خاص: إعداد- سماح عادل
هناك رأي يعتبر الإعجاب بالكاتب رغبة منه في الاقتداء بهذا الكاتب، والوصول إلى ما وصل إليه من البراعة في الكتابة ومن مكانة اجتماعية ربما. ورأي آخر يفسر الهوس برسم صورة غير واقعية للكاتب، تستمد ملامحها من نصوصه وملامح شخصياته ربما. ورأي ثالث يعيد الأمر إلى المخيلة، ذلك الخيال الذي يساعد الكاتب على رسم نصوصه والذي يورط الكاتب في حالة التعلق بهذه النصوص وكاتبها.
هذا التحقيق يتناول فكرة الهوس بالكاتب أو الكاتبة وقد طرحنا هذه الأسئلة على بعض الكاتبات من مختلف البلدان:
- ككاتبة هل تعرضت لحالة من الهوس من قارئ ما.. مثل أن يسعى للتعرف عليك أو يتقرب إليك؟ وماذا كان رد فعلك في حالة حدوث ذلك؟
- ما رأيك في هذا النوع من الهوس الذي ينتاب القارئ تجاه كاتبة ما وما تفسيره؟
- كقارئة هل انتابك هذا النوع من الهوس تجاه كاتب.. أو حتى كاتبة وأحببت أن تعرفي تفاصيل عن حياته، أو اهتميت به خارج حدود نصه؟
- هل يعني هذا الهوس بمعنى ما أن النصوص التي ينشرها الكاتب أصبحت وسيلة لعرض جزء من ذاته على الناس وبالتالي أصبحت بمعنى ما ملكا للجميع؟
رغبة في الاقتداء بالكاتب..
تقول الكاتبة الليبية “محبوبة خليفة” عن تعرضها لحالة من الهوس من قارئ ما: “نعم يحدث ذلك وأرى الأمر عادياً ولا يقلقني. وإذا اعتبرنا أن متابعي الفيسبوك هم من هذه الفئة أي القراء فأجيب نعم تردني رسائل لطيفة فيها الإعجاب بسيرتي وبكتبي والتمني بمسيرة مشابهة وبالطبع يسعدني ذلك جداً. كما تردني طلبات المساعدة لتوصيل أعمال بعض المتابعين لمواقع النشر فأنصح بالتريث وبمزيد الإطلاع والاهتمام باللغة وتجويد الكتابة”.
وعن هذا النوع من الهوس الذي ينتاب القارئ تجاه كاتبة ما يقول: “هو امتداد لحالات هوس متنوعة كهوس المعجبين بالمغنين والممثلين
ومذيعي التلفزيون وحالياً بنجوم السوشيل ميديا. لا شيء جديد فطبع الإنسان التعلق بالمثال الذي يحبه، وتختلف حالات التعلّق التي تصل حدّ الهوس بحالة هؤلاء النفسية والاجتماعية والثقافية”.
وعن هوسها كقارئة تقول: “حدث هذا عندما كنت صغيرة في السن, فتعلقت بأسماء بعينها وتمنيت الاقتداء بهم والوصول إلى ما وصلوا إليه وكانت الكاتبة (صافيناز كاظم) أيام شبابها ورحلاتها لأمريكا ومقالاتها في المجلات المصرية مصدر إعجابي، وراسلتها وردّت على رسائلي وأصبحنا صديقات لمدة ليست بالقصيرة وكانت آخر رسالة منها سنة زواجي وزواجها هي أيضاً وأخبرتني في إحدى رسائلها بأنها قد تزوجت بالشاعر “أحمد فؤاد نجم”.
وعن كون هذا الهوس يعنى ما أن النصوص التي ينشرها الكاتب أصبحت وسيلة لعرض جزء من ذاته على الناس تقول: “إلى حدٍ ما فالنصوص تموت وحدها وتحيا بالناس. وهي صلة الوصل بين صاحبها والمتلقي، بل ويصبح هذا المتلقي شريكاً للكاتب-في حدود المقبول بالطبع- وعلى الكاتب أن يسعد بل ويقبل بهذه الشراكة”.
رسم صورةً غير واقعيّة للكاتب..
وتقول الكتابة اللبنانية “براءة الأيوبي”: “أن ينخرط شخصٌ ما في أيّ ميدانٍ إبداعيّ، فهذا يعني حتماً كشف الستار عن عزلةٍ أو خصوصيّةٍ يرغب أن يحيط نفسه بها. ومن البديهي أن تكون الكتابة – كمجال إبداعيّ – نافذةً مُشرّعةً يطلّ منها القارئ على الكاتب، ويحاول من خلالها سبر أعماقه بمختلف جوانبها الإنسانيّة والأدبيّة وحتى العاطفيّة.
وهذا ما غدا اليوم متاحاً مع حضور الكاتب الدائم أمام جمهور القرّاء، مع تعدّد وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة العثور على الكاتب والتقاط نصوصه وصوره وحتى جزءٍ من جوانب حياته الخاصّة. إلّا أن ذلك لا يمكن توصيفه دائماً ب”الهوَس” كحالة نفسيّة مرضيّة، بل قد لا يتعدى في معظم الأحيان، مجرّد الفضول أو حتى الإعجاب الاعتيادي سواء بنصوص الكاتب الإبداعيّة أو بذاته كمبدع متميّز . مع العلم أن ذلك لا ينفي حتماً وجود حالات استثنائيّة، يسعى فيها بعض القرّاء للإحاطة بمختلف جوانب حياة كاتبٍ ما ومحاولة الاستحواذ على اهتمامه واعتباره ملكيّةً خاصّةً لا يجوز لأحدٍ الاقتراب منها.
عن نفسي، لم أتعرّض مطلقاً لهذا الهوَس المرضي المزعج، ولم يسعَ أحدُ لاقتحام خصوصيّتي بطريقةٍ مستفزّة. الأمر بالنسبة لي لم يتجاوز مجرّد الإعجاب من قرّاء متباينين في الأعمار، بمحتوى نصوصي الإبداعيّة المختلفة، مع سعي بعضهم للتعبير برقيٍّ كبيرٍ عن إعجابه سواء بالأسلوب أو المحتوى”.
وعن هذا النوع من الهوس الذي ينتاب القارئ تجاه كاتبٍ ما تقول: “فيما يتعلّق ب “الهوَس” المرضيّ، فأنا أرى فيه جانباً من اضطرابٍ نفسيّ قد يعاني منه قارئ ما، ويسعى بسببه لفرض ذاته على الكاتب ومحاولة تتبُّعه وربّما تطويقه والتقاط مختلف تحرّكاته وربّما أنفاسه..
هو “هَوَس” مزعج لأقصى الحدود بالتأكيد، وعلى الكاتب أن يتعاطى بحكمة مع هذا النوع من القرّاء دون أن يؤدي ذلك حتماً إلى قيام نزعةٍ عدوانيّة معه. أمّا فيما يتعلّق بالإعجاب الكبير الذي قد يدفع بقارئ لتتبع كاتب ما ورَصد نشاطاته وإنجازاته والغوص في عمق نصوصه وحتى الاهتمام ببعض جوانب حياته الخاصّة، فذلك أمر طبيعي ويرتبط أولاً بمدى شهرة الكاتب وانتشار أعماله الإبداعيّة، وثانيّاً بمدى قدرة النص على ملامسة ذات القارئ والتعبير عن مكنوناته وأحلامه وهواجسه..
أن يلامسَ نصٌ روحَ قارئ ويصبح جزء من وعيه لذاته، ليس بالأمر السهل، ولا يتمكّن من تحقيقه إلا قلّة من الكُتّاب الذين ينسجون كتاباتهم بحبرٍ من مشاعر صادقة وبهدف إرضاء الذات قبل الآخرين. النصوص الإبداعيّة تشبه في تأثيرها أيّ مقطوعةٍ موسيقيّةٍ أو لوحةٍ فنيّةٍ قد تستحوذ على إعجاب المتلقّي فيجد بين ثناياها مرآةً لروحه المسكونة بمزيجٍ من أحاسيس وأمنيات ورغبات”.
وعن هوسها كقارئة تقول: “قبل أن أكون كاتبة، أنا بالدرجة الأولى قارئة عاشقة للنصوص الإبداعيّة. أغوص بين ثناياها وأبني من خلالها عوالم متفرّدة تلاءم مزاجي وحالتي النفسيّة بتقلّباتها الكثيرة.
النص الإبداعي المتميّز بمكوناته المختلفة يشكّل عامل جذبٍ لي ويدفعني بالتأكيد لطرح بعض الاستفهامات حول كاتبه وظروف كتابته. نصوصٌ جميلةٌ متنوّعةٌ نجحَت في استثارة فضولي حول أصحابها، فسعيت مرّات كثيرة للتعرّف على هذه الشخصيات المبدعة من خلال إجراء جولات بحثية مختلفة حولها عبر الإنترنت، إلّا أن اهتمامي الكبير تمحور في معظم الأحيان حول الأعمال الإبداعية للكاتب وتاريخ وجهة إصدارها، سعياً لاقتنائها مستقبلاً. اهتمامي بمُنتِج النص الذي أقوم بقراءته لم يصل مطلقاً إلى درجة ال”هوَس”، ولم يتخطَ عتبة الإعجاب بالذات الأدبية وبالنصوص النابضة حياة”.
وعن عرض الكاتب لذاته في نصوصه تقول: “على الرغم من أن الكتابات تحمل بين طيّاتها الكثير من روح الكاتب وذاته ووعيه لمختلف جوانب الحياة، إلّا أنّ الشخصيات الروائية التي يبتدعها ويغوص بين تلابيبها قد تشكّل في أغلب الأحيان عالماً منفصلاً عن واقعه، وإن لامسه ببعض جوانبه. لذلك، من الخطأ أن يعتمد القارئ على البناء التكويني لشخصيات مبتَدَعة، في رَسم شخصيّة الكاتب واعتبار ذلك بمثابة المفتاح لولوج عالمه وكشف خبيئاته. حتى النصوص الوجدانيّة لا يُشترط أن تكون تعبيراً عن وضعيّةٍ نفسيّة يعيشها الكاتب، بل غالباً ما تشكّل حفنةً من مشاعر يرتديها لحظةَ إبداع، لا تلبث أن تتلاشى بمجرّد الانتهاء من الكتابة.
من يعيش حالة “الهوَس” المرضيّ غالباً ما يقع في هكذا خطأ، ويبني صورةً غير واقعيّة للكاتب – موضوع اهتمامه – ويتعامل معه بناءً على تصوّراته الخاصّة، ممّا قد يدفعه مستقبلاً إلى عدم تقبّل الآخر (الكاتب) كما هو في حقيقته.
بناءً على ذلك، لا بدّ للقارئ من أن يكون واعياً وقادراً على التمييز بين الذات الكتابية وذات الكاتب الخاصّة. وعليه أن يدرك أن النصوص الإبداعية هي ملك للجميع دون تمييزٍ بين مؤيّدٍ أو معارِض، بين معجبٍ ورافض.. بينما تبقى ذات الكاتب وعوالمه الخاصّة ملكاً له وحده، إن أراد أزاح الستارة عنها وإن لم يُرِد فلا يحق لأحدٍ أن يقتحمها أو يمارس تجسّساً على خصوصياتها”.
المخيلة تورط القاريء ومشاعره..
وتقول الكاتبة السورية ” ابتسام تريسي”: “مرّت معي عدّة مواقف أثناء رحلتي الطّويلة في الكتابة أبرزها كانت مع فتاة لم أرها بشكل شخصي، لكنّها اشترطت على خطيبها أن تكون هديته لها نسخة من رواية “ذاكرة الرّماد” موقعة مني كي توافق على الارتباط به. ولأنّ الزّمن سابق للتقنيات الحديثة في التّواصل لم تتطوّر تلك العلاقة لسبب آخر أيضاً أنّها كانت من بلد بعيد جداً عن مكان إقامتي. لقد سعى خطيبها حتّى وصل إليّ ووقّعت له النّسخة لكنّي لم أتعرّف إليها.
بعد ظهور الانترنت والماسنجر والمنتديات، صار الأمر أكثر سهولة بالنّسبة للقرّاء، لكن معظم الذين تقربوا مني كانوا يمتهنون الكتابة أو يدّعونها. وانتهت تلك التّجارب تدريجياً بعد زوال الدّهشة التي تصنع الحالة قبل الرّؤية والمعرفة. يبدأ الأمر مبهراً، مع الزّمن تبهت الصّورة أو تصبح شديدة الوضوح إلى درجة تبتعد فيها عن الصّورة التي صنعتها مخيلة القارئ”.
وتضيف: “بمجيء الفيسبوك صار من هبّ ودب يستخدم الرّسائل (المنسوخة أصلاً) لاستخدامها في التّقرب والغزل وأحياناً طلب علاقة مباشرة. في الواقع أنا لا أعول كثيراً على تلك الحالات ولا أعتبرها “هوساً” جاء نتيجة تعلّق بالكاتب من خلال كتبه. فقد صار متاحاً لأيّ شخص أن يدّعي أنّه مغرم بكتابتك وبكِ عن طريق نسخ بعض ما يجده في مواقع التّواصل والادّعاء أنّه قرأ ما تكتبين من أجل الوصول إلى غاية محددة فالكاتب أو الكاتبة لن يُجريا امتحاناً للقارئ ليتأكدا أنّه قرأ فعلاً ما يكتب.
فتاة مصرية في العشرينات من عمرها بحثت عني منذ سنوات عندما قرأت “مدن اليمام” حتّى وجدتني واتصلت بي. استطاعت بحبّها وملاحقتها لي أن تورطني في حبّها وصارت إذا غابت عني أياماً أفتقدها وأتصل بها.
هذا أيضاً لا أسميه هوساً قد يكون تعلّقاً أمومياً من جانبي وجانبها، فالفتاة أعجبت بالرّواية أولاً قبل أن تتعلّق بي ولم تكن تعرف قبل أن تتصل بي وتتحدّث معي أنّ الرواية حدث حقيقي فعلاً وأنّي بطلتها وأنّ المعتقل فيها هو ابني. أعترف أنّ معرفتها أعادت إليّ الكثير من الحبّ للحياة فقد تواصلت معي في توقيت سيء جداً بالنّسبة لي وكان وجودها منقذاً من الكآبة والوحدة وأشياء أخرى.
أيضاً فتاة جزائرية قرأت “غواية الماء” وكانت سبباً في تعلّقها بي وأنشأت لي صفحة “ذات” وعملت بها أكثر من سنة، ثمّ اختفت تاركة وراءها فراغاً كبيراً. (إيمان وريم) تجربتان رائعتان منحتا قلبي وروحي الكثير من التّوازن والحبّ”.
وعن هوسها كقارئة: “وفي نفس الإطار يمكنني الحديث عن نفسي ففي مراهقتي تعلّقت بما كتبته “غادة السّمان” وبقيت أتابع كتابتها حتّى سن النّضج، لم أتخلَّ عن إعجابي بغادة وقتها لكنّ الإعجاب صار حيادياً ويمتلك روح النّقد لما تكتبه.
ربّما بسبب عدم اندفاعي العاطفي، وإدراكي المبكر أنّ النّص منفصلٌ عن صاحبه، لم أقع في غرام كاتب أو كاتبة إلى درجة التمنّي والحلم باللقاء والمعرفة، فقد كان تعلّقي بالمنجز الكتابي أكبر، ولم أسعَ لرؤية كاتب أو التّعرف عليه وإن تمنيّت أن ألتقي ب”محمود درويش” فقد شكّل وعيي القرائي في سن مبكرة وحزنت لموته جداً لأنّ الشّعر توقف عن التّدفق. في العموم أنا من النّاس الذين لا يؤمنون بحبّ افتراضي أو متخيّل بل إيماني مرتبطٌ بكيمياء الجسد والرّؤية الشّخصية، مع هذا لا يمكنني إنكار وجوده فالمخيلة هي “الدينامو” لكتابة أيّ نص ولتورط أيّ قارئ.
اهتممت بكتّاب كثر خارج حدود النّص من أجل المعرفة والدّراسة ولم يكن الهدف عاطفي بالمطلق، ولم تثر صورة أحدهم مخيلتي كما فعل “عبد الحليم مثلاً” وأغانيه في نفسي.
أظنّ أنّ الكُتّاب حظّهم أقلّ بكثير من المطربين والممثلين في عصر سيطرت عليه الصّورة والصّوت فنادراً ما ترين صوراً لكُتَّاب وروائيين مُعلّقة على جدران غرفة نوم مراهق أو شاب إلاّ إذا كان منتمياً لحزب ما فقد تجدين صورة جيفارا وماركس وتولستوي وحتّى نيتشه، لكن حظّ الكتّاب العرب قليل جداً في هذا المجال والكاتبات أيضاً، مع أنّ كُتّاباً مثل “إحسان عبد القدوس” و”يوسف السّباعي” روّجوا كثيراً لصّورة الكاتب المعشوق من خلال ما كتبوه”.
وعن عرض الكاتب لذاته داخل نصوصه تقول: “بالنّسبة لنص الكاتب هو جزء منه بالتّأكيد، قد لا يعيش الكاتب الحدث أو الحكاية التي يرويها لكنّه يضع في حكايته خلاصة روحه ومشاعره وتفاصيل صغيرة حدثت معه يوماً ما ومواقف أيضاً وحوارات، كثيراً ما يلجأ الكاتب _ليفهم شخصية ما من شخصياته_ إلى مخزون ذاكرته المكوّنة أصلاً من مجموع خبراته الشّخصية وحياته التي عاشها وقراءاته المتنوعة وتجاربه وتجارب الآخرين التي عايشها.
وغالباً ما يبحث “القرّاء والنّقاد” على حدٍّ سواء عن تلك التّفاصيل الشّخصية التي تعني كاتبهم ويخمّنون أنّه عاشها. وقد يتورط الكاتب مع قارئه حين يختار نماذج من الحياة بعيدة عن شخصيته لكنّ القارئ لا يصدّق ذلك إذ يجب أن يكون كاتبه نفس الشّخص الذي يتحدّث عنه وهنا تكمن مأساة الطّرفين يتعلّق القارئ بشخص لا وجود له إلاّ في مخيلته ويتورط الكاتب بحمل إثم ذلك الخيال.
مع هذا لا يمكن للكاتب أن يصحِّح الصّورة التي يحملها قارئ في مخيلته، أو ناقد يبحث عن المثير الفضائحي في حياة الكاتب من خلال نصوص يريد أن يثبت واقعيتها وينفي وجود مخيلة يمكنها أن تنسج تلك التّفاصيل.
من ردود أفعال قرائي سمعت عبارة من أستاذ جامعي درّسني في الجامعة (معقول أنتِ عشتِ كلّ هذه التّجارب في السّنوات القليلة التي لم أركِ فيها!)
والنّاقد نبيل سليمان سألني: (كم من الحقائق يوجد في ذاكرة الرّماد/ أكاد أشكّ أنّ للمخيلة دور فيها!)
وناقدة كتبت عن روايتي “مدن اليمام” (أعذر الكاتبة على تطرفها في عرض المأساة السّورية فقد كان أبوها وأخوتها من الأخوان المسلمين وسجنوا في تدمر فجاء ردّ فعلها ضدّ السّلطة بهذا العنف!)
وقارئ ظنّ أنّي “دريّة” الفتاة التي كتبت عنها رواية “المعراج”. وأصرّت قارئة على أنّي فلسطينية فرواية “المعراج” تثبت ذلك بما لا يدع مجالاً للشكّ!
كما سألني الشّاعر “شوقي بغدادي” يوماً (ماذا ستكتبين بعد أن كتبتِ سيرتك الذّاتية في جبل السّماق!).
هنا ترين أنّه لا فرق في التّأويل والفهم بين ناقد وشاعر وأديب وأستاذ جامعي وقارئ عادي، يمكنك وضع الجميع في سلّة واحدة. الجميع يعتقدون أنّ الكاتب يروي لهم سيرته الذاتية!”.