الله يتوفى الأنفس حين موتها فماذا يفعل ملك الموت ؟

الله يتوفى الأنفس حين موتها فماذا يفعل ملك الموت ؟

محمد مختار ( باحث وكاتب )

يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة الزمر : ” الله يتوفى الأنفس حين موتها” ، ويقول المولى سبحانه وتعالى في سورة السجدة : قل يتوفاكم ملك الموت ، وهذا يقتضي أن الوفاة لا تحصل إلا من ملك الموت، ويقول المولى في سورة الأنعام : ” توفته رسلنا “، فمن الذي يقبض الروح هل يتوفاه الله ؟ أم يقبضها ملك الموت ؟ أم تتوفاها رسل الله ؟ حول هذه الأسئلة تقول أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية أن المتوفي على الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى؛ وذلك مصداقا لقول الله تعالى في سورة يونس : ” قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم” ، وقول الله تعالى في سورة النحل : والله خلقكم ثم يتوفاكم، وذهبت أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية إلى أن الوفاة تكون بقدر الله سبحانه وتعالى، ثم خلق الله ملك الموت وجعله الملك الموكل بقبض الأرواح؛ وذلك مصداقا لقول الله تعالى في سورة السجدة : قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ” .

كما ذهبت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية إلى أن الله تعالى خلق أعوانا لملك الموت؛ وذلك مصداقا لقول الله تعالى في سورة الأنعام : ” حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون” . وقوله تعالى في سورة محمد : ” فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ” ، وقوله تعالى في سورة الأنعام : ” ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم ” .

ويورد بعض الوعاظ حديثا جاء فيه : (.. فإذا بلغ العبد أجله, واستوفى رزقه, وانقضت مدة حياته, أرسلت له أربعين ملَكًا يعالجون روحه, فينزعوها من العروق, والعصب, واللَّحم, والدم, ويقبضونها من رؤوس أظافره، حتى تصل إلى الركب, ثم يُريحون الميت ساعة, ثم يَجذبونها إلى السُّرة, ثم يريحونه ساعة, ثم يجذبونها إلى الحلقوم, فتقع في الغَرغرة, فأتناولها وأسلُّها كما تُسلُّ الشَّعرة من العجين, فإذا انفصلت من الجسد جمدت العينان وشخصتَا؛ لأنهما يتبعان الرُّوح, فأقبضها بإحدى حربتَيْ هاتين, وإذا بيده حربة من النور, وحربة سخط, فالرُّوح الطيبة يقبضها بحربة النور, ويرسلها إلى عليين, والرُّوح الخبيثة يقبضها بحربة السخط, ويرسلها إلى سِجِّين.. إلى آخر الحديث) وهذا الحديث ذهب جمهور العلماء إلى أنه حديث موضوع ، واستدل علماء الحديث على وضعه بما ورد فيه من غريب الكلام الذي لم يأتي ذكره في القرآن الكريم ولا الحديث النبوي الشريف، فلم يثبت تسمية ملك الموت بعزرائيل في حديث صحيح ولاحسن ، وإنما ورد ذلك في بعض الروايات الإسرائيلية، وجاء ذكره في القرآن والسنة باسم: ملك الموت قال الله تعالى: [قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة