22 ديسمبر، 2024 7:20 ص

خاص : بقلم – كرم صابر :

قصة قصيرة

أركب الميكروباص، أجلس بجوار وجوهٍ ممتعضة لا تُبادلني التحية.

يقودنا سائق أرعن؛ يصرخ كلما طلب أحد الركاب النزول، ويقول: دوس على الأُكرة من برة يا لوح.

راكبٌ ذو وجه جميل حاول النزول، لكنه لم يتمكن لأنه قزم، قزم صغير لا يزيد طوله على ربع متر، لم يهتم بصراخ السائق، ولا بمبالاة الركاب، ونزل زاحفًا على السلالم حتى أرتطم جسده بالأسفلت.

راكبة أخرى طالبته بالوقوف؛ وجهها مذهولاً وشعرها كستنائي، لكنها تمسك عكازين لترفع جسدها عليهما، لم يشعر الركاب بوجودها والسائق يصرخ: حد ينزلها أبوس على إيديكم، عايز ألحق الدور يا ناس.

لحظات وصرخ راكب آخر ليتوقف عند المِقْلَة، خبَّطَ على الزجاج بالجبس الذي يلف يديه، فنزل السائق من على كرسي القيادة، فتح الباب، وشدَّه من ياقته، وحملق في الأرضية المملوءة بالركاب مدهوشًا من إعاقتهم.

رمق ضمادة عيني، وقال: عارف يابا هنزلك عند المستشفى، مددت يدي لأعطيه الأجرة لكنه لم يرني، لأنه كما قال جاري أعمى، ومع ذلك لم يندهش أحد من الركاب وهو يقفز على المقود ويستكمل الرحلة.

تمت

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة