب وأحببت أن تعرف تفاصيل عن حياتها أو حياته، أو اهتميت بها- به خارج حدود نصها- ه؟
  2. هل سعيت للتعرف على الكاتب- ة والتواصل معها-ه والتعبير عن هذا الهوس؟
  3. كيف تشعر حين قراءة نص ما، هل تتماهي معه وتعايش حالة النص وربما تضع نفسك مكان الشخصيات أو الأبطال أم ماذا؟
  4. هل يعني هذا الهوس بمعنى ما أن النصوص التي ينشرها الكاتب أصبحت وسيلة لعرض جزء من ذاته على الناس وبالتالي أصبحت بمعنى ما ملكا للجميع؟

بعض النصوص مغامرة يعيشها القارئ..

يقول الصحفي الليبي “عبد الله الزائدي”: “ليس إلى حد الهوس، لكنه الشغف، نعم لقد تكرر كثيرا ذلك الشعور المختلط من الإعجاب والفضول  لمعرفة ناسج النص البديع، فالأسلوب الجميل لا يخاطب العقل وحده بل يقارب الوجدان، فالعقل ساعة القراءة ينشغل بالأفكار وفهم المعاني، لكن المشاعر تتفاعل مع البلاغة، بل أن البلاغة في النص الأدبي هي الجانب الفعال بالنسبة لي.

إنما ظل الإعجاب في تجربتي الوجدانية مع القراءة عند حدود النص، ولم أضرب بعيدا في تفاصيل حياة من أعجبني/تني نصه/ها، والفضول كان في معرفة تاريخ حياته العام أي كيف خاض هذه الحياة، أي أنني كنت أقرأ في نص حياة الكاتب/ة”.

وعن سعيه للتعرف على الكاتب- ة والتواصل معها-ه والتعبير عن هذا الهوس يقول: “أشعر أن النص هو أجمل ما يصنعه الكاتب/ة، وعندما يعجبني أو لنقل يسحرني نص لكاتب/ة، إنما في لدي وعي أن الكتابة ليست واقع الكاتب، هذا السلطان المهيمن للعقل عندي يجعلني بعيدا عن شعور الهوس، وأنا صحفي أيضا أرغب مناقشة الأفكار وقد حدث أجريت حوارات مع كاتبات نصوص، أراها ملهمة، غير أنني أكتشف أن الأدبية في نصها الإبداعي تختلف عن حديثها سواء أكان الحوار للإعلام أو حتى كحوار شخصي”.

وعن الشعور حين قراءة نص ما يقول: “وهل نملك أمام النصوص الجميلة إلا الغوص فيها، وليس فقط تخيلها، هناك نصوص تشبه المغامرة الحقيقية بل تبقى عالقة دائما وكأنك عشتها حقيقة واقعة”.

وعن كون هذا الهوس بمعنى ما أن النصوص التي ينشرها الكاتب أصبحت وسيلة لعرض جزء من ذاته على الناس يقول: “نعم، النص أمسى في متناول الجميع، خرج من قفص الذات سواء من خيال أو ذاكرة، وفيما أتصور أن النصوص المكتوبة من وحي التجربة، تدفع القارئ عموما للهوس بكاتبها، فالنص الذاتي، بوح، أي أنه أكثر إلهاما للقارئ وأعمق وجدانيا”.

كل نص هو ناتج من انفعالات الكاتب..

ويقول “أثير جليل أبو شبع” من العراق عن حدوث حالة هوس لديه كقارئ: “نعم، وهذا ما حدث معي تجاه الكاتب العراقي “برهان شاوي”، وكذلك الكاتب العربي “نجيب محفوظ”.

وعن سعيه للتعرف على الكاتب- ة والتواصل معها-ه والتعبير عن هذا الهوس يقول: “نعم، تواصلت مع الدكتور “برهان شاوي” ودائما أتحين الفرصة للتواصل معه، وكان جدا متعاونا ولا يبخل بأي معلومة معرفية تفيد القارئ، وأحيانا أجده هو المبادر”.

وعن شعوره حين قراءة نص ما يقول: “دائما أضع نفسي بدل الشخصيات الموجودة في العمل الروائي، وأجد الكثير من الحالات قد مرت بي في فترة من فترات حياتي، وهذا ديدن النفس البشرية، إنها متشابهة المراحل والفصول أحيانا أو غالبا”.

وعن كون هذا الهوس بمعنى ما أن النصوص التي ينشرها الكاتب أصبحت وسيلة لعرض جزء من ذاته على الناس يقول: “ليس بالضرورة المطابقية أن يكون النص يمثل حياة الكاتب، ولكن كل نص هو ناتج من انفعالات الكاتب وهذا الانفعال هو نتاج حياته وظروفه الحياتية والبيئية وكل ماهو محيط به”.

كل ما يكتب هو ملك للجميع..

ويقول “عمر الحسن” من العراق عن تعرضه لحالة الهوس بالكاتب: “نعم حدث ذلك مع الكاتبة الأمريكية “بيرل باك” والكاتب الكولمبي “غابريل غارسيا ماركيز”.

ويضيف عن السعي لمقابلة الكاتب: “للأسف الكاتبان المذكوران فارقا الحياة وأخص بالذكر ماركيز حيث كنت قبل وفاته أحاول السفر إلى أوربا ومن هناك تمنيت السفر إلى المكسيك حيث كان يقيم”.

وعن معايشة النص يقول: “أتعايش مع النص لكن سؤالي الأهم ماذا كان يفكر الكاتب حين كتب الشخصية؟، وهل الشخصية موجودة  في الحياة وصادفتها مرة؟”.

وعن عرض الكاتب لذاته في نصوصه: “في الوقت الحاضر أصبحت الكتابة وسيلة للشهرة أكثر من كونها وسيلة للمعرفة والمتعة المعرفية وبتقديري كل ما يكتب هو ملك للجميع”.

الإبداع خارج من تكوين روح الكاتب..

ويقول الصحفي “محمد أبو زيد”: “آه بحس بهوس بس من خلال إبداع الكاتب هو اللي بيرغمني زي “نجيب محفوظ”، وطبعا ببقى عاوز أعرف أيه تركيبة الشخصية دي. أصل الإبداع بالنسبة ليا خارج من تكوين روح المبدع فببقا عاوز أعرف تجربته الشخصية اللي غزلت الجمال ده وبكون شغوف بده، يعني بروح جنب بيته في العجوزة بامشي في شوارع عرفت أنه مشي فيه، بتفرج على كل لقاء ليه مهما كان بنتبه لكلامه وطريقة تعبيره وسكوته امتى وبينطق امتى كل حاجة ودي حصلت مع أتنين نجيب محفوظ ويوسف زيدان وبشكل طفيف محمود درويش بس كدة”.

ويؤكد: “وبعتبر نصوصهم دول بالذات معبرة عني وبتجاوب على أساله وبتدلني على حاجات كتير في حياتي. وفيه منهم زي درويش بعتبره طقس يومي اسمعه”.

وعن عرض الكاتب لذاته من خلال نصوصه: “مش شرط تكون تعبر عنه لكن وارد جدا لأنها جزء من نظرته وتجربته ممكن توازي شئ فيها لكن مش شرط تمثل حياته بالحرف”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة