خاص: إعداد – سماح عادل
بعد وقوع الزلزال المدمر الأخير الذي قتل مئات السوريين والأتراك أثيرت التساؤلات حول مدى كون هذا الزلزال مفتعلا، أو تمت صناعته، وما علاقة تلك الاحداث الدامية بما يقال عن مؤامرة تحويل العالم الى النظام العالمي الجديد.
برنامج الشفق..
برنامج الشفق النشط عالي التردد اختصار لـ High Frequency Active Auroral Research Program هو برنامج أبحاث الغلاف الأيوني تم بتمويل مشترك من قبل القوات الجوية الأمريكية وبحرية الولايات المتحدة الاميركية، وجامعة ولاية ألاسكا، وداربا. تم ابتكار وتطوير هذا البرنامج عن طريق شركة BAEAT للتكنولوجيات المتقدمة، بغرض تحليل الغلاف الأيوني والبحث في إمكانية تطوير وتعزيز تكنولوجيا المجال الأيوني لأغراض الاتصالات اللاسلكية والمراقبة.
برنامج هارب يدير منشأة رئيسية في القطب الشمالي، والمعروفة باسم محطة بحوث هارب. بنيت هذه المحطة على موقع للقوات الجوية الأمريكية بالقرب من منطقة جاكونا بولاية ألاسكا الأمريكية. الأداة الأكثر بروزا في محطة هارب هي أداة البحث الأيونوسفيري (IRI)، وهي عبارة عن مرفق لإرسال الترددات اللاسلكية العالية القوة ويتم تشغيله بواسطة ترددات عاملة في النطاق العالي.
تستخدم أداة البحث الأيونوسفيري (IRI) لإثارة وتنشيط وتسخين منطقة محدودة من المجال الايوني بشكل مؤقت. وتستخدم بعض الأدوات الأخرى، مثل أداة التردد العالي جدا ورادار التردد فائق العلو، ومقياس المغناطيسية، وجهاز استقراء مغناطيسي، كل هذه الأدوات تستخدم لدراسة العمليات الفيزيائية التي تحدث في ذات المنطقة الماثرة. والفكرة ببساطة تقوم على ربط مضخمات Amplifier بتردد ما بين 2 Ghz إلى 2.5 Ghz وإطلاق حزمة موجية من خلال هوائيات Omni Antenna وبقوة موجية تصل ل500MWatt -100MWatt ورغم أن تصميم مصفوفة الهوائيات بسيط وغير مطور منذ تأسيسه إلا أن هناك تحفظ حكومي على المشروع.
آلية عمل المشروع..
يعمل مشروع H.A.A.R.P مثل عمل المايكرويف المستخدم في الطبخ فمصفوفة هوائيات H.A.A.R.P تمثل جهاز المايكرويف أما الايونسفير يمثله الدجاجة التي تنضج من ترددات المايكرويف. وهذا التسخين الذي يحدث في تلك الطبقة تحدث من جرائه آثار اختلف في نتائجها المهتمون بدأ العمل في محطة هارب في عام 1993 وتم الانتهاء من الأعمال الحالية لأداة البحث الأيونوسفيري في عام 2007، وكان المقاول بهذا العمل شركة بريطانية تدعى (بي إيه إي سيستمز) للتكنولوجيات المتقدمة.
نظرية المؤامرة..
يربط بعض الباحثين مشروع هارب بالعديد من الأحداث الخفية والقدرات المختلفة للتحكم في العالم. وقد أطلق الصحافي “أسدأز ريلدك” على مشروع هارب ب «موبي بطه نظريات المؤامرة» كناية لشخصية البط الأبيض في كلاسيكيات الروائي هيرمان ملفيل، وقال أن رواج نظريات المؤامرة لدى الناس غالبا ما يحجب أية فوائد قد يوفرها مشروع هارب للمجتمع العلمي.
العديد من الجهات تصدر من خلال نظرية المؤامرة مثل شركة “مارفل كومكس” للنشر والمؤلف “توم كلانسي” بالإضافة للمسلسل الشهير “الملفات الغامضة”. يتم أيضا توظيف برنامج هارب عسكريا من خلال بعض التحليلات العسكرية، مثلا كتبت دورية عسكرية روسية أن التجارب الأيونوسفيرية لبرنامج هارب «قد تؤدي إلى سلسلة من الإلكترونات التي بدورها يمكن أن تقلب أقطاب الأرض المغناطيسية رأسا على عقب».
جلسات استماع..
عقد كلا من البرلمان الأوروبي والمجلس التشريعي لولاية ببيلا العديد من جلسات الاستماع حول مشروع هارب، وأبدى الطرفان بعض «المخاوف البيئية» من هذا البرنامج.
كما حذر الكاتب “نيك بيجيتش” في كتابه «الملائكة لا تعزف هذا الهارب» الجماهير الحاضرة في محاضراته بأن مشروع الهارب قد يؤدي إلى العديد من الزلازل التي بدورها قد تحول الغلاف الجوي العلوي إلى ما يشبه العدسة العملاقة بحيث «تبدو السماء للرائي وكأنها تتعرض تماما للاحتراق.»
مشاريع مشابهه..
لم يكن مشروع H.A.A.R.P المشروع الوحيد في العالم وإنما كان أشهرها وأكثرها إثارة لمخيلة المهتمين في نظرية المؤامرة. ففي النرويج وأستراليا وروسيا مشاريع مشابهه غير أنها لم تحظ بنفس الاهتمام من قبل الرأي العالمي.
بداية المشروع..
هذا المشروع الأمريكي نشأ في سنة 1891 على يد “نيكولاس تسلا”، الذي أنشأ تيارا متناوبا وهو التيار المستخدم اليوم، كما أعطى الأساس للتحكم في المناخ من خلال إنشاء أشعة صغيرة الحجم مثل تلك التي تنتجها الطبيعة. يمكن أن يساهم مشروع هارب السري في تغيير المناخ من خلال قصف الغلاف الجوي بشكل مكثف بأشعة عالية التردد، ومن خلال تحويل الموجات منخفضة التردد إلى كثافة عالية، كما ويستطيع أن يؤثر أيضا على أدمغة الإنسان، ولا يمكن استبعاد أن لها تأثيرات تكتونية.
“مشروع هارب” لديه القدرة على تعديل المجال الكهرومغناطيسي للأرض والسيطرة على الطقس والمناخ، وقدر أنه جزء من ترسانة من الأسلحة الإلكترونية السرية التي تملكها الولايات المتحدة. وبمعنى آخر مشروع “هارب” السري الأمريكي عبارة عن “سخان أيونوسفير” يستخدم لتجربة التعديل المركّز لاضطراب البلازما (غاز منخفض الكثافة في الظروف العادية) الموجود في طبقة الأيونوسفير، بهدف زيادة كثافة الغاز الأيوني المذكور. وعندما تزداد كثافة هذا الغاز، تظهر الاضطرابات وسحب البلازما متعددة الألوان المعروفة باسم الشفق القطبي.
بعبارة أخرى، فإن البرنامج قادر على تصنيع الشفق القطبي الاصطناعي على شكل غيوم بلازما ذات كثافة أعلى، في أي مكان أو نقطة على الكوكب، وبالتالي يمكنها أيضا تعديل حالة المناخ. وتم إغلاق المشروع في عام 2015 وتم تمريره إلى جامعة ألاسكا فيربانكس، مما يسمح للطلاب باستخدام المرافق لأنواع أخرى من البحث.
نفي..
وقال خبراء لـ”رويترز” إن الزلزال الأخير في تركيا لم يكن بسبب برنامج عسكري أمريكي سابق يسمى برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد (HAARP)، ولا تمتلك HAARP إمكانيات تعديل الطقس التي تسبب الزلازل، على عكس الادعاءات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت “رويترز” أن HAARP هو برنامج يستخدم جهاز إرسال عالي الطاقة وعالي التردد لدراسة خصائص وسلوك الأيونوسفير. وقال العديد من الخبراء لـ”رويترز” إن HAARP لا يمكن أن تكون مسؤولة عن الزلزال في تركيا أو في أي مكان لأنها لا تملك مثل هذه القدرات.
وقال ديفيد مالاسبينا، وهو عالم أبحاث في مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء (LASP) بجامعة كولورادو بولدر، إن موجات راديو “HAARP” تشبه محطة بث إذاعي قوية AM، ولا توجد آلية معروفة من قبل الذي يمكن أن يتسبب بث إذاعي AM في حدوث زلزال. وصرح بأن هذه الأنواع من موجات الراديو تخترق أقل من 1 سم في الأرض، في حين أن الزلازل أعمق بكثير.
وقال “توشي نيشيمورا” الأستاذ المشارك في الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة بوسطن، إنه “لا توجد حاليا تقنية لإطلاق موجات الراديو من الأرض وضرب مدينة على وجه التحديد. لا يبدو أنه من الممكن أن تؤثر موجات الراديو على الظروف الزلزالية البعيدة””.
وقال “ديفيد هايسل” لـ”رويترز” إن “HAARP” “لا يمكنه إحداث البرق خلافا للادعاءات الواردة في مقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت والتي تقول إن الصواعق “ليست طبيعية في الزلازل”.
وقالت “جيمسينا سيمبسون”، أستاذة الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة يوتا، بأن الظاهرة المعروفة باسم أضواء الزلازل هي في الواقع “شائعة إلى حد ما”، مشيرة إلى أنها ليست على علم بوقوع صواعق لعمليات HAARP. وأوضحت رويترز نقلا عن خبراء، أن زلزال 6 فبراير في تركيا لم يكن نتيجة لعملية HAARP لأنه ليس لديه القدرة على إحداث زلازل.
آراء أخرى..
الكاتب العالمي “ميشيل شسودوفسكي” في بحثه يعتبر مشروع (هارب) للتلاعب بالمتغيرات المناخية أحد وجوه حرب النجوم وشكل من أشكال أسلحة الإبادة الجماعية.
والعالم الدكتور “نيكولاس بيجيتش” الذي يشارك بنشاط في حملة عامة ضد مشروع HAARP يوضح: “إن هذه التكنولوجيا الفائقة القوة تقوم بإطلاق موجات راديوية مكثفة radiowave – تستطيع أن تزيل بعض المناطق من الغلاف الجوي المتأين (الطبقة العليا من الغلاف الجوي) من خلال تركيز الاشعاع وتدفئة تلك المناطق. بعدها تستطيع الموجات الكهرومغناطيسية الموجهة أن ترتد مرة أخرى إلى الأرض وتخترق كل شيء، الأحياء منهم والأموات”.
الدكتورة “روزالي بارتيل” المتخصصة في تأثيرات الاشعاعات تشبه مشروع “هارب” بأنه “السخان العملاق الذي يمكن أن يسبب خللا كبيرا في الأيونوسفير، حيث أنه لا يقوم بخلق ثقوب فقط، ولكن شقوق طويلة في هذه الطبقة الواقية من الإشعاع القاتل الذي يقصفنا من بقية الكوكب”.
يقع المشروع في الأماكن التالية: –
1.جاكونا GAKONA/ ولاية الاسكا – الولايات المتحدة الامريكية.
2.فاير بانكس FAIRBANKS / ولاية الاسكا – الولايات المتحدة الامريكية.
3.ايرو سيبوا ARECIBO / بورتريكو.
4.فازليزكي VASILSURSK / جمهورية روسيا الاتحادية.
5.ترومسا TROMSO / النرويج – الاتحاد الأوربي.
ومن قدرات مشروع هارب HAARP ومهامه:
- ـ التدمير التام أو تعطيل أنظمة الاتصالات الحربية أو التجارية في العالم أجمع، وإخراج جميع أنظمة الاتصالات غير المفعلة من الخدمة.
- ـ التحكم بأحوال الطقس على كامل أراضي كوكب الأرض.
- ـ استخدام تقنية الشعاع الموجه، التي تسمح بتدمير أية أهداف من مسافات هائلة.
- ـ استخدام الأشعة غير المرئية بالنسبة للناس، التي تسبب السرطان وغيره من الأمراض المميتة، حيث لا تشك الضحية في الأثر المميت.
- ـ إدخال مجمل سكان منطقة المأهولة في حالة النوم أو الخمول، أو وضع سكانها في حالة التهيج الانفعالي القصوى، التي تثير الناس بعضهم ضد بعض مثل الحروب الأهلية.
- ـ استخدام الأشعة لإعادة بث المعلومات في الدماغ مباشرة، التي تبعث هلوسات سمعية (“صوت ***”، أو غيره، مما تقدمه محطات البث الإذاعي) …
وتتم هذه القدرات عن طريق إرسال وبث حزمة كهرومغنطيسية هائلة تقدر 3.6 جيجا وات، موجهة إلى الطبقة العليا من الغلاف الجوي بدقة عالية، لتنتج، سلاحاً ككهرومغنطيسي ذا استطاعة جبارة. يمكن تشبيهه بسيف عملاق من الموجات المصغرة، الذي يمكن لأشعته أن تتركز في أية نقطة على الكرة الأرضية.
تضليل الرأي العام..
ان استخدام وتطوير نتائج هذا المشروع للأغراض العسكرية كما هو واضح من الجهات التي تقوم بتمويل المشروع له نتائج كارثية. إن اطلاق حزمات موجية عالية الطاقة (ليزرية او جسيمية) تصل لمستوى القنابل النووية يؤدي الى نتائج تدميرية هائلة. وتقوم الجهات التي تدير المشروع بتقديم هذا المشروع للجمهور على أنه مشروع توليد درع لصد أي هجمات صاروخية على الولايات المتحدة الامريكية أو طريقة لإصلاح فجوة الاوزون أعالي الغلاف الجوي. ولكن الحقيقة هي أن مشروع هارب HAARP هو جزء من ترسانة أسلحة النظام العالمي الجديد في إطار مبادرة الدفاع الاستراتيجي المشترك (حروب النجوم أو الفضاء). تقاد من القيادة العسكرية في الولايات المتحدة الامريكية، ويمكن لهذه المشاريع تدمير الاقتصادات الوطنية لشعوب ودول بأكملها من خلال التلاعب بالعوامل المناخية.
والأهم من ذلك، يمكن تنفيذ هذا الهدف الأخير من دون الحاجة لمعرفة قدرة العدو استعداداته، وبأقل تكلفة ممكنة ودون إشراك الأفراد والمعدات العسكرية كما هو الحال في الحروب التقليدية.
ان استخدام نتائج مشروع HAARP و تطبيقها العسكرية أو حتى السلمية، لها تأثيرات مدمرة محتملة على المناخ في العالم حيث يمكن استخدامها بشكل انتقائي لتعديل المناخ في مختلف أنحاء العالم مما يؤدي إلى زعزعة استقرار النظم الزراعية والبيئية وتغيير الحقول الكهرومغناطيسية الطبيعية للكرة الأرضية كما يمكن تطوير امكانيتها لرصد والتلاعب بالحركة التكتونية والزلزالية لصفائح الكرة الأرضية . ويعتبر المشروع نوع من أنواع الحروب الالكترونية.
وزارة الدفاع الامريكية قد خصصت موارد كبيرة لتطوير نظم المعلومات والرصد بشأن التغيرات المناخية من خلال مؤسسة ناسا ووزارة الدفاع الوطني وكذلك من الصور والخرائط التي تزودها وكالة (NIMA نيما) التي تعمل على تكديس وتجميع البيانات و”صور للدراسات الفيضانات وتآكل التربة والأراضي مخاطر الانزلاق، والزلازل والمناطق الإيكولوجية، والتنبؤات الجوية، وتغير المناخ” مع ترحيل البيانات من الأقمار الصناعية لإدارة المشروع…