10 أبريل، 2024 2:45 م
Search
Close this search box.

(النساء والكتابة 2-32):  الكاتبات اللاتي يعترضن هنا وهناك يعبرن عن زوبعة فشل وعدم قدرة وضعف في إمكانيات العمل الأدبي

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

في هذه الحلقة من الملف ما زال التعميم مستمرا من بعض الكتاب، ومازال تناول المعاناة التي تعانيها النساء في تزاحم المهام تلاقي لديهم تجاهلا وتعتيما، كما يصرون على تعميم فكرة الإبداع والكتابة واعتبارها مفهوما عاما يشمل الرجال والنساء، دون الالتفات إلى خصوصية كل جنس في تناول الموضوعات والرؤية وحتى طريقة التعبير. والتساؤل هنا لماذا يتسميت بعض الكتاب في التأكيد على عدم وجود خصوصية للمرأة، وفي السخرية من التصنيف إلى أدب نسائي وأدب يكتبه الرجال، وفي التلميح من بعيد إلى استخدام بعض الكاتبات الإغراء لكي يتواجدن على الساحة الثقافية أو تلقى نصوصهن مكانا؟.

هذا هو الجزء الثاني من تحقيق (النساء والكتابة)، والذي جمعنا فيه آراء الكتاب من مختلف بلدان الشرق عن الصعوبات التي تواجه الكاتبات، وطرحنا هذه الأسئلة:

  1. في رأيك هل مهام الكاتبة من عمل، ومسؤوليات الأمومة ورعاية الأسرة وأعمال المنزل صعوبات تمنعها من التفرغ للكتابة وتقلل فرصها للتواجد على الساحة الثقافية ككاتبة؟
  2. ما رأيك في مقارنة نصوص الكاتبات من النساء بنصوص وإنتاج الكتاب من الرجال رغم التفاوت الكبير في إتاحة الفرص وتوافر إمكانية التفرغ؟
  3. ما رأيك في تحطيم التابوهات في بعض كتابات النساء، والجرأة في الكتابة. وما رأيك فيها يسمى بالكتابة الأيروتيكية؟
  4. هل استطاعت كتابات المرأة أن تتواجد على الساحة الثقافية في مجتمعاتنا وأن تجد لها مكانا وفي رأيك هل ينصف النقاد كتابات النساء أم لا ولما؟
  5. هل تعتقد أن هناك اختلافات ما بين الكتابات التي تصدر عن النساء وتلك التي يكتبها الرجال وما هي

المرأة أكثر جرأة وشجاعة في وصف الأحاسيس..

يقول “حسين نصيب المالكي” صحفي وقاص وروائي من ليبيا: “مسؤوليات البيت والأسرة تقلل من عملية الإبداع لدى المرأة الكاتبة  وتعيقها عن الإنتاج الإبداعي”.

وعن مقارنة النصوص يقول: “نصوص الكاتبات فيما يتعلق بالمرأة أكثر جرأة وشجاعة من الرجل في وصف أحاسيسها ومشاعرها. في حين أن الكاتب عندما يكتب عن المرأة  يكون أقل منها لأنه أقل شجاعة منها وجرأة. ولكن في الإبداع بصفة عامة الرجل أكثر إبداعا من المرأة وأطول نفسا وأغزر إنتاجا. وعلى العموم الإبداع هو إبداع إذا كانت امرأة أو رجلا.

وعن تحطيم التابوهات في كتابات النساء يقول: “الكتابات الجريئة عند المرأة، وخاصة عند “هيلانة الشيخ” وعند “أحلام مستغانمي” و”غادة السمان” وغيرها تحقق نجاحا أكثر لدى الكاتبة العربية، وإقبالا أكثر لدى القارئ العربي، وتوزيعا أكثر لدى الناشر

وعن استطاعة كتابات المرأة التواجد على الساحة الثقافية يقول: “نعم استطاعت كتابات المرأة أن تجد لها مكانا إلي جانب أخيها الرجل، بل واستطاعت البعض منهن التفوق عليه، وكان النقاد منصفين لها بحكم أنهم يكتبون عن الإبداع والأدب إذا كان قصة أو شعر أو ورواية بصفة عامة، دون التفريق بين الجنس ذكر أو أنثى”.

وعن وجود اختلافات ما بين كتابات النساء وكتابات الرجال يقول: “الاختلافات بين الرجل والمرأة أن الرجل عندما يكتب عن المرأة  قد لا يكون مثل ما تكتب المرأة عن نفسها فهي أكثر جرأة وشجاعة في وصف الأحاسيس والمشاعر عند المرأة أكثر من الكاتب الرجل”.

كثير من النقاد قد أنصفوا المرأة..

ويقول الكاتب العراقي “محمد عبد الجليل شعابث”: “في حقيقة الأمر أنا لا اعتقد أن مسؤوليات الأمومة ورعاية الأسرة  تمنع الكاتبة من ممارسة الكتابة، فالرجل كذلك له مشاغله الكثيرة والمتعددة لذا فإن الإبداع في كل المجالات لا يمكن أن يعيقه شغل أو مسؤولية”.

وعن مقارنة النصوص يقول: “رغم الفروقات البسيطة بين نصوص الكتاب والكاتبات، لكن في السنوات الأخيرة برزت الكثير من الكاتبات اللاتي يشار لهن بالبنان، ولذلك فأنا أرى أن في المرحلة القادمة سوف يشهد الوسط الثقافي انعطافة واضحة وتفوق ملموس للكاتبات العربيات”.

وعن تحطيم التابوهات في كتابات النساء يقول: “إن الكتابة وفنها يحتاج إلى مجموعة من العوامل لكي تكون متلائمة ومتناسقة وذات قيمة إبداعية، ومنها محاكاتها للواقع الاجتماعي وما تفرضه المجتمعات من أعراف وتقاليد مرتبطة ومتجذرة فيها، لذلك إن عملية كسر تلك التقاليد بشكل مباشر هو بمثابة الانتحار المستقبلي للكاتبة وخاصة مايسمى بالكتابة الأيروتيكية، فهذه لا تتناسب مع قيم مجتمعنا وأنا أرى أن لها ردود أفعال عكسية”.

وعن تواجد الكتابات النسائية على الساحة الثقافية يقول: “نعم وهذا واضح جدا، لقد استطاعت المرأة الكاتبة إثبات وجودها على الساحة الثقافية. واعتقد أن كثير من النقاد قد أنصفوا المرأة وربما ميزوها عن الرجل في بعض الأحايين”.

وعن وجود اختلافات ما بين كتابات المرأة وكتابات الرجل يقول: “برأيي المتواضع لا يوجد اختلافات جوهرية بين ما تكتبه النساء وما يكتبه الرجال، ربما نستشعر ذلك من خلال المحتوى والمضمون إن كان الكاتب امرأة أو رجل، من خلال اللغة المستخدمة والمفردات الناعمة التي هي من مميزات لغة النساء”.

هناك نقاد لا يهتمون سوى بنصوص الكاتبات..

ويقول الكاتب العراقي “خالد مهدي الشمري”: “في البداية لابد لنا أن نقف عند الكتابة بشكل عام، وهي تحتاج إلى موهبة وخبرة بعيدا عن نوع الجنس الذي يكتبها، وحينما نجد توفر الشروط الفنية في النص حينها يحسب للكاتب أو الكاتبة دون تمييز.

هناك فروقات في المهام والعمل الذي يسبب تعطيل المسيرة الأدبية لكلاهما، وهو مشاغل العمل إن كان في البيت أو خارجه. ومهام الأمومة والأطفال سبب رئيس في ابتعاد بعضهن، لكن أجد أنه لا يلغي الموهبة والكتابة تتوقف لوقت لكنها تعود، وهناك أسماء كبيرة وعديدة عربيا ومحليا يشار لها بالبنان”.

وعن مقارنة النصوص رغم التفاوت الكبير في إتاحة الفرص يقول: “الإبداع والتميز موجودان دون المرور لخلفيات الكاتب وهناك نظرية “موت المؤلف”، كما أيضا المسابقات التي تقام حيث يتم رفع اسم الكاتب ليكون النص هو الفيصل. ووجدنا هناك مراكز متقدمة للعنصر النسائي في تلك المسابقات، وعليه لا نجد أي فرق لكون النص يعتمد على مقومات ثابتة وهنا الكاتب أو الكاتبة تكون عنصر فقط وليست من عناصر تميز النص، وفيما نجد من بعض الكاتبات اللاتي يعترضن هنا وهناك ما هي إلا زوبعة فشل وعدم قدرة وضعف في إمكانيات العمل الأدبي”.

وعن تحطيم التابوهات في بعض كتابات النساء يقول: “كون الكتابة فن وإبداع مصحوب بموهبة نجد عملية تسويق النصوص والسباق الذي لا يتوقف يعتمد على أهواء ورغبات، لذلك بعض الكاتبات يستخدمن صورهن أو عبارات فيها الجرأة في الكتابة. كذلك بالمقابل هناك بعض النقاد ينجر خلف هوس الجنس وغيره لذلك نجد بعض المقالات النقدية لنصوص لا ترتقي كونها ضعيفة وأحيانا، غير فنية مثلا قصيدة وهي ليست بشعر أصلا أو نص سردي فاشل، لذلك اليوم نشهد بروز أسماء هي فقط أسماء تواصل اجتماعي وإعلام فقط. وهذه الظاهرة شملت الرجال أيضا النص الإبداعي لا يحتاج تزويق وهو يشق طريقه بين الكثير من النصوص الأخرى”.

وعن استطاعة كتابات المرأة أن تتواجد على الساحة الثقافية في مجتمعاتنا يقول: “هناك نوعين من النقاد إذا كنا نعتمد المعيارية فالناقد المعروف أجد هناك نصوص ومقالات منصفة وغير محددة بجنس رجل أو امرأة وهي محط اهتمام الكثير. والنوع الثاني اعتقد يميل إلى كتابة المقالات للعنصر النسائي دون الرجال تحت أهداف كثيرة مضمرة لكنها محط استهجان الكثير، وهذا هو ما نتحدث عنه اليوم فلا فرق بين نص رجالي وآخر نسائي يميزهما الإبداع فقط”.

وعن وجود اختلافات ما بين الكتابات التي تصدر عن النساء وتلك التي يكتبها الرجال يقول: “الفروقات بين كاتب وآخر كثيرة ومتعددة لا تخص رجل أو امرأة بالتحديد، لكل منا أسلوبه الخاص وطرحه الخاص. لا يختلف الرجل والمرأة في الكتابة عن الحب والموت ووصف المشاعر. لكن الرجل قدم صور الحرب كما قدمت المرأة صور الأمومة ورعاية الأطفال والعمل مع الرجل في جميع مفاصل الحياة. ما يميز أي عمل هو الإبداع فقط أجد فقط فرص حضور ومشاركة الرجل في المحافل الأدبية والثقافية أكثر”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب