15 نوفمبر، 2024 8:52 م
Search
Close this search box.

“المرأة والنوع الاجتماعي في العراق: بين بناء الأمة والتجزؤ” .. تاريخ بغداد عبر “الفمينيست” !

“المرأة والنوع الاجتماعي في العراق: بين بناء الأمة والتجزؤ” .. تاريخ بغداد عبر “الفمينيست” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

نشرت “جامعة كامبريدغ” مؤخرًا كتاب الفمينيست العراقية، “زهراء علي”، خبير علم الاجتماع، بعنوان (المرأة والنوع الاجتماعي في العراق: بين بناء الأمة والتجزؤ).. وفي حوارها إلى موقع (جدلية)، تقول “زهراء علي”: “كتبت هذا الكتاب للفت الإنتباه إلى جزء خاص من تاريخ الفمينيست في العراق، والمسار السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمرأة العراقية، منذ تشكيل الحكومة الحديثة عام 1920م. وتسليط الضوء على الآلية التي أحالت العراق إلى دولة ذات حركة قومية عابرة للحدود، وأهمية القضايا النسوية والنوع الاجتماعي”. بحسب ما نشره موقع (راديو زمان) الإيراني المعارض؛ نقلاً عن موقع (جدلية)..

محاولة لتدوين تاريخ العراق الحديث عن طريق “الفمينيست”..

نشأت “زهراء علي” لأسرة ناشط سياسي عراقي منفي. بدأت عملها بعد متابعة دقيقة لحقائق إنتاج التعليم في “العراق”. وفي اعتقادها أن الكتب المنشورة حول “العراق”، كتبها في الغالب رجال بيض متخصصون في العلوم السياسية. ولذا تقدم تحليل محدود للأنظمة السياسية. بينما الدراسات الأحدث تثبت وكأن كل التغييرات العراقية بدأت في العام 2003م.

في المقابل ينطوي كتاب، “زهراء علي”، على تاريخ أوسع وأشمل منذ تشكيل “العراق” الحديث. وهو دراسة من منظور علم الاجتماع للأنشطة الاجتماعية والسياسية للمرأة العراقية و”تيار الفمينيست” عبر القوميات، ومنظمات حقوق المرأة العراقية والدراسات الدقيقة بشأن الخبرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمرأة العراقية، منذ تشكيل الحكومة العراقية.

وتبدأ حواراتها إلى الناشطات الاجتماعيات والسياسيات، (لفئات عمرية تترواح بين 21 إلى 74 عامًا، وتشمل مختلف الأطياف العرقية والمذهبية والحزبية)، بسؤال حول طبيعة الأسباب التي أحالت كلاً منهن إلى ناشطة ؟.. وجمعت بذلك تاريخيًا شفهيًا، (إلى حد ما)، حول الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والسياسية للمرأة العراقية منذ 1950م.

وقد التقت، “زهراء علي”، الناشطات العراقيات وناقشت معهن قضايا الناشطات العراقيات والمجتمع المدني العراقي حاليًا؛ من مثل “قانون الأحوال الشخصية”، و”العنف العرقي والسياسي”، وكذلك “عسكرة المجتمع”، وأجرت حوارات مطولة بشأن سبل تقديم وتجربة العدالة الاجتماعية، والمساواة الجنسية، والحريات.

والكتاب باختصار؛ هو محاولة للمشاركة في “قضايا الفمينيست” المهمة، ويقدم كذلك تحليلات فمينية عن التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي العراقي المعاصر. ويناقش الكتاب كذلك الأدبيات المتعلقة بالنوع الاجتماعي، والحكومات الحديثة، والسلطوية، والقومية، والقبلية، والمذهبية والحركات الاجتماعية والسياسية، مثل الشيوعية والإسلام السياسي في الشرق الأوسط وحول العالم.

المرأة.. والجنسية ونظام “البعث”..

كان وصول الأخوان “عارف” إلى السلطة عام 1963، المجال الوحيد للتنفس قبيل الانقلاب الثاني لـ”حزب البعث”، عام 1968م. ثم بدأت بعد عودة “حزب البعث” إلى السلطة عمليات القمع والاغتيالات والاعتقالات والتعذيب والإعدام.

وتستذكر “نشوى”، التي ولدت عام 1943، حجم الألم الشديد الذي عانته جراء وجود عناصر قومية وشيوعية في أسرتها، التي تنتمي بالأساس إلى طبقة رجال الدين. تعرض أخواها للسجن عام 1963؛ على خلفية نشاطاتهما الشيوعية، وإعدام شقيق زوجها اليساري. وهرب شقيقي “نشوى” إلى “ألمانيا”؛ ولكن اعتقلتهما الحكومة العراقية بمجرد وصولهما إلى “العراق”، عام 1968.

وبقي نظام “البعث” بالسلطة على عكس الأنظمة السابقة. ما دفع الكثير من أسر المعتقلين السياسيين والمفقودين والمعارضين للإعدام والتمييز والعنف إلى الفرار من “العراق”. ثم سيطر “حزب البعث” على قوات الجيش والشرطة وكل المؤسسات العراقية.

وبمجرد وصول “صدام حسين” إلى السلطة؛ بدأ حملة للقبض على المعارضة السياسية، وكان يلقي القبض على كل من يشتبه في معارضته له أو لقبيلته، ومن ثم بدأت هيمنة “التكريتيين”. في العام 1979؛ كان مطلوب القبض مجددًا على “مقبولة”، عضو الاتحاد النسوي، والتي اعتقلت وتعرضت للتعذيب بعد انقلاب 1963. ولأنها لم تكن في المنزل أثناء حضور قوات الأمن، فقد ألقي القبض على والدتها العجوز، وقد كانت عضو مؤسس بـ”الاتحاد النسوي”.

تقول “مقبولة”: “قبضوا على أمي، لأن سيارتي مسجلة باسمها، عذبوها واستجوبوها وضربوها وكهربوها في مناطق حساسة من البدن. ليتها كانت هنا لتخبرك بنفسها. حاصروا البيت وانتظروا عودتي. أرادوا إجبارها على الكلام وإخبارهم بمكان اختبائي”.

ثم نجحت “مقبولة” في الفرار إلى “سوريا” كالكثير من النشطاء السياسيين العراقيين، واستفادت من دعم النشطاء المدنيين الفلسطينيين المحسوبين على “جبهة التحرير الفلسطينية” في “دمشق” و”بيروت”، وأعدت لها الحكومة اليمنية، آنذاك، جواز سفر مزور. بعدها تمكنت والدتها من زيارتها في مخبأها بـ”سوريا”.

وقضت 24 عامًا في المنفى والتنقل بين “سوريا ولبنان وليبيا وروسيا وسولوفاكيا وبلغاريا”.

تمكنت “مقبولة”، منتصف العام 1980، من الإنضمام مع “هنا إدوار”، إلى الجناح العسكري الشيوعي، “الأنصار”، في “كُردستان” للحرب ضد “نظام البعث” في مرتفعات “كُردستان”. وبالنهاية تمكنت بعد سقوط “نظام البعث” من العودة إلى “العراق”، وهي تعكف حاليًا على إحياء “الاتحاد النسوي” مجددًا، إلى جانب نشاطها المدني في “بغداد”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة