24 يناير، 2025 10:51 م

(النساء والكتابة 2-38):  الكاتب (الرجل) في مجتمعنا لديه هوامش يناور بها أوسع بكثير من ملعب المرأة الكتابي

(النساء والكتابة 2-38):  الكاتب (الرجل) في مجتمعنا لديه هوامش يناور بها أوسع بكثير من ملعب المرأة الكتابي

 

خاص: إعداد- سماح عادل

نستمر في طرح آراء الكتاب حول معاناة النساء مع الكتابة في مجتمعاتنا والتي تؤكد في مجملها على إنسانية الإبداع وأن التفريق على أساس الجنس ليس في صالح أحد.

هذا هو الجزء الثاني من تحقيق (النساء والكتابة)، والذي جمعنا فيه آراء الكتاب من مختلف بلدان الشرق عن الصعوبات التي تواجه الكاتبات، وطرحنا هذه الأسئلة:

  1. في رأيك هل مهام الكاتبة من عمل، ومسؤوليات الأمومة ورعاية الأسرة وأعمال المنزل صعوبات تمنعها من التفرغ للكتابة وتقلل فرصها للتواجد على الساحة الثقافية ككاتبة؟
  2. ما رأيك في مقارنة نصوص الكاتبات من النساء بنصوص وإنتاج الكتاب من الرجال رغم التفاوت الكبير في إتاحة الفرص وتوافر إمكانية التفرغ؟
  3. ما رأيك في تحطيم التابوهات في بعض كتابات النساء، والجرأة في الكتابة. وما رأيك فيها يسمى بالكتابة الأيروتيكية؟
  4. هل استطاعت كتابات المرأة أن تتواجد على الساحة الثقافية في مجتمعاتنا وأن تجد لها مكانا وفي رأيك هل ينصف النقاد كتابات النساء أم لا ولما؟
  5. هل تعتقد أن هناك اختلافات ما بين الكتابات التي تصدر عن النساء وتلك التي يكتبها الرجال وما هي هذه الاختلافات؟

الفكرة المكتوبة تقدم نفسها وكاتبها بغض النظر عن جنسه..

يقول “طلال مرتضى” كاتب سوري يعيش في فيينا: “ثمة كثر ممن لديهم ملكة الكتابة يمتهنون أعمال ووظائف غالباً ما تنعكس سلباً على تجربتهم الكتابية, وذلك بفعل الحياة وحكاية الإنسان الوجودية مع الرغيف, فالكتابة بالمرتبة الأولى ليست امتهان, بقدر ما هي حالة شعورية خالصة, تبدأ بالتدفق حالما تكتمل دورتها (تنضج) في حواس المبدع, وهنا تنفتح مدارك سؤالك نحو بوابة أوسع بكثير, فما يسقط على تجربة المرأة المبدعة, ذاته يسقط على تجربة الرجل الكاتب, وتلك جدلية الصراع المفتوح, بين الواجب (الركض وراء الخبز أو الحضور العملي) وبين فسحة الذات التي نعيش هوسها من خلال الكتابة..

في الغالب تحبط الذات المبدعة وتتحجم أمام سطوة متطلبات الحياة, فالمرأة الكاتبة لا يمكنها التخلي عن واجبها تجاه ما يدور في فلكها (الأمومة والرعاية وغيرها) وكذلك الرجل الكاتب كثيرا ما ينحاز لصف الواجب على حساب موهبته. وهنا تتفاوت الفرص بين كل مبدع عامل ومبدعة ملتزمة بواجب ما, وكلٌ حسب ظروفه الخاصة”.

وعن مقارنة النصوص يقول: “بالمجمل إذ سلمت جدلاً بسؤالك هذا, فأنني لن أكون عادلاً مع ذاتي أولاً ومع القارئ, فحين أضع نتاج الكاتب الرجل في كفة الميزان مقابل نتاج المرأة الكاتبة في الكفة التالية, فأنني أتوقف أمام معادلة غير متكافئة من حيث (الكم) الكتابي التي تتفوق به المرأة على الكم الذي ينتجه الرجل الكاتب, فالمقارنة شاسعة جداً من باب أن المرأة الكاتبة وبفطرتها الحسية, تجد من الكتابة في الغالب وسيلة للتفريغ, فهي تكابد ظروفاً مختلفة كلياً عما يكابده ندها, وأعني تماماً الكاتبة العربية, لكن كفة المفارقة النوعية غالبا ما تتأتى لصالح الرجل, وكي لا يعد هذا التصريح, انحياز لحضور الرجل, أقول: من دون المبالغة, الكاتب (الرجل) في مجتمعنا لديه هوامش يناور بها أوسع بكثير من ملعب المرأة الكتابي”.

وعن تحطيم التابوهات في كتابات النساء يقول: “فيما لو نظرنا بعمق إلى سؤالك هذا, لا بد من الإفصاح, بأن ما يتغنى به البعض حول حرية الكتابة وتكسير تابوهاتها, هذا دون الوقوف عن جنس كاتبها رجل كان أم امرأة, ما هي إلا كذبة، أي حرية الكتابة انطلت على الكثيرون منا..

ما من كتابة حرة ولا كتابة جريئة, ويعود ذلك لسببين, الأول هو الرقيب الذاتي والتالي هو الرقيب العام, فالأول ولد فينا منذ ولادتنا الأولى, حين استفقنا على سلطة ملكين نورانيين يقيمان فوق أكتافنا, فالأول يدون ما هو خير والآخر يدون ما هو شر, إسقاطا هذا على التجربة الكتابية, وهذا الرقيب مع ترافد سنوات العمر تجلى بألف لبوس في الحياة ونما في داخل كل منا, إلى حد أنه يتوقف للكاتب المبدع على أول سطر الكتابة ليذكره بحكايتي الخير والشر السالفتين, أي الخطوط الحمراء.

والرقيب العام ما نطلق عليه بالمقص, وله عدة وجوه والكثير من الأقنعة, وهذا يفضي إلى أنه لا يوجد كتابة جريئة, بقدر ما تكون متفلتة وتلك تتشبه بالطلقة الطائشة التي تدوي ولا تصيب هدفها بعينه..

وكي لا أبدو متشائم حيال هذا, لا أنفي وجود كتابات نسوية, يراها الكثيرون في ميزان (الجريء) وفيما لو نظرنا إليها بإمعان لوجدناه لا تتعدى حدود المناكفة أو المعارضة”.

وعن تواجد الكتابات النسائية على الساحة الثقافية يقول: “بالتأكيد هناك حضور كتابي نسوي, وهناك كاتبات عربيات أثبتن حضورهن على الساحة الثقافية, ومن ينفي هذا لابد من وجود غشاوة قرائية على عيونه, لكن وإلى الآن لو حاولنا فرز الكتابة الإبداعية عن الكتابة التفريغية, فأننا سنصاب بخيبة أمل كبيرة.

وأما بالنسبة للشق التالي من سؤالك والذي يتمحور حول إنصاف النقد للكتابة النسوية, أقول: بالمطلق ليست المشكلة لا بالمنتج النسوي ولا بماهية النقد, إنما بمن يمتهنون كتابة النقد, فالنقد بمنظوري, إلى الآن لم يتحرر هو الآخر من قيوده, لذلك يتمحور عند إطلاق الأحكام النقدية حول ذات الكاتب أكثر مما يتمحور حول المنجز, هذا عدا عن المبالغات و”الفنعات” التي اخترعها البعض والتي يتم إسقاطها على نصوص وكتابات لها طقسها الخاص وتوقيتاتها الخاصة وتراكيبها المحدودة.

وكذلك المفاتيح الصدئة التي لا يمكنها فك أقفال ذاتها هي, وتُجرب على شيفرات كتابية لا تمت لها بصلة, وموضات ما يسمى بالنقد الحديث, كحساسية النص, سيميائية حواسه ودواله المخبوءة وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان, وهذا ما تتصدره الصحف في اليومي, لنجد نصاً نثريا من خمسون كلمة, مطروقاً بألف قلم, مذيل بقراءة تسمى بالنقدية تتجاوز أكثر من ألفي كلمة.

كخلاصة, إذا كان ما نتناوله وبشكل يومي في الدوريات والصحف العربية, يطلق عليه نقدا, فأنا أقر وبكل ممكناتي القراءة أن الكتابة النسوية بخير وتلقى دعما منقطع التطبيل من معشر الرجال الذين يكتبونه”.

وعن وجود اختلافات في الكتابة ما بين المرأة والرجل يقول: “لا أعرف عن أي اختلاف تتحدثين؟. فالكتابة هي كتابة سواء كانت نسائية أو رجالية, ما يفارقها عن بعضها البعض, ثقافة الطرح. ولا اعتقد بأن هناك اختلاف بين منجز المرأة أو الرجل, فالفكرة المكتوبة هي التي تقدم نفسها وكاتبها بغض النظر عن جنسه”.

الإبداع واحد والمنتج الفكري واحد..

يقول “محمد توفيق” شاعر وصحفي مصري يعمل في جريدة القبس الكويتية: “لاشك أن أعباء الحياة تضغط على جميع الكُتاب رجالاً كانوا أم نساءً، مع الاعتراف بالطبع بأن مسؤوليات المرأة المبدعة تزيد بل قد تتضاعف بسبب مسؤولياتها في رعاية الأبناء وتلبية متطلبات الزوج، بيد أن الإبداع يصبح ضرباً من المستحيل إذا كان من نصيب المرأة المبدعة زوج لا علاقة له بالثقافة والوعي، أو بالأحرى ذو “ذهنية لا تعترف بقيمة الكتابة”، ولا يسمح لها بحضور الندوات والسفر للفعاليات الثقافية، وهنا تجد الكاتبة نفسها في دائرة الجحيم بحق، وكم من مبدعات تطلقن لهذا السبب.

ويواصل: “لا أعترف بمصطلح الكتابة النسوية على الإطلاق، فالمرأة مثل الرجل تماماً لا فرق بينهما سوى في الوعي والرؤية والتميز، وهذا لا ينطبق على الكتابة فحسب بل على كل صنوف المنجزات الإنسانية عملاً وإبداعاً وفنوناً وهندسة، وطباً وغيرها.

إن النظرة القاصرة إلى المرأة باعتبارها كائناً أقل من الرجل وأدنى مرتبة منه  أكبر دليل على التخلف، والعين الراصدة لا تخطيء أن الحضارة الإنسانية قامت على المشاركة بين الجنسين طول التاريخ، وإن كانت هناك فروق فسيولوجية وجسدية، فالخالق جعل الحياة كلها تقوم على هذه الاختلافات والتباين، ولا أظنه إلهاً ظالماً حتى يجعل المرأة هي الأدنى والرجل هو الأعلى لا لشيء إلا لكونه يمتلك عضوا ذكرياً ولحية ومخالب قوية!.

وإذا نظرنا إلى المنتج الأدبي، فهناك كاتبات حققن منجزات خالدة في تاريخ الأدب الإنساني شعرا ونثرا وفي كل صنوف الإبداع، لكن طبعا الكم  لصالح الرجل ليس لأفضلية الرجال، بل لعدم إتاحة الفرصة للمرأة الكاتبة للذيوع والانتشار والتحقق، فإذا كنا نحكم على المجتمعات العربية بالذكورية، فالعالم كله ذكوري بدرجة أو بأخرى، لأسباب يضيق المجال عن ذكرها”.

وعن تحطيم التابوهات في كتابات النساء يقول: “ليس لديَّ اعتراض على أي كتابة، وأنا ضد التصنيف، وبرأيي لا يوجد ما يسمى بالتابوهات سواء للرجل أو المرأة عند الكتابة، فالكاتب له أن يكتب كيفما يشاء وبالحيثية التي يراها تلاءم وعيه وتترجم أحاسيسه وتنقل رؤيته للمتلقين، ومن يرى في الكتابة عن الجنس أو حوله عيباً فهو قاصر النظر محدود الرؤية، فالجنس هو الحياة، والكاتب حر في تناول تفاصيله بطريقة فنية وبتكنيك موظف لخدمة العمل الأدبي، ولا فرق في ذلك بين كاتب أو كاتبة، فالذي ينظر إلى الأخيرة باعتبارها جسداً هو أحادي الرؤية وعليه أن يخضع لعلاج نفسي.

إن أكثر ما يزعجني وضع حسابات لنظرة المجتمع وتقييم الآخرين أثناء الكتابة، فلا تابوهات ولا مخاوف ولا قيود.

لقد قلتُها من قبل، وأكررها الآن: لا خير في كاتب تكبله القيود، ولا خير في كتابة مغلفة بالخوف والخجل وأسر العادات والتقاليد وإطار الأديان.

أما مصطلح الكتابة الإيروتيكية فهو لون من الأدب وفن من فنون الكتابة، وأحترم كل كاتب أو كاتبة تخصصا فيه أو جرباه بشرط التوظيف الفني وحسن التناول والكتابة النابعة من الأحاسيس والخادمة للإنسانية، أما الكاتبة أو الكاتب اللذان يكتبان لمجرد إثارة الشهوة أو لاستعراض العملية الجنسية ومفردات الأجساد، فالأولى أن يعرضا مشاهد بورنو بدل الكتابة، فالنص الأدبي ليس وسيلة لفتح الفخذين أو قذفا للسائل المنوي للرجل، أو إيصال المرأة إلى النشوة، العمل الأدبي إشباع لكل رغبات الحياة بأدب وتحضر حتى لو كان النص إيروتيكياً”.

وعن تواجد كتابات النساء على الساحة الثقافية يقول: “الساحة الأدبية مفتوحة للجميع، وقد تمكنت الكثير من المبدعات العربيات من التواجد بقوة في  الساحة الأدبية وحققن انتشارا ملحوظاً، منهن “منى الشيمي، وأسماء هاشم، ورانيا اللبودي، ورجاء عبد الحكيم، وحنان شاهين، ورشا سنبل وإيمان مرسال وميرال الطحاوي، وأمينة عبد الله، وتيسير النجار، وتقى المرسي، وهناء المشرقي، ونورا عثمان” وغيرهن، وكل هذه الأسماء المصرية تواجدت في ساحة الشعر والقصة والرواية، وفي السعودية “رجاء العالم”، وفي الكويت “سعدية مفرح، واستبرق أحمد وليلى العثمان، ونجمة إدريس”، وفي سلطنة عمان “جوخة الحارثي”، وغيرهن كثيرات.

وإذا أرادت المرأة أن تكون كاتبة، فأبواب التحقق مفتوحة لكل مجتهد ذكرا كان أم أنثى.

أما عن النقاد فالساحة الأدبية بامتداد الوطن العربي تعاني من أزمة نقد يواكب المنتج الأدبي، كما أن الحركة النقدية تحكمها الشللية في الغالب، باستثناء بعض النقاد المخلصين للإبداع والفكر وهؤلاء عددهم قليل.

ومع الأسف الشديد هناك نقاد تخصصوا في “الأدب النسائي” لمآرب أخرى، فرب قبلة أو حضن من امرأة كانا سببا في كتابة نص نقدي عن عمل أدبي رديء، بيد أن المبدعات الحقيقيات لا يتواجدن بقوة إلا بفعل جودة منتجهن، وإذا كانت الحرة لا تأكل بثدييها، فالمبدعة الحقيقية لا تروج نصها بجسدها”.

وعن الاختلافات بين كتابات النساء وكتابات الرجال يقول: “لا أؤمن بالاختلافات بين الكتابة التي ينتجها الرجال وتلك التي ينتجها النساء، ولا فرق بين الجنسين على الإطلاق، فمن غير المنطقي هذا التصنيف الجائر، فالذهن البشري  واحد والتفكير واحد، ومخطئ جدا من ينظر إلى المرأة باعتبارها كائناً له نهدان ومهبل وجسد ناعم فقط، هذه الفروق تشريحية فقط، لكن الإبداع واحد والمنتج الفكري واحد”.

الإبداع معاناة في ظل حياةٍ تحولت إلى (مفرمة) يومية..

ويقول الكاتب المصري “رضا ياسين”: “أرى أن  القراءة والكتابة والإبداع فعلُ اشتباكٍ مع الحياة بكل تفاصيلها، تتسرب تلك التفاصيل إلى النفس الإنسانية والذات المبدعة خصوصا لتنتج عملا إبداعيا، لكنها في ذات الوقت حين ممارسة فعل الكتابة تحتاج إلى التركيز وإلى العزلة والابتعاد عن مشاغل الحياة الروتينية العادية، ولو لوقت قصير. في ذلك يتساوى الرجل/ المبدع، والسيدة/ المبدعة، الإبداع معاناة يعيشها المبدع والمبدعة يوميا في ظل حياةٍ تحولت إلى (مفرمة) يومية، ولا شك أنَّ الصعوبات التي تلاقيها المبدعة تتضاعف، هذا شئ لا نستطيع إنكاره من عملٍ ومسئولياتٍ منزليةٍ وأسريةٍ.

ولكن المبدع/ الرجل أيضا يلاقى من الصعوبات الكثير في ظل تطورات حياتية الكل يلمسها، الرجل الآن عليه أنْ يعمل عملا وعملين وثلاثة ليوفر لأسرته المال والطعام في ظل تغيرات حياتية الكل يعانيها الآن. مع تقديري للأعباء المنزلية والأسرية التي تعانيها المبدعة الأنثى، لكن المبدعات الآن متحققات وفاعلات، وكثيرات على الساحة الإبداعية،  من السهل أنْ تحصى الكثيرات منهن، رغم كل الأعباء الحياتية التي يعشنها”.

وعن مقارنة النصوص يقول: “ماذا لو أعطيتِ القارئ – أي قارئ – كتابا غُفلاً من اسم الكاتب، وجعلتيه يقرأه  ويقول لكِ رأيه عن الكتاب بعد القراءة، هل سيهتم باسم الكاتب؟ هل سيهتم إذا كان المؤلف ذكرا أم أنثى؟ – لا أظن . المسألة كلها في نظري مسألة افتعالية، أو تأتى المقارنة  على أيدى بعض النقاد أو الأكاديميين المغرمين بالمقارنات الذكورية والأنثوية التي يلمحونها في بعض الكِتابات أو (الكَاتبات)اللواتى تخترقن مناطق (التابو). المتن الإبداعي  هو الأساس، وكثيرا ما يتم ظلم مبدعين رجال في تلك المقارنات لأسباب كثيرة  يعرفها الجميع، مع الاحترام للإبداع النسائي. كناقد، لابد أن تتعالى على تلك النظرة الأحادية، وأخشى أن أقول العنصرية. لا تشغلني المقارنة بقدر ما يشغلني الإبداع نفسه”.

وعن تحطيم التابوهات في بعض كتابات النساء يقول: “عند قراءة مثل هذه الأعمال الإبداعية، أقوم بمحاورة النص وأسأل: هل حين قام المؤلف/ المؤلفة بتحطيم ذلك التابو -أياً كان-  هل خدم عمله الإبداعي ككل، أم أنه جاء مترهلا زائدا عن النص، ولمجرد الشو الإعلامي، لاقتناص الشهرة ربما، وربما للتغطية على العجز الإبداعي في النص، وشد الانتباه بعيدا عنه والانشغال بتلك المعركة بدلا من تحليل النص وتقييمه. والكتابة الإيروتيكية شكل من أشكال الكتابة، ولا أقول الإبداع.

الإبداع في رأى أن تسمو وأن تتعالى بالحالة الإبداعية، حتى لو كانت ممسوسة بالغريزة، تتعالى بها إلى أفق أعلى، لا أن تجذبها لأسفل”.

وعن استطاعة كتابات المرأة أن تتواجد على الساحة الثقافية في مجتمعاتنا يقول: “بالطبع الكتابة الإبداعية النسائية الآن متواجدة وبقوة على الساحة الثقافية، سواء على منصات التواصل الاجتماعي، حيث المنتديات والمؤتمرات، وفعلياً، في الإنتاج الإبداعي المطبوع ورقياً، رواية وقصصا وشعرا، والكثير من المبدعات يمتلكون حسا إنسانيا وإبداعا عاليا وكتابة متوهجه. أما إنصاف النقاد لها أو عدمه، فدعينى أبتسم وأقول: لله في خلقهِ (مِنْ النقاد) شئون. للأسف أصبح النقد يميل إلى الكثير من المجاملات والحسابات الأخرى غير الضمير الإبداعي”.

وعن وجود اختلافات ما بين الكتابات التي تصدر عن النساء وتلك التي يكتبها الرجال يقول: “حين أقرأ العمل الإبداعي لا يشغلني نوع أو جنس كاتبه بقدر ما يشغلنيى الحالة الجمالية للنص ، وفى الكتابة الإبداعية الحقة لا أرى اختلافات في ذلك، ربما يظن البعض أنّ النساء أكثر إبداعا في القضايا النسائية التي تخص المرأة ، وأظن أن الكثيرين يعلمون أن كتابا كبارا من الرجال كتبوا عن قضايا المرأة أفضل مما كتبته المرأة نفسها محليا وعالميا. أعود وأقول ثانية إن العمل الإبداعي هو الفيصل والحكم . أما التصنيف النوعى الجسدانى للعمل فهو يظلم العمل ويظلم صاحبه”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة