خاص: إعداد- سماح عادل
عين حورس بالمصرية القديمة أوجات، هي رمز وشعار مصري قديم ذو خصائص تميمية، يستخدم للحماية من الحسد ومن الأرواح الشريرة ومن الحيوانات الضارة ومن المرض وهي في شكل قلادة يتزين بها الشخص، وتعبر عن القوة الملكية المستمدة من الآلهة حورس أو رع. وتعد رمزاً شمسياً، والذي يجسد النظام والصرامة والوضع المثالي. كانت تلك القلادة توضع أيضا على صدر مومياء فرعون لتحميه في القبر. تفنن الفنان المصري القديم في صناعتها من الذهب وتشكيلها بحيث تحمل صورًا لحورس والإله رع، ورموز الحياة (عنخ) والدوام (جيت)، والصون (صا). والأوجات كانت بمثابة رمز للإشارة إلي الاستقرار الكوني والدولي في عهد المصريين القدماء.
في علم الأساطير حورس هو بن الملك أوزوريس الذي قتله أخوه ست. ويمتلك الإله حورس سلسلة من المعارك الضارية ضد عمه ست ولذلك لثأر لمقتل أبيه. وعلى مدار هذه الصراعات، عانى الخصمين عديدا من الإصابات والخسائر الحيوية كتشوه العين اليسري لحورس، ولكن بفضل تدخل اما تحوت أو حتحور، استُبدلت العين المشوهة بالأودجات لكي يستطيع الإله حورس استعاده بصره. هذه العين كانت مميزة وذات خصائص سحرية.
تعويذة..
استُخدمت عين حورس لأول مرة كتعويذة سحرية عندما وظفها حورس لاستعادة حياة والده أوزوريس. وقد حظيت بشعبية كبيرة في مصر القديمة وقد تم اعتبارها تعويذة في يد أصحاب النفوذ القوية، لأنها تقوي النظر وتعالج أمراض الرؤية وتقاوم أعراض الحسد وتحمي الموتى. وهي مثل الطِلسم ترمز إلى الصحة والرخاء وعدم فناء الجسد، وكذلك القدرة على إحياء الموتى.
نصوص الأهرام: إعلان 258، في هرم أوناس.
«طُرد شره، قد نُقي بفضل عين حورس»
مميزات حامية: كتاب الموتى، الفصل 112
«عين حورس هي حاميتك، أوزوريس إله الغربيين هو حارسك، سيهزم كل أعدائك، وكل أعدائك هم جزء منك»
نصوص النواويس، التعويذة رقم 64 ورقم 316.
«أحضرت لك عين حورس لكي تبث السعادة إلي قلبك» «أنا عين حورس المشوهة، والتي فُقدت بطريقة مرعبة».
الحساب..
استخدم قدماء المصريين نظام حسابي معقد يتمثل في استخدام الكسور في مقاييس المساحات الزراعية والأحجام، ويقوم على الضرب المتكرر 1/2 (عملية الرفع الحسابية). وتم أخذ رموز الكسور الكبري من الأجزاء التي تشكل الهيروغليفية داخل عين حورس، وكل كسر يرمز له بكتابة هيروغليفية محددة في العين.
القيم الحسابية لعين حورس: في نظام عد مصر القديمة، استخدمت عين حورس لتمثيل الكسور على الشكل (1) = 1/2 + 1/4 + 1/8 + 1/16 + 1/32 + 1/64 (أنظر الحساب عند قدماء المصريين).
نظام عد عين حورس عرف الأعداد على أنها مجموع 6 حدود من الكسور الواحدية. استخدمت أجزاء عين حورس للتعبير في الكتابة عن الكسور الأحادية (أجزاء الواحد) مثل 1/2 و1/4، 1/8… حتى 1/64. (يلاحظ أن مجموع تلك القيم ابلغ 63/64 وليس واحدا بالضبط). وعلى الأخص في أجزاء المكاييل الحجمية وتقسيم الغلال وغيرها، فكان مثلا الشوال واسمه بالمصرية القديمة «خار» يعادل أربعة مكاييل من نوع «حقات».
قصَّة حورس..
في اسطورة اوزوريس عندما استطاعت ايزيس إحياء زوجها وأخيها اوزوريس للمرة الثانية، فتحولت إلي صقر وحامت حول جسده حتي استطاعت أن تًحمل في حورس. لكن جسد أوزوريس لم يكن كامل فلم يعود الي الحياة بشكل كامل، فذهب إلى عالم الموتى يحكمه، وترك إيزيس ونفتيس ترعى الشعب في الحياة الدنيا.
لكن ست علم بأمر ايزيس وانها تحمل طفل الوريث الشرعي لأرض مصر، فعزم علي قتله، وهربت ايزيس إلى أحراش الدلتا اختبأت هناك حتى ولادة حورس فكانت ولادة صعبة حيث أنها حملت به أكثر من 9 أشهر وكانت بمفردها ولا يوجد أحد لمساعدتها. واستمرت في الاختباء والهروب حتى أصبح حورس في سن قادر علي مواجه عمه ست. خلال هذه الفترة الطويلة كان يوجد بعض الالهة وكذلك نفتيس تقوم برعاية وتربية حورس مع ايزيس وكانت هذه الالهة بمثابة حامي لهم (الاله نيث/ سرقت)
اشتد ساعد حورس، وذهب لطلب بحقه في حكم مصر ورفع دعوة قضائية أمام الالهة يطالب بذلك فجميع الالهة أقروا بأحقية حورس في الحكم ولكن الإله الأكبر رع كان متفق مع ست أن حورس صغير ولا يمتلك الخبرة لإدارة أرض مصر. فلجئ الطرفين لأثبات من هو الأحق عن طريق الصراع الجسدي. استمرت الحرب بينهم 80 سنة، وفي جميع المعارك يخرج حورس منتصر، ولكن رع لم يغير من رأيه واستمر الصراع.
ايزيس خرجت عن صمتها، وعزمت علي مساعدة ابنها حورس، وحكت مكيدة ل ست لتوقع بيه أمام رع وباقي الآلهة لتثبت أحقية ابنها بالحكم.
تشبهت ايزيس بفتاة شابه جميلة، وجلست تبكي أمام قصر ست، فخرج إليها ست يسألها عن سبب بكائها، أخبرته أنها امرأة متزوجة ولديها ابن وحيد صغير وقد توفي زوجها وترك لهم أرض. ولكن أخ الزوج استولي علي هذه الأرض ولم يعط الابن حقه ويقول أنه صغير لإدارة هذه الارض. فقام ست بالرد، علي أن هذه الاخ ظالم، والارض من حق الطفل مهما كانت الظروف، ووعد المرأة بمساعدتها واسترداد الأرض من الأخ الظالم.
ومن هنا أظهرت ايزيس نفسها وكذلك باقي الألهة وقالت ايزيس ها هنا لقد حكم ست بنفسه بأحقية حورس في حكم مصر. انضم رع إلي باقي الآلهة وحكموا لحورس يحكم مصر، وتمت معاقبة ونفي ست الي الصحراء. وأصبح حورس ملك مصر متوج بتاج الشمال والجنوب وإيزيس ونفتيس بمثابة مستشارين له. أصبح ست إله الصحراء والعواصف. في الأساطير أخرى كان أيضًا إله الظلام والفوضى.
وأصبح حورس بعد ذلك ضمن الألهة التي تحاكم المتوفي في يوم الحساب والذي يعرف بالمحكمة وتكمن وظيفة حورس هي اصطحاب المتوفي إذا كان من الأخيار الي اوزيريس إلي آخر مرحلة من الحساب. كما يظهر في بردية المحكمة، أقصي اليمين يجلس اوزيريس إله الموتى ومن خلفه ايزيس ونفتيس كمساعدين له، وأمامهم حورس يصطحب المتوفي بعد ان اجتاز مرحلة الميزان.
الماسونية..
تُعدّ عين حورس واحدة من أهم الرموز الغامضة عند الماسونية، حيث ظهرت في أولى حفلات الماسونية عام 1797الرسميَّة للماسونيَّة، ومن أسمائها التي أطلقوا عليها حديثاً “عين الروح”، أو “عين البصيرة”، أو “العين التي ترى كل شيء”، كرمزٍ للقوّة وإيهامٍ الشعوب بسيطرتهم على العالم، وتكون محاطة بشعاع النور كرمز للتنوير.
عين العناية الإلهية (أو عين الله التي ترى كل شيء) هي رمز يصور عينًا، غالبًا ما تكون محاطة بمثلث ومحاطة بشعاع من الضوء أو هالة، ويقصد بها تمثيل العناية الإلهية، إذ تراقب عين الله البشرية. ويظهر مثال مشهور لعين العناية الإلهية على ظهر الختم العظيم للولايات المتحدة، والذي توجد صورته على العملة الأمريكية من فئة الواحد دولار.
في عام 1782، جرى تبني عين العناية الإلهية كجزء من الرمزية الموجودة على الجانب الخلفي من الختم العظيم للولايات المتحدة. وقد اقتُرح لأول مرة كعنصر من عناصر الختم العظيم من قبل لجان التصميم الثلاثة الأولى في عام 1776، ويُعتقد أنه اقتراح من قبل المستشار الفني، بيير يوجين دو سيميتري، وكان في ذلك الوقت رمزًا تقليديًا لوصاية الله الخيرة.
في اقتراحه الأصلي إلى اللجنة، وضع دو سيميتري العين فوق شعارات النبالة لترمز إلى كل ولاية من المستعمرات الثلاث عشرة الأصلية للاتحاد. وعلى نسخة الختم التي جرت الموافقة عليها في النهاية، وضعت العين فوق هرم غير مكتمل مكون من ثلاث عشرة درجة (لترمز إلى الولايات الأصلية، ولكنها تتضمن أيضًا إمكانات الأمة للنمو المستقبلي). وتُشرح هذه الرمزية من خلال الشعار الذي يظهر فوق العين، annuit cœptis، والذي يعني «يوافق على تعهداتنا» (أو «وافق»).
غالبًا ما ترتبط عين العناية الإلهية بالماسونية، إذ ظهرت لأول مرة كجزء من أيقونية الماسونية المعيارية في عام 1797 مع نشر توماس سميث ويب كتاب مراقب الماسونيين.
في هذا الاستخدام، تمثل العين عين الله التي تعرف كل شيء، وهي بمثابة تذكير بأن أفكار وأفعال البشرية مراقبة دائمًا من قبل الله – الذي يشار إليه في الماسونية على أنه مهندس الكون الأعظم. عادةً ما يكون للعين الماسونية للعناية الإلهية هالة نصف دائرية تحته، وأحيانًا تكون محاطًة بمثلث.
شاع بين منظري المؤامرة الادعاء بأن عين العناية الإلهية التي تظهر فوق هرم غير مكتمل على الختم الأعظم للولايات المتحدة تشير إلى تأثير الماسونية في تأسيس الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن الاستخدام الماسوني الشائع للعين يعود إلى 14 عامًا بعد إنشاء الختم العظيم. علاوة على ذلك، كان الماسوني الوحيد من بين أعضاء لجان التصميم المختلفة للختم العظيم هو بنجامين فرانكلين، الذي لم يجري تبني أفكاره حول الختم. وبالمثل، أنكرت العديد من المنظمات الماسونية صراحة أي صلة بتصميم الختم.
وجد ارتباط للعين بمفهوم العناية الإلهية في المسيحية. في الأيقونات الأوروبية المتأخرة من عصر النهضة، كانت العين المحاطة بمثلث صورة واضحة للثالوث المسيحي. وجرى رسم عين العناية الإلهية فيما بعد على صورة لثلاثة وجوه في لوحة بونتورمو عام 1525 عشاء عمواس. وتظهر صور العين في القرن السابع عشر أحيانًا أنها محاطة بالغيوم أو بشعاع الشمس. وما تزال عين الله في المثلث مستخدمة في عمارة الكنيسة والفن المسيحي لترمز إلى الثالوث ووجود الله في كل مكان والعناية الإلهية.