النوم مع الشيطان.. هكذا وصف روبرت باير الضابط الميداني السابق في الاستخبارات المركزية الأميركية العلاقات المخابراتية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية،وهو الكتاب الذى صدر فى عام 2003 الا انه لم يترجم الى اللغة العربية.
بعض الصحفيين سموا الكتاب بعنوان آخر غير النوم مع الشيطان هو : البيت البيض والذهب الأسود .
مؤلف الكتاب شغل مناصب عديدة أبرزها رئاسة محطة السي آي إي في لبنان عام 1983 بعد تفجير مبنى السفارة الأميركية وكان ضالعا في تفجير بئر العبد الذي استهدف اغتيال الراحل الكبير آية الله السيد محمد حسين فضل الله وروى في كتابه الأول عام 2002 ” سقوط السي آي إي” فصولا مهمة عن مطاردات كر وفر بينه وبين القائد المقاوم الشهيد عماد مغنية الذي أوقع به ذات مرة بخدعة أمنية متقنة ودس عليه عميلا قال إنه يستطيع ان يسلمه رأس الحاج عماد الذي صفع باير باتصال هاتفي بعد فشل محاولة الاغتيال المسندة إلى العميل المزيف وبعد لبنان تولى باير مسؤولية ملف العراق في الاستخبارات المركزية الأميركية وهو يروي في هذا الكتاب ” النوم مع الشيطان ” كمية من الوقائع المتصلة بشراكة أميركية سعودية في تكوين الإرهاب التكفيري ورعايته ويقدم صورة عن واقع النظام السعودي من الداخل .
نشير إلى ما ذكره باير في مقدمة كتابه عن رقابة الاستخبارات الأميركية التي حذفت نصوصا وأسماء معينة حرصا على مصالح الولايات المتحدة وللتستر – على ما يبدو- على بعض العملاء والضباط الذين ما يزالون في العمل .
تجار السلاح والداخل السعودي
…. في وقت مبكر من العام 1990 كان مصدر الإمداد الرئيسي لأسامة بن لادن فيكتور بوت، وهو ضابط سابق في الجيش الروسي كان قد خدم في أنغولا، حيث تورط في تهريب الأسلحة والنفط. مثل يوري، كان صيت بوت يسبقه في أي مكان، لقدرته على تامين كل الاشياء السيئة. من خلال شركة تدعى شركة “إير سيس”، التي تمتلك واحدة من أكبر أساطيل الطائرات المملوكة للقطاع الخاص في مجال النقل في العالم، ويعمل بوت في أصعب الأسواق – إيران، ليبيريا وأنغولا وسيراليون والعراق وصربيا – ويستفيد من التوزيع خارج المطارات مثل الشارقة، في الإمارات العربية المتحدة، وبورغاس، بلغاريا. وبالتكلفة المناسبة، يمكن أن يجد أي شيء، ربما حتى قنبلة نووية يسلمها وسط مدينة الرياض.
وعلى الرغم من ان اتصالات “بوت” مع “بن لادن” عرضت في الصحافة، استمر في العمل خارج دبي، وكانت المملكة العربية السعودية هي المستودع الرئيسي للمعاملات المالية المهربة والمشبوهة. “دبي” هو المكان الذي جمع في بنوكه معظم الأموال المخصصة لهجمات 11 ايلولسبتمبر .
“بوت” يتمتع بحماية كبيرة لأن الاستخبارات الخارجية الروسية SVR تملك جزءا من شركة “إير سيس”. أكثر من ذلك، الاتجار بالأسلحة الروسية اصبح عملا مشروعا: حاول وزير الدفاع السعودي سلطان بن عبد العزيز الدخول في هذه العملية. حتى استضاف السلطان في المملكة العربية السعودية رئيس ” Rosvoorouzhenie” لتسويق الأسلحة الروسية.
أنا أيضا لم اكن بحاجة ليقول لي يوري (تاجر السلاح الروسي الذي التقاه الكاتب في إسرائيل ) أن الحدود البرية (4،431 كيلومترا) للمملكة ليست مؤمنة جيدا. فالبدو والمهربين تجولوا بحرية ذهابا وإيابا عبر شبه الجزيرة العربية، دون رادع. مهربو الذهب من الهند لا زالوا يبحرون فوق الخليج لتفريغ شحناتهم سرا كل ليلة. ونحن نعرف جنون يوري من “الوهابيين” الذين وضعوا أيديهم على الأسلحة، فهم سلحوا أنفسهم في العام 1979، لاقتحام المسجد الحرام في مكة المكرمة.
سهولة الحصول على السلاح وحرية التنقل عبر الحدود علامة جيدة، لكنها لا تعني بالضرورة أن البلد على وشك أن ينزلق إلى حرب أهلية أو ما الى ذلك.
ما تحتاج اليه لاسقاط نظام مثل نظام آل سعود هو استعداد مواطنيه لحمل السلاح واستخدامه، للقتال والموت من أجل معتقداتهم، ضد المدججين بالسلاح، اي حراس القصر. حتى 11 سبتمبر، اعتقد الكثير من المراقبين في الشرق الأوسط ومنهم انا أن هذا الوصف ليس مناسبا للوسط السعودي. فنحن جميعا تمثل في عقولنا الصورة النمطية للشباب الصعاليك الاغنياء، الذين يصرخون في الفلبينية الخاصة بهم لإزالة غلاف الحلوى، فان يقاتلوا ويموتوا من أجل أي شيء هو مجرد اعتقاد يبدو مداه ابعد من الإجراءات المحتملة. هجمات 11 سبتمبر أجهزت على الصورة النمطية للشاب السعودي بالنسبة لي. فضلوع خمسة عشر شخصا سعوديا في عملية الخطف برهان على أن المملكة لديها خزان من الشباب الذي لا يتوانى عن مواجهة الموت، سواء كان ذلك يستتبع حلقات خطف طائرات، أو نسف آل سعود أو البنية التحتية لنفط المملكة العربية السعودية بالاسلحة الثقيلة. الإسلام المتشدد قد حرك الشباب السعودي كما لم نتوقع.
ماذا عن حراس العائلة المالكة السعودية، ودباباتهم وطائراتهم؟ بالتأكيد هم قادرون على السيطرة على المتعصبين، هذه أسطورة أخرى من شأنها أن تصبح حدثا تاريخيا كما 11 ايلولسبتمبر، ولكن دعونا ننظر إلى الأدلة المتاحة. وزير الداخلية في المملكة الأمير نايف يهتم فقط بحماية قبضة ال سعود على السلطة، على حساب اي شيء واي شخص آخر. (نص محذوف) ولتوضيح ذلك تجنب الامير نايف لقاء مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي لويس فريه، عندما حضر “فريه” الى المملكة العربية السعودية للتحقيق في تفجير الثكنة الاميركية في “الخبر”، وبقي “الامير نايف” على يخته قبالة الساحل في البحر الأحمر، بالقرب من جدة. والتقى “فريه” باثنين من مسؤولي الأمن في جهاز الأمن الداخلي، وأحد منهم لم يكن يعرف شيئا عن الخبر. والتصرف الموازي لهذه الحالة انه عند قدوم الامير نايف الى المملكة العربية السعودية سيكون سائق “فريه” في انتظاره.
لم يكن على الامير نايف اظهار كراهيته للأميركيين عبر الصحافة. فبعد 11 سبتمبر، وفي أسوأ وقت ممكن، قال “نايف” إن الولايات المتحدة، “القوة العظمى التي تسيطر على الأرض، الآن هي عدو للعرب والمسلمين”. وفي الواقع، كانت الأمور أسوأ بكثير مما هو متوقع (نص محذوف).
“الراجحي” هو المدير المسؤول عن شركة الراجحي لقطاعي البنوك والاستثمار، التي تدير ما يقرب من أربعمائة مكتب فرعي في المملكة العربية السعودية وخارجها.
تأسست في العام 1987، وهي واحدة من أغنى البنوك في المملكة، والمساهمة في الجمعيات الخيرية مثل منظمة الإغاثة الإسلامية الدولية (وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية)، وهي ترسل الاموال الى السعوديين المتشددين مثل بن لادن وغيره
لا أحد يستطيع أن يفعل شيئا مع “نايف” بما في ذلك الملك فهد. الامير نايف يدير وزارة الداخلية وكانها احتياطي شخصي. وكما الامير فهد يتمتع بالحصانة، فالأمير نايف “محمي” ولا يمكن أن يطرد، حتى وهو يصعد “حربه الخاصة” ضد الولايات المتحدة ويرسل المال للوهابيين المتشددين. كثيرا ما كنت أتساءل لماذا يكره “الامير نايف” الولايات المتحدة كثيرا. (نص محذوف)
لا أظن أن لويس فرييه كانت متفاجئا مما حصل معه حول حادثة الخبر، فهو شهد على أسوأ من ذلك
قطر والقاعدة
فبحلول منتصف العام 1990، استضافت قطر عشرة من إرهابيي القاعدة المطلوبين للتحقيق في الولايات المتحدة. وعندما تلقى “فرييه” تقرير “الصخور الصلبة” تبين بشكل قاطع أن عضو تنظيم القاعدة الأكثر فتكا، خالد شيخ محمد، كان من بين هؤلاء الذين تم استقبالهم من قبل حكومة قطر، بعث فرييه برسالة لوزير الخارجية القطري، طلب فيها من دولة قطر ان تحترم التزاماتها وتسلم “محمد” لمكتب التحقيقات الفدرالي.
“فرييه” أراد وضع محمد بعيدا لأنه كان عم “رمزي يوسف”، الرجل الذي خطط للشاحنة المفخخة في مركز التجارة العالمي في العام 1993. وكان “محمد” قد خطط أيضا لتفجير أحد عشر طائرة أمريكية فوق المحيط الهادي. وإحدى العمليات التي قام بها محمد هي الهجوم على طائرة فلبينية، وقتل أحد ركابها اليابانيين المتواجدين على متن طائرة في أواخر العام 1994. وواحد من شركاء محمد اعتقلوا في الفلبين كونه الداعم في عملية خطف الطائرات وتفجيرها في مباني الولايات المتحدة ومقر وكالة الاسخبارات المركزية.
طلب “فرييه” من الوزير القطري ان لا يترك أي شك باعتبار محمد “قاتل محترف”. “يشتبه بتورطه في مؤامرات إرهابية تهدد مصالح الولايات المتحدة بشكل واضح”، وكتب “فرييه” في الرسالة التي أطلعني عليها مسؤول استخباراتي عربي رفيع، “نشاطاته في قطر تهدد مصالح حكومتكم كذلك”، وأشار إلى “انه يحضر لعملية تصنيع عبوة ناسفة يحتمل أن تعرض حياة مواطني قطر للخطر”. وبالإضافة إلى ذلك، لفت إلى أن “محمد” لديه أكثر من عشرين جواز سفر مزور تحت تصرفه “.
وعلى الرغم من أن محمد كان موظف في الحكومة القطرية في ذلك الوقت (ويا للسخرية، كان يعمل في الأشغال العامة للمياه) ادعت قطر بأنها لا تستطيع ايجاده. وفي الواقع، تم نقله سرا خارج البلاد، بينما فرفة من “اف.بي.اي.” تنتظر في أحد فنادق الدوحة.
استياء “فرييه” تحول إلى غضب عندما اكتشف أن قطر القت23،938،994.20 دولار بين عامي 1997 و 1999 لإنشاء مكتب محاماة في واشنطن على مقربة من البيت الأبيض و689،805.16 $ على شركة علاقات عامة في “كي ستريت” لتحسين صورتها، بينما كانت بمثابة خزان لبعض الاشخاص الأكثر خطورة في العالم.
ماذا يجب أن تفعل قطر مع المملكة العربية السعودية، بصرف النظر عن حقيقة أنها تشترك في الحدود مع المملكة ولديها سكان متشددين، ومتعصبين إسلاميا؟ فللنظر في هذا: عندما تم تشغيل خالد شيخ محمد في باكستان في مارس 2003، كان يعمل مع مصطفى أحمد الهوساوي، الذي كان يدعم خاطفي 11 سبتمبر من حسابات في دولة الإمارات العربية المتحدة. ووفقا لمسؤول في أمن الخليج “هوساوي” حول أموال طائلة إلى الخاطفين أكثر من المملكة.
وبعبارة أخرى، لا توجد حدود ثابتة وسريعة لهذه الشبكة الإرهابية. أسامة بن لادن كان يطير بلا علم وطني فوق كهفه. والغضب ضد الغرب وخاصة الولايات المتحدة تسرب في جميع أنحاء بلاد الإسلام. ولكن هناك مجموعات داعمة لهذه الشبكة – كالوهابيين، الإخوان المسلمين، وتنظيم القاعدة، وبطبيعة الحال المملكة العربية السعودية.
إدارة كلينتون، لم ترفع شكوى إلى وزير الخارجية القطري، الذي كان يتجول داخل وخارج البيت الأبيض كما لو كان يعمل هناك وقد طلب مني مرة إخلاء مكتب مستشار الأمن القومي للسماح لنائب الرئيس”ال غور” أن يجتمع بوزير الخارجية عندما ياتي بغير موعد
آل سعود والقاعدة
“نايف” لم يكن وحده المشكلة… آل سعود والمملكة يحكمان السيطرة منذ بداية 1990، وفي العام 1996 رفضت الحكومة السعودية ببساطة عرض السودان تسليم أسامة بن لادن. وشرحت الرياض؟ كان بن لادن يتمتع بشعبية كبيرة في المملكة العربية السعودية، واعتقاله سوف يحرض على الثورة. ومنذ 11 سبتمبر، لم تأت لائحة اتهام واحدة أو حتى خطة مفيدة من المملكة العربية السعودية لتسلم بن لادن.
وبالتالي فانه لم يسمح للـFBI مقابلة اي مشتبه به، بما في ذلك أسر خمسة عشر شخصا من الخاطفين السعوديين. وبعد فترة طويلة من احداث 11 سبتمبر، رفضت المملكة العربية السعودية تقديم كشوف “مسبقة” حول الرحلات القادمة الى الولايات المتحدة.
لو كانت المملكة العربية السعودية بلدا حرا ومفتوحا، لكانت الصحافة الأميركية قادرة على أن تقول لنا لماذا “نايف” هو في حالة حرب مع أميركا، ولكن بوجود استثناءات قليلة، فالصحفيون الأميركيون لا يحصلون على تاشيرات دخول لزيارة المملكة. القلة الذين يزورونها يجدون انفسهم تحت سيطرة الشرطة السرية. لا نبحث عن الكثير من مكتب التحقيقات الفدرالي الجديد والمحدث، ولا من مكتب الرياض، الذي يعمل مع اثنين من الوكلاء المسلمين، وليس لأنه لديهم تواصل مع الشارع العربي. كان مكتب التحقيقات الفدرالي أكثر اهتماما في إظهار كيفية التعامل مع “الحساسية السعودية”.
بالنسبة لمعظم الأميركيين، شكل 11 سبتمبر رعبا وطنيا وصحوة جيوسياسية للاميركيين. كان من المستحيل تقريبا الاستيعاب بأن خمسة عشر شخصا من الخاطفين كانوا سعوديين، وكانوا مواطنين في بلد طالما قيل انه أفضل حليف لنا في الشرق الأوسط، بعد إسرائيل.
ولكن في خريف العام 2002، عندما بدأت المملكة العربية السعودية بقيادة الحملة العربية ضد الحرب في العراق، كانت قلقة على استقرارها، وبدأ الأميركيون يدركون انهم يعيشون في كذبة بشان المملكة العربية السعودية. وقبل عشرة أعوام، أثناء حرب الخليج الفارسي، فتحت السعودية الباب أمام القوات الأمريكية.
وفي العام 2002 وجدت أميركا نفسها تتوسل قطر لتوفير قاعدة الاتصالات لقوات الغزو لديها. كما لو ان الأميركيين بحاجة إلى مزيد من الأدلة، ربما ثلثا سجناء القاعدة المحتجزون في سجن “كامب دلتا” في قاعدة غوانتانامو البحرية -وفقا لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد – مواطنون سعوديون. كل يوم كان يكشف أسرارا جديدة عن المملكة العربية السعودية، والعديد منها متصل بالعائلة المالكة: زوجة السفير السعودي في الولايات المتحدة سلمت أموالا إلى اثنين من منفذي عملية 11/9 . ومن خلال اقتحام شقة في هامبورغ لاحد المشتبه بتواطئهم مع الخاطفين وجدت بطاقة عمل “بزنيس كارت” لدبلوماسي سعودي. والخاطفان اللذان وصلا إلى لوس أنجلوس التقيا بسعودي يعمل لشركة تتعاقد مع وزارة الدفاع.
غذى السعوديون أجهزة “الصراف الآلي” للخاطفين، عندما داهمت قوات الناتو مكاتب المفوضية العليا السعودية لمساعدة البوسنة، التي أسسها الأمير سلمان، ووجدوا صورا لسفارتي الولايات المتحدة التي دمرتا في كينيا وتنزانيا (قبل-وبعد) وللمركز التجارة العالمي (قبل حادثة سبتمبر)، وللمدمرة الأمريكية كول. وفي نوفمبر 2002 طلبت السفارة السعودية في واشنطن من مسؤولين في القانون الاتحادي، توفير جواز سفر جديد لزوجة احد عناصر تنظيم القاعدة واخرجت هي وأطفالها الخمس من الولايات المتحدة بعد أن استدعيت للادلاء بشهادتها، امام هيئة محلفين كبرى.
والسعودية لم تخرج لتدحض تلك الوقائع التي جاءت ضدها. بدلا من ذلك، خرج نادر عادل الجبير، -مستشار السياسة الخارجية لولي العهد- من مركز السفارة السعودية في واشنطن ليقول: “لقد هوجما باعتبارنا نواة الشر، وأرضا خصبة للإرهاب”. “ولم أكن أتوقع ذلك من الأميركيين في أي وقت مضى”.
وفي الوقت عينه واصل “نايف” التظاهر بأن المملكة العربية السعودية ليس لديها ما تفعله بما خص الهجمات. فبعد سنة ونصف لم يتم اعتقال سعودي واحد في محاولة لمساعدتنا على التحقيق في احداث 11 ايلولسبتمبر.
بصراحة، لا شيء من هذا القبيل يشكل مفاجأة لنا. يبدو ان النظام القضائي السعودي كما لو كان مصمما من قبل “غينيس خان”. المملكة العربية السعودية تتصدر العالم بقطع رؤوس. (والمكان الذي تنفذ فيه معظم الاحكام هو بلازا الرياض المعروفة شعبيا باسم “فرم”) المدارس الثانوية والجامعات في المملكة اصبحت نقطة الجذب للإرهاب العالمي. قوة الشرطة (والمطاوعة) لا فائدة منها في وقف السعوديين عن التآمر على اغتيال الصالحين في الخارج. إنهم يميلون للقيام بمسائل أكثر أهمية، مثل إجبار أصحاب المحلات على الاغلاق أثناء أوقات الصلاة، وضرب النساء على الذراعين والساقين عند ارتدائهن لثياب قصيرة. وفي مارس 2002 تمت محاصرة مخارج مدرسة في مكة المكرمة بالنار، وذلك لأن الفتيات لم يتسترن بالشكل المطلوب، أربعة عشر فتاة توفيت في ذلك الحادث. العمال الأجانب هم من دون حقوق تقريبا في المملكة العربية السعودية. ولا أحد في المملكة، (وطني أو زائر)، يمكن ان يمارس أي شعائر دينية أخرى غير الإسلام. أي شخص يضع إكليل عيد الميلاد معرض للنقد والاعتقال.
وحتى وزارة الخارجية الأميركية اعترفت أن أمور المملكة تتعثر عندما يتعلق الأمر بالشؤون الدينية. وهي تعتبر انه يجب وضع المملكة على القائمة السوداء للأمم التي تحد من الحرية الدينية، بما في ذلك إيران، العراق، الصين، بورما، السودان، و كوريا الشمالية. رصد “تقرير الحرية الدينية الدولية لعام 2002” اعتقال المسيحيين ومضايقتهم من قبل الشرطة الدينية في البلاد، ومصادرة الأناجيل. وفي النهاية، وعلى الرغم من ذلك فانه لا يمكن فعل اي شيء بالقوة.
الأمور أسوأ مما تبدو… المملكة العربية السعودية ليس لديها ما يعرف “بسيادة القانون”. ومن خلال النظر الى مضمون جواز السفر السعودي: فهو ينص على أن صاحب الجواز “ينتمي” للعائلة المالكة. السعودي المنتمي إلى عامة الشعب هو أشبه بقطعة من الممتلكات فهو لا يختلف عن قصر جدة الذي يملكه آل سعود أو الرولز رويس سيلفر كلاود، ولا توجد حقوق في المملكة، تماما كما لم يكن هناك برلمان أو دستور.
الأشياء قد تكون أفضل إذا كانت المملكة العربية السعودية مملكة يتراسها “اشخاص حكيمون”، ملك خير وعائلة مالكة تتمتع بشعور النبلاء. ولكن الأمر ليس كذلك. نبدأ في الجزء العلوي، الملك فهد، وهو مصاب بسكتة دماغية، وعاجز منذ العام 1995. ولي العهد الامير عبد الله من المفترض أن يملأ الفراغ الذي خلفه غياب فهد، -أخوه غير الشقيق- ولكن ليست لديه سلطة حقيقية. وهو ليس مصدر ثقة، ومحتقر من قبل كبار الأمراء – ومجلس الوزراء والوزراء – وسلطته مهددة في كل فرصة.
زوجة فهد المفضلة، “الجوهرة الابراهيم” ومدللها، (ابنها عبد العزيز – عزوزي، أو “ديري” كما يدعوه الملك فهد) يديرون المملكة العربية السعودية. “الجوهرة” كانت تتواجد مع الملك فهد أربع وعشرين ساعة في اليوم. هي كانت تقرر من يراه ومن لا، اي مراسيم سيرى وايها لا. ولاغراض عملية كانت هي تحدد المسار العام للسياسة الداخلية والخارجية للسعودية. ونحن نعرف، انها كانت تحدد كمية النفط التي يجب ان تضخ ومتى تتوقف تماما.
الخرف، المؤامرات، والغيرة هي فقط بداية لقصة ال سعود. ال سعود يتسمون بالعنف والانتقام مثل أي عائلة مافيوية. أول سعودي اعد كتابا انتقد فيه المملكة اختطف في بيروت وقتل في وقت لاحق في السبعينيات. بعد أن تركت وكالة الاستخبارات المركزية، وذلك في منتصف 1990 علمت أن الأمير نايف كان على الأقل وراء محاولتين لاغتيال محمد المسعري، زعيم لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية ومقره لندن. وبالتأكيد ذلك يجب أن يكون سببا كافيا لـ “المسعري” لأن يشارك الآخرين في حمل السلاح ضد آل سعود – أسامة بن لادن، على سبيل المثال. وفي حالة أخرى، عبد الكريم النقشبندي، وهو سوري غضب على عضو في العائلة المالكة، ووجد مقطوع الرأس في شوارع الرياض في العام 1996، على الرغم من مناشدات نشطاء حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم. إلا أن أي تصرف لا يخدم مصلحة المملكة العربية السعودية يمكن أن يكون جريمة عقوبتها الإعدام.
العائلة والتغيير
أفراد العائلة المالكة في أي مكان هم مقاومون للتغيير. هم لا يريدون الاعتراف بالتعفن في المملكة، ولا يريدون التحدث عن حقيقة أن السكتة الدماغية لفهد عززت حظوظ الأمراء الفاسدين في المشاريع غير المشروعة، من بيع التأشيرات والكحول وسرقة الممتلكات. هم أيضا لا يريدون التحدث عن حقيقة أن استيراد العمالة الأجنبية أدى الى وجود أعداد كبيرة من الشباب السعوديين العاطلين عن العمل وتشجيعهم على قضاء معظم وقتهم في المسجد حيث يتم تلقينهم “الجهاد وقتل الصالحين”.
كل عاهل سعودي يحصل على بدل كبير، ولكن عندما لا يحصلون على ما يكفي، فلديهم ملحق المخصصات الخاصة بهم، من الرشاوى على مشاريع البناء (ومعظمهم من عائلة بن لادن)، وصفقات السلاح، وسرقة الممتلكات من العامة. بالإضافة إلى التأشيرات، كما أنهم يبيعون الخمور والمخدرات. وفي تموز العام 2002، تم توجيه الاتهام لنايف بن سلطان بن فواز الشعلان من قبل هيئة محلفين كبرى في فلوريدا بأنه استخدم طائرة شخصية لنقل طنين من الكوكايين من كراكاس الى باريس. هذا الحادث بدا مفاجأ حتى لي: لقد عرفت عائلة شعلان لأكثر من عقد، وحتى ذلك الحين، كانوا قد تمكنوا من تجنب الإصابة بداء المملكة.
قصص آل سعود حول “التبذير” وفيرة، ولكن الابن الأصغر لفهد، “عزوزي”، كسر القالب عندما بنى لنفسه حديقة مترامية الأطراف خارج الرياض لأنه كان “مهتما” بالتاريخ. وقال لزواره إن الحديقة كلفت 4.6 مليار دولار. فهي تشمل نموذجا مصغرا من مكة القديمة، ومجسمات نسخة طبق الأصل عن قصر الحمراء، مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومن المعالم الاسلامية الاخرى. “عزوزي” هو من ضبط الشكل الذي بنيت عليه الحديقة، ولكنه في الحقيقة يتبع التقاليد العائلية. عندما يزور عائلة الملك فهد قصر ماربيا، ينفقون حوالي 5 ملايين دولار يوميا في المتاجر المحلية، لذا يرغب أصحاب المتاجر في تسمية أحد الشوارع باسم “الملك”. وبقدر ما يحب ال سعود المال وشراء الحاجيات – كالماس واليخوت والقصور والطائرات- فإنهم يحبون اللحم البشري أكثر. ببساطة، هو هاجس آل سعود مع الجنس، من المومسات إلى الصبية الصغار. وبالمناسبة، وزير الداخلية الأمير “نايف” يمضي وقته في استشارة الأطباء عن العجز الجنسي الذي يعانيه.
وهذا على ما يبدو يؤثر على زوجته “مها” التي تعاني من مشكلة غضب حادة في إدارة أمورها. ففي العام 1995، وهي في زيارة إلى أورلاندو، قيل إنها اعتدت على خادمها، متهمة إياه بسرقة 200،000 دولار من النقد والمجوهرات. وعندما ضربت “مها” خادمتها أمام مأمور شرطة أورلاندو لم يتحرك احد لأنه كانت لديها حصانة دبلوماسية. والدرس لم يؤخذ من تلك الحادثة فبعد ست سنوات، أيضا في أورلاندو، اتهمت الأميرة السعودية بضرب خادمتها ودفعها إلى أسفل الدرج…لم تستخف هذه الأميرة بخدمها وتقوم بتلك الأفعال هل فقط لأنها تتمتع بحصانة دبلوماسية؟… ولكن كنت أتحدث عن الجنس.
السعوديون هم على الأرجح أكثر من لديهم “كبت جنسي” في العالم. فالنساء ليست بمتناول الرجل حتى يوم الزفاف. وبعد تلك الفرحة، يحتفظ الأزواج بزوجاتهم في المنزل حتى يوم وفاتهم. فقط 5 % من النساء يعملن. لا يمكن للمرأة قيادة السيارات، وإذا احتاجت إلى الذهاب إلى أي مكان، فالذكور -ابن العم، الأخ، أو الأب يقودون السيارة لأخذها-. كما يسمح لها بالذهاب إلى مراكز التسوق، والمطاعم، وحمامات السباحة التي تفصل بين الجنسين فقط. وإذا القي القبض عليها في حالة تلبس بالزنا، فإنها ترجم حتى الموت، جنبا إلى جنب مع عشيقها.. وإنه أسهل على الشاب السعودي أن يسافر إلى أفغانستان من التواصل مع فتاة سعودية.
الفلبينيون والخدم الاندونيسيون في المملكة يعيشون في خوف دائم من الاغتصاب، من قبل كفلائهم السعوديين، “فالعبيد” يخافون من الذهاب إلى الشرطة. لا أحد لديه أي فكرة عن مدى انتشار ظاهرة الاغتصاب في البلاد. فلا يتم نشر الإحصاءات.
في وقت مبكر من العام 1970 عندما بدأت عائدات النفط تفيض على السعوديين، بدأت المغامرة اللبنانية في تهريب المومسات إلى الأمراء في المملكة. فمنذ كانت النساء المتنكرات بزي الخطوط الجوية اللبنانية (الميدل ايست) تذهبن مباشرة إلى القصور الملكية، فرق المطاوعة لم تفعل أي شيء حيال ذلك. فبعد أن أقام اللبنانيون رأس جسر في المملكة، عاد أكثر من شخص إلى لبنان لبناء مستقبله السياسي بثروته التي جمعها.
السعوديون الذين لا يستطيعون الدخول في مجرى “البغايا المالكة” يتخذون زوجات متعددة، وكلما كان السن اصغر كلما كان أفضل. فزواج رجل سعودي سبعيني من فتاة في سن المراهقة المبكرة يبدو شائعا جدا. السعوديون الأغنياء ببساطة يذهبون إلى الخارج لممارسة الزنى. ما عليك إلا متابعة رحلة مغادرة من الخليج لرؤية هؤلاء وهم يخلعون الجلباب ويخرجون السجائر والخمور: هؤلاء السادة يكونون في طريقهم إلى الحفلة، لقضاء ليلتهم في زيارة الأندية الشعبية في فرنسا في “كوت دازور” أو في “مونتي كارلو”، وستجد الرجال والنساء السعوديين مستيقظين طوال الليل، ويتمتعون بكل لحظة من حريتهم .
قصص كثيرة عن “الزنا السعودي” اجتاحت الصحافة الأميركية فوعظت الافتتاحيات بشأن حقوق المرأة، ولكن يبدو أن أحدا لا يتذكر النقطة التالية: السعودية تنفق نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي على “الجنس”. إذا نحن تبرعنا بدولار إلى حراس العائلة المالكة في كل مرة نقوم بتعبئة خزان البنزين، فنحن ربما نتبرع نصف مرة أخرى للسعوديين “للاستغناء والتبذير”.
العائلة المالكة تنفق حصة الأسد من أرباح الدولة يمكنك أن تجد قصورهم على طول البحر الأبيض المتوسط، بنيت كلها للترفيه عن العاهرات. كونك تحمل الدم الملكي فأنت تحتاج إلى كل وسائل الراحة في المنزل. تقول الأسطورة إن المسؤول عن قصر الملك فهد قرب “انتيب” اقترح على الحكومة –وهذه القصة لا زالت تداول في الأروقة الفرنسية حتى الآن- نقل السكك الحديدية الباريسية في “نيس” بعيدا عن القصر، ولا يهم أن نقل الخط يكلف الملايين.
وأوضح المسؤول في قصر الملك فهد، أن هناك انزعاجا من سماع صوت مرور القطارات البعيد بينما يتنقل الملك في حديقة منزله.
في وقت مبكر من العام 1970 وبعد أن خسر الملك فهد 6 ملايين دولار في كازينو “نيس”، كان على العائلة المالكة إيجاد ملعب جديد، وحالما سمع الحسن الثاني ملك المغرب أن السعوديين كانوا لاعبين بارزين في سوق العقارات، اتصل هاتفيا بالرياض لتقديم العروض.
كان الملك الحسن قد سمح لعشرات الأمراء السعوديين بالبناء في عقارات منعزلة في المغرب، في كثير من الجبال الوعرة القريبة من طنجة. المنطقة التي يطلق عليها اسم “الريف”، وهي برية وينعدم فيها القانون – أي أوجد لهم مكانا مثاليا للعربدة ولحفلات الشرب، بعيدا عن أعين المتطفلين من “الوهابيين” والصحافة في أوروبا. أي صحفي يحاول التقاط أي صورة يخاطر بنفسه باحتمال الخطف أو قطع الرأس.
عندما كنت في المغرب، وصل خبر لوكالة الاستخبارات المركزية أن أميرا سعوديا قد قضم ثدي شابة مغربية وهو ثمل لأقصى درجة، ولكن الملك الحسن طوق الحادث بسرعة، وتم دفع المال لعائلة الفتاة، وقيل لهم: إما أن تبقى مغلقة الفم أو تقضي بقية حياتها في السجن. تكتيكات الذراع القوية أثمرت، والحادث لم ير ضوء النهار.